Jewelry & Hip-Hop.. علاقة حب أبدية تجمع الفن بالمجوهرات
تعبر علاقة المجوهرات والهيب هوب عن ارتباط واتصال عميقين بشكل غير عادي، حيث يكاد يكون من المستحيل ذكر أحدهما دون الآخر. لكن من أين أتى هذا الحب؟ وما السر وراء هذه العلاقة الطويلة التي تحمل معها تاريخ عريق؟
في الواقع، لطالما كانت علاقة الفن بالمجوهرات ثابتة ومتينة، منذ بدايات فنون التمثيل والغناء الكلاسيكية حول العالم وصولا إلى هذا اليوم. وبالطبع، هذا يشمل بداية انطلاق الهيب هوب خلال السبعينيات والثمانينيات.
ينقسم تاريخ مجوهرات وزينة المشاهير إلى حقبتين مختلفتين: قبل "بلينغ" Bling وبعده. هذا المصطلح الذي روج له نجوم الهيب هوب للمرة الأولى في التسعينيات، واكتسب شهرة عالمية واسعة. بالمختصر، يدل المصطلح على اعتماد الإكسسوارات والمجوهرات والساعات الباهظة الثمن أو التفاخر بها.
لنبدأ من الفكرة الأساسية وراء الهيب هوب: وسيلة للتعبير عن النفس أو عن فئة معينة من المجتمع، وأداة تحاكي القصص وتصنع التغيير في مشكلات المجتمعات.
منذ سنوات طويلة، اعتُبرت مسابقات الهيب هوب، التي تشمل مواجهة الراب بين أكثر من شخص في آن واحد، جزءا أساسيا من هذا العالم، حيث كانت تدل على قوة وقدرة مغني الراب على اختراع الكلمات على المسرح والرد على خصمه. ومع مرور الوقت، دخلت المجوهرات إلى الساحة، وأصبحت أساسية لإبراز شهرة ومكانة مغني الراب في مجتمعه، كلما كانت المجوهرات أفخم، كان المغني معروفا ومحبوبا أكثر.
وضمن أوائل الفنانين الذين اعتمدوا أسلوب الإكسسوارات والمجوهرات البراقة أو "بلينغ" هذه كان Slick Rick و Eric B و Rakim و LL Cool J. وبعد سنوات قليلة انتشرت الصيحة بشكل غير عادي، وأصبحنا نراها على أشهر نجوم الهيب هوب الذين لا تزال أسماؤهم لامعة اليوم؛ مثل Jay Z و Snoop Dogg و 50 Cent و Eminem و Drake. ويمكن رؤية صورهم الأولى في أرشيف كتاب Ice Cold الجديد، الذي يقدم من خلال الصور والقصص عقودا من العلاقة المميزة بين المجوهرات البراقة والهيب هوب، ويبرز أذواق مغني الراب المختلفة طوال هذه السنوات.
وعلى الرغم من أن فكرة "بلينغ" بدأت مع نجوم الهيب هوب الرجال، فإنها سرعان ما انتشرت بين النساء على الساحة، وأصبحت الشيء المعتاد الذي لا نزال نراه اليوم، وسيبقى وجودُه أساسيا في عالم الهيب هوب خلال السنوات المقبلة من دون أي شك.
في البداية، كانت موسيقى الهيب هوب طريقة لإيصال صوت المضطهدين وذوي الدخل المحدود أو المنخفض. كانت متجذرة في المقاومة والنشاط، وليست مقتصرة فقط على الحفلات والماديات. بمعنى آخر، كانت للأشخاص الذين ربما لم يتخيلوا أنفسهم مزينين بالألماس والمعادن الثمينة أبدا. ولهذا السبب، وعندما تمكنت فئة من الخروج من هذا اليأس والوصول إلى صفوف الأغنياء عبر غناء الراب، لم يكن ذلك كافيا. كان لا بد من التباهي بها. وكان لا بد من عرضها ليراها العالم بأسره. كلما ازدادت الثروة التي تم الحصول عليها، كان هناك المزيد من اللمعان.
وفي حين أن الهيب هوب يتمحور حول النضال، ترمز المجوهرات والساعات الكبيرة والبارزة إلى الهروب من هذا الصراع حرفيا. من هنا يأتي تعلق هذا الفن بالذهب والألماس، على الرغم من أن أسلوب "بلينغ" قد يدل على مكانة الفنان بين جمهوره وزملائه، فإنه يعني أكثر من ذلك بكثير بالنسبة إلى عالم الهيب هوب.
ولأن المجوهرات التي يختارها نجوم الهيب هوب أكبر بكثير من القطع المعتادة التي تعودنا على رؤيتها، لم تكن عملية انتشارها لدى ماركات المجوهرات العالمية سريعة. حتى هذا اليوم، لا تزال هناك أماكن معينة يلجأ إليها النجوم لإبراز إطلالاتهم.
لكن بعيدا عن كل شيء، من الجدير بالذكر أهمية فن الهيب هوب حتى لدى الماركات العالمية، حيث أصبحت أسامي عالمية، مثل دار "تيفاني آند كو" Tiffany & Co، تعتمد اليوم نجوم الراب والهيب هوب سفراء لها؛ من A$AP Ferg إلى Jay-Z وزوجته Beyonce.
وبالتحدث عن Beyonce، فهي أيضا من أشد المعجبين بدار "ميسيكا" Messika، لكونها أيضا بدأت تتبنى التصاميم الكبيرة والمرصعة بالألماس التي تشبه روح الهيب هوب.
إذا كنت متعلقة بالمجوهرات حقا، إذا أنت تعرفين أنها ليست مجرد قطع لتزيين إطلالتك أو إبراز مكانتك في المجتمع، بل إنها في الواقع طريقة مهمة للتعبير عن النفس وإظهار شخصيتك. من خلال اختيار قطع المجوهرات أو حتى الساعات، يمكن توجيه رسالة معينة أو إثبات وجهة نظر، أو ببساطة الأمر إبراز أسلوبك في الموضة.
من هذا المنطلق، يمكننا فهم علاقة الحب الأبدية بين الهيب هوب والمجوهرات، كلاهما يكمل الآخر من ناحية التعبير عن النفس بطريقة غير مباشرة.