كيف ألهمت الحضارة الشرقية والمدن العربية الموضة؟
الموضة هي صناعة دائمة التطور تستمد إلهامها من مختلف الثقافات والحضارات العالمية. ومن مصاد الإلهام الغنية والفريدة هي الحضارة الشرقية بتراثها المتنوع وثقافتها النابضة بالحياة. من الصحاري إلى الحياة البدوية وحتى أناقة الخط العربي كل هذه العناصر وأكثر ألهمت الموضة العالمية وخلقت مزيجاً من التقاليد القديمة والأسلوب المعاصر.
الحضارة الشرقية من الأغنى والأكثر تأثيراً على مختلف المجالات
تضم الحضارة الشرقية عدداً لا يحصى من العناصر التي تجعلها واحدة من أغنى الحضارات في التاريخ، حيث أنها لطالما اشتهرت بفنها وإتقانها للحرفية وإسهاماتها في الأدب والفسلسفة وقد تركت بصمة على الحضارة الإنسانية وأغنت تاريخا القديم والحديث. ومن الصحاري إلى المدن ومختلف الأنسجة الاجتماعية الموجودة في الوطن العربي ومدنه المختلفة شكلت الحضارة الشرقية بنسجيها من التقاليد والجماليات والسحر الخاص بها صلة الوصل بين التاريخ والمستقبل ومنبع إلهام لمختلف المجالات الفنية بما في ذلك عالم الموضة.
تأثير الحضارة الشرقية بمختلف جوانبها على الموضة العالمية
أزياء مستوحاة من الصحاري العربية وألوانها الغنية
جاذبية الصحاري العربية الشاسعة، برمالها المتغيرة وألوانها الغنية التي تجمع بين الدرجات الترابية وتأثير تناوب الليل والنهار عليها من انعكاسات ساحرة تصبح قريبة من لون الذهب عند سطوع الشمس وتتلون بدرجات من اللون الأحمر عند الغروب وتملع بتموجات من اللون الفضي عند بزوغ القمر، وكل هذه العوامل من النغمات الترابية والصور الظليلة شكلت مصارد وحي لا متناهية لمصممين الأزياء عبر السنوات وشاهدنا تصاميم الأزياء والاكسسوارات التي حملت بين طياتها النفحات الصحراوية الساحرة.
البدو بين أسلوب الحياة والملابس التقليدية مصدر الهام غني للموضة العالمية
طريقة الحياة البدومية، بتراثها الثقافي الغني وما يحيط بها من الغموض والأجواء الساحرة ألهمت مصممي الأزياء والدور العالمية على مر السنوات ولاسيما أن نمط اللباس لللقبائل البدوية أرشيف غني بحد ذاته مليء بالألوان والتفاصيل مع التصاميم الفضفاضة والأقمشة المنسوجة يدوياً والمطبوعة بالنفشات التقليدية ذات الطبقات والتفاصيل المعقدة ومزيج الألوان المتضارب والمتجانس مع بعضه البعض مع الاكسسوارات الفضية والذهبية التي تكمل الاطلالات بأسلوب مترف وملفت، كل ذلك شكل مصدر وحي غني بالنسبة لعالم الموضة وقد شاهدنا الكثير من مصممين الأزياء وقد ترجموا الأزياء التقليدية البدوية الى تصاميم عصرية ومواكبة للزمن الحالي.
اندماج الملابس التقليدية مع التصاميم العصرية
جميعنا نعلم أن الخليج العربي ولاسيما في فصل الصيف له مناخ خاص جداً حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير ولهذا فإن نمط اللباس في تلك المنطقة أيضاَ خاص جداً وغالباً ما يتألف بالنسبة للنساء والرجال من الأثواب الفضفاضة الطويلة المصنوعة من أقمشة خفيفة وهي ما تسمى بالعبايات والجلابيات وهذا النوع من الملابس تخطى الحدود الجغرافية ليصبح موضة عالمية رصدناها على كبرى منصات دور الأزياء مع لمسات عصرية مبتكرة لتتماشى مع متطلبات العصر.
الخط العربي يتحول إلى زركشات مبتكرة على الأقمشة
يتمتع الخط العربي بمنحنياته المتدفقة إحساساً بالمرونة والجمال ولهذا هو يشبه في الكثير من الأحيان العمل الفني أو الرسمة أكثر من كونه مجرد خط، وعدا ذلك عن غنى مفرادته وتنوع حروفه ولهذا كان الخط العربي الأنيق والمعقد مصدر وحي وإلهام بالنسبة للكثير من الفنون ولاسيما عالم الأزياء وقد شاهدناه على الأقمشة وقد تم تنفيذه بأسلوب الطباعة أو التطريز بأساليب فنية مبتكرة أضفت جمالية خاصة وفخامة من نوع مختلف على التصاميم.
تأثير الحضارة الشرقية يتمد إلى الاكسسوارات أيضاَ
إلى جانب الأزياء والأقمشة فإن تأثير الحضارة الشرقية يمتد أيضاَ إلى الاكسسوارات من المجوهرات البارزة بألوانها الذهبية أو الفضية مثل السلاسل المتعددة، والأقراط الكبيرة المزينة بالشراريب والأساور العريضة، وخلخال الكاحل. اضافة الى اكسسوارات الرأس مثل التربان، اضافة إلى الأحذية من الصنادل أو الخفافات الجلدية من دون كعب وحقائب اليد المطرزة وغيرها من التفاصيل التي أغنت الموضة وعالم الاكسسوارات.
اعتنق مصمموا الأزياء عبر الزمن الجمال والسحر المترافق مع الحضارة الشرقية وترجموا غناها الثقافي والتراثي على أجمل تصاميم الأزياء العصرية حيث أصبحت اللمسة الشرقية جزءاً لا يتجزأ من مشهد الموضة العالمي.