الاستدامة في الموضة ضمن فعاليات "هيَ هَب": بحثًا عن مستقبل أفضل في صناعة الأزياء
عندما نتحدث عن عالم الموضة والأزياء فأول ما قد يخطر في بالنا هو تلك الصورة المثالية عن عالم سحري يأخذنا في رحلة لاكتشاف الجمال والاستمتاع بروعة الأزياء وأحدث الصيحات. وفي أسابيع الموضة وعلى السجادة الحمراء يكون الموعد مع أطياف من الألوان الآسرة والتصاميم الفريدة والمثيرة تبدعها أنامل المصممين ويدخر لها القيمون في مجال صناعة الأزياء كل الإمكانات والجهود. فهل تساءلتم يوما عن ما قد تكون التكلفة أو بالأحرى ضريبة كل هذا الجمال؟
حسب معلومات صادمة أعلن عنها مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) فإن صناعة الأزياء هي ثاني أكثر الصناعات تلويثاً في العالم، وتستخدم الصناعة سنويًا حوالي 93 مليار متر مكعب من المياه وتكفي لتلبية احتياجات خمسة ملايين شخص، ويتم إلقاء كمية من الألياف الدقيقة تعادل 3 ملايين برميل من النفط في المحيط كل عام، كما أن صناعة الأزياء مسؤولة عن انبعاث الكربون أكثر من جميع الرحلات الجوية الدولية والشحن البحري مجتمعين.
وفي مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية حيث أقيمت فعاليات "هي هب "Hia Hub للفن والموضة والثقافة في نسخته الثانية والتي تعتبر أضخم فعالية في عالم الموضة والجمال في المنطقة العربية. كان الموعد ليس فقط للاحتفاء بجمال هذه الصناعة، ولكن أيضا لفتح نقاش جدي ومسؤول حول بعض القضايا التي تواجهها هذه الصناعة وعلى رأسها القضايا البيئية في لقاء جمع بين ضيوف مميزين من عالم الأزياء وناشطين في مجال الموضة المستدامة وذلك بهدف خلق الوعي بالأثر البيئي لصناعة الأزياء وتشجيع الناس على استهلاك واع وتعامل مسؤول مع الأزياء.
في هذا اللقاء، تطرق الضيوف إلى زيادة الطلب على الموضة المستدامة والتغييرات التي صاحبها في مجال الأزياء. كما تحدثوا عن الاهتمام المتزايد بقطع الأزياء القديمة والتصاميم المعاد تدويرها. والأهم من ذلك، شاركوا مع الحضور تجاربهم الخاصة في ترسيخ مبدأ الاستدامة في مجال الموضة والأزياء من خلال المشاريع التي يعملون عليها. ويتعلق الأمر بكل من سارة تيمور الشريكة المؤسسة والمديرة التنفيذية لموقع أميوزد AMUSED. وهي منصة رقمية تربط بين المشترين والبائعين للقطع المستعملة vintage في المملكة العربية السعودية. ويتركز عمل سارة على المشاريع ذات الآثار الاجتماعية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وتتمثل رؤيتها ومهمتها في جعل القطع الفاخرة حقيقية وفي متناول الجميع.
ونيرفانا عبدول مؤثرة ومنسقة أزياء سعودية شغوفة بمفهوم الموضة الأخلاقية. وهي ناشطة مهتمة بالاستهلاك الواعي في مجال الأزياء وتعمل على نشر الوعي عند المستهلك في منطقة الشرق الأوسط حول الآثار السلبية للموضة السريعة على كوكبنا والتعريف بأسلوب الموضة المستدام. وذلك من خلال منصاتها على وسائط التواصل الاجتماعية. والتي تعرض فيها أفكارا مبتكرة عن كيفية اعتماد أزياء مستدامة وعصرية. وتشارك مع متابيعها الحيل والنصائح للحصول على خزانة ملابس مستدامة وذات قيمة جمالية في نفس الوقت.
بالإضافة إلى مصمم الأزياء باتريك ماكدويل الذي أسس دارا للأزياء تحمل اسمه يقوم من خلالها بإعادة تصميم وابتكار الملابس الفاخرة القديمة. باتباع طرق أخلاقية ومستدامة من أجل ترسيخ مبدأ صناعة أزياء صديقة للبيئة. وبالموازاة مع عمله في الدار، يقوم ماكدويل بالاشتغال مع العديد من العلامات التجارية لتقديم حلول لإعادة تدويرالأقمشة والملابس القديمة.
وقد انضمت إليهم كذلك الأختان ديما وتانيا نوبر، أول امرأتين من الجيل الرابع لعائلة نوبرالعريقة، التي أسست علامة المجوهرات (L'Atelier Nawbar)، تديران صناعة المجوهرات في الشركة. وتكمن قوتهما في خلق تصاميم موروثة وعصرية يتم تناقلها عبر الأجيال بطريقة تعكس لغة الفن العالمية وتشجع على مفهوم الاستدامة في المجال بنفس الوقت. وقد نجح هذا الثنائي الديناميكي في غزو عالم المجوهرات على الصعيدين المحلي والعالمي.