متلازمة الفم الحارق.. ما علاقتها بانقطاع الطمث
لا شك في أن مرحلة البلوغ في حياة كل من المرأة والرجل؛ هي مرحلةٌ مصيرية، وتشهد العديد من التقلبات والتغيرات الجسدية والنفسية التي تُسبَب المعاناة والألم. إلا أن المرأة تبقى أكثر عرضةً لهذه التغيرات في مراحل مختلفة من حياتها؛ بدءًا من الحمل والولادة وصولًا إلى مرحلة انقطاع الطمث التي تحمل العديد من الأعراض، ومنها متلازمة الفم الحارق.
ربما سمعتِ هذا المصطلح من قبل أو لا عزيزتي القارئة؛ لكنه في الحقيقة أحد تداعيات انقطاع الحيض أو سن اليأس، الذي يُفضَل الكثيرون تسميته بسن الأمل. وهو أمرٌ يستدعي الإنتباه والمتابعة مع الطبيب المختص، للتخفيف من حدته وعلاجه؛ من خلال الأدوية الموصوفة، أو من خلال الصلصة الحارة.
نعم! لقد قرأتِ جيدَا.. فمتلازمة الفم الحارق يتم علاجها أيضًا بالمذاق الحار، وهو ما نكتشفه سويًا بناءً لمعلومات نشرها موقع "مايو كلينك" للرعاية الصحية بناءً على توصيات أحد أطبائه المختصين.
انقطاع الطمث ومتلازمة الفم الحارق
كلنا يعلم أن انقطاع الطمث، هو المرحلة التي تتوقف فيها المرأة عن التبويض جراء انخفاض معدل الهرمونات التناسلية مثل الإستروجين والبروجيسترون. ويحدث عادةً في سن الخمسين أو قبل ذلك، في حال كانت المرأة تعاني من مشكلة صحية معينة مثل قصور المبيض الأولى؛ وهي مشكلةٌ يعاني منها حوالي 1% من النساء حول العالم. ويتمثل قصور المبيض الأولي في فشل المبايض لإنتاج المعدلات الطبيعية من الهرمونات التناسلية، بسبب عوامل وراثية أو أمراض المناعة الذاتية. كما أن خضوع بعض النساء قبل سن الخمسين، لعملية استئصال المبيض أو الرحم أو المعالجة الكيميائية أو الإشعاعية بسبب أمراض السرطان؛ يمكن أن تتسبب في الإياس (انقطاع الطمث) المبكر.
وهناك حالات كامنة أخرى، يُحتمل أن تتسبب بمتلازمة الفم الحارق؛ مثل الارتجاع المعدي المريئي، مشكلات الغدة الدرقية، نقص الفيتامينات، التهيج الناجم عن معجون الأسنان وغسول الفم الحمضي، أو الأطعمة والمشروبات الحمضية.
من الأكثر عرضةً للإصابة بهذه المتلازمة
يمكن للعديد من النساء التعرض للإصابة بمتلازمة الفم الحارق؛ لكن المدخنين ليسوا بمنأى عن هذه المشكلة أيضًأ، إضافةً لأمراض ومشاكل صحية أخرى منها:
- الألم الليفي العضلي (المعروف أكثر بإسم الفيبروميالجيا).
- داء باركنسون.
- مرض في المناعة الذاتية والاعتلال العصبي.
- الخضوع لإجراءات في الأسنان.
- تفاعلات تحسُّسية من الطعام.
- تناول بعض الأدوية المعينة.
- التوتر والقلق والاكتئاب.
- أحداث حياتية صادمة.
في جميع هذه الأحوال، يترافق انقطاع الطمث غالبًا مع أعراض قد تبدأ بالظهور عدة سنوات قبل حدوث الإنقطاع بشكل تام؛ منها تأخر وعدم انتظام الدورة الشهرية عما كانت عليه في السابق، الهبات الساخنة، تقلبات المزاج، مشكلات النوم وزيادة الوزن. إضافة إلى حالة أقل شيوعًا ولكنها مؤلمة، يمكن أن تصيب النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث وبعد انقطاع الطمث هي متلازمة الفم الحارق. ويصف الدكتور سرمد سامي، بكالوريوس الطب والجراحة،، وطبيب الجهاز الهضمي في "مايو كلينك" للرعاية الصحية في لندن، الحالة المؤلمة وكيف يتم تشخيصها ولماذا يعالج الأطباء الألم الحارق بحرارة المذاق الحارّ أحيانًا.
متلازمة الفم الحارق تتسبب بالأعراض التالية..
وفقًا للدكتور سامي، فإن متلازمة الفم الحارق يمكن أن تؤثر على البلع والأكل والكلام والنوم. ويضيف "هناك أكثر من مجرد شعور غير مريح في فمك. وبالإضافة إلى تأثيرها على جودة حياتك، يمكن أن تؤثر على جوانب مختلفة من صحتك."
يمكن أن تشمل متلازمة الفم الحارق، شعورًا حارقًا في اللسان أو الشفتين أو اللثة أو الحلق أو سقف الفم؛ إضافة لأعراض خرى قد تتضمن الشعور بالعطش، جفاف الفم، الإحساس بطعم مرارة أو مذاق معدني في الفم، فقدان حاسة التذوق، والشعور بالتنميل أو اللسع أو الخَدَر في الفم. وهذه الأعراض يمكن أن تختلف طوال اليوم على شكل متقطع أو متكرر.
كيف يتم علاج متلازمة الفم الحارق
بحسب الدكتور سامي، فإن العلاج لهذه الحالة يحتاج لعلاج الأسباب والأعراض. فإن كانت متلازمة الفم الحارق مثلًا، مرتبطةً بانقطاع الطمث، وهو موضوع حديثنا اليوم؛ فإن العلاج بالهرمونات البديلة قد يكون فعالًا.
ويضيف: "تُستخدم هذه الأدوية بشكل أساسي، لتهدئة الأعصاب والمُستشعرات في الفم، لأننا نعتقد أن هناك حساسيةً مفرطة. يمكن أن يُسبَب التوتر متلازمة الفم الحارق أيضًا، لذلك قد نستخدم علاجات تكميلية مثل الوخز بالإبر."
ماذا عن العلاج بالصلصة الحارة
يُعلَق طبيب الجهاز الهضمي من "مايو كلينك" لندن، على علاج الصلصة الحارة؛ المعروفة أيضًا بصلصة الفلفل قائلًا: "توجد بها موادٌ كيميائية معينة، تساعد في تقليل الحساسية. قد تبدو الصلصة الحارة غير منطقية، لكنها تحتوي على مادة الكابسيسين، والتي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم الحارق في الأعصاب."
وإضافة إلى العلاج الطبي والعلاج غير التقليدية ب"الصلصة الحارة"، يمكن تخفيف أعراض متلازمة الفم الحارق عن طريق تغيير نمط الحياة وإجراءات أخرى للمساعدة الذاتية.
يستعرضها الدكتور سامي على الشكل التالي:
- شرب الكثير من السوائل خصوصًا الماء.
- امتصاص رقائق الثلج بين الحين والآخر.
- تجنَب الأطعمة والسوائل الحمضية مثل الطماطم وعصير البرتقال والمشروبات الغازية والقهوة.
- تجنب الكحول والأطعمة الغنية بالتوابل.
- الامتناع عن استهلاك منتجات التبغ، أو بمعنى أدق: الإقلاع عن التدخين بكافة أشكاله.
- تجنب المنتجات التي تحتوي على القرفة أو النعناع.
- استخدام معاجين أسنان خفيفة أو خالية من النكهات.
كما أن التدرب على الإسترخاء وتقليل التوتر يوميًا، يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض.
في الختام، لا يسعنا سوى القول أن كل واحدة منا؛ عرضةٌ للعديد من المشاكل الصحية والأمراض التي قد تحدث لعوامل وراثية أو حياتية. وبالتالي يجب التنبه لها، والقيام بما هو مطلوب من خلال استشارة طبيب مختص لتحديد سبب متلازمة الفم الحارق وتخفيف معاناتكِ منها، سواء كنتِ في مرحلة انقطاع الطمث أم تعانين منها لسبب آخر من الأسباب المذكورة أعلاه.