الجسم القلوي أو الحمضي.. أيهما الأفضل لصحتك
تتنوع مصادر الغذاء وتختلف بشكل كبير، ما يجعلها كنزًا كبيرًا للكثير من العناصر المهمة التي يحتاجها الجسم مثل الفيتامينات والمعادن والأحماض ومضادات الأكسدة وغيرها. لكن التركيز على أصناف معينة دون سواها، أو الإفراط في استهلاك بعض مصادر الطعام؛ يمكن أن ينقلب سوءًا ويضر بصحة الجسم وليس إفادته كما هي الغاية.
يُترجم هذا الضرر في تحوَل الجسم نحو الحموضة، بما يُعرف أكثر بالجسم الحمضي وتعريفه هو"مشاكل في نقل المواد الغذائية وأداء الهرمونات، ما يؤثر على وظائف جسدية عديدة." والمعروف أن الحفاظ على قواعد التوازن في الجسم يضمن عمل كافة عناصره بشكل سلس وفعال، وفي حال ارتفعت نسبة الحموضة في الجسم؛ فإن تلك القواعد تتعرض لخلل كبير يؤثر على عمل هذه العناصر وعلى الجسم بصورة عامة.
إذن، الغاية هي الحفاظ على صحة الجسم وحمايته من الأمراض والمشاكل الصحية، من خلال الحفاظ على توازن وديمومة عمل عناصره؛ ويأتي الغذاء في مقدمة الوسائل المساعدة لتحقيق هذه الغاية، والتي نطلعك عليها في موضوعنا اليوم.
إنمابدايةً، لا ضير من التعرف أكثر على الفروقات بين الجسم القلوي والحمضي..
الفرق بين الجسم القلوي والحمضي
هناك العديد من المؤشرات التي يمكن أن تدلَ على تحول جسمك للحمضي عوضًا عن القلوي، منها صعوبات النوم، التعب والإرهاق، التوتر الزائد، زيادة الوزن وغيرها. وهي مؤشراتٌ على زيادة الأحماض في الجسم وتخزينها في العديد من أنسجة وخلايا الجسم.
وبحسب الدكتورة آنا كابيكا، الطبيبة وخبيرة الهرمونات من جامعة إيموري الأمريكية؛فإن زيادة الحموضة في الجسم تُضعفه وتجعله أكثر عرضةً للأمراض؛ وبالتالي يحتاج الإنسان لزيادة النسبة القلوية في جسمه بغية مساعدة جميع الأجهزة فيه وعلى رأسهم القلب، على العمل. والخطوة الأولى في ذلك، تكون بالتقليل من بعض الأطعمة التي تزيد من الحموضة.
الجسم القلوي يمنحك فرصةً مضاعفة لحياة صحية وشبه خالية من المرض؛ في حين أن الجسم الحمضي، يُقلَل من هذه الفرص. ونقل موقع "هيلث لاين" المعني بالشؤون الصحية عن كابيكا، أن الرقم الهيدروجيني المعتدل للحموضة في الدم يبلغ حوالي 7.4%، وفي المعدة 3%؛ وفي حال ارتفاع هذه النسب بشكل مفاجئ، فإن ذلك يدل على أن الجسم لا يعمل جيدًا ويعاني من المرض أو أن الشخص على وشك الموت. وتضيف الأخصائية أنه كلما ارتفعت هذه النسب؛ كلما تسببت في انخفاض امتصاص الجسم للمعادن الهامة مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والبيكربونات وغيرها،ما يؤثر سلبًا على الصحة.
لذا، فإن ارتفاع القلوية في الجسم بحسب كابيكا؛ يسهم في تخفيف هذه المشاكل وتعزيز مناعة وقوة الجسم تجاه الأمراض. فالقلوية توفر فوائد عدة للجسم؛ منها تدعيم صحة العظام، الحفاظ على كتلة العضلات، الحماية من الكسور عن السقوط أو ضعف العظام خصوصًا لكبار السن. وبالتالي فإن الوصول إلى جسم قلوي أمرٌ ضروري ومهم للحفاظ على صحة الجسم.
من جهتها، حذرت الدكتورة ميليندا راتيني، طبيبة طب الأسرة في بنسلفانيا؛ من أن زيادة الحموضة ولو بشكل بسيط في الجسم، يمكن أن يزيد من شعورك بالقلق وعدم القدرة على النوم؛ فضلًا عن المعاناة من الصداع وانخفاض المناعة في جسمك بسبب منع تنشيط فيتامين د.
والحل بالنسبة للدكتورة راتينين لكل هذه المعاناة والمشاكل، يكمن في اتباع نظام غذائي صحي يحوي عناصر غذائية تساعد في الحفاظ على قلوية الجسم. مشيرةً إلى أن دراسات عدة، أكدت فاعلية النظام الغذائي القلوي في خفض معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض خطيرة ومُزمنة أخرى، بحسب ما نقل عنها موقع "يو أس نيوز" الأمريكي.
إذن ما هي الأطعمة التي ترفع من قلوية الجسم؟
تؤكد راتيني أن بعض الأطعمة تزيد من استقرار نسبة القلوية في الجسم، وهي التوت، الجزر، المشمش، التين، الخس، الخوخ، الكرنب، اللفت، البازلاء، الفراولة، اللفت، التفاح، البروكلي، الخروب، الزنجبيل، الشمندر أو البنجر، السبانخ، الليمون، البطيخ، المانجو، الكيوي، العنب، الأناناس، والبقدونس.
الرأي ذاته يشاركه تقريرٌ نشره موقع Money Control ونقل معلومات عنه موقع "العربية.نت"؛ يشير إلى أن النظام الغذائي القلوي هو أحد أهم الإكتشافات الغذائية خلال الأعوام الفائتة، كونه ذو فوائد صحية عدة. ويمكن لهذا النظام، المتعمد بشكل أساسي على الخضروات والنباتات والمنخفض بالمُركبَات المُكوَنة للأحماض؛ أن يساعد على استعادة توازن درجة الحموضة في الجسم وتعزيز الصحة العامة. فالقلوية تعني عمل الجسم بشكل مستمر وفعال.
على سبيل المثال، فإن الخضروات الورقية والحبوب الكاملة تساعد على تقليل نسبة الحموضة في الجسم وتحافظ على توازن القواعد فيه. وبالتالي فإن الخضروات الورقية والحبوب الكاملة والبقول والتوت والفواكه الحمضية والمكسرات والبذور والمكونات العضوية الجيدة، تسهم في تعزيز وتدعيم صحة الجسم؛ في حين أن الإكثار من اللحوم والأطعمة المُصنَعة والمشروبات الغازية تُضعف الصحة بسبب خفضها للقلوية في الجسم وتحويله للحمضي.
وتسهم هذه العناصر الغذائية في قلوية الجسم، ما ينعكس إيجابًا لجهة الفوائد الصحية الآتية:
- تعزيز مستوى الأس الهيدروجيني: ويشير هذا المؤشر إلى نسبة الحموضة أو القلوية في الجسم. فالرقم 7 من الأس الهيدروجيني هو رقمٌ محايد، في حين أن القيمة الأقل من 7 تشير إلى الحموضة؛ أما القيمة الأعلى من رقم 7 فهي تؤشر إلى القلوية. ويُعد مستوى الأس الهيدروجيني المتوازن ضروريًا لوظائف الخلايا المُثلى ونشاط الإنزيم ووظائف الجسم بصورة عامة.
- تدعيم صحة العظام: الأطعمة القلوية مثل اللوز والتوفو؛ مهمةٌ لتدعيم صحة العظام وحمايتها من الكسور والهشاشة. وذلك بفضل محتواها من المعادن الأساسية للعظام، مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم. في حين أن الأطعمة الحمضية مثل الحبوب المُكرَرة واللحوم المُصنَعة، غالبًا ما تؤدي لمفعول عكسي يؤدي لفقدان المعادن من العظام وضعفها.
- تحسين صحة الجهاز الهضمي: ما يبدأ بالمعدة، ينتهي إليها؛ لا شك في ذلك. ونوعية الأطعمة التي نتناولها، تنعكس بشدة على صحة الجهاز الهضمي الذي يحتاج لأطعمة معينة بذاتها؛ مثل الأطعمة الغنية بالألياف، وهي الأطعمة التي يُصادف أنها قلوية. وتلعب الألياف دورًا بارزًا في تعزيز عملية الهضم ومنع اضطرابات المعدة مثل الإمساك والنفخة وغيرها؛ كما تسهم الألياف في تدعيم نمو بكتيريا الأمعاء المفيدة.
أطعمةٌ أخرى غنية بالألياف وضرورية لصحة الجهاز الهضمي، الخضروات والفواكه مثل التفاح والتوت.
- تقوية جهاز المناعة:الذي يقف حائلًا دون تعرض الجسم لغزو البكتيريا والفيروسات المُسبَبة للإلتهابات والأمراض. فتناول الأطعمة القلوية الغنية بفيتامينات أ وسي وإي، ومضادات الأكسدة وغيرها من العناصر المُعزَزة للمناعة؛ يساعد في تقوية الإستجابة المناعية للجسم وتحييد الجذور الحرة الضارة وتقليل الالتهاب المزمن.
- المساعدة على إنقاص الوزن: جئنا للنقطة الأهم لدينا جميعًا نحن النساء، أليس كذلك؟ وحتى الرجال أيضًا.. فمسألة الوزن باتت مشكلة الجميع، ويسهم دمج الأطعمة القلوية ضمن نظامك الغذائي الصحي والمتوازن في تعزيز الوزن الصحي وتعزيز عملية التمثيل الغذائي (الأيض) بشكل كبير. ونعود للحديث عن الأطعمة القلوية الغنية بالألياف، التي تعمل على تعزيز الشعور بالشبع، ما يعني تقليل الحاجة لتناول الطعام وعدم الإفراط. كما أن هذه النوعية من الأطعمة، غنية بالعناصر الغذائية الأساسية دون سعرات حرارية زائدة؛ فلماذا لا نعتمدها؟
في الخلاصة، يتبين لنا أن الجسم السليم والصحي؛ يجب أن يكون قلويًا في الدرجة الأولى. وتتحقق هذه المعادلة من خلال الإنتظام في تناول الأطعمة التي تزيد من قلوية الجسم، وهي غالبًا أطعمة نباتية وخالية من اللحوم. فلا تترددي عزيزتي في إدراج هذه الأطعمة ضمن نظامك الغذائي، بعد استشارة الطبيب طبعًا؛ للوصول إلى جسم قلوي صحية وخالي من الأمراض.