الجفاف أحد أسبابها.. كيف تتجنبين الإصابة بجلطات الدم في الصيف
ها هو شهر أغسطس يقبل علينا غدًا، حاملًا معه المزيد من درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة؛ وكلها عوامل تزيد من تعب وإرهاق الجسم، خاصةً إذا ما أهمل بعضنا ترطيبه من خلال شرب الماء وغيرها من السوائل المنعشة والصحية.
والحقيقة أن الجفاف الناجم عن ارتفاع الحرارة في الصيف والتعرض المفرط لأشعة الشمس، مصحوبًا بقلة شرب الماء وعدم الترطيب الكافي؛ يمكن أن تكون له تداعياتٌ كبيرة على صحة الجسم خصوصًا فيما يتعلق بزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم.
نعم.. فالجلطات الدموية هي أحد أكثر الأمراض والمشاكل الصحية شيوعًا في فصل الصيف، وتحدث لأسباب عديدة؛ أولها وأهمها التجفاف. فما هي أسباب جلطات الدم الصيفية الأخرى، وكيف تحدث؟ وما هي السُبل الأنجع لتفاديها وتجنيب أنفسنا التعرض لخطرها؟
هذا ما نتعرف عليه سويًا في موضوعنا اليوم، من خلال معلومات جمعناها لكِ عزيزتي القارئة من عدة مواقع مختصة؛ لتستفيدي وتفيدي من حولك حول مخاطر هذه المشكلة.
ما هي الجلطة الدموية وكيف تحدث
بحسب ما أورد موقع "ويب طب" المختص بالشؤون الطبية؛ فإن الجلطة الدموية هي تحوَل الدم السائل إلى مادة صلبة داخل الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى انسداد هذه الأوعية وصعوبة تدفق الدم بصورة طبيعية خلالها.ويُمكن أن تحدث جلطة الدم في أماكن عديدة بالجسم، مثل الساقين، والرئتين، والقلب؛ مما يُعرَضنا لمخاطر صحية عديدة.
تزداد هذه المشكلة بشكل خاص خلال الصيف، بسبب الجفاف الذي يصيب الجسم جراء إهمال شرب الماء والسوائل خصوصًا بعد التعرض لأشعة الشمس.
لكن الجفاف ليس السبب الوحيد وراء الإصابة بالجلطات الدموية، وهناك أسبابٌ صحية وحياتية أخرى يذكرها الموقع المختص "ويب طب" كالآتي:
- الجلوس لوقت طويل: كثيرٌ منا، خاصةً الذين يقومون بأعمال مكتبية مثلي؛ يواظبون على الجلوس لفترات طويلة دون تحريك القدمين. وهؤلاء أكثر عرضةً للإصابة بالجلطة الدموية. لذا ينصح الخبراء بضرورة تحريك الجسم والقدمين باستمرار، كل 30 أو 40 دقيقة على الأقل؛ كوناستخدام عضلات الساقين يُساعد في تدفق الدم بصورة أفضل. كما يُنصح بتحريك الساقين وتمديد القدمين لأعلى وأسفل أثناء الجلوس في حالة واجهتك صعوبة في التحرك من مكانك طوال الوقت.
- الوزن الزائد: تُعد السُمنة وزيادة الوزن، من أكثر الأسباب وراء مشاكل صحية وأمراض بعضها خطير للغاية. ومنها الجلطات الدموية، التي تنتج عن زيادة الوزن وقلة الحركة التي تتسبب بضعف الدورة الدموية في الجسم.
وعليه، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد؛ بضرورة التخلص من هذا الوزن عن طريق حمية أو نظام غذائي موصوف من قبل خبيرة تغذية، مع ضرورة المحافظة على وزن صحي خاصة مع التقدم بالسن، والإكثار من تناول الأطعمة الصحية، وممارسة الرياضة بانتظام. وينبغي على النساء الحوامل بشكل خاص، تجنب زيادة الوزن أثناء الحمل؛ كون الوزن الزائد وقلة الحركة يمكن أن تزيد من خطر إصابتها بالجلطات الدموية. لذا لا تتواني عزيزتي القارئة، إن كنتِ حاملًا، على الحركة والمشي للحفاظ على صحتك.
- عدم انتظام ضربات القلب: قد يؤدي هذا الإضطراب إلى صعوبة تدفق الدم بشكل طبيعي،فيصبح بطيئًا ويبدأ بالتجمع؛ ما يتسببفي انسداد الأوعية الدموية. واضطراب ضربات القلب قد يكون ناتجًا عن أسباب مرضية، أو بسبب الإجهاد الشديد.
لذا في حال عانيتِ من عدم انتظام في ضربات القلب، بادري لاستشارة الطبيب المختص في أقرب وقت؛ للكشف عن أي مشكلة صحية لديكِ مبكرًا وعلاجها تفاديًا للإصابة بالجلطات الدموية.
- الأدوية الهرمونية: يحتاج العديد من الأفراد لتناول الأدوية الهرمونية، وعلى وجه الخصوص النساء في مراحل متعددة من حياتها؛ خاصةً خلال مرحلة انقطاع الطمث. كما أن العلاج الهرموني يدخل ضمن علاجات أمراض السرطان المختلفة، ما ينتج عنه تجلطٌ للدم لدى البعض.
لذا يجب الالتزام بالجرعة المحددة لهذه الأدوية، ومراجعة الطبيب فورًا في حالة الشعوربأي مشكلة طارئة.
- التدخين: كما السُمنة، كذلك فإن التدخين يقف سببًا رئيسًا وراء العديد من الأمراض والحالات الصحية؛ وفي مسألة علاقة التدخين بالجلطات الدموية، قد تتسبب بعض المواد الكيميائية الموجودة في دخان السجائر في تلف الأوعية الدموية؛ ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة.
لذا ينصحك خبراء "ويب طب"بتجنب هذه العادة السيئة والإقلاع فورًا عن التدخين؛ من خلال اتباع بعض النصائح الفعالةالتي يقدمها الطبيب. كذلك تجنَبي التواجد في أماكنالمدخنين، لتفادي التعرض لمخاطر التدخين السلبية.
- السرطان: تزداد مخاطر الإصابة بالجلطات الدموية لدى الأشخاص المصابين بأمراض السرطان؛ وذلك بسبب أدوية العلاج والوقاية من هذا المرض، فضلًا عن العلاج الكيميائي. ويعود السبب في ذلك كون مُركَبات الأدوية أو العلاجات الكيميائية، قد تتسببفي أضرار بالأوعية الدموية، أو تُقلَل من إنتاج البروتينات التي تحمي الجسم من الإصابة بالجلطات.
- التاريخ العائلي: لا تُعد الجلطة الدموية مرضًا وراثيَا بالتحديد، لكن بعض الأمراض الوراثية الموجودة ضمن العائلة الواحدة يمكن أن تزيد من خطر إصابتك بهذه المشكلة؛ مثل نقص بروتين أوتوبروثرومبين (Autoprothrombin) المعروف ببروتين سي، ونقص بروتين إس(Protein S. إذ تعمل هذه البروتينات على حماية الجسم من جلطات الدم، وبالتالي فإن نقصها قد يزيد من خطر الإصابة بها.
كما أن أمراض الكلى قد تزيد من مخاطر الإصابة بالجلطات الدموية.
كيف نحمي أنفسنا من الجلطات الدموية في الصيف
الحل الأول بسيط ويتمثل في منع الجفاف؛ من خلال تناول الماء وغيرها من السوائل الصحية لترطيب الجسم، وضمان سريان الدم في الأوعية بسلاسة وفاعلية.
وتحدثالدكتور جمال شعبان، العميد الأسبق للمعهد القومي للقلب، لموقع "الكونسلتو"؛ عن بعض النصائح الوقائية التي يجب الالتزام بها في الصيف لتجنب الجلطات الدموية. أهمها:
- شرب كمية كافية من الماء يوميًا.
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنب التوابل والأطعمة الغنية بالبهارات.
- عدم تناول الماء المُثلَج.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس بصورة مباشرة، خصوصًا في أوقات الذروة بين 12 ظهرًا والرابعة بعد الظهر.
- ارتداء قبعة على الرأس قبل الخروج من المنزل صباحًا، أو اصطحاب مظلة شمسية.
- ارتداء الملابس الفضفاضة المصنوعة من القطن، مع مراعاة أن تكون فاتحة اللون.
- الجلوس في الظلوالأماكن المكيفة قدر الإمكان.
- تناول عصير القصب كونه يزيد من ترطيب الجسم ومنع الجفاف.
كذلك شدد الدكتور شعبان على وجوب تناول بعض الأطعمة، الصيفية تحديدًا؛ للتقليل من مخاطر الإصابة بالجلطات الدموية مثل البطيخ والكنتالوب والشمام والخوخ. وهي أطعمةٌ غنيةٌ بالماء والفيتامينات والمعادن وغيرها من العناصر الأساسية.
وبحسب خبير القلب، فإن هذه الفواكه تساعد في ترطيب الجسم وحمايته من الجفاف؛ وبالتالي تجنب الإصابة بالجلطات الدموية، نظرًا لمحتواها العالي من الماء.
كما أوصى الدكتور شعبان بوجوب إدخال الخيار ضمن النظام الغذائي اليومي في فصل الصيف؛ كونه من الخضروات الغنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم، التي تساعد في الحفاظ على توازن الإلكتروليت بالدم.
في الختام، نحن بحاجة لتذكير أنفسنا دومًا بأن درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج؛ والجلطات الدموية أمرٌ يمكن الوقاية منه بنسبة عالية في حال اتخذنا كافة الإجراءات الوقائية التي تحمينا منها خصوصًا في فصل الصيف.