تعرفي على القصر الوردي...مقر الإقامة الرسمي للأميرة تشارلين في موناكو
منذ إصابة الأميرة تشارلين أميرة موناكو Princess Charlene of Monaco بعدوى خطيرة في الأنف والأذن والحنجرة في موطنها الأم جنوب إفريقيا، وغيابها لأشهر طويلة عن إمارة موناكو بسبب ذلك، لم تتوقف وسائل الإعلام الأوروبية والعالمية، عن الحديث عن الأميرة تشارلين، خاصة بعد ظهور شائعات تتحدث عن انفصالها سرا عن زوجها الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو Prince Albert of Monaco (بالرغم من نفي ألبرت الثاني المتكرر في وسائل الإعلام صحة هذه الشائعات)، بفضل ذلك أصبحت كافة التفاصيل المتعلقة بحياة الأميرة تشارلين تشغل الكثيرين، وخاصة حياتها في موناكو والتي أقامت فيها منذ أكثر من 10 سنوات بعد زواجهما من الأمير ألبرت الثاني في عام 2011، وهو ما يتضمن أيضا المكان الذي أقامت فيه الأميرة تشارلين طوال هذه السنوات.
القصر الوردي Pink Palace: مقر الإقامة الرسمي للأمير ألبرت الثاني والأميرة تشارلين
إذا أين كانت تعيش الأميرة تشارلين، طوال فترة إقامتها في إمارة موناكو والتي زادت عن عقد من الزمان؟ الأميرة تشارلين أقامت ولا تزال تقيم فيما يعرف بقصر الأمير والذي يطلق عليه أيضا في موناكو القصر الوردي وهو مقر الإقامة الرسمي لأمير وأميرة موناكو، وأحد القصور التاريخية الشهيرة في إمارة موناكو ويتمتع بموقع مميز للغاية بالقرب من ساحل موناكو.
تاريخ القصر الوردي
يعود تاريخ بناء القصر الوردي إلى عام 1215، وبني القصر في موقع قلعة قديمة كانت في موقع القصر، بالرغم من أنها كانت لا تزال قائمة في ذلك الوقت، ويتميز القصر الوردي بموقعه الرائع على قمة صخرة موناكو (والمعروف أيضا باسم روشيه the Rocher) الشهيرة والتي توفر إطلالات رائعة على ساحل البحر المتوسط، القصر الوردي أصبح أحد مقرات الإقامة الرئيسية لعائلة غريمالدي النبيلةGrimaldi family (وهي العائلة الحاكمة الحالية لإمارة موناكو وينتمي إليها الأمير ألبرت الثاني أميرة موناكو)، منذ عام 1297.
تصميم القصر الوردي
شهد القصر الوردي الكثير من التغيير والتعديل من حيث البناء والتصميم على مر القرون حيث بني القصر الوردي في الأصل ليكون قلعة وحصن حدودي بين إمارة موناكو وما كان يعرف بجمهورية جنوة وقتها، وتميز تصميم القصر وقتها بوجود عناصر وتحصينات على الطراز العسكري الإيطالي القديم، ولا يزال القصر يحتفظ ببعض من هذه العناصر حتى يومنا هذا، والتي تتمثل في أربعة أبراج مهيبة مرتبطة بجدار ستارة ضخم ارتفاعه ثمانية أمتار، وذلك وفقا لموقع Monaco Now.
التصميم الحالي للقصر فيتضمن عدة عناصر جمالية جذابة، جعلت التصميم الخارجي للقصر يبدو أكثر جاذبية ونعومة بالمقارنة بما كان عليه في السابق، أما عن سبب إطلاق اسم القصر الوردي على هذا القصر، فهو بسبب التأثير الضوئي الناعم لبناء القصر والذي يجعل القصر يبدو وكأنه محاط بهالة وردية، يمكن رؤيتها بوضوح خلال فترتي الصباح الباكر وبدايات المساء.
الفناء الشهير في القصر الوردي
من بين أشهر المعالم المميزة في القصر الوردي والتي شاهدها الكثيرون على مر السنوات، الفناء الضخم في القصر الوردي والذي يحتوي على درج لولبي مزدوج شهير، هو حجر الزاوية في الفناء، واستخدم في صنعه رخام إيطالي فاخر تم الحصول عليه من مدينة كرارا الإيطالية (وتقع في مقاطعة ماسا كرارا في إقليم توسكانا)، ويتميز الفناء بتصميمه المعماري الجذاب والمستوحى من تصميم
قصر شاتو دي فونتينبلو Chateau de Fontainebleau الشهير في بلدة فونتينبلو الفرنسية، والذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن 12، ويتميز بتصميمه المعماري الجذاب على الطراز المميز لعصر النهضة، وكان في الماضي أحد مقرات الإقامة المخصصة لملوك فرنسا، واشتهر بأنه موطن للعديد من الأعمال الفنية التي لا تقدر بثمن والتي نهب الكثير منها خلال الثورة الفرنسية.
السبب الآخر الذي جعل فناء القصر الوردي يتمتع بشهرة كبيرة هو حقيقة أنه استضاف العديد من جلسات التصوير الملكية في الماضي، بما في ذلك جلسة تصوير الأمير ألبرت والأميرة تشارلين احتفالا بخطبتهما، وجلسات تصوير للصور الرسمية لرينيه الثالث Rainier III, Prince of Monaco وزوجته نجمة هوليوود وأميرة موناكو الراحلة غريس كيلي Grace Kelly، وهما والدي الأمير ألبرت الثاني.
بالإضافة إلى الفناء الخارجي الشهير للقصر الوردي، شاهدنا أيضا لمحات مما يبدو عليه القصر هذا القصر التاريخي من الداخل، بفضل حفل زفاف الأمير ألبرت والأميرة تشارلين والذي أقيم داخل القصر، جدير بالذكر أن بعض الغرف الرسمية في القصر، مفتوحة للزيارة أمام الجمهور.
اكتشاف أثري مذهل خلال عمليات تجديد القصر الوردي
خلال التجديدات التي خضع لها القصر الوردي في موناكو في عام 2015، حدث اكتشاف أثري مذهل حيث تم العثور على لوحات جدارية من القرن السادس عشر مخبأة خلف سقف معلق داخل القصر، اللوحات الجدارية التي تم اكتشافها سلطت الضوء على قطع ديكور تاريخية كانت داخل القصر الوردي في الماضي وأصبحت تعرض في معرض هرقل Hercules Gallery الشهير في موناكو، قبل اكتشاف اللوحات الجدارية المخبأة في القصر الوردي، كان يعتقد أن قطع الديكور التاريخية من القصر الوردي والتي تعرض في معرض هرقل، يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، ولكن الاكتشاف الأثري في القصر في عام 2015، أثبت أنها تنتمي للقرن الثامن عشر على الأكثر.
الشرفة الملكية في القصر الوردي
الشرفة الملكية في القصر الوردي هي واحدة أيضا من المعالم البارزة والشهيرة للغاية في القصر الوردي، ويرجع الفضل في ذلك إلى حقيقة أنها المكان الذي اعتادت أن تظهر فيه العائلة الحاكمة لإمارة موناكو في المناسبات الاحتفالية الهامة في موناكو (على غرار الشرفة الرئيسية لقصر باكنغهام والتي اعتادت العائلة المالكة البريطانية أن تظهر فيها خلال المناسبات).
من بين أشهر المناسبات التي ظهر فيها أفراد العائلة الحاكمة لإمارة موناكو في الشرفة الملكية في القصر الوردي على مر السنوات، احتفالات اليوم الوطني لموناكو، احتفالات مولد الطفلين التوأم للأمير ألبرت الثاني والأميرة تشارلين، وهما الأميرين غابرييلا وجاك، واللذان شوهدا أيضا وهما يحملان رسائل لوالدتهما في شرفة القصر الوردي خلال احتفالات اليوم الوطني لموناكو والتي غابت عنها الأميرة تشارلين بسبب مرضها.
ذكرى غريس كيلي حاضرة بقوة في القصر الوردي
بالرغم من وفاتها منذ سنوات عديدة في حادث سيارة في عام 1982، إلا أن ذكرى الأميرة غريس كيلي، وهي واحدة من أشهر من أقاموا في القصر الوردي، لا تزال حاضرة بقوة في القصر الوردي، وتحدث الأمير ألبرت الثاني عن ذلك في مقابلة عام 2017 مع شبكة سي بي إس، كشف فيها عن حرصه على إبقاء تذكارات خاصة بوالدته الراحلة في جميع أنحاء القصر الوردي لإبقاء ذكراها حية داخل القصر، وتتضمن هذه التذكارات صور من طفولتها، جوازات سفرها، الملابس والمجوهرات التي ارتدتها خلال حياتها، بما في ذلك الفستان الذي ارتدته الأميرة جريس لتسلم جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم The Country Girl عام 1954 (قبل أن تعتزل التمثيل في سن 26 وهي في أوج نجاحها للزواج من الأمير رينيه الثالث)، وهناك أيضا خاتم خطبة الأميرة غريس والذي يعد واحد من أبرز تذكارات الأميرة غريس والتي لا تزال محفوظة داخل القصر الوردي حتى يومنا هذا.