من هي الأميرة التي اكتشفت أنها أميرة وهي في سن 28؟
تحكي سلسلة أفلام ديزني الشهيرة The Princess Diaries، والتي قامت ببطولتها الممثلة الأمريكية الشهيرة آن هاثاواي Anne Hathaway (وقدمت دور الأميرة في السلسلة) عن قصة فتاة أمريكية شابة، تكتشف حقيقة أنها أميرة وتنتمي لعائلة ملكية بعد سنوات من مولدها، وفي حين أن هذه القصة تدور أحداثها في عالم خيالي، ولكنها ليست بعيدة تمام عن الواقع، فهناك أيضا أميرة إفريقية كانت تظن أنها مجرد مواطنة أمريكية عادية من أصول إفريقية، قبل أن تكتشف لاحقا حقيقة أنها أميرة إفريقية.
الأميرة إفريقية التي اكتشفت أصولها الملكية وهي في سن 28
من نتحدث عنها هي سارة كولبيرسون Sarah Culberson، والتي عاشت أول عقدين من حياتها في الولايات المتحدة، كابنة متبناة لزوجين أمريكيين قوقازيين، هما جيم Jim Culberson وجودي كولبيرسون Judy Culberson، وهما زوجان أبيضان يعيشان في ولاية فرجينيا الغربية بالولايات المتحدة ولم تعرف أو يعرف أبويها بالتبني أي شيء عن هويتها الحقيقية، حتى قررت سارة محاولة البحث عن والديها الحقيقين، عندما أصبحت في الحادية والعشرين من عمرها.
في بداية بحثها عن والديها الحقيقين، اكتشفت سارة أن والدتها الحقيقية، قد توفيت بعد صراع مع مرض السرطان، قبل عشر سنوات من بداية بحث سارة عنها، وعندما فشلت في العثور على المزيد من المعلومات حول أصولها وأسرتها الحقيقية، أخذت باقتراح صديقتها المقربة واستأجرت محققا خاصا، ليساعدها في بحثها، وذلك وفقا لموقع Business Insider.
المحقق الذي استعانت به سارة، نجح في العثور على عمة سارة البيولوجية التي كانت تعيش في ولاية ماريلاند القريبة، وبعد مقابلتها لعمتها، اكتشفت سارة حقيقة أنها أميرة من قبيلة منديين Mende tribe والتي تقع في دائرة بومبي غاو في سيراليون، وأكد هذه الحقيقية أيضا عمها الذي التقطت به خلال تلك الفترة، وفي النهاية قررت سارة السفر إلى سيراليون لمعرفة المزيد من إرثها الملكي والقبيلة الإفريقية العريقة التي ينتمي إليها والدها البيولوجي، ومنذ ذلك الحين بدأ فصل جديد في حياة سارة والتي اكتشفت هويتها كأميرة وهي في الثامنة والعشرين من عمرها.
أميرة إفريقية تأخذ مسؤولياتها الملكية على محمل الجد
سارة أو الأميرة سارة كما تعرف في موطنها الأم سيراليون، لم تكتفي فقط بمعرفة هويتها الملكية، وإنما أخذت مسئولياتها الملكية على محمل الجد، وشاركت في العديد من المبادرات الخيرية في سيراليون، وكانت بداية ذلك في عام 2004، عندما وصلت الأميرة سارة إلى بومبي في سيراليون، لتجد سيراليون لا تزال تعاني من تبعات الحرب الأهلية القاسية التي استمرت في البلاد لمدة 11 عام، وقتها كان الوضع يبدو قامتا للغاية، وكان الجزء الأكبر من المدارس والمجتمعات المحلية في سيراليون قد تدمرت أو لحق بها الكثير من الأذى بفعل الحرب الأهلية.
كل ما سبق دفع الأميرة سارة إلى تأسيس مؤسسة خيرية غير ربحية تحمل اسم سيراليون رايزنج Sierra Leone Rising أو النهوض بسيراليون، وهي منظمة غير ربحية تجمع الأموال لتحسين التعليم والفرص الاقتصادية والعيش المستدام للناس في سيراليون وعملت من خلال مؤسستها على المشاركة في مبادرات خيرية لتعليم وتمكين النساء والفتيات الشابات في سيراليون، كما ركزت أيضا من خلال مؤسستها في حملات ومشروعات لدعم النظام الصحي في سيراليون، وشاركت أيضا في حملة Mask on Africa والتي تشجع على ارتداء الأقنعة الطبية في الدول الإفريقية للحد من أزمة تفشي جائحة كورونا.
الأميرة سارة والتي تبلغ من العمر حاليا 47 عام، شاركت أيضا من خلال مؤسستها في العديد من أعمال ومشروعات التنمية الاجتماعية في سيراليون، وتضمن ذلك مشاركتها في مشروع بناء بئر جديد في سيراليون وهو مشروع ساعد على توفير مياه الشرب النظيفة للمجتمعات المحلية الأكثر احتياجا في سيراليون.
متحدثة تحفيزية
إلى جانب عملها في مؤسستها الخيرية، سيراليون رايزنج، فإن الأميرة سارة تعمل أيضا كمتحدثة تحفيزية، وعامة، وتقوم من خلال ذلك بمناقشة وتسليط الضوء على قضايا قريبة من قلبها، أهمها التعليم والتواصل المجتمعي والتنوع والتبني، ووفقا لقناة NBC News فإن الأميرة سارة تقوم أيضا بمخاطبة الشركات والمنظمات من أجل تعزيز بيئة عمل أكثر شمولا.
عملها في مجال التعليم
الأميرة سارة تهتم بشكل خاص بالتعليم في سيراليون، وهذا ليس بالغريب، فوفقا لصفحة سيرتها الذاتية الموجودة على موقعها الإلكتروني، فإن الأميرة سارة عملت لسنوات في منصب مديرة التوعية في مدرسة أوكوود في لوس أنجلوس، وعملت من خلال منصبها مع العديد من طلاب المدارس المتوسطة والثانوية.
ممثلة مسرحية وتلفزيونية
الأميرة سارة هي أيضا ممثلة مسرحية موهوبة، وبفضل حبها للمسرح وموهبتها في التمثيل، حصلت على منحة دراسية في جامعة وست فرجينيا، والتي حصلت منها على مؤهلها الجامعي، ثم تابعت دراستها حتى حصلت على درجة الماجستير في تخصص الفنون الجميلة من مدرسة التمثيل في المسرح والمعهد الموسيقي الأمريكي في سان فرانسيسكو، لتنضم بعدها رسميا إلى مجتمع التمثيل في لوس أنجلوس، وتشارك في عدد من الأعمال الفنية أشهرها American Dreamz، The Secret Life of the American Teenager، Boston Legal.
كاتبة موهوبة
الأميرة سارة تتمتع أيضا بموهبة أدبية، وشاركت في كتابة كتاب A Princess Found أو "أميرة وجدت"، والذي يحكي سيرتها الذاتية، ونشر في عام 2009، ويحكي الكتاب بطريقة جذابة ومشوقة عن حياتها ورحلة اكتشاف إرثها الملكي، ووفقا لتقرير لشبكة سي إن إن، فإن الأميرة سارة تلقت بالفعل عروض من المديرين التنفيذيين في شركة ديزني لتحويل قصة حياتها إلى الفيلم، وتم البدء منذ فترة في التخطيط لمشروع الفيلم، وهو من إنتاج ستيفاني ألين Stephanie Allain، والتي اشتهرت بأنها أول امرأة من أصول إفريقية تشارك في إنتاج حفل جوائز الأوسكار، وذلك وفقا لشبكة NBC News.