خبير يحذر: درجات الحرارة المتطرفة قد تزيد من خطر السكتة الدماغية
على الرغم من بدء الشعور بانخفاض درجات الحرارة مع قدوم شهر سبتمبر؛ إلا أننا نعاني وبشدة، من ارتفاع معدلات الرطوبة في العديد من الدول العربية خاصة الخليجية منها.
والحقيقة أن الطقس الرطب الذي نشهده حاليًا هو أمرٌ طبيعي؛ كون شهر سبتمبر هو آخر شهر من أشهر الصيف الحارة التي عادةً ما تترافق مع درجات عالية في الحرارة ومستويات مرتفعة من الرطوبة. ليُسجل 23 سبتمبر بدء التوقيت الخريفي أو بدء فصل الخريف، حيث تنحسر الرطوبة بصورة عامة وتبدأ درجات الحرارة بالإنخفاض تدريجيًا.
كل هذا الشرح للطقس، ليس المقصود منه سوى التقديم لمسألة صحية هامة ترتبط بشكل كبير بدرجات الحرارة المتطرفة؛ ألا وهي السكتة الدماغية، التي يبدو أن خطر الإصابة بها قد يزداد بوتيرة عالية في ظل هذه الأجواء سواء كانت شديدة الحرارة أو شديدة الرطوبة. حتى درجات الحرارة شديدة البرودة، تُشكَل خطرًا كبيرًا لجهة ارتفاع معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية التي يمكن أن تُسبَب تلفًا جزئيًا أو كاملًا بالدماغ، بناءً على سرعة العلاج.
هذا ما يخبرنا به الدكتور روبرت براون، اختصاصي الأعصاب في "مايو كلينك"؛ فما هي تفاصيل هذه العلاقة وكيف يمكن الوقاية من خطر السكتة الدماغية؟
تابعي القراءة معنا لمعرفة المزيد..
درجات الحرارة المتطرفة قد تزيد من خطرالسكتة الدماغية
بحسب الدكتور براون، فإن درجات الحرارة المتصاعدة والرطوبة المرتفعة، قد تزيد من خطر الإصابة بمشكلات متعلقة بالحرارة مثل الجفاف وضربة الحرارة. كما تزيد ظروف الطقس المتطرفة من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى بعض الأشخاص.
ويضيف أنه في حال ظهرت عليكِ أو على أي أحد من الأهل والأصدقاء أو زملاء العمل، علامات تؤشر على الإصابة بالسكتة الدماغية في ظل درجات الحرارة المرتفعة؛ يجبالإتصال فورًا على رقم خدمة الطوارئ، لأن السكتة الدماغية حالةٌ طبية طارئة لا تحتمل التأجيل.
كيف يؤثر الطقس على احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية؟
يقول الدكتور براون: "قد يؤثر الطقس ودرجة الحرارة بدرجة ما على احتمالية حدوث السكتة الدماغية، ويرتبط الأمر في كثير من الأحيان بدرجات الحرارة المتطرفة - أي شديدة الحرارة، أو شديد البرودة،أو شديدة الرطوبة". ويضيف: "إن زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، قد يكون له علاقةٌ بتأثير الحرارة والرطوبة والبرودة الشديدة على الجسم. وتتعلق بعض العوامل بضغط الدم، كما أن هناك عوامل تتعلق بالحالات القلبية".
هذا ويحذر اختصاصي الأعصاب من "مايو كلينك" من أن السكتة الدماغية حالةٌ طبية طارئة. وكلما أسرعتِ بالحصول على العلاج، كانت فرصكِ في الشفاء أفضل."
كيف نعرف ما إذا كان الشخص مصابًا بالسكتة الدماغية؟
يُشدَد الدكتور براون على ضرورة التنبه لأي متغيرات أو علامات غير طبيعية في الوجه والجسم، تُنبأ باحتمال الإصابة بالسكتة الدماغية.
وهذه الأعراض هي التالية:
- مشكلة في التحدث وفهم ما يقوله الآخرون: ربما يشعر المصاب بالسكتة الدماغية، بالاضطراب أو يتحدَث بكلمات غير واضحة أو يواجه صعوبة في فهم الكلام.
- شلل أو خَدر بالوجه أو الذراع أو الساق: قد تشعرين فجأةً بخدر أو ضعف أو شلل في الوجه أو الذراع أو الساق، وغالبًا ما يحدث ذلك في جانب واحد من الجسم. حاولي في هذه الحالة، رفع ذراعيكِ الاثنين فوق رأسكِ في ذات الوقت. في حال بدأت إحدى ذراعيكِ بالسقوط، فربما تكونين مصابةً بسكتة دماغية. أيضًا قد يهبط أحد جانبي الفم عند محاولة الابتسام.
- مشاكل في الإبصار في عين واحدة أو كلتا العينين: قد يشعر الشخص المصاب بسكتة الدماغية فجأة، بتغيًم الرؤية أو رؤية سوداء بإحدى العينين أو كلتيهما، أو ربما يشعر برؤية مزدوجة.
- الصداع: قد تشير الإصابة بصداع مفاجئ وشديد، مصحوبًا بالقيء أو الدوار أو تغيّر في الوعي؛ إلىاحتمال الإصابة بسكتة دماغية.
- صعوبة في المشي: قد تتعثرين أو تفقدين اتزانك؛ كما قد تشعرين بدوار مفاجئ أو فقدان في التناسق بين الأطراف.
في حال ظهور أيَ من هذه الأعراض، ينبغي الإتصال بالطوارئ فورًا، بحسب نصيحة الدكتور براون؛ الذي يشير إلى ضرورة تذّكر تسلسل FAST في حال الشك بالإصابة بالسكتة الدماغية.
وFAST هي اختصارٌ لكلمة انجليزية تعني:
- F: تدلَي الوجه؛في هذه الحالة، يجب على الناس أن يطلبوا من الفرد أن يبتسم لمعرفة ما إذا كان الوجه غير متساوٍ.
- A: ضعف الذراع: يجب أن يطلب الناس من الفرد رفع ذراعيه؛ إذا كان غير قادر على رفع ذراع واحدة، أو خفضها أكثر من الأخرى، فهذا أحد أعراض السكتة الدماغية.
- S: صعوبة الكلام: إذا كان الشخص يعاني من صعوبة في الكلام، فقد يعني ذلك أنه مصابٌ بسكتة دماغية.
- T: الوقت للاتصال برقم الطوارئ: إذا أظهر شخصٌ ما علامات أي مما سبق، فيجب على الأفراد معه الاتصال بخدمات الطوارئ.
سرعة التعامل مع هذه الأعراض، تمنح المصاب بالسكتة الدماغية فرصةً كبيرة للعلاج؛ بحسب ما أكد الدكتور براون الذي قال: "هناك العديد من العلاجات المتوفرة لعلاج السكتة الدماغية وقت ظهور أعراضها، وتشمل الأدوية المضادة للجلطات أو الأدوية المصممة لإذابة الجلطات في الشريان الذي يعيق تدفق الدم للدماغ".كما قد تُستخدم بعض الأساليب العلاجية في بعض الأحيان، لإزالة الانسداد من الشريان مباشرةً.
كيف تحمين نفسكِ من السكتة الدماغية؟
أفضل الخطوات التي يمكنكِ اتخاذها للوقاية من السكتة الدماغية،تبدأ من معرفة عوامل الخطر المرتبطة بالسكتة الدماغية لديكِ، واتباع توصيات طبيبكِ، واعتماد نمط حياة صحي، يؤكد الدكتور براون. وإذا كنتِ تعرضتِ لسكتة دماغية أو نوبة إقفارية عابرة في السابق، فقد تساعدكِ تلك التدابير في الوقاية من الإصابة بسكتة دماغية أخرى.
العديد من طرق الوقاية من السكتة الدماغية، هي نفسها المُتّبعة للوقاية من مرض القلب؛وتشمل ما يلي:
- ضبط ارتفاع ضغط الدم (فرط ضغط الدم): وهو واحد من أهم الأشياء التي يمكنكِ القيام بها لتقليل خطر تعرضكِ للسكتة الدماغية. وغالبًا ما يُلجأ إلى تغييرات صحية في نمط الحياة وتناول الأدوية، من أجل علاج ارتفاع ضغط الدم.
- خفض كمية الكوليسترول والدهون المُشبعة في نظامكِ الغذائي: قد يُقلَل تناول كميات أقل من الكوليسترول والدهون، وخاصة الدهون المشبعة والدهون المتحولة؛ من تراكم الدهون في الشرايين.
- الإقلاع عن التدخين بكافة أنواعه: إذ يزيد التدخين من خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية لدى المُدخنين وغير المدخنين ممن يتعرضون للتدخين السلبي. ويساعد الإقلاع عن التبغ على تقليل خطر إصابتكِ بسكتة دماغية.
- السيطرة على مرض السكري: إن الحمية والتمارين الرياضية وفقدان الوزن، يمكن أن تساعدكِفي الحفاظ على نسبة السكر في الدم ضمن مستويات صحية.
- الحفاظ على وزن صحي: إذ تُساهم زيادة الوزن في وجود عوامل خطر أخرى للإصابة بالسكتة الدماغية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب الوعائية، وداء السكري.
- اتباع نظام غذائي غني بالفاكهة والخضراوات: قد يساعد اتباع نظام غذائي يحتوي على خمس حصص غذائية أو أكثر يوميًا من الفواكه أو الخضراوات، في تقليل خطر إصابتكِ بسكتة دماغية. وقد يكون من المفيد أيضًا اتباع النظام الغذائي المتوسطي، الذي يُركز على زيت الزيتون والفواكه والمكسرات والخضراوات والحبوب الكاملة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تُقلَل التمارين الهوائية من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بعدة طرق؛ فالتمارين الرياضية يمكنهاالتقليل من ضغط الدم، زيادة مستويات الكوليسترول الجيد، وتحسين الصحة العامة للأوعية الدموية والقلب. ما يساعد أيضًا على إنقاص الوزن، والسيطرة على داء السكري، والحد من التوتر.
- علاج انقطاع النَّفس الانسدادي النومي (OSA): قد يوصيكِ الطبيب بإجراء دراسة للنوم، إذا كانت لديك أعراض انقطاع النفس الانسدادي النومي؛ وهو اضطرابٌ في النوم يؤدي إلى توقف التنفس لفترات قصيرة بشكل متكرر أثناء النوم. ويتضمن علاج انقطاع النفس الانسدادي النومي، استخدام جهاز يُوفَر ضغطًا مُوجبًا في مجرى التنفس من خلال قناع لإبقاء مجرى التنفس مفتوحًا أثناء النوم.
في الختام، ندعوكِ عزيزتي لتجنب الإصابة بأي عارض صحي مهما كانت شدته وخطره على حياتكِ؛ وخاصةً السكتة الدماغية التي يمكن أن تُخلَف مضاعفات خطيرة على صحة الدماغ. وذلك بوجوب الكشف الطبي المستمر والالتزام بالإجراءات الوقائية التي تحميكِ ليس فقط من السكتة الدماغية، وإنما أيضًا من العديد من المشاكل الصحية والأمراض الأخرى.