نصائح "هي" وشهادات حيّة من أزواج قدامى لزواج سعيد يدوم مدى العمر
انتهت حفلة الزفاف وكان كل شيء على ما يرام، من فستان الزفاف الرائع إلى طلّة العروس الآخاذة، والزينة الساحرة؛ حسناً، انتهى الحدث الكبير! بالمقابل، انطلقت أحداث أكبر منذ صباحية العروسين، اللذين تعهّدا على الوفاء والمساندة في رباطهما الأبدي، في السرّاء والضراء! فهناك تحديّات وصعوبات قد تواجه أي ثنائي أقبلا على الزواج، وقد تأتي الساعة حيت يدركان أنّ الحياة الزوجية ليست محصورةبحفل زفاف أو فعالية احتفالية تبدأ من اختيار فستان الزفاف أوتنتهي بخروج الضيوف من الحفل.
فالحياة ليست دائمًا عبارة عن فراش من الورود، حيث من الطبيعي أن تصادف الزوجين تحديّات معقدة، ومشاكل قد يُصعب حلّها!لكن،يمكن للسعادة أن تتوّج الرباط الأبدي في حال الإلتزام ببعض المعايير الهادفة التي تحيي الحياة الزوجية من جديد. طبعاً، لا نحمّل الزوجة كافة المسؤولية لحلحلة الأمور، لكن بحكمتها وعاطفتها يمكنها تخفيف وطأة المشاكل، لتحسين فرص نجاح الزواج. هذه المادة موجّهة لعروس "هي"، حيث سندعمكخلال السطور التالية ببعض النصائح للتوصّل إلى حياة زوجية سعيدة، وسنعزّزها بشهادات مستوحاة من تجارب لأزواج قدامى بذلوا جهودًا لا يُستهان بها للحفاظ على المؤسسة الزوجية.
أبرز النصائح الضرورية للحفاظ على زواج ميمون وسعيد
قد تبدأ النصائح هنا ولا تنتهي؛ فلكل موقف نصائحه الخاصة، ولكل حدث معالجتهالاستثنائية؛ ولكل ثنائي قصتهما! لكن، قرّرنا تجميع أبرز الحيل والنصائح التي لفت إليها الخبراء، والتي حتماً ستساعدك في تعبيد طريقك الزوجية براحة بال تعزّز استمراريتك مع شريك حياتك:
-أعرضي المساعدة على زوجك في حال شعرتِ أنّه يتخبط بأمر ما، سواءً في العمل، أو بعلاقاته مع الأصدقاء والعائلة، أو لدى مصدافة أيّ معضلة أخرى. عند تقديم المساعدة، سيشعر الزوج أنّه ليس وحيداً في مواجهة الصعوبات، بل هناك من يهتم لأمره كثيراً ويدعمه لتخطي المصاعب؛ هذا لا شكّ سيعزّز علاقتكما سوية، ويقوّي الرابط بينكما.
- لا تطلبي من زوجك تغيير مسار حياته؛ فحتى لو حاول إرضائك بالإمثتال لطلباتك، هو حتماً سينفجر يوماً غاضباً وعاتباً. تذكري أنّك اخترت شريكك وأنتِ على بينة لأسلوب معيشته، فليس من العدل أن تطلبي تغيير سلوكه بشكل مفاجىء.
- شجّعي زوجك على ممارسة هوايته المفضلة، وحفّزيه من خلال التواجد معه من خلال التطبيق، إذا تطلّب الامر ذلك وكان الوضع مناسباً.
- إحرصي على عدممخالفتك لرأيه أمام أطفالكما عندما يتعلّق الأمر بمسائل تخصّهما على وجه التحديد، ولا تتخذّي طرفاً مع أطفالك في مواجهته، بل دعمّي أسس الحوار بينكما كي تتوصلا إلى قرار مشترك لمصلحة العائلة! بطريقة ما، تجنّبي شدّ الحبال، واظهري احترامك لقراره_ وإن لم تتفقي معه في الرأي. عزّزي الحوار بينكما ودعيه يعلم برفضك لقرارته، وحتماً ستتوصلان إلى نتيجة مشتركة ترضي الطرفين.
- عزّزي التواصل بينكما ولا تتركي فجوة عند حصول أي سوء تفاهم! فعند قطع التواصل بين الزوجين، تزداد حدّة الأمور وتتفاقم إلى حدّ يصعب حلّها في ما بعد، ناهيك عن أنّها تترك انطباعاً سلبياً بين الشريكين! لذا، اتركي الباب مفتوحاً للحوار، وتابعي الأمر بعد أن تهدأ النفوس.
- حافظي على خصوصية شريكك، وعزّزي خصوصيتك بالمقابل. إذ يرى الخبراء واستشاريو الزواج أنّ التصاق الشريكين لسنوات طويلة قد يسبب نفوراً ومللاً في العلاقة،فينصحون بترك مساحة خاصة لكلي منهما، كي لا يشعرا أنّهما سجنينان في قفص (لو ملطي بالذهب). على سبيل المثال، يمكنك تنظيم نشاطات آحادية مع صديقاتك، وتشجيع زوجك على القيام بالمثل مع أصدقائه أو أقاربه. بل يمكنك أن تقومي بأكثر من ذلك، من خلال طرح أفكار إيجابية عليه لتمضية بعض الوقت بعيداً عنك.
- لا تتخلّي عن علاقتك الرومانسية مع مرور الوقت، حتى لا ينطفىء الشغف. فاجئي شريكك بهدايا دون مناسبة كي تذكريه كم تحبينه. حضّري سهرة رومانسية من وقت لآخر، أو اشتري بطاقات لحضور مباراته المفضلة. ما يهم هو دفع علاقتكما قدماً، وتجنب الفتور.
- طمئني شريكك عندما ينطلق في مسار جديد، سواءً قام بتغيير مسكنكما، أو تغيير عمله، على سبيل المثال،فهو يحتاج إليكِ في هذه المرحلة أكثر من أي وقت. يحتاج أن يشعر بدعم عائلته وتشجعيها له في قراره المستحدث. دعيه يشعر أنّك تثقين بقراراته، وأنّ الخطوة القادمة ستكون مكلّلة بالنجاح.
- أظهري الامتنان وأشعريه بأنّك تقدّرين مواقفه عندما يقوم بأي تصرف لصالح عائلتكما، أو عندما يقدم لكِ هدية، أو عندما يقف بجانبك لدى مواجهة المشاكل. لا بدّ أن يشعر بتقدير لما يقوم به، حتى يستمر بالعطاء ويشعر بالعاطفة والاحترام.
- لا تعتقدي أنّ الزمن ولّى لتحقيق أهداف مشتركة للمستقبل. بل على العكس، يشجّع استشاريو الزواج على تحفيز الطموح وخلق كلّ جديد بين الحين والآخر لتعزيز تطوّر العلاقة الزوجية. كما يؤكد هؤلاء على ضرورة عدم حصر الأهداف بالأبناء فقط، بل يدعون إلى خلق أرضية مشتركة بين الزوجين لتحقيق أهداف تتعلّق بهما وحدهما؛ قد تكون استثمار مشترك أو تأسيس شركة مشتركة أو غيرها، بغض النظر عن عمر الشريكين. قد تكون الأهداف ترفيهية أيضاً، كتنظيم رحلة سفر للشريكين بمفردهما، أو تنظيم نشاط لقضاء نهاية عطلة الأسبوع بعيداً عن سائر العائلة.
شهادات من أزواج استطاعوا الحفاظ على رباطهما بسعادة وحب
قد تعتقدين أنّ النصائح أعلاه هي حبر على ورق، أو يُصعب تنفيذها؛ لذا، قررنا الإستعانة بشهادات أزواج قدامي استطاعوا الحفاظ على زواجهم لوقت طويل، من خلال خلق أجواء إيجابية وفعّالة لديمومةالزواج تكليله بالسعادة وتعزيزها للمستقبل.
الزوجان مهند (55 عاماً) وهند (50 عاماً) من الأردن: سر النجاح بالمواقف
لدى حديثنا للزوجين مهند ورنا (من الأردن) المتزوجين منذ 25 عاماً، أكدا لـ "هي" أنّ السرّ وراء نجاح علاقتهما هي المواقف التي جسّداها لدى مواجهة التحديات في الحياة. ولفت مهند إلى وقوف زوجته بجانبه ودعمه في عدة مواقف أبرزها عند خسارة عمله، حيث أدارت هند ميزانية مناسبة لإدارة شؤون المنزل والعائلة، مشيراً إلى تقبّلها للوضع المادي المتراجع وعدم التأفف أو إظهار الإنزعاج من الضائقة المالية التي مرّ بها الزوجان. بدورها هند، أشارت إلى مواقف "رجولية" قام بها زوجها من خلال دعمها عند فقدان والديها، وكيف كان هو الداعم الأكبر لها لتخطي المصيبة. يعيش اليوم الزوجان مع أبنائهما بعد تخرجهم من الجامعة، ويطمحان لتزوجيهم من خلال إرشادهم إلى الطرق السليمة للحفاط على الرباط، أي بطريقة تشبه حياتهما الموفّقة.
الزوجان حافظ (63 عاماً) وثريا (50 عاماً) من لبنان: التقبّل والرضا
حافظ ورنا متزوجان منذ 35 عاماً، و قد رُزقا بابنة منذ 30 عاماً. تعرّض الزوج لشلل نصفي أعاقه عن العمل، فاضطرت ثريا للعمل لتأمين مصاريف العائلة، وتعليم ابنتها. يصف حافظ تجربته بالصعبة، حيث تعذّر عليه التحرّك أو القيام بواجبه كزوج وأب، لكن "بحمدالله زوجتي كاتفتني منذ اللحظة الأولى ومرّة لم تشعرني بتقصيري أو بمرضي"! من جانبها، ثريا، الزوجة الصبورة والمعطاء، روت لنا كيف شعرت منذ اللحظة الأولى لتلقيها خبر مرض زوجها، أنّها تعهّدت على القيام بكافة واجباتها وتقديم الدعم دون منّة. يصف الزوجان حياتهما بالسعيدة والهادئة، "بفضل تقبلّنا للواقع وحبنا لبعضنا استطعنا أن نتجاوز أصعب المحن والعيش برضا وتسليم".
الزوجان نبيل (45عاماً) ولمى (43 عاماً) من لبنان: الصدق هو ركيزة الزواج
يروي الزوجان نبيل ورنا لـ "هي" قصة الحب التي جمعتهما منذ 20 عاماً وتُوّجت بالزواج، ليُرزقا بابنتين في وقت متأخر بعد الزواج. يصف الزوجان لـ "هي" أنّ حياتهما لم تواجه تحديّات صعبة، إلاّ في ما يتعلّق بتأخرّ الإنجاب. لكنهما كانا يؤمنان بأنّ "اللحظة المناسبة ستأتي وهذا ما حصل". تقول لمى: "الإحترام والصدق هما الركنان الأساسيان لنجاح العلاقة الزوجية، وديمومية المشاعر، حيث "يوماً لم نتجه إلى الكذب في كافة شؤون حياتنا". وتتابع، "لطالما اعتمدنا على الصراحة الكاملة في معالجة الأمور والتعاطي اليومي، وهذا ما جعلنا نعيش باستقرار وفرح إلى حدّ اليوم". ويروي لنا نبيل مدى دعم زوجته له بكافة خطواته، "لم أكن لأستمر دون تشجعيها الدائم ووقوفها بجنبي".