من هي الأميرة السويدية التي تنازلت عن ألقابها الملكية لتتزوج من بريطاني من عامة الشعب

نشأ الملك كارل السادس عشر غوستاف King Carl XVI Gustaf ملك السويد الحالي، والذي احتفل في سبتمبر من هذا العام، باليوبيل الذهبي لإعلانه ملكا للسويد (والذي يوافق الذكرى السنوية الخمسين لإعلانه ملك للسويد)، في قصر هاجا الملكي السويدي الشهير، ونشأ إلى جانبه شقيقاته الأكبر سنا، الأميرة مارغريتا Princess Margaretha والأميرة بيرجيتا Princess Birgitta والأميرة ديزيريه Princess Désirée والأميرة كريستينا Princess Christina، والتي اختارت إحداهن التنازل عن ألقابها وامتيازاتها الملكية من أجل الحب، لتتزوج من بريطاني من عام الشعب.

نشأتها وحياتها في قصر هاجا الملكي

الأميرة التي نتحدث عنها هي الأميرة مارغريتا، أكبر شقيقات الملك كارل السادس عشر غوستاف، وولدت الأميرة مارغريتا ديزيريه فيكتوريا Princess Margaretha Désirée Victoria في يوم 31 أكتوبر 1934، وهي الابنة الكبرى للأمير غوستاف أدولف Prince Gustaf Adolf والأميرة سيبيلا Princess Sybilla، وقت ميلادها، كان ترتيب والدها في ولاية عرش السويد، هو الثالث، خلفا لجده ووالده، وكان يتوقع أن يصبح والدها في يوم ما ملكا للسويد، وخلال السنوات التالية، ولدت ثلاث شقيقات أصغر سنا للأميرة مارغريتا وهم الأميرة بيرجيتا والأميرة ديزيريه والأميرة كريستينا، ونشأت أربعتهم في قصر الهاجا مع والديهم وكانوا يعرفون وقتها باسم أميرات قصر هاجا، لأن النظام الملكي السويدي لم يكن يمنح الأميرات السويديات حق ولاية العرش منذ ميلادهن على غرار ورثة العرش الذكور، كانت السويد وقتها في انتظار مولد وريث العرش السويدي، والذي ولد بالفعل، بعد سنوات من ميلاد الأميرة مارغريتا وشقيقاتها الثلاثة، وتحديدا في عام 1946، عندما ولد شقيقهم الأصغر، وملك السويد الحالي، الملك كارل السادس عشر غوستاف.

الأمير غوستاف أدولف، لم يصبح ملك للسويد كما توقع الكثيرين، بسبب وفاته في حياة والده، وجده، في حادث تحطم طائرة عام 1947، تاركا وراءه أرملة وخمسة أطفال، أصغرهم، كارل غوستاف، كان عمره وقتها لا يتجاوز تسعة أشهر، وفي عام 1950، تولى والد الأمير غوستاف أدولف وجد الأميرة مارغريتا عرش السويد، مما جعل شقيقها الأصغر وليا لعهد السويد.

الأميرة مارغريتا تلقت تعليمها في المنزل على غرار الأميرات في ذلك العصر حيث تلقت تعليمها على يد مدرسين شخصيين في قصر هاجا، ووفقا للديوان الملكي السويدي، فقد درست لاحقا الفنون اليدوية والمنسوجات في مدرسة نيكلفيك Nyckelvik School ثم تدربت لاحقا على العلاج المهني في مستشفى كارولينسكا Karolinska Hospital.

قصة لقاء وزواج الأميرة مارغريتا بجون أمبلر John Ambler

في عام 1960، قامت الأميرة مارغريتا بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بصحبة اثنتين من بنات عمومتها، وهما الأميرة مارغريت (لاحقا الملكة مارغريت الثانية Queen Margrethe ملكة الدنمارك) وأستريد أميرة النرويج Princess Astrid of Norway، وجاءت الزيارة احتفالا بأول رحلة عبر المحيط الأطلسي للخطوط الجوية الاسكندنافية، خلال إقامتهم القصيرة في الولايات المتحدة، قاموا بزيارة هوليوود، والتقوا بنجوم مثل إلفيس بريسلي Elvis Presley، وزاروا ديزني لاند Disneyland.

الأميرة مارغريت وشقيقاتها الثلاث كن من أشهر الشابات في المجتمع السويدي في شبابهن، وكانت السويد في انتظار أنباء زواجهن، وخاصة أنباء زواج الأميرة مارغريت والتي اشتهرت وقتها بعلاقتها الرومانسية مع الأرستقراطي الأسكتلندي روبن دوجلاس هوم Robin Douglas-Home، ولكن علاقتهما لم تتقدم بما يكفي للتفكير في الزواج، وفي عام 1963،

التقت الأميرة مارغريتا برجل الأعمال البريطاني جون أمبلر في حفل عشاء، ويبدو أنهما قد وقعا في الحب من النظرة الأولى، فبعدها بعام واحد تقريبا، وتحديدا في يوم 28 فبراير 1964، تم الإعلان رسميا عن خطبتهما، وأصبحت الأميرة مارغريتا بذلك، أول أميرات هاجا التي تزوجت.

الأميرة السويدية التي تنازلت عن امتيازاتها الملكية للزواج من بريطاني من عامة الشعب

تزوجت الأميرة مارغريتا من جون أمبلر في حفل زفاف بسيط أقيم في يوم 30 يونيو 1964 في كنيسة جاردسلوسا Gärdslösa Church في جزيرة أولاند، وظهرت في حفل زفافها بفستان زفاف بسيط تم صنعه في مارثاسكولان وتاج زفاف تقليدي من الكنيسة، وارتدت مع فستان زفافها طرحة زفاف أنيقة مصنوعة من الدانتيل الفاخر من بروكسل والتي ارتدتها في زفافها أيضا الملكة لويز Queen Louise.

بالرغم من مباركة جدها، ملك السويد وقتها، غوستاف السادس أودلف Gustaf VI Adolf، لزواجها، إلا أن فقدت امتيازاتها وألقابها الملكية بسبب ذلك الزواج، بسبب القوانين الملكية السويدية وقتها والتي لم تكن تسمح بزواج أمراء وأميرات السويد من عامة الشعب، ولذلك أصبحت الأميرة مارغريتا تعرف رسميا بعد زواجها تعرف باسم السيدة أمبلر.

أين الأميرة مارغريتا الآن

بعد زواجها، عاشت الأميرة مارغريتا في المملكة المتحدة وأنجبت خلال زواجها ثلاثة أبناء هم سيبيلا Sybilla Ambler وتشارلز Charles Ambler وجيمس أمبلر James Ambler، في الأعوام 1965 و1966 و1967، ولأن الأميرة مارغريتا تنازلت عن امتيازاتها الملكية لتتمكن من الزواج، لم يمنح أي من أبنائها ألقاب ملكية أو نبيلة أو حق في وراثة عرش السويد، في عام 1994، أعلنت الأميرة مارغريتا وجون أمبلر عن انفصالهما، ولكنهما لم يحصلا على الطلاق رسميا، وبعدها بسنوات عديدة، توفي جون في عام 2008، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز 83 عام.

لا تزال الأميرة مارغريتا تنضم إلى العائلة المالكة السويدية في المناسبات العائلية مثل حفلات الزفاف والتعميد والجنازات ولكنها تعيش في المملكة المتحدة ولا تقوم بمهمات أو ارتباطات رسمية بالنيابة عن شقيقها الأصغر ملك السويد الحالي.