هل يحدد لون العينين المشكلات الصحية التي تصيب الإنسان .. ونصائح للحفاظ على صحة النظر
تقوم العين بعمل كبير ومهم، فهي تساعدنا على رؤية الأشياء بشكل واضح بكافة أشكالها وألوانها؛ كما تُنذرنا بالخطر الذي يُحدق بنا، وتُعيننا على القيام بكافة الأمور والمهام الحياتية.
وكغيرها من أعضاء وأجهزة الجسم الحيوية والمهمة، تتعرض العين لمشاكل صحية متعددة؛ بعضها بسيط وقد ينتهي من تلقاء نفسه، كالجفاف والإحمرار. وبعضها الآخر قد يرتبط بعوامل صحية أو حياتية، مثل ضعف النظر المرتبط عادةً بالتقدم في السن.
وبحسب الدكتور محسن سمعان، المدير الطبي لمستشفى باراكير للعيون في دبي؛ يواجه الناس العديد من المخاطر الصحية التي تؤثر على صحة عيونهم، خاصةً إذا ما كانوا يعانون من مشاكل سابقة في العين. ويتعرض الكثيرون لعوامل تزيد من حدة هذه المشاكل، منها الاختلاط في الأماكن المزدحمة أو في أماكن العمل، ارتفاع درجات الحرارة، كثرة الأتربة والرمال، والإجهاد الذي يعاني منه الموظفون ممن يقضون ساعات طويلة في العمل على الكومبيوتر أو الطلاب خلال أوقات الدراسة والإمتحانات.هذه العوامل تزيد من احتمالية حدوث بعض أمراض العيون وتفاقم المشاكل الصحية الموجودة لديهم.
عاملٌ آخر قد يكون سببًا في إصابة البعض بمشكلات معينة من الأمراض؛ هو لون العينين بحسب ما توصلت إليه دراسةٌ سعت لتحديد علاقة الجينات المُحددة للون،بتنيظم صحة الشبكية بشكل مستقل عن دورها في تكوين الصباغ بحسب ما أفاد موقع "العربية.نت".
قبل التعرف على المشكلات التي تواجه العينين حسبما ذكرها الدكتور سمعان؛ فلنتطرق سويًا إلى تفاصيل هذه الدراسة المثيرة للاستغراب، والتي تُطلعنا على ناحية جديدة من صحة العينين لم تكن معروفةً من قبل.
لون عينيك قد يحدد خطر الإصابة بمشكلات صحية
إذن، ووفقًا لورقة بحثية نُشرت في مجلة "Clinical and Experimental Ophthalmology" أوائل العام الجاري، وأُجريت على 171 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 52 و93 عامًا، تم تحديد إصابتهمبمشكلة التنكس البقعي المبكر؛ تبيَن أن حوالي 53 شخصًا من المشاركين بالدراية، أظهروا علامات تقدم التنكس البقعي المرتبط بالعمر، وفق تقرير منشور على "العربية.نت".
وبحسب مؤلفي الدراسة، فقد لوحظ أن "المشاركين ذوي لون قزحية العين الفاتح، لديهم خطر مضاعف لتطور التنكس البقعي المرتبط بالعمر، مقارنةًبالأشخاص الذين لديهم ألوان قزحية داكنة أو متوسطة".
وكانت مجموعة من الأبحاث التي تمَ العمل عليها في العام 2011؛ خلصت إلى أن الأفراد الذين لديهم مزيجٌ من العيون الزرقاء والبشرة الفاتحة، أبدوا ميلًا أكثر للإصابة بمرض السكري من النوع الأول. في حين عانى أصحاب العيون البنية من خطرًا أقل لفقدان السمع في البيئات الصاخبة.
فيما أشار مركز الرؤية في "Everyday Health" إلى أنه وبالرغم من وجود العديد من الدراسات التي تربط بين لون العين والمخاطر الصحية ؛ إلا أنه لا يمكن التنبؤ بشكل حاسم، بالنتائج الصحية أو جودة الرؤية بناءً على اللون فقط. لكن ما تمَ إثباته حتى الآن؛ هو أن الأفراد ذووي العيون الزرقاء أو الفاتحة، عادةً ما يكونون أكثر حساسيةً للضوء، بسبب قلة الأصباغ الماصة للضوء في العين.
مشاكل العين الأكثر شيوعًا ونصائح لعلاجها والوقاية منها
بالعودة إلى الدكتور سمعان من "مستشفى باراكير" للعيون في دبي، فقد أفادنا بالمشكلات التي تواجه العيون عادةً وطرق علاجها أو الوقاية منها، وهي على الشكل التالي:
-
التهاب ملتحمة العين التحسسي
يحدث جراء تعرض العيون لمواد تُسبَب التحسس، مثل اللقاح الموجود في الزهور أو وبر القطط، وكذلك التعرض للغبار وأشعة الشمس. ويترافق التهاب ملتحمة العين التحسسي مع بعض الأعراض، مثل كثرة الدموع والاحمرار والحكة الشديدة في العيون.
ويمكن الوقاية من التهاب ملتحمة العين التحسسي عن طريق غسل الوجه والعينين بالماء(المحلول الملحي) البارد، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس عن طريق ارتداء النظارات الشمسية. وفي حالة حدوث الأعراض المذكورة، ينبغي مراجعة أقرب مركز صحي للحصول على قطرات خاصة، مثل القطرات المُرطبة والقطرات المُضادة لحساسية العين، وذلك حسب توجيهات الطبيب.
-
التهاب الملتحمة الجرثومي
ويحصل جراء تعرض العين للعدوى عند لمس العين(باليدين الملوثةسواء عن طريق المصافحةأو لمس الادوات الملوثة) وكذلك عند التعرض للغبار الشديد أو استخدام أدوات مشتركة. يتميز هذا الالتهاب بأعراض متفاوتة، مثل الاحمرار ووجود إفرازات صديدية والتصاق الجفون صباحًا عند الاستيقاظ.
-
الجلوكوما
يُنصح مرضى الجلوكوما بالالتزام بالإرشادات الصحية وتناول الأدوية بشكل منتظم، وفقًا لتوصيات الطبيب المعالج. كما ينبغي على هؤلاء المرضى متابعة نظام(الالتزام بالعلاج) الموصوف لهم، للحفاظ على صحة عيونهم.
-
مرض السكري
يجب على مرضى السكري إجراء فحص للشبكية بشكل دوري. وينصح الدكتور سمعان بشدة، بأخذ الأدوية الموصوفة في الوقت المحدد واتباع نظام غذائي مناسب للسكري.
-
جفاف العين
يحدث جراء نقص في دموع العين، بسبب خلل في الغدة الدمعية؛ وأحيانًا بسبب التبخر عند تعرَض العين لأشعة الشمس المباشرة. وهو من المشكلات الصحية التي تحدث نتيجة درجات الحرارة العالية؛ من أهم أعراضه، الشعور بحرارة في العين مع احمرار ونقص في كمية الدموع المرطبة للعيون.
أما علاج جفاف العين؛ فيكون أولًا بالابتعاد عن استخدام العدسات اللاصقة ووضع النظارات الشمسية، ثم استخدام مرطبات العين كالدموع الصناعية على شكل قطرات.
بالإضافة إلى المذكور أعلاه، قد تواجه العين أيضًا المشكلات التالية:
- الحروق الشمسية: وتحدث جراء للتعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة؛ ما قد يُسبَب التهاب القرنية في العينين،وما ينتج عنه من احمرار وتورم وألم.
- الإجهاد البصري: قد يتعرض الكثيرون للإجهاد البصري نتيجة الجلوس لفترات طويلة أمام شاشات الكومبيوتر أو الجوالات لوقت طويل؛ أو التركيز المستمر على الكتب المدرسية خاصةً خلال أوقات الإمتحانات و الدراسة، وهو ما قد يؤدي إلى تعب العيون وجفافها وصعوبة التركيز.
- العدوى البكتيرية والفيروسية: نظرًا للتجمع في المولات او الأماكن المزدحمة، يمكن أن تنتشر العدوى بسهولة من شخص إلى آخر؛ وقد تؤثر هذه العدوى على العيون وتتسبب لها بالتهابات بكتيرية أو فيروسية.
- الإصابات البسيطة والخدوش: قد تحدث إصابات بسيطة في العين نتيجة للاحتكاك بالغبار أو الرواسب أو الاتربة المتواجدة في المكان، ما يُسبَب الخدوش والجروح الصغيرة.
نصائح للحفاظ على صحة عيونك وحمايتها من ضعف النظر
لا شك في أن أي مشكلة صحية تداهم العين، لا بد وأن تنعكس سلبًا على صحة العينين؛ وتحديدًا لجهة ضعف النظر وعدم القدرة على تمييز الأشياء بدقة.
لذا ولتجنب هذه المشكلات وحماية صحة العيون، ينصحكِ الدكتور سمعان باتخاذ الاحتياطات اللازمة مثل:
- تنظيف العيون والوجه بانتظام، باستخدام الماء النظيف.
- تجنَب التعرض المباشر لأشعة الشمس وارتداء النظارات الشمسية المناسبة.
- تجنَب الاحتكاك الزائد للعينين وعدم حكهما أو فركهما بشكل قوي وعنيف.
- استخدام قطرات العين المُرطبة، للحفاظ على رطوبة العيون.