مدينة لكل الفصول
تعرف أوروبا بالقارة العجوز مقارنة بالقارة الجديدة التي اكتشفها الرحالة الإيطالي "كريســتوفر كولومبـــــوس" الـذي كان أول أوروبي يطأ أرض القارة الأمريكية الملقبة آنذاك بالقارة الجديدة. وقد أجرى "كولومبوس" رحلة الاستكشاف هذه منذ أكثر من خمسة قرون.
لكن بالرغم من لقبها "القارة العجوز"، ما زالت عواصم البلدان الأوروبية خصوصا ومدنها عموما تعتبر من أفضل الوجهات السياحية في العالم. ومن أبرز عواصمها التي تجذب ملايين السياح على مدار فصول السنة، لا بد من أن نذكر باريس ولندن وروما وفيينا وأثينا وبراغ. كما تستقطب آلاف الطلاب بفضل جامعاتها التي تحظى بشعبية كبيرة بين صفوف المتفوقين في شتى العلوم نظرا إلى تاريخها العريق.
أما اليوم، فلا تعتبر مدينة وارسو من أجمل المدن الأوروبية فحسب، بل اختيرت لتكون أفضل وجهة سياحية في أوروبا. ليس بغريب عن هذه المدينة البولندية أن تحتل المركز الأول، وذلك لأسباب كثيرة ومختلفة، أهمها المعالم السياحية المنوعة التي تجذب السياح على اختلاف أذواقهم، ولا سيما منهم العائلات والشبيبة. فإلى جانب كل معالمها وخصائصها الجذابة، من المباني الملونة إلى المقاهي الجميلة والحدائق الغنّاء والقصور التاريخية، مرورا بالمسارح الفخمة والمعارض الفنية والمتاحف الراقية، لعل أجمل ما تتميز به مدينة وارسو هو شعور السائح بالأمان.
إلى جانب أنها أكبر مدينة في بولندا، تعرف العاصمة وارسو أيضا بمدينة الفينيق نسبةً إلى أسطورة طائر الفينيق، وذلك لأنها دمرت وشيدت مرات عدة.
وكم هي جذابة بمبانيها الفريدة وقصورها الملكية الرائعة وصالاتها الفخمة الممتدة على ضفتي نهر فيستولا. وما يزيد أجواء الرومانسية التي تملأ أرجاء وارسو هو المفاجأة الجميلة لعشاق الموسيقى، ونقصد بها متحف "شوبان"، ذلك أن المؤلف الموسيقي العالمي "فريديريك شوبان" قد ولد في قرية مجاورة، وترعرع في وارسو التي أحبها حتى العشق إلى درجة أنه لدى موته، دفن جثمانه في باريس، حيث عاش آخر جزء من حياته، أما قلبه الذي تم استئصاله بناء على طلبه، فهو محفوظ اليوم في وارسو مدينة أحلام طفولته!
