أكثر عرضة للفشل ولكن .. مميزات وعيوب الزواج الثاني
الزواج الثاني عند البعض فرصة جيدة لإيجاد الاستقرار والسعادة ونيل ما لم يتم الحصول عليه في الزواج الأول، أي أنه يكون مرتبطاً في مخيلتهم بتعويض ما فاتهم في حياتهم الضائعة مع الشريك السابق، ولكنه ليس كذلك عند البعض ممن يخشون الارتباط بشريك آخر مرة أخرى ، وخصوصاً إذ انتهت العلاقة بخذلان وخيبة أمل وصدمة عاطفية كبيرة، ولذلك تظل فكرة الزواج الثاني بعيدة عن خاطرهم.
والحقيقة أن لكل من الفريقين أسبابه في الحكم على الزواج الثاني، لأن له عيوب وله مميزات أيضاً، كما أنه قد يكون ناجحاً في زيجات وفاشلاً في زيجات أخرى، تُرى ما هي أهم مزايا وعيوب الزواج الثاني؟ وكيف يمكن أن يكون ناجحاً؟
ما هي عيوب الزواج الثاني؟
تقول داليا شيحة مستشارة زوجية وأسرية بدبي أنه وعلى الرغم من كون الزواج الثاني فرصة للنجاح في علاقة ثانية بعد تدارك أخطاء العلاقة الأولى إلا أن له عيوباً لا يمكن تجاهلها، ومن أبرز هذه العيوب ما يلي:
مشاكل الزواج الأول
كل من طرفي الزواج الثاني ينتقل إلى العلاقة وهو محملاً بمشاكل وسلبيات عديدة من الزواج الأول، كمشاكل الانفصال، وأزمة الثقة التي نتجت عن الخيانة أو بسبب أي من المواقف القاسية التي تسببت في إنهاء العلاقة الأولى، وهي مشاكل تعكر صفو العلاقة الجديدة وتحول دون استقرار الزواج الثاني.
تكوين أسر مختلطة
قد يكون لدى كل من الطرفين أطفالاً، وقد يكرران تكوين أسر مختلطة تجمع بينهما وبين أطفالهما في منزل واحد واجبارها على التعايش معاً وبشروط معينة، ويعد ذلك أمراً صعباً للغاية، وخصوصاً في بداية الزواج الثاني حيث تعدد الخلافات والمشاكل، وخلق بيئة غيرمستقرة للزواج الثاني ما يعجل بفشله.
الخوف الشديد من التجربة
لا يمكن أن تنجح علاقة قائمة على الخوف والتشاؤم، لأنها حتماً ستكون علاقة مضطربة، وهذا ما يعيب الزواج الثاني، وخصوصاً الذين ينتهي زواجهم الأول نهاية عاطفية مأساوية، لأن الضحية لن تتقبل فكرة الأمن والأمان مع الشريك الجديد بسهولة، وسيظل هناك حاجزاً نفسياً بينهما إلى أن تستقر العلاقة وحدها بعد الاحتكاك وظهور الطباع الطيبة، والتمتع بالألفة والمودة والرحمة.
رفع سقف التوقعات
رفع سقف التوقعات تجاه الشريك الجديد في الزواج الثاني أحد أهم عيوبه، لأنه يجب على كل من الطرفين توقع توقعات معتدلة وممكنة وواقعية في نفس الوقت بحيث يسهل تحقيقها لأن التوقعات الخيالية تضر بالطرفين وتعجل بفشل العلاقة بينهما، ولذلك يجب تقبل أي تقلبات في العلاقة، وأخذ إحتمالية حدوث اختلاف أو مشاكل في أي وقت من الأوقات.
ما هي مميزات الزواج الثاني؟
رغم عيوب الزواج الثاني إلا أن له العديد من المميزات والتي من أهمها ما يلي:
فرصة جيدة للعثور على شريك مناسب
أحياناً وفي بعض الحالات يكون الزواج الثاني بمثابة عوضاً من الله عز وجل، ويأتي ذلك في صورة شريك حنون وصادق ومخلص قادر على احتواء شريكه من جميع النواحي والتي من أهمها النواحي النفسية، ولذلك توجد فرصة جيدة للعثور على شريك مناسب بعد فشل الزواج الأول، وما يهم الجمع بين العقل والقلب معاً.
المساهمة في التعافي نهائياً من صدمة الزواج الأول
قد يكون الطرف المتضرر من الزواج الأول ما زال متأثراً ببعض الأمور المرتبطة به، ولكن بالعثور على شريك جديد يحبه ويحترمه ويقدره، ويتفهم احتياجاته، ويهتم به ويرعاه رعاية كاملة دون تقصير، من الممكن أن تختفي آثار ندبات الجرح الأول.
سهولة التخلص من سلبيات الزواج الأول
في كثير من الزيجات الثانية، وخصوصاً تلك التي تحدث بعد وقت مناسب من انتهاء الزواج الأول، ينجح الشريك المتضرر في التخلص من سلبياته، ما يجعله يدخل الزواج الثاني بشعور مختلف وحس مختلف وتفكير مختلف الأمر الذي يحقق معه مزيداً من السعادة والاستقرار.
كيف يمكن أن ينجح الزواج الثاني؟
قالت داليا شيحة مستشارة زوجية وأسرية بدبي، أن تحقيق نجاح الزواج الثاني يتوقف على التزام الطرفين بتطبيق النصائح التالية:
- الاهتمام بشريك الحياة لأنه يعد أحد أهم قومات نجاح الزواج كما أنه دليلاً قوياً على وجود مشاعر حب بين الشريكين.
- تجنب أخطاء الزواج الأول واعتماد استراتيجية سليمة في الزواج الثاني من أجل التعامل مع شريك حياة بما يليق بقدسية العلاقة.
- بناء ثقافة التقدير والاحترام والتسامح.
- تعزيز الثقة من جديد وعدم تذكر أي خذلان أو خيبات.
- ابتكار طرق جديدة ومجدية وذات تأثير إيجابي فعال في التواصل مع شريك الحياة.
- تعزيز سبل التفاهم بين الشريكين.
- الانصات ثم الانصات وعدم مقاطعة الشريك عند ابداء الرأي.
- تجنب شخصنة الأمور والتعامل بوضوح وموضوعية.
- تجنب النقد اللاذع.
- التعامل مع الأزمات بمرونة فائقة.
- الصبر حتى تلاقي الطباع في الزواج الثاني وعدم التسرع في الحكم عليه.
- ذكر الاحتياجات بوضوح والتزام كل طرف بما عليه من واجبات وما عليه من حقوق.
- تجنب سوء الفهم والتماس الأعذار.
- الاعتذار في حالة ارتكاب الأخطاء.
- تجنب الخصام والحرص على نقاء القلوب وصفاء العلاقة لتحقيق سلامة العلاقة بين الشريكين منذ البداية.
- الحرص على التواصل الدائم.
- تقبل كل طرف لأطفال الطرف الآخر في حال تم تكوين أسرة مختلطة أو لم يتم ذلك، والتعامل معهم بطيب خلق احتراماً لقدسية العلاقة الزوجية التي جمعتهما ببعضهما البعض، وتقديراً لخاطر الشريك.
- العمل على إقامة حوار مفتوح قائم على الموضوعية وحسن الانصات وتجنب التمسك بالرأي واحترام الرأي الآخر.
- الاجتهاد لتحقيق التناغم والانسجام بالتقرب أكثر من الشريك وكسب حبه بفعل كل ما هو طيب معه.
- ممارسة الغفران والتسامح بأعلى المستويات والتغاضي عن الذلات والهفوات، ولا يتساوي ذلك مع تقبل الأذى فشتان بين الاثنين.
وختاماً، يجب أن يجتهد كل من الطرفين في تحقيق هدوء واستقرار الزواج الثاني ببذل الجهد، وبالمرونة الكافية لتقبل الأمور البسيطة التي لها أن تجعل مسيرة الزواج سارية ومتقدمة بشكل فعال، كما يجب أن يحرصا سوياً على خلق بيئة دافئة وآمنة تعوض كل منهما عن معاناته في الزواج الأول، ورفع شعار وداعاً للآلام وأهلاً بالفرح والسعادة.
والآن يُسعدنا أن تشاركونا الرأي ..برأيكم كيف يمكن للزواج الثاني أن ينجح بعد فشل الزواج الأول؟