المخرجة السعودية جواهر العامري لـ"هي": فيلم "انصراف" تجربة شخصية مررت بها وواجهت تحديا في اختيار بطلته
تحد جديد وتجربة مُختلفة تخوضها المُخرجة السعودية جواهر العامري، وذلك من خلال فيلمها السعودي القصير "انصراف"، والذي أعلنت مؤخرًا عن اقتراب انطلاقه في عدد من المهرجانات الدولية والعالمية، لتخوض به مُغامرة جديدة نحو صناعة فيلم قصير يرصد تجربة شخصية خاضتها وتأثرت بها، وأرادت مُشاركتها مع الجمهور نظرًا لأهمية الطرح.
وتحدثت جواهر العامري في حوار خاص لـ"هي" عن تفاصيل فيلمها "انصراف"، وأسباب تقديمه للجمهور، وعن التحديات التي واجهتها خلال صناعته، والمُدة الزمنية التي استغرقتها حتى الانتهاء من تنفيذه، كما تطرقت في الحديث عن مُلهمها في صناعة الأفلام، والمُخرجين المُخضرمين الذين ترغب في السير على نهجهم، وعن قلقها من العمل الروائي الطويل الأول لها، وأبرز الأعمال الأخيرة التي أثارت إعجابها مؤخرًا.
حدثينا عن فيلمك الجديد "انصراف" والذي أعلنتِ عنه مؤخرًا وكيف جاءت بداية فكرة هذا العمل؟
الفكرة جاءت من واقع تجربة خاصة بي في صغري؛ فعندما كُنت في الخامسة عشر من عمري توفت صديقتي، وواجهت صعوبة شديدة حينها في التعبير عن مشاعري، لكن وفي لحظة ما خلال تواجدي في المدرسة، وبعد مرور شهرين على رحيلها انفجرت على الجميع بسبب ذلك، وكتبت هذه القصة بعد ذلك في الجامعة، وفي الحقيقة لم أكن أُخطط أن أقوم بتصويرها؛ فكانت مُجرد تسليم لمادة بالاختبارات النصف النهائية، ولكن أستاذي الجامعي عبد الرحمن خوج، هو من حفزني على ضرورة أخذ هذه القصة بجدية، والسعي نحو إنتاجها، مما يعني أن عُمر هذا السيناريو هو 8 سنوات.
إذًا "انصراف" هو يمثل حالة خاصة مررتِ بها شخصيًا..فهل يمكننا توصيف بطلة العمل "الجادل" في هذا الحدث هو خطوة نحو استقلاليتها؟
بالفعل، أحداث الفيلم هو محاولة من "الجادل" أن تستقل، وأن تعبر عن مشاعرها بمنتهى الأريحية.
إلى أي مدى يشكل فيلم "انصراف" دعوة ورسالة للتمرد لكسر تابوهات المُجتمع وموروثاته؟
الفيلم لا يدعوا للتمرد وكسر تابوهات المُجتمع، ولا أدعوا لأي شئ سوى القدرة والسماح للآخرين بالتعبير عن ما يريدون التعبير عنه، فأرى أن تبعات كبت المشاعر دائمًا صادمة، لذلك أردت طرح هذا الفيلم وفقًا لتصوري ولهذه التجربة.
ما هي المُدة الزمنية التي تطلبها منك الفيلم لتطوير مراحل الكتابة ثم التحضير والتصوير؟
الفيلم استغرق ٤ سنوات لتطوير مراحل الكتابة وهي مرحلة هامة، ثم البحث عن تمويل أما مرحلة إنتاجه فاستغرقت شهر وأسبوعان من تجهيز وتصوير.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتك خلال صناعة هذا الفيلم؟
أبرز التحديات كانت حول اختيار الموقع المُناسب الذي يسمح للرؤية الإخراجية أن تتحقق في جميع عناصرها، وأيضًا اختيار البطلة الرئيسية للفيلم، ولكنِ سعيدة بإنني نجحت في اختيارها.
هل سيشارك الفيلم في عدد من المهرجانات خلال الفترة المُقبلة؟
سيشارك الفيلم في عدد من المهرجانات العالمية أيضًا، وسنفصح عنها وعن تفاصيلها لاحقًا بإذن الله.
دائمًا تحمل أفلامك بصمة ورغبة في تغيير حال المرأة وأن تحصل على حقوقها بعيدًا عن تقاليد المجتمع .. فهل تشعرين أن المرأة السعودية أثبتت تفوقها وأصبحت متواجدة بقوة في كافة المجالات وأصبحت تأخذ حقوقها في المجتمع أيضًا؟
إلى حد ما نعم المرأة تعيش بحال جيد وأثبتت تفوقها في جميع المجالات في المملكة، ودائمًا تفاجئ المُجتمع بقداراتها، والمملكة دائمًا داعمة للنساء في أغلب المجالات.
لكن بخصوص فيلمي في أمر تغيير حال المرأة، ففيلمي لا يتكلم عن حال المرأة تحديدًا، فقصة فيلم وأحداث "انصراف" إذا تم تطبيقه أحداثه على مدرسة أولاد بدلاً من بنات فسنحصل على نفس القصة دون تغيير.
العام الماضي فاز فيلمك "عزيز هالة" بجائزة سرد في أيام القاهرة وكان من المُفترض تطويره مع الكاتبة مريم ناعوم .. فإلى أين وصلت مراحل تنفيذ هذا الفيلم؟
لايزال هذا الفيلم في مرحلة التطوير والتمويل.
وإلى أي مدى خطوة الفيلم الروائي الطويل تشعرك بالقلق خاصة بعد خوضك تجربة ثلاث أفلام قصيرة وهي "مجالسة الكون" ضمن الفيلم الطويل "بلوغ" و"سعدية سابت سلطان" وإنتاجك لفيلم "من يحرقن الليل"؟
هي بالتأكيد خطوة تقلقني، حيث من خلال فيلمي الطويل الأول ستنطلق الأحكام على الفيلم وعلى صانعه، وأنا أول من سأطلق هذه الأحكام على نفسي، لذلك لا أخفي إنني قلقة؛ ولكن أشعر بإنه قد حان الوقت، وأنا في أتم الاستعداد لخوض هذه التجربة، فقد خوضت 9 سنوات قُمت خلالها بصناعة أفلامًا قصيرة، وأشارك فيها، وأشارك في أفلام طويلة للتعلم، وكسب مزيدًا من الخبرة، وحان الوقت لصقل هذه الخبرة في فيلمي الطويل الأول.
من هو ملهمك في صناعة الأفلام والذي تتمنين أن تسيري على خطاه؟
هناك مُلهمين كُثر في السعودية، فمن بينهم عبد الرحمن خوج؛ فهو مُلهمي ومعلمي في المجال، وفي العالم العربي عُمر الزهيري، وقديمًا المُخرجين الكبار الراحلين محمد خان ويوسف شاهين.
ومن هم النجوم أيضًا الذين ترغبين في التعاون معهم في عملك الروائي الأول؟
أرغب بالتعاون مع العديد من النجوم السعوديين، ولكن لا أستطيع أن أفصح عن الأسماء حتى الآن.
ما هو آخر فيلم أو عمل تليفزيوني شاهدتيه وأثار إعجابك؟
Rebelو Divines أفلام لا أستطيع نسيانها، فهي أفلام صعبة، ولكن حقيقية وأطمح في صناعة أفلام في ثقلها.
الصور من المكتب الإعلامي لجواهر العامري وحسابها بإنستجرام