مع قدوم فصل الخريف.. إحمي نفسكِ من مشاكل صحية تصيبكِ مع تغيرات الطقس
مع أن الكثيرين يحبون فصل الصيف، إلا أن قلةً من الناس – وأنا منهم – يعشق فصل الخريف وينتظرون قدومه من عام لعام بفارغ الصبر.
فالخريف هو فصل اعتدال الطقس بعد أشهر مضنية من الحر والرطوبة في الصيف؛ وخلاله، تنخفض درجات الحرارة ويتنعم الناس بنسمات الهواء الباردة الخفيفة التي تُنعش قلوبهم وأجسادهم.
لكنه لا يخلو من بعض المشاكل الصحية التي قد تداهمنا، والتي نحتاج للوقاية منها بأفضل السُبل الحياتية والطبية. لذا اخترنا في موضوعنا اليوم، تسليط الضوء على بعض تلك المشاكل وأبرزها؛ إضافةً للحديث عن طرق علاجها والوقاية منها، كي ننعم بفصل الخريف دون أية تداعيات صحية على الجسم.
في الخريف.. مشاكل صحية تصيبك مع تغيرات الطقس
جمعنا لكِ معلومات عن أبرز المشاكل الصحية التي تظهر خلال فصل الخريف، من عدة مواقع صحية وإخبارية؛ لكننا في الوقت ذاته، ندعوكِ عزيزتي للتحدث مع طبيبكِ المختص حول هذه المشاكل وكيفية الوقاية منها بأفضل الطرق.
وكما أسلفنا، فإن فصل الخريف يشهد تغيرات في الطقس لجهة انخفاض درجات الحرارة ليصبح المناخ أكثر برودةً وجفافًا؛ ما قد يتسبب بمشكلات صحية خاصةً في الجهاز التنفسي.
وتُعد أمراض الجهاز التنفسي شائعةً بصورة كبيرة خلال فصل الخريف؛ ومنها أمراض الرئة والتنفس الحادة. وبحسب الدكتور نيكولاي كريوتشيكوف، أخصائي المناعة الذي صرَح في مقابلة مع قناة "موسكو 24" التلفزيونية؛ فإن العديد من الأفراد ممن يعانون من ضعف الجهاز التنفسي، يصبحون أكثر عرضةً لأمراض الرئة والتنفس الشديدة طوال الخريف. فضلًا عن أمراض القلب والأوعية الدموية وحتى الأمراض النفسية، التي تتسم بطابع موسمي كما أفاد كريوتشيكوف، والتي يمكن أن تزداد حدتها في الخريف كما جاء على موقع "روسيا اليوم".
أسبابٌ عدة تقف وراء تفاقم هذه الأمراض
منها تقلبات الجو، كما أكدَ كريوتشيكوف؛ مشيرًا إلى أن تغيرات عدة تطرأ على المناخ في الخريف يمكن أن تكون لها تداعياتٌ كبيرة على صحة الإنسان. إذ أن تغيَر المناخ ومواعيد النوم والاستيقاظ، فضلًا عن عدم شرب الماء بكميات كافية وعدم تحصين الجسم بالتطعيمات والغذاء الصحي؛ كلها عوامل يمكن أن تزيد من حدة هذه الأمراض خلال فصل الخريف. مضيفًا أن مرضى القلب والضغط تحديدًا، قد يعانون من تغيرات شديدة في صحة القلب خلال هذا الفصل، منها اضطراب ضربات القلب وعدم انتظام ضغط الدم؛ ما يتسبب بحدوث آلام قوية في الصدر وارتفاع خطر الذبحة الصدرية.
هذا بالنسبة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية؛ أما فيما يخص أمراض الجهاز التنفسي، وبشكل خاصة أمراض الرئة، فإن مرضى تلك الأمراض قد يعانون من السعال الخفيف خلال فصل الخريف بسبب تغيرات الطقس. لكنها مسألةٌ خفيفة، بحسب ما أكدَ كريوتشيكوف، الذي أشار إلى إمكانية السيطرة على المرض في حال اتباع إجراءات وقائية تضمن تقليل المضاعفات وتحافظ على صحة الجسم. وفي الوقت ذاته، حذر كريوتشيكوف من أن إهمال الصحة عند مرضى الجهاز التنفسي، وعدم أخذ العلاجات الموصوفة من قبل الأطباء المختصين؛ يمكن أن تكون له تداعياتٌ سلبية خطيرة، نظرًا للتعرض للعوامل البيئية المتغيرة بشدة في الخريف.
مشاكل صحية تظهر خلال فصل الخريف .. وطرق الوقاية منها
من جهة ثانية، نقل موقع "مصراوي" عن كل من موقعي CNN وNdtv؛ لمحةً عن بعض المشاكل التي تُلمَ بصحتنا في الخريف وطرق الوقاية منها.
وهي على النحو التالي:
- الحساسية الموسمية: وتنجم عن زيادة حبوب اللقاح وجراثيم العفن التي تكثر في الخريف، ما يتسبب بزيادة حدة الحساسية بأنواعها المختلفة. وهو ما يُصيبنا بأعراض متفاوتة مثل العطس، سيلان الأنف، التهاب العينين واحتقان الصدر.
ويمكن الوقاية من الحساسية الموسمية؛ بتجنب الخروج وممارسة الأنشطة الخارجية أثناء أوقات ذروة حبوب اللقاح، إبقاء النوافذ والأبواب في المنازل والمكاتب محكمة الإغلاق، استخدام أجهزة خاصة لتنقية الهواء، وتناول مضادات الهيستامين الموصوفة من قبل الطبيب المختص.
- الربو: يمكن لنوبات الربو المزعجة والخطيرة في بعض الأحيان، أن تزداد خلال فصل الخريف، بسبب برودة الجو وزيادة التهابات الجهاز التنفسي. ما يُفاقم من أعراض الربو التي تتمثل في ضيق التنفس، السعال، الصفير وآلام الصدر.
لكن الوقاية من هذه المضاعفات ممكنةٌ وسهلة؛ وتتمثل في استخدام أجهزة الاستنشاق الموصوفة بانتظام، استخدام وشاح أو قناع لتدفئة الهواء الذي نتنفسه، وأخذ لقاح الإنفلونزا.
- نزلات البرد والأنفلونزا: هي من أكثر المشاكل الصحية التي يتعرض لها الإنسان خلال فصل الخريف، وأسبابها تعود لتغيرات الطقس وميلها للبرودة خاصةً في الليل. إذ يتسبب تغير الطقس في إضعاف جهاز المناعة، وعدم قدرته على حماية الجسم من الفيروسات والجراثيم المتطايرة في الهواء؛ ما يُعرَض الكثيرين لنزلات البرد والإنفلونزا والتي تتسبب بعدة أعراض مثل العطس، سيلان الأنف، التهاب الحلق، الحمى والصداع.
كيف نحمي أنفسنا من هذه المشاكل؟ بطرق بسيطة وفعالة، تتمثل في المقام الأول بالحفاظ على النظافة الشخصية، غسل اليدين بشكل متكرر خاصة بعد استخدام الحمام وقبل تناول الأكل وبعده، تجنب التواصل المباشر مع المرضى، وبالتأكيد الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية.
- جفاف الجلد: ما أن يبدأ فصل الخريف، حتى تعاودني الحكة وجفاف الجلد؛ ولستُ الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة، بل هناك العديد من الأفراد الذين يعانون من جفاف الجلد جراء تغيرات الطقس في الخريف. وما يمكن أن ينتج عنه من أعراض مزعجة، مثل الحكة، تهيج الجلد والتقشر.
ولتجنب الإصابة بجفاف الجلد في الخريف، ينصح الخبراء بوجوب استخدام المرطبات للحفاظ على رطوبة الجلد ومنع تجفافه، تجنب الإستحمام بالماء الساخن، والمحافظة على رطوبة الجسم عن طريق شرب الماء بكميات كبيرة.
- الصداع النصفي الموسمي: يمكن للشقيقة أن تداهمنا في كثير من الأوقات، لكنها وخلال فصل الخريف؛ تتخذ شكلًا موسميًأ لا يخلو من المضاعفات. ويعود السبب في ذلك لتغيرات الرطوبة خلال هذا الفصل؛ ما يتسبب في أعراض عدة لمرضى الصداع النصفي، منها الصداع الشديد والغثيان والتقيؤ والحساسية للضوء والصوت.
ويمكن الوقاية من الصداع النصفي الموسمي بطرق عدة أولها وأهمها تجنب المثيرات التي تتسبب بهذا النوع من الصداع، فضلًا عن تناول الأدوية التي يصفها الطبيب فور بدء الشعور بنوبة الشقيقة، الحصول على قسط كاف من النوم، ترطيب الجسم بشرب الماء بكثرة، وممارسة تقنيات إدارة التوتر.
في الختام، لا ينبغي أن يمنعنا تغير الطقس في الخريف، من الاستمتاع بهذا الفصل الجميل. كل ما علينا فعله، هو اتخاذ إجراءات وقائية معينة، تضمن لنا الصحة والسلامة، وعدم تضاعف المشاكل الصحية التي نعاني منها أصلًا. وذلك لننعم بالرفاهية وجودة الحياة، حتى في ظل المعاناة من بعض الأمراض والمتاعب الصحية.