المكتب المنزلي والعمل عن بُعد: كيفية إنشاء بيئة محفزة للإنتاجية والراحة
خلال السنوات الأخيرة، أصبح العمل من المنزل أمرًا شائعًا في الكثير من دول العالم، لذلك، أصبحت الحاجة إلى وجود مكتب منزلي، أمرًا ضروريًا.
ولذلك، تصميم مكتب منزلي يجمع بين الأناقة والرقي، وفي الوقت نفسه يكون مكانًا محفزًا للإنتاجية والراحة، هو حلم أي شخص يعمل عن بُعد من البيت.
ويعد تخصيص مساحة عمل مصممة بعيدًا عن مناطق المنزل المعيشية والاجتماعية، مكانًا ممتازًا للبدء في إنشاء مكتب منزلي مصمم جيدًا بشكل يساعد على الإنتاجية والإبداع.
وبداية، لابد معرفة أن تصميم المكتب المنزلي، لا يتطلب مكانًا كبيرًا، حيث يمكن إنشائه في أي مكان في البيت، سواء في غرفة منفصلة أو أسفل الدرج أو في أحد أركان المنزل غير المستغلة أو حتى في حجرة الطعام.
وبمجموعة من الأفكار البسيطة التي يقدمها خبراء التصميم الداخلي، يمكنكِ إنشاء مكتب منزلي يكون لكِ بيئة محفزة للإنتاجية والراحة.
1-إنشاء لوحة ألوان ملهمة
من المعروف أن للألوان تأثير كبير وعميق على المشاعر، لذا ينصح الخبراء عند تصميم المكتب المنزلي المحفز للإنتاجية والراحة، اختيار لوحة الألوان المستلهمة من الطبيعة، مثل درجات الأخضر، الأزرق، والظلال الترابية للجدران والملحقات وعناصر الديكور والتزيين، لقدرة هذه النغمات على تعزيز الشعور بالهدوء، الاتزان، والتركيز، ومن ثم إنشاء مساحة عمل متناسقة وملهمة.
2-الحصول على أقصى استفادة من الضوء الطبيعي
رغم وجود الكثير من الأفكار الرائعة لإضاءات المكتب المنزلي لإنارة مساحة العمل، فإن الحصول على أقصى استفادة من الضوء الطبيعي، يعمل على تحسن المزاج والحالة النفسية ويعزز الإبداع والإنتاجية والرغبة في العمل.
ولذلكك، ينصح خبراء التصميم الداخلي والديكور بضرورة احتواء مساحة العمل على نافذة أو شرفة، ووضع المكتب بجوارها، للاستفادة من الضوء الطبيعي الذي يأتي منها.
لا يساعد وجود المكتب بجوار النافذة فقط على جماية العين من الإرهاق، بل يساهم في زيادة مستويات التركيز، الانتباه والطاقة، وتعزيز المزاج بشكل عام.
3-اختيار الألوان المحايدة لأثاث المكتب المنزلي
مثلما يساهم قضاء وقت وسط الطبيعة في تقليل التوتر والقلق ويخفض مستوى ضغط الدم ويعزز الإبداع، يساعد اختيار لوحات الألوان المحايدة عند تصميم المكتب المنزلي، على الشعور بالراحة وتحسين الإنتاجية.
يقول خبراء التصميم إن خلق اتصال مرئي مع الطبيعة من خلال الألوان، المواد، والأنسجة، يمكنه جعل العمل وسط هذه البيئة، أكثر احتمالًا وراحة.
لذا، ينصح باستخدام المواد الطبيعية مثل الخشب، الروطان "الخيزران" ذو الألوان المحايدة لأثاث المكتب المنزلي، لإثارة الشعور بالدفء، الاتصال مع الطبيعة، تقليل الإحساس بالقلق والتوتر، ومن ثم زيادة الإنتاجية.
كما يقول الخبراء إنه في حالة اختيار مكتب خشبي، الاستقرار على تصميم ذو خطوط نظيفة وبأسلوب وطراز بسيط، لإنشاء مساحة عمل تعزز التركيز والانتباه.
4-وضع المكتب في موقع مركزي
يقول خبراء التصميم إن من أفضل الأماكن التي يجب أن يوضع بها المكتب، هو أن يكون في موقع مركزي، بدلًا من أن يكون مجاورًا للحائط أو مخبأ في الزاوية، وهذا سيساعد على زيادة الإنتاجية في المكتب المنزلي.
كما أن وضع المكتب في مكان مركزي في الغرفة، يسمح أيضًا بإنشاء أو تثبيت مساحة تخزين مناسبة وكافية على أي من الجدران الأربعة للحجرة، مما يساعد على الحفاظ عليها مرتبة، الأمر الذي يساهم بقوة في الشعور بالراحة ومن ثم زيادة الإنتاجية.
5-الاستثمار في كرسي مكتب مريح
في حالة قضاء من 6 لـ8 ساعات عمل يوميًا، فلابد من الاستثمار في أفكار جلوس تخص المكتب المنزلي تتميز بالتصميم الداعم والمريح.
ولا يوجد أفضل من اختيار كرسي مكتب مريح يكون لديه القدرة على تعزيز وضعية الجلوس بشكل كبير، تقليل آلام الظهر، والضغط على الأرداف، الأمور التي تساهم بشكل كبير في الشعور بالراحة، وبالتالي زيادة الإنتاجية.
وذلك من خلال اختيار ضبط كرسي المكتب بارتفاع يسمح للقدمين بالاسترخاء على الأرض مع جعل الأرداف موازية للركبتين.
6-الكثير من أماكن التخزين
لإنشاء مكتب منزلي هادئ بأثار مهدئة ومساعدة على التركيز والانتباه، لابد من وجود الكثير من أماكن التخزين.
باستخدام قطع أثاث خشبية محتوية على خيارات خزائن مفتوحة ومغلقة، يمكن الاستفادة القصوى من المساحة المتاحة، وهذا يسمح بإخفاء العناصر الأكثر وظيفية مثل الطابعات والملفات القديمة، وفي الوقت نفسه، عرض الأغراض والملحقات الجميلة الملهمة.
كما يساعد احتواء المكتب المنزلي على عناصر متنوعة من الخزائن، على الحفاظ على الغرفة والمكتب نفسه، مرتبًا، نظيفًا، ومريحًا للعين، الأمر المهم للغاية لتجنب الإصابة بتشتت الانتباه، ومن ثم الشعور بالراحة وزيادة الإنتاجية.
امتلاك العرض والعمق الكافيين للخزائن، هو مفتاح تجنب تحول غرفة المكتب التي من المفترض أنها مساحة محفزة للإنتاجية والإبداع، إلى مكان فوضوي خانق.
7-اعتماد التصميم البيوفيلي Biophilic Design
التصميم البيوفيلي هو نهج مبتكر يهدف إلى دمج عناصر الطبيعة في بيئاتنا من خلال دمج العناصر والأنماط والمواد الطبيعية أو ببساطة هو مفهوم إحضار الخارج إلى الداخل.
يعد تبني التصميم البيوفيلي، طريقة سهلة وغير مكلفة لخلق بيئة عمل راقية مغمورة باللون والحياة والحيوية، وذلك من خلال ملئ المكتب المنزلي بالنباتات الطبيعية المنزلية والورود النضرة، لتعزيز الأكسجين، وتنقية الهواء، ومن ثم تحسين مستويات الإنتاجية.
لدى النباتات المنزلية القدرة على امتصاص ثاني أكسيد الكريون، التخلص من السموم المؤذية، والمساعدة على الشعور بالهدوء والاسترخاء.
وينصح الخبراء عند تزيين المكتب المنزلي بالنباتات، اختيار الأنواع التي لا تحتاج مجهود للعناية بها، مثل الصبار، الألوفيرا، الجاردينيا، والبوتس.
8-إحاطة المكتب المنزلي بجمال الأعمال الفنية
مثلها مثل بقية غرف المنزل، تعد غرفة المكتب من الأماكن المهمة التي ينصح الخبراء بتزينها بالأعمال الفنية الجميلة كاللوحات المرسومة بالألوان المفضلة المبهجة أو المناظر الطبيعية، التي تعزز الإبداع والإنتاجية.
وبالإضافة إلى الأعمال الفنية، يمكن أيضًا زيادة الشعور بالراحة والتفاؤل، بتزيين المكتب بمزهرية مليئة بالورود الطازجة مع مصباح قراءة أنيق وبسيط التصميم، حيث تساعد هذه العناصر على بعث السرور وتعزيز المزاج الجيد.
9-غمر غرفة المكتب المنزلي بالروائح الطبيعية العطرية
أثبتت العديد من الدراسات أن العلاج بالروائح العطرية يمكنه تعزيز وتحسين المزاج والحالة النفسية، زيادة التركيز، وتقليل مستويات القلق.
لذا، ينصح الخبراء بغمر غرفة المكتب المنزلي بالروائح الجميلة، مثل الزيوت والشموع ذات الروائح الطبيعية كالفانيليا، اللافندر، الكافور، والحمضيات، العطور التي تعزز الشعور بالطبيعة، وتساعد على خلق أجواء هادئة ومليئة بالطاقة.
