الإصرار خيط رفيع لغزل نسيج نجاحات ملموسة تليق بكِ...كيف تستفيدين منه للوصول إلى القمة؟
النجاح لن يتحقق إلا بعلوّ الهمّة، والإصرار، واستمرار العزم على التقدم والتطور؛ والسؤال الذي يجب أن تسأله كل امرأة لنفسها، هل هي مُستعدة لإحداث التغيير في حياتها للوصول إلى أهدافها بخطوات ثابتة؟ ربما حان الوقت للتفكير في التغيير وعدم إضاعة الفرص، والعمل على اغتنام القيّم التي قد تجعل شخصيتها مميزة وقادرة على تحدي الصعوبات التي تواجهها.
وبما أن الإصرار هو أول خطوات النجاح، ولا شيء في العالم يُمكن أن يحل محل الإصرار؛ فالموهبة مثلًا لا يُمكن أن تكون بديلًا، وليس هناك واقع أكثر شيوعًا في الفشل من أشخاص موهوبين وغير ناجحين.
والعبقرية ليست كذلك بديلًا، فالعبقرية التي لم تأخذ فرصتها هي سراب لا معنى له، والتعليم ليس بديلًا فالعالم مليء بالمتعلمين المهمّلين.
إن الإصرار والعزم، وحدهما الدافعان نحو النجاح؛ والناجِحات عادةً ما يواجهن عقبات شتى، وضربات قوية، لكنهن بالمثابرة، والمداومة، والإصرار؛ فهن حتمًا سيحققن الانتصار، والوسيلة الوحيدة للنجاح هي الاستمرار بقوة حتى النهاية، والفشل ينبغي أن يكون معلمًا لهن وليس مقبرة لطموحاتهن.
ولكي تُعوّد كل امرأة نفسها على طريق الإصرار؛ عليها تدريب عقلها الباطن بالاعتياد على تنفيذ خطوات ملموسة كأسلوب حياة وليس كمرحلة مؤقتة.
من هذا المُنطلق، سنُطلعك عبر موقع " هي " على أبرز الخطوات التي ستُساهم في تحفيز إصرارك، وتدعم عزيمتك باستمرار لمواجهة التحديات وتحقيق النجاح دومًا في جميع أمورك الحياتية؛ وذلك بناءً على توصيات أخصائية تعديل السلوك وتطوير الذات الدكتورة رانيا عبد السلام من القاهرة.
ما هو الفرق بين الإصرار والعزيمة والإرادة؟
في البداية أوضحت دكتورة رانيا، أن الإصرار هو العزّم على الأمر وعدم التوقف عن محاولة التقدم والتطوير وعدم الاستسلام حتى يتحقق الهدف؛ أما العزيمة فهي الإصرار على تجاوز كل الصعوبات والتحديات والعوائق للوصول إلى الهدف. وفي المقابل تُعتبر الإرداة هي التصميم الواعي على أداء فعّل مُين يستلزّم هدفًا، ووسائل لتحقيق هذا الهدف.
لماذا الإصرار هو الوقود المحّرك لطموح المرأة؟
وأضافت دكتور رانيا، سيظل الإصرار بمثابة الخيط الرفيع الذي تغزّل به المرأة نسيج نجاحاتها؛ فهو شعور داخلي عظيم، ومن أقوى المُحفزات المعّنية على تحقيق ما تسعى إليه بثقة عالية، كما أنه بمثابة الوقود المُحرّك لطموحها، والباعث الجيد لحماسها، ورغبتها الدافعية الفعّالة، ولاشك أنه يمنعّها من توجيه اللوم إلى نفسها عندما تفشل في خطة ما، ويجعلها تبذل الكثير من الجهد، وتقاوم الشعور بالتعب والملل بطاقة إيجابية لا مثيل لها.
ما هي العقّبات التي يقضي عليها إصرار المرأة؟
وفي هذا الشأن، أكدت دكتورة رانيا أن أهمية الإصرار تكّمن في العزيمة على تحقيق النجاح؛ فكل الناجحات والناجحين والمشهورين ثابروا وأصروا على الوصول إلى أهدافهم، حتى أنهم كانوا عنيدون في كثير من الأحيان، وواجهوا الكثير من الصعوبات والأسباب التي ربما كانت يُمكن أن تدفعهم إلى التوقف.
إلا أنهم أنكروا الفشل، وأصروا على استكمال طريقهم حتى حققوا النجاح المنشود، وكان سلاحهم الوحيد الإصرار.
وبما أننا نتحدث عن إصرار المرأة؛ فلا شك أن قوتها وعزيمتها هما أدوات إصرارها على النجاح والقضاء على العقّبات التالية:
- التردّد.
- قلة الرغبة.
- انعدام الطموح.
- الخوف من الفشل.
- تضّييع الوقت.
- الخوف من الإنتقاد.
- قلة الثقة بالنفس.
- عدم القدرة على تحمل المسؤولية.
- عدم وجود خطط مُعينة للسير وفقها.
كيف يُعزز إصرار المرأة نجاحاتها وفقًا لأهداف مدروسة؟
أشارت دكتورة رانيا، إلى أن العلاقة بين الإصرار والنجاح علاقة طردية؛ والتي من شأنها أن تُعزز تحقيق الأهداف المدروسة بخطوات هادفة. وأكدت أن كل من الإصرار والعزيمة يُعد سمّة أساسية لتطوير شخصية المرأة، ومن دون الإصرار تحديدًا ستكون قدرتها على النمو والتطور محدودة للغاية؛ وبالتالي سيكون مقدار نجاحها، وثروتها، وسعادتها أيضًا محدودًا. وبالتالي، إصرار المرأة بصفة عامة هو مفتاح نجاحها؛ ويُعطيها القدرة على الاستمرار في النهوض بغض النظر عن عدد مرات التي تسقط فيها.
ما هي أبرز الخطوات لتنمية مشاعر الإصرار لدى المرأة؟
وفي هذا السياق، تنصح دكتورة رانيا، كل امرأة بإتباع الخطوات التالية لتنمية الإصرار والعزيمة على النجاح بداخلها، لتحقيق أهداف ملموسة وهادفة في جميع أمور حياتها، وذلك على النحو التالي:
تعلمي من أخطاء الماضي
لاشك أن الخطأ شيء وارد، ولكن من المهم حقًا هو أن تتعلمي من أخطاء الماضي كي لا تُكرريها مرة أخرى في المستقبل.
تجاهلي ما لا يُمكنك تغييره
تأكدي أن الأشياء التي لا يُمكنك تغييرها أو السيطرة عليها، يستلزّم عليكٍ تجاهلها وعدم تضييع وقتك عليها، وإيجاد الحلول البديلة في ظل الواقع والظروف المحيطة بكِ من دون رفع مستويات توقعات للا معقول.
لا تخافي من الفشل
بما أن الأمور دومًا لا تسير وفقًا لما هو مخطط لها، فهذا لا يعني أبدًا أن تتوقفي عن تحقيق ما تطمحين إليه؛ بل عليكِ الإصرار على النهوض مرة أخرى وإستكمال الطريق وفقًا للمعطيات الجديدة والظروف المُحيطة بكِ.
انتهجّي استراتيجيات قوية
يُعد بناء استراتيجية قوية واتباعها من أهم طرق تنمية الإصرار والعزيمة، فالعشوائية لن تولّد إلا المزيد من الفشل، أما وضع خطط وأهداف مُحددة، سيجعلك تُحقيقيها بسهولة، وبخطوات أكثر ترتيبًا وتنظيمًا.
توقفّي عن مقارنة نفسكِ بالآخرين
المقارنة بالآخرين أمر غير مفيد؛ ولتحقيق الإصرار على النجاح يجب عليكِ التوقف عن المقارنة بالآخرين، لأن هذا هو سر تشتُتّك وعدم تركيزك وضعف انتباهك لنقاط قوتك.
افرحّي بإنجازات الغيِرّ
لا تمنعّي نفسك من الشعور بالسعادة لنجاح الآخرين؛ وفي نفس الوقت اجعلي نجاحهم دافعًا لكِ وقوة خفيه تستمدين منها قدرتك على مواصلة أهدافك، وتكتسبين منها خبرات وتجارب مختلفة قد تُعزز نجاحاتك وتُصحح مساراتك مهما كانت المعوقات التي تواجهك.
لم ننتهّي بعد... حكّم عن الإصرار اجعليها منهجَا لتحقيق أهدافك المنشودة
- لا تقولي قد فشلّت، بل رددّي دومًا لم أنجحّ بعد.
- لا تستسلمي، واتعّبي الآن، ثمّ عشي بطلة بقيّة حياتك.
- لا تثبّطي عزيمة أحدٍ يُحقق تقدمًا متواصلًا، وإن كان بطيئًا.
- تأكدي أن خلف كلّ عزيمةٍ هناك دافع، وبقوة الدافع تقوى العزيمة.
- رددّي دومًا أنا لم أفشل، أنا ببساطة وجدت عشرة آلاف حلٍّ لا يعمل.
- اعلمي أن سقوطك ليس فشلًا، ولكن الفشل أن تبقّى حيث سقطِ.
- تأكدي أنه ليس هناك متعةً في القتال، ولكن المتعة تكّمن في الفوز.
- اجعلي هذه العبارة منهجك دومًا " ما نأمل أن نفعله بسهولة، علينا أن نفعله أولاً باجتهاد".
- تعلمي أن الإرادة هي ما تدفعك للخطوة الأولى على طريق الكفاح، أما الإصرار والعزيمة فهما سلاحك للبقاء على هذا الطريق حتّى النهاية.
- توقّعي العقبات، لكن لا تسمحي لها بمنعِك من التقدّم؛ فهي تلك الأشياء المخفية التي تواجهينها عندما ترفعين عينيكِ عن الهدف.
- اعلمي أن الموهبة وحدها لا تكفي، لذا استمرّي ولا تتوقفي، فلا يوجد شيءٌ في العالم يمكنه أن يحلّ محلّ الإصرار.
- لا تجعلي العوائق تُوقِفّ مسّيرتك، وإذا واجهتِ حائطًا فلا تستديري لتعودي خائبة؛ بل عليكِ أن تُحاولي تسلقه، أو المرور من خلاله، أو حتى الالتفاف من حوله.
- حدِثّي نفسكِ دومًا بهذه العبارة" أنا مصممّة على بلوغ الهدف، فإمّا أن أنجح، وإمّا أن أنجح".
وأخيرًا، تأكدي أن الأعمال العظيمة لن تتم بالقوة، ولكن بالمثابرة؛ ولا شيء ضروريّ لتحقيق النجاح بعد التوكّل على الله أكثر من الإصرار والمثابرة؛ لأنها تتخطّى كلّ العراقيل. لذا اقبلّي التحديات كي تتمكّني من الشعور بنشوة النصر بعد الإصرار والعزيمة للوصول إلى القمة.