تفاصيل مهمة عن التاج الملكي الماسي الذي اختفى لعقود وأصبح الآن مفضلا لدى ملكة هولندا
تضم مجموعة المجوهرات الملكية الهولندية، العديد من قطع المجوهرات الملكية ذات التاريخ العريق، والتي لا تقدر بثمن، وسبق وأن شوهدت ببعضها ملكات وأميرات العائلة المالكة الهولندية، على مر السنوات، ولعل أكثرها شهرة على الإطلاق، هو تاج ماسي مبهر، أصبح تاج ملكي مفضل لدى الملكة ماكسيما Queen Maxima، زوجة الملك فيليم ألكسندر King Willem-Alexander، بعد أن اختفى عن الأنظار لعدة عقود، والتاج الماسي الملكي الشهير الذي نتحدث عنه، هو تاج ستيوارت الماسي Stuart Tiara.
تاج ستيوارت الماسي
تاج ستيوارت الماسي هو أكثر تاج ملكي هولندي في مجموعة المجوهرات الملكية الهولندية، تم الحديث عنه خلال السنوات الأخيرة، ووفقا للتقارير المنشورة، فإن تاج ستيوارت الماسي يعد واحد من أكثر التيجان الملكية المفضلة لدى الملكة ماكسيما، حتى أنها اختارت أن ترتديه في الصور الرسمية التي التقطت لها بصحبة زوجها، بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لإعلان زوجها ملكا لهولندا، إضافة إلى ذلك فإن التاج قام بظهور مميز أيضا في مجموعة من الصورة الرسمية الشهيرة التي صدرت احتفالا بمناسبات ملكية تاريخية في هولندا.
وفقا للتقارير المنشورة فإن تاج ستيوارت هو الأكبر من حيث القيمة من بين جميع التيجان الملكية الهولندية، والفضل في ذلك يعود إلى ماسة قيمة ونادرة للغاية، تزين التاج، تعرف باسم ماسة ستيوارت، وهي عبارة عن ماسة زرقاء شاحبة، قام بشرائها في عام 1690 ويليام الثالث، أمير أورانج والذي أصبح لاحقا ملك بريطانيا العظمى إلى جانب زوجته ماري الثانية Mary II، وأطلق على الماسة اسم ستيوارت، تيمنا باسم عائلة ستيوارت الملكية النبيلة التي كانت تحكم بريطانيا وقتها، والتي تنتمي إليها الملكة ماري الثانية.
كيف وصلت ماسة ستيوارت إلى هولندا وأصبحت جزء من تاج ستيوارت الملكي
على الرغم من أن ويليام وماري كانا ملكا وملكة لبريطانيا، إلا أنه بعد وفاتهما، عادت ماسة ستيوارت والتي يعتقد أنها تزن 40 قيراط، إلى موطن ويليام الأم هولندا، ومع ذلك، فلقد تم عرض ماسة ستيوارت مرة أخرى في إنجلترا عام 1851 في المعرض الكبير الذي نظمه الأمير ألبرت Prince Albert، زوج الملكة فيكتوريا Queen Victoria.
خلال السنوات التالية، استخدمت ماسة ستيوارت كجزء من قلادة ملكية أنيقة، واستمر الأمر كذلك، حتى عام 1897، تم تعليق الماسة من قلادة حتى عام 1897 عندما أصرت الملكة فيلهيلمينا Queen Wilhelmina، أن تضع الماسة في تاج، لاستخدامه في حفل تتويجها ملكة لهولندا، وارتدت نفس التاج، والذي أصبح يعرف منذ ذلك الحين بتاج ستيوارت الماسي، في حفل زفافها، وفي عهد الملكة جوليانا Queen Juliana، قامت بالظهور بشكل متكرر بالتاج، على العكس من ابنتها الملكة بياتريكس Queen Beatrix (والدة الملك فيليم ألكسندر) والتي لم يسبق وأن ارتدت تاج ستيوارت في مناسبة علنية.
كيف عاد تاج ستيوارت للظهور مرة أخرى بعد غياب عقود
بعد سنوات طويلة، من بقاء تاج ستيوارت في خزانة المجوهرات الملكية الهولندية، طوال عهد الملكة بياتريكس، عاد التاج للظهور مرة أخرى في مناسبة علنية، بعد غياب عقود، عندما ظهرت به الملكة ماكسيما في مأدبة عشاء رسمية في لوكسمبورغ في عام 2018، وإن كانت قد ظهرت بالتاج وقتها، دون أن يزينه ماسة ستيوارت الشهيرة والتي سمي التاج تيمنا بها، إلا إنها قامت في وقت لاحق من نفس العام بالظهور بتاج ستيوارت الذي تزينه ماسة ستيوارت في مأدبة عشاء رسمية في المملكة المتحدة، وجاء ذلك بعد أشهر قليلة من زيارتها الرسمية إلى لوكسمبورغ، ويعتقد أن ظهورها بالتاج المزين بماسة ستيوارت قد جاء كإيماءة لطيفة إلى العلاقات البريطانية الهولندية، بالإشارة إلى الملك الإنجليزي الهولندي الأصل ويليام الثالث وزوجته وشريكته في الحكم الملكة ماري الثانية.
تاج ستيوارت أصبح من التيجان الملكية المفضلة للملكة ماكسيما منذ ظهورها بالتاج لأول مرة في عام 2018، والآن أصبح التاج يحتل مكانة مميزة في تاريخ هولندا، بعد ظهور الملكة ماكسيما بالتاج في الصور الرسمية لاحتفالات مرور عقد من الزمان على إعلان زوجها ملكا لهولندا ومرور عقد من الزمان أيضا على إعلانها أول ملكة قرينة لهولندا منذ أكثر من قرن.
مجموعة المجوهرات الملكية الهولندية
تمتلك عائلة أورانج وناساو Houses of Orange and Nassau الملكية النبيلة والتي تحكم هولندا، مجموعة مبهرة وقيمة من المجوهرات، تتضمن مجوهرات مرصعة الماس واللؤلؤ، وجواهر لا تقدر بثمن، وخلال الحرب العالمية الثانية، تم نقل جواهر التاج الهولندي جوا من لاهاي إلى المملكة المتحدة، لحمايتها من النازيين، وتم الاحتفاظ بها في خزائن مجلس مدينة ولفرهامبتون في إنجلترا، قبل إعادتها لاحقا إلى هولندا.
من بين أشهر المجوهرات الملكية الهولندية تاج اللؤلؤة العتيق The Antique Pearl Tiara والذي يزينه سبع لآلئ كبيرة كمثرية الشكل، إلى جانب مجموعة من أحجار الماس، وصنع التاج في حوالي عام 1900 للملكة فيلهلمينا باستخدام اللآلئ التي كانت مملوكة لأماليا من سولمز-براونفيلز Amalia of Solms-Braunfels، وقامت بارتداء لاحقا الملكة جوليانا، والملكة بياتريكس، والأميرة إيرين Princess Irene، والأميرة مارغريت Princess Margriet، والملكة ماكسيما، والأميرة فيكتوريا من بوربون بارما Princess Viktoria of Bourbon-Parma.
هناك أيضا تاج الزبرجد الملكي الهولندي The Dutch Aquamarine Parure Tiara وهو مصنوع من البلاتين ومرصع بالزبرجد والماس، وقامت. بصنعه ماركة Van Kempen, Begeer and Vos، وقدم التاج كهدية للملكة جوليانا من والديها، الملكة فيلهلمينا Queen Wilhelmina والأمير هنري Prince Henry، احتفالا بعيد ميلادها 18، وقامت بارتداء التاج لاحقا الملكة جوليانا، والأميرة بياتريكس، والأميرة إيرين، والأميرة مارغريت، والملكة ماكسيما، والأميرة لورينتيان Princess Laurentien.
التاج الماسي الهولندي The Dutch Diamond Bandeau هو أحد التيجان الملكية الهولندية الشهيرة أيضا، وهو مصنوع من البلاتين ومزين بمجموعة قيمة من المجوهرات الماسية الهولندية، والتاج كان في الأصل جزء من قلادة ماسية، قدمها الشعب الهولندي كهدية زفاف للملكة إيما في عام 1879، وتم تحويل هذه القلادة إلى تاج في ثلاثينيات القرن العشرين.