أسرار التاج الملكي الذي ظهر في حفل تتويج نابليون وارتدته لاحقا الملكة المستقبلية للدنمارك
يعرف الياقوت الأحمر بأنه أحد "الثلاثة الكبار" في عالم الأحجار الكريمة، ويعد واحد من بين أكثر الأحجار الكريمة شهرة وقيمة واستخداما في صناعة المجوهرات، إلى جانب أحجار الزمرد والماس، وتتميز أحجار الياقوت الأحمر بلونها الأحمر الجذاب الذي يشبه النار أو قرص الشمس الأحمر وقت الشروق أو الغروب، والذي يمنحها بالتأكيد سحرا مميزا.
أحجار الياقوت الأحمر تحمل أيضا مجموعة من المعاني المميزة التي اشتهرت بها عبر التاريخ، فإلى جانب شهرته كحجر الميلاد المميز لشهر يوليو، فإنه يرمز أيضا إلى العاطفة والحماية والثروة، كما تعتبره بعض الثقافات رمز للحب والالتزام، مما يجعله حجرا كريم مثالي لخواتم الخطبة والزواج.
الياقوت الأحمر والملكية
الياقوت الأحمر، يمثل أيضا الملكية والسلطة لدى بعض الثقافات، ولذلك اعتاد العديد من ملوك أوروبا في الماضي على التزين بالياقوت الأحمر لإظهار ثرائهم ونفوذهم، خاصة وأن البعض كان يعتقد أيضا في ذلك الوقت، إن ارتداء الياقوت الأحمر يعزز من صحة مرتديه، وربما يوفر له أيضا الحماية من المخاطر التي قد تحيط به، ولذلك ليس من الغريب أن تحتوي العديد من مجموعات المجوهرات الملكية على مجوهرات ثمينة من الياقوت الأحمر، وبعضها يتمتع بشهرة عالمية، مثل تاج الياقوت الأحمر الدنماركي Danish Ruby Parure، والذي يعد أحد أشهر المجوهرات الملكية الدنماركية المرصعة بالياقوت الأحمر على الإطلاق، خاصة وأنه أحد التيجان الملكية المفضلة لدى الملكة القرينة المستقبلية للدنمارك، الأميرة ماري Crown Princess Mary، ولكن قبل سنوات من ظهور الأميرة ماري بتاج الياقوت الأحمر الدنماركي، استخدم التاج من قبل سلسلة طويلة من الملكات الأوروبيات وقبل ذلك استخدمت الأحجار الكريمة التي تزين التاج، كزينة لواحدة من ضيفات حفل تتويج نابليون بونابارت Napoleon Bonaparte، إمبراطور لفرنسا، والآن دعونا نتعرف بالمزيد من التفصيل عن تاريخ تاج الياقوت الملكي الدنماركي.
تاج الياقوت الأحمر الدنماركي
أصول تاج الياقوت الأحمر الدنماركي الشهير، تعود إلى زوج من اكسسوارات الشعر الباهظة والمرصعة بالياقوت الأحمر الفاخر والماس، والتي أهداها جان بابتيست برنادوت Jean Baptiste Bernadotte إلى زوجته، ديزيريه كلاري Desirée Clary، حتى ترتديها زوجته في حفل تتويج نابليون بونابرت أو الإمبراطور نابليون الأول كما أطلق عليها وقتها، في عام 1804، بعدها ببضعة سنوات، وتحديدا في عام 1810، أصبح جان بابتيست برنادوت وديزيريه كلاري، ملك وملكة للسويد ورحلا من فرنسا إلى السويد التي أصبحت موطنهما الجديد، وقاما بالطبع بحمل مجموعة مجوهراتهما الثمينة بصحبتهما، بما في ذلك اكسسوارات الشعر الثمينة المرصعة بالياقوت الأحمر والماس.
بالرغم من حقيقة أنها قد أصبحت الملكة القرينة للسويد في ذلك الوقت إلا أن الملكة ديزيريه لم تحب الحياة كثيرا في السويد، واختارت الرحيل عن ستوكهولم، عائدة إلى العاصمة الفرنسية باريس، ولم تعد إلى السويد إلا عندما تزوج ابنها، أوسكار الأول Oscar I of Sweden، وبقيت في السويد حتى وفاتها عام 1860، وبعد وفاتها، انتقلت اكسسوارات الشعر الياقوتية الخاصة بها إلى زوجة ابنها، وهي الملكة جوزفين Queen Josephine.
كيف وصل تاج الياقوت الأحمر الدنماركي إلى الدنمارك
بعدها قدمت الملكة جوزفين أو جوزفينا Queen Josefina كما أطلق عليها لاحقا، إكسسوار الشعر الياقوتي الذي ورثته عن والدة زوجها، الملكة ديزيريه، إلى حفيدتها الأميرة لويز أميرة السويد والنرويج Princess Louise of Sweden and Norway، كهدية زفاف، في يوم زفافها على فريدريك الثامن ملك الدنمارك Frederick VIII of Denmark، عام 1869 (وكان فريدريك الثامن وقتها لا يزال ولي لعهد الدنمارك)، واختارت الملكة جوزفينا هذه الهدية، بعد أن لاحظت حقيقة أن الياقوت الأحمر والماس في اكسسوارتها الياقوتية، تحاكي ألوان العلم الدنماركي.
الأميرة لويز، أو الملكة لويزا Queen Louisa، قامت لاحقا بإهداء اكسسوار الشعر الياقوتي الذي حصلت عليه من جدتها، إلى زوجة ابنها الملكة ألكسندرين Queen Alexandrine، بعد أن قامت بتحويله إلى تاج أنيق مرصع بالياقوت الأحمر والماس، ولاحقا قامت الملكة ألكسندرين بمنح التاج إلى زوجة ابنها، الأميرة إنغريد (الملكة إنغريد Queen Ingrid لاحقا)، كهدية زفاف في عام 1935.
الملكة إنغريد قامت خلال حياتها بتغير تصميم تاج الياقوت الأحمر الدنماركي عدة مرات حيث حولته من تاج بسيط التصميم إلى تاج مبهر يحمل زخارف زهرية،
قبل أن تعيد تغيير تصميمه عدة مرات أخرى، وتضمنت واحدة من هذه المرات إضافتها لبروشين زهريين إلى التاج، واستمرت الملكة إنغريد في استخدام التاج، حتى وفاتها في عام 2000، وأوصت بأن يحصل على التاج حفيدها الأمير فريدريك، ولي عهد الدنمارك، حتى يمنحه كهدية لزوجته كهدية المستقبلية، وهو ما حدث في وقت لاحق، فبعد وفاة الملكة إنغريد بأربعة سنوات، حصلت زوجة حفيدها، الأميرة ماري، على التاج في عام 2004، وأصبحت ترتدي مع التاج مجموعة المجوهرات الياقوتية المكملة للتاج، وتشمل قلادة وزوج من الأقراط، وبروش واكسسوار للشعر وسوار وخاتم، وجميعهم مرصع بالياقوت الأحمر الفاخر والماس، ويتماشى تصميمه مع التصميم المميز لتاج الياقوت الأحمر الملكي الدنماركي.
أشهر المناسبات التي ظهرت فيها الأميرة ماري بتاج الياقوت الأحمر الدنماركي
حاليا أصبح تاج الياقوت الأحمر الدنماركي مرتبطا بشكل وثيق بالأميرة ماري، والتي أصبحت الوحيدة التي ترتدي ذلك التاج، منذ حفل زفافها على الأمير فريدريك Frederik, Crown Prince of Denmark في عام 2004، وقتها ظهرت الأميرة ماري في احتفالات ما قبل زفافها، مرتدية التاج، وفي عام 2010، قامت بإدخال تعديل على تصميم التاج ليصبح أكثر ملائمة لها.
من بين أشهر المناسبات الأخرى التي ظهرت فيها الأميرة ماري بالتاج احتفالات اليوبيل الياقوتي للملكة مارغريت الثانية ملكة الدنمارك Queen Margrethe II of Denmark والتي أقيمت في يناير 2012 في قصر كريستيانسبورج.