أهم العوائق أمام السياحة الصديقة للبيئة وحقائق مثيرة عن الوجهات السياحية الصديقة للبيئة
وفقا لخبراء السفر والسياحة فإن غالبية المسافرين والسائحين، يرغبون في القيام بخيارات مستدامة أو صديقة للبيئة في رحلات سفرهم، أو ما يعرف بالسفر المستدام، ومع ذلك فإن الإحصائيات تشير إلى أن القليلين فقط من المسافرين حول العالم هم من يقومون بخيارات صديقة للبيئة خلال رحلات سفرهم، وذلك لأسباب عديدة، أهما قلة الوعي اتجاه السفر المستدام أو بمعنى أدق عدم معرفة غالبية المسافرين ما هو السفر المستدام على وجه التحديد والأنشطة أو الممارسات الصديقة للبيئة التي يمكنك القيام بها خلال رحلة السفر، هناك أيضا حقيقة أن المرافق الصديقة للبيئة لا تتوفر كثيرا في وجهات السفر المختلفة حول العالم، مما يزيد من صعوبة التزام المسافرين بقواعد السفر المستدام، العوائق والصعوبات التي تقف أمام السياحة الصديقة للبيئة لا تقتصر على ذلك فحسب، وإنما تتضمن الكثير من التحديات الأخرى، دعونا نتعرف على بعض من أهم هذه التحديات بالمزيد من التفصل:
قلة الوعي
ويقصد بذلك قلة الوعي اتجاه أهمية السفر المستدام، ومدى تأثيره الإيجابي على البيئة، وأهميته في المساعدة على مكافحة المشكلات البيئية الأكثر إلحاحا، كذلك قلة الوعي اتجاه الممارسات البيئية الصديقة للبيئة التي يمكنك القيام بها حتى تكون رحلة سفرك، رحلة سفر مستدامة (مثل الإقامة في فندق صديق للبيئة، استخدام وسائل النقل أو المواصلات الصديقة للبيئة خلال رحلة سفرك مثل الدراجات الهوائية أو حتى تجربة التنقل من مكان لآخر في وجهة سفرك، سيرا على الأقدام، إن أمكن ذلك).
عدم توفر خيارات السفر المستدام
من بين التحديات الكبيرة الأخرى التي تواجه السفر المستدام هو عدم توفر ما يكفي من الخيارات المتاحة للسفر المستدام، على سبيل المثال، سنجد أن هناك عدد لا بأس به من الوجهات والمواقع السياحية التي لا يتوفر فيها ما يكفي من خيارات السفر المستدام، مثل وسائل مواصلات صديقة للبيئة أو أنشطة سياحية صديقة للبيئة (مثل الرحلات الاستكشافية سيرا على الأقدام داخل المواقع الطبيعية وما شابه ذلك).
عدم وجود مرافق إعادة التدوير
وفقا لموقع drifttravel.com فإن واحدة من أكثر المشكلات التي تواجه أولئك الذين يختارون السفر المستدام هي عدم توفر مرافق مخصصة لفصل النفايات وإعدادها لعملية إعادة التدوير، في أماكن الإقامة في وجهات سفرهم، وهو الأمر الذي يمنعهم من التخلص من نفاياتهم دون الإضرار بالبيئة.
ارتفاع تكلفة السفر المستدام
من بين الأسباب الأخرى التي قد تجعل بعض المسافرين يحجمون عن قرار السفر المستدام هي ارتفاع تكلفة السفر المستدام بالمقارنة برحلات السفر العادية، على سبيل المثال، غالبا ما تكون أماكن الإقامة الفندقية الصديقة للبيئة، أكثر تكلفة للإقامة بالمقارنة بأماكن الإقامة الفندقية الأخرى التي لا يتوفر فيها مرافق أو خيارات صديقة للبيئة، والأمر ذاته ينطبق على خيارات الطعام الصديقة للبيئة، مثل الأطعمة العضوية والتي غالبا ما تكون أغلى ثمنا بالمقارنة بالأطعمة غير العضوية.
عنصري الوقت والراحة
من بين الأسباب الأخرى التي قد تجعل بعض المسافرين يترددون في تجربة السفر المستدام حقيقة أن بعض أنشطة السفر المستدام ليست الخيار الأفضل بالنسبة للمسافرين، عندما يتعلق الأمر بعنصري الوقت والراحة، على سبيل المثال، السفر في جولة سياحية بطائرة مروحية، قد يكون خيار مثالي لأولئك الذين يرغبون في مشاهدة المعالم السياحية والمعمارية المميزة في وجهة سفرهم في أسرع وقت ممكن، ولكنه ليس الخيار الأفضل بالنسبة للبيئة، في حين أن الذهاب في رحلة استكشافية سيرا على الأقدام في وجهة سفرك، غالبا ما يستغرق وقت طويلا، كما أنه قد يكون خيار مرهق بعض الشيء لأنه يتضمن السير لمسافات طويلة، ولكنه خيار مثالي، عندما يتعلق الأمر بالأنشطة السياحية الصديقة للبيئة.
وجهات السفر المحدودة
وفقا للخبراء فإن غالبية المسافرين يعتقدون أن رحلات السفر المستدام تقتصر على عدد محدود من الوجهات السياحية، وغالبا ما تكون وجهات سفر محلية، لأن السفر المستدام يتضمن قيود على السفر لرحلات الطيران (مما يستبعد الكثير من الوجهات السياحية الدولية أو البعيدة)، كما يتضمن أيضا توفر خيارات إقامة وأنشطة سياحية صديقة للبيئة، وهو ما لا يتوفر في جميع الوجهات السياحية.
صعوبة التخلي عن الرفاهيات والكماليات
غالبا ما يفضل المسافرون في الرحلات السياحية الاستمتاع بالرفاهيات والكماليات في عطلاتهم السياحية، لتصبح عطلاتهم أكثر تميزا بالمقارنة بروتين حياتهم اليومي، والذي لا يتضمن عادة الكثير من الرفاهيات والكماليات ولكن لسوء الحظ فإن هذه الرفاهيات والكماليات (مثل التسوق لشراء السلع الفاخرة على حساب السلع من ماركات مستدامة أو صديقة للبيئة، تناول الطعام في مطاعم سياحية باهظة مع خيارات طعام مستوردة، بدلا من المطاعم المحلية مع خيارات طعام محلية وموسمية، رحلات اليخوت والطائرات المروحية السياحية)، ليست دائما خيار صديق للبيئة، لذلك فإن المسافر سيحتاج إلى التخلي عن الكثير من الرفاهيات والكماليات، وهو ما قد يجد العديد من المسافرين السياحيين، صعوبة في القيام به.
حقائق مثيرة للاهتمام عن المدن المستدامة
بالرغم من أن السفر المستدام، يواجه حاليا الكثير من التحديات، وخاصة فيما يتعلق برحلات السفر السياحي، إلا أنه يتضمن العديد من المميزات الأخرى، من بينها حقيقة أن عالمنا يحتوي على مجموعة رائعة من المدن العالمية المستدامة، والتي لا تقل أيضا عن أكثر المدن العالمية السياحية شهرة-وتلوثا-مثل باريس ونيويورك، وفيما يلي مجموعة من أشهر هذه المدن إلى جانب مجموعة من أهم الحقائق البيئة المثيرة للاهتمام عنها:
سان فرانسيسكو، كاليفورنيا
سان فرانسيسكو هي أول مدينة أمريكية تحظر استخدام الأكياس والأواني البلاستيكية في عام 2019، وبذلك استطاعت هذه المدينة الأمريكية الجميلة أن تخطو خطوة أخرى إلى الأمام في طريقها لإعادة تدوير 80% من نفاياتها، أو تحويلها إلى سماد، أو إعادة استخدامها، وتحولها إلى مدينة خضراء بالكامل.
فانكوفر، كندا
تهدف فانكوفر إلى أن تصبح "المدينة الأكثر خضرة في العالم"، ولقد اتخذت فانكوفر بالفعل إجراءات جادة لتحقيق ذلك الهدف الطموح، تتضمن توفير ما يقرب من 95% من كهرباء المدينة من مصادر متجددة طاقة متجددة (90% من الطاقة الكهرومائية).
كوبنهاغن، الدنمارك
تعمل كوبنهاغن على أن تصبح أول مدينة خالية من انبعاثات الكربون في العالم، وقد حققت المدينة بالفعل تقدما جيدا في ذلك الأمر، فوفقا للإحصائيات الأخيرة فإن 2% فقط من نفايات المدينة تذهب إلى مدافن النفايات، وبقيتها يتم إعادة تدويرها أو تحويلها إلى طاقة في محطة توليد الطاقة الجديدة لتحويل النفايات إلى طاقة في المدينة.
لشبونة، البرتغال
تعمل لشبونة على تحقيق الاستدامة منذ فترة طويلة، وتمكنت هذه المدينة الجميلة من خفض استهلاكها للطاقة بنسبة 28% بين عامي 2012 و2017، وتهدف المدينة خلال السنوات القادمة إلى خفض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 60%، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
سنغافورة
حصلت سنغافورة على لقب "المدينة الآسيوية الأكثر استدامة" في عام 2018 على الرغم من التزايد السكاني المستمر في المدينة، بفضل جهود الدولة لتحويلها إلى وجهة سياحية مستدامة، وتضمن ذلك زيادة المساحات الخضراء في سنغافورة، وتحويل مباني المدينة إلى مباني صديقة للبيئة، وتأمل سنغافورة فإن تنجح بحلول عام 2030، إلى تحويل 80٪ من مبانيها إلى مباني صديقة للبيئة.
هلسنكي، فنلندا
يتجلى نهج هلسنكي تجاه الاستدامة بشكل واضح في السياحة من خلال زيادة أماكن الإقامة الصديقة للبيئة في المدينة، واعتماد ما يقرب من 75% من غرف الفنادق الخاصة في المدينة، كوحدات إقامة فندقية صديقة للبيئة، إضافة إلى ذلك فإن المدينة وضعت خطة بيئية طموحة، لتحويل المدينة بالكامل إلى مدينة خضراء بحلول السنوات القادمة.