إرتداد لعمر مضى أم منحة للاستمتاع بعمر قادم .. أزمة منتصف العمر عند النساء
لا تقتصر أزمة منتصف العمر على الرجال فقط، وهي ليست حكرًا عليهم دون النساء، فالمرأة أيضًا قد تصاب بها في مرحلة الأربعينيات من العمر، وهي مرحلة ترتد فيها بذاكرتها إلى عمر مضى حيث الشباب اليافع والنشاط والحيوية وكثير من الأمور الأخرى التي تتمنى لو أنها تعود إليها مرة أخرى بنفس الدرجة، وبنفس المشاعر، تُرى ما هي الأسباب التي تجعل المرأة تمر بهذه المرحلة؟، وما هي علاماتها، وهل ذلك يعني أن كل النساء بلا استثناء عرضة لها؟
ما هي أزمة منتصف العمر؟
راق لي كثيرًا تعريف الدكتور أحمد هارون الشريف، مُستشار العلاج النفسي وعلاج الإدمان وتنمية المهارات الذاتية، لأزمة منتصف العمر، التي وصفها بأنها حالة أعلى من المشكلة، وهي ليست اضطرابًا أو مرضًا، تبدأ المعاناة منها من عمر 35: 65، وتختلف عند كل من الرجل والمرأة وفقًا لطريقة تفكير كل منهما والبيئة المحيطة بهما.
ما هي أسباب أزمة منتصف العمر عند المرأة؟
توجد العديد من الأسباب لمرور المرأة بأزمة منتصف العمر، منها: التغيرات البيولوجية التي تمر بها، وكذلك التغييرات المهنية التي تتعلق بالعمل وبتقدير الذات، وتراكم الأعباء والمسئوليات، وأحداث الوفاة والفقد، والشعور بالوحدة والحزن، والتقدم في السن، والافتقار إلى التقدير.
ما هي علامات أزمة منتصف العمر عند المرأة؟
بحسب د. هارون تتعدد علامات أزمة منتصف العمر عند المرأة كما يلي:
أولًا : العلامات الجسدية لأزمة منتصف العمر عند المرأة
من أبرزها ما يلي:
- تشعر بأن حياتها كالماء لا طعم لها ولا لون ولا شكل.
- صعوبة النوم والأرق.
- آلام العظام.
- زيادة الوزن.
- شعور بالارهاق والتعب.
- اضطرابات الهضم ( انتفاخ واسهال وامساك).
- الشعور بضعف عام.
- التغيير في طبيعة الدورة الشهرية.
ثانيًا : علامات أزمة منتصف العمر النفسية
في ما يلي ذكر لأبرز العلامات النفسية والمعنوية المهمة لأزمة منتصف العمر عند المرأة مثل :
- المعاناة من حالة من التمرد.
- الشعور بالافتقار إلى التقدير.
- انخفاض الحافز على فعل ما كانت تقوم به في السابق.
- تدفق الأفكار السلبية.
- الإصابة بالاكتئاب.
- الشعور بالملل.
- الشعور باللامبالاة.
- الشعور بالخسارة وفقدان الشعور بالأمان.
- شكوك حول الذات والنشأة والهوية.
- تغييرات في المشاعر العاطفية.
- البحث عن المغامرة والتحدي.
- التغيير في الاهتمامات والهوايات.
- التقلبات العاطفية.
- الشعور بالضغط الزمني والدخول في صراع بين الماضي والحاضر والمستقبل.
كيف تظهر أزمة منتصف العمر على المرأة؟
بعد شعور المرأة بالأعراض الجسدية والنفسية السابقة تشعر المرأة بأنها بحاجة إلى التغيير فتبدأ باتخاذ بعض الخطوات الجادة من أجل تغيير هذا الواقع والتغلب على كل هذه الأعراض، فتبدأ في تغيير إطلالتها، وتغيير عاداتها في اللبس والماكياج إلى غير ذلك من الأمور، لتضع نفسها في ثوب جديد مغاير تمامًا لطبيعتها الأولى، فيحدث الإرتداد إلى الماضي بحثًا عن عمر مضى، وهنا تكمن الخطورة.
من هي المرأة التي لا تتعرض لأزمة منتصف العمر؟
أكدت احدى الدراسات العينية التي طرحت في هذا الصدد، أن المرأة التي حصلت على تقدير من شريك حياتها لا تتعرض للمعاناة من أزمة منتصف العمر، ويتمثل هذا التقدير في مساعدته لها مساعدة ملموسة وواضحة مثل مشاركتها القيام ببعض المسؤوليات والمهام التي تقع على عاتقها، أو دعمها والتخفيف عنها، وتحمل المسؤولية عنها في بعض الأمور. ولذلك نجد أن مشاعر المرأة التي لا تحصل على دعم وتقدير واهتمام شريك الحياة أكثر عرضة للارتباك عند الدخول في أزمة منتصف العمر.
كيف تتغلب المرأة على أزمة منتصف العمر؟
أكد دكتور أحمد هارون على أن مرحلة العلاج أو التعامل مع أزمة منتصف العمر يمكن تناولها من خلال معرفة الأخطاء التي تؤدي إلى الوقوع في هذه الأزمة كخطوة أولى غاية في الأهمية، وهذه الأخطاء هي:
الشخصنة
تشعر المرأة في هذه المرحلة بأنها المستهدفة في كل موقف حياتي لها مع شريك الحياة والصديقات والأهل والأقارب، وتعود أسباب الشخصنة إلى ضعف الثقة بالنفس خلال المرور بأزمة منتصف العمر.
التفكير القافز
يقصد بالتفكير القافز التفكير بشكل سلبي وتوقع أحداث سيئة والاستمرار فيه، كنظرة الأم إلى ابنها على أنه سيتخلى عنها عند الكبر ومرور العمر أكثر بها، وأنها ستكون بمفردها ووحيدة بدونه بعد كل جهودها معه وكل ما فعلته من أجله، إلى غير ذلك من الأمثلة القائمة على توقع كل سيناريوهات سيئة.
التعميم السلبي
ويتمثل في ترديد حديث المرأة عن المشاعر السلبية وتعميمها لها كالإفصاح عن الشعور بعدم السعادة وترديده بشكل دائم إلى أن يغمرها هذا الشعور السلبي ويصبح حقيقيًا ومتأصلًا في حياتها، وهكذا بالنسبة للمشاعر السلبية الأخرى، مما يؤدي إلى إنهيار حياة المرأة النفسية.
رشتة علاج
يرى دكتور أحمد هارون أن المرأة يجب أن تتعامل مع أزمة منتصف العمر على أنها منحة وليست محنة، وذلك من خلال التعديل المعرفي لديها، بمعنى التركيز على الإيجابيات بدلًا من السلبيات والاستمتاع بالحاضر، والتخطيط الجيد للمستقبل بشغف وحب، وانتهاز الفرصة للتمتع بحياة أخرى جديدة بدلًا من البكاء على عمر مضى مع ضرورة التفكير في المراحل الثلاثة التالي ذكرها:
- الاعتراف: أي الاعتراف بالوقوع في أزمة منتصف العمر مراقبة الأفعال والحالة الجسدية والنفسية جيدًا.
- الإنكار: أي إنكار المشاعر السلبية حتى لا تتمكن أكثر منها.
- الاستبصار: التركيز على ايجابيات المرحلة العمرية التي تمر بها بدلًا من الإرتداد إلى عمر مضى وانتهاز الفرصة والتمتع بحياة حالية ومستقبلية سعيد ومريحة.
وختامًا، قال الدكتور أحمد هارون استكمالًا لحديثة عن أزمة منتصف العمر عند النساء، أنه يجب على الرجل متابعة البرامج التي تتحدث عن المرأة لأن ذلك سيقدم له معلومات عديدة تؤهله للتعامل معها من خلال فهمها، وفهم احتياجاتها، ومعرفة آلية التعامل الفضلى معها ومع احتياجاتها في كل مرحلة عمرية تمر بها، وخصوصًا بعد تعرضها لأزمة منتصف العمر.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. هل سبق وأن مررتم بأزمة منتصف العمر؟، وكيف تعاملتم معها؟ .. شاركونا التجربة.
مع تمنياتي للجميع بحياة سعيدة وآمنة على الدوام،،،
دمتم بخير،،،