أوبرا وينفري تنجح في خسارة الوزن بعمر السبعين.. وهذا سر رشاقتها حاليًا
لسنا وحدنا يا عزيزتي من يعاني من خساراتٍ متعددة أمام تحدي إنقاص الوزن؛ ولسنا وحدنا من قد يرفع راية الاستسلام البيضاء أمام فشلنا في التخلص من الوزن الزائد الذي يزعجنا لسنوات طويلة، مهما حاولنا من طرق.
هناك أيضًا المشاهير، وأصحاب الشأن الرفيع حول العالم؛ ممن لم يجدوا بدَا من الاستسلام أخيرًا والتوقف عن محاولات اتباع الحميات والأنظمة الغذائية المتعددة بغية الوصول إلى وزن صحي ومثالي.
فها هي أوبرا وينفري، أشهر شخصية تلفزيونية محاورة لأكثر من 25 عامًا مضت؛ تستسلم لفكرة تناول الأدوية التي تُنقص الوزن ، بعدما كانت من أشدَ المعارضين لها. لتظهر وهي تقترب من سن السبعين، بنحافةٍ ملفتة أثارت إعجاب وتساؤلات الكثيرين.
لكن ليست تلك الأدوية وحدها ما أسهم في رشاقة أوبرا وينفري، التي ظهرت بها خلال افتتاح فيما "اللون البنفسجي" مؤخرًا والذي تؤدي فيه وينفري أحد أدوار البطولة؛ بل هناك بعض الخطوات الأخرى التي صرَحت بها المذيعة الأمريكية من أصول أفريقية في مقابلة حديثة مع مجلة People.
أدوية إنقاص الوزن "أداة صيانة"
هذا هو التعبير الذي أطلقتهً أوبرا وينفري على الأدوية التي تناولتها للتخلص من الوزن الزائد؛ وقالت: "إن حقيقة وجود وصفةٍ طبية معتمدة طبيًا للتحكم في الوزن والبقاء بصحة أفضل في حياتي، تبدو وكأنها راحةٌ، مثل الفداء، مثل هدية".
أوبرا وينفري ليست غريبة عن التدقيق في وزنها. فطوال فترة عملها التلفزيوني في برنامجها اليومي "أوبرا"وخلال مقابلاتها وظهورها الإعلامي في مختلف المناسبات، عانت وينفري بشدة من زيادة الوزن نجحت في بعض المرات في اكتساب رشاقة لافتة، مثل ظهورها في العام 1988 ضمن برنامجها وهي ترتدي بنطالًا بقياس 10، متباهيةً وفخورةً بجسمها النحيل. لكن ما لبثت أن عادت لاكتساب الوزن وخسارته من جديد على مدى سنوات طويلة، إلى أن نجحت في المرة الأخيرة وقبل بلوغها سن السبعين، في الظهور خلال عرض برنامجها برشاقة لافتة.
تعترف وينفري بأنها كانت محط سخريةً ومتابعة من الكثيرين لمدة 25 عامًا، مضيفةً": لقد كان الأمر بمثابة تسابق بين الجميع للسخرية مني طوال تلك السنوات. ما جعلني ألقي اللوم على نفسي وأشعرُ بالعار من زيادة الوزن التي لطالما رافقتني."
أما الآن فتشعر وينفري، التي ستبلغ السبعين من عمرها الشهر المقبل؛ بالتفاؤل بأن لديها طريقةً أفضل للتعامل مع كيفية الحفاظ على وزن صحي على المدى الطويل، وتخليص نفسها من العار مرةً واحدة وإلى الأبد. وباستخدام نهجٍ شامل، يتضمن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتعديلات أخرى على نمط الحياة، تؤكد وينفري أنها أضافت أيضًا دواءً لإنقاص الوزن إلى نظامها الغذائي. وتقول وينفري، التي بدأت عملية إعادة تأهيلها بعد جراحة الركبة في عام 2021، إن تقلبات الوزن "احتلت مساحة خمسة عقود في ذهني، وشعرتُ أنني لا أستطيع التغلب على هذا الشيء، معتقدةً أن قوة الإرادة هي فشلي. لكن الآن،يمكنني القول أن فقدان الوزن بات ثابتًا على مدى العامين الماضيين."
نمط حياةٍ صحي ورياضة منتظمة
لمن يُبدي اهتمامًا بالنتيجة المبهرة التي وصلت إليها أوبرا وينفري بعد عقود من المعاناة مع زيادة الوزن، تقول لهم المذيعة الأمريكية المشهورة: "بعد إجراء عملية جراحية في الركبة، بدأتُ المشي لمسافات طويلة ووضع أهداف جديدة للمسافة كل أسبوع. وفي نهاية المطاف، تمكنتُ من المشي مسافة ثلاثة إلى خمسة أميال يوميًا ومسافة 10 أميال بشكل مستقيم في عطلات نهاية الأسبوع. شعرتُ بأنني أقوى وأكثر لياقة وحيوية مما شعرتُ به منذ سنوات."
وعن نظامها الغذائي، تكشف التالي: "أتناولُ وجبتي الأخيرة في الساعة الرابعة عصرًا، أشرب جالونًا من الماء يوميًا، وأستخدم مبادئ WeightWatchers لحساب النقاط. كان لدي وعيٌ بأدوية إنقاص الوزن، لكن شعرتُفي السابق أنني بحاجة امتلاكي قوة الإرادة للقيام بذلك. لم أعد أشعرُ بهذه الطريقة الآن."
وتضيف: "كنتُ في الواقع أوصي به الناس قبل فترة طويلة من قيامي بذلك بنفسي".
وجاءت نقطة التحول في نهج وينفري باستخدام المساعدات الدوائية بنفسها في يوليو الماضي، خلال محادثةٍ جماعية مُسجلة مع خبراء وأطباء في مجال فقدان الوزن، تُسمى The State of Weight وكجزء من سلسلة أوبرا اليومية "الحياة التي تريدها".
تتذكر وينفري المناقشة التي نُشرت على الإنترنت في سبتمبر بالقول: "لقد حظيتُ بأكبر قدر من الإعجاب مع العديد من الأشخاص في هذا الجمهور خلال هذه المحادثة. أدركتُ حينها أنني كنتُ ألوم نفسي طوال هذه السنوات بسبب زيادة الوزن، ولدي استعدادٌ لعدم القدرة على التحكم بأي قدر من قوة الإرادة."وتضيف: "السمنة مرض؛ ولا يتعلق الأمر بقوة الإرادة، بل يتعلق بالدماغ".
بمجرد ما أن توفقت مع العلم، تقول وينفري إنها "تخلصت من الشعور بالعار حيال ذلك" واستشارت طبيبها، الذي وصف لها دواءً لإنقاص الوزن. وتُعلَق على هذا الأمر بالقول: "أنا الآن أستخدمه عندما أشعرُ أنني بحاجة إليه، كأداةٍ للتحكم في التذبذب الدائم المتعلق الوزن"، فيما اختارت عدم ذكر اسم الدواء المحدد الذي تتناوله.
وتضيف: "إن حقيقة وجود وصفةٍ معتمدة طبيًا للتحكم في الوزن والبقاء بصحة أفضل، في حياتي، تبدو وكأنها راحة، مثل الفداء، مثل هدية، وليست شيئًا أختبئ خلفه وأتعرضُ بسببه للسخرية مرة أخرى لقد انتهيتُ تمامًا من ذلك العار من الآخرين وخاصةً نفسي."
أدوية إنقاص الوزن.. بين التشجيع والترهيب
تُدرك وينفري الضجة المحيطة بحجم ووزن جسمها، خاصةً مع تزايد شعبية استخدام الأدوية التي تساعد على إنقاص الوزن مثل Wegovy وOzempic وMounjaro. لكنها تؤكد أن الأمر لم يكن حلًا سحريًا أو حلًا منفردًا.
"بل هو كل شيء"، كما تقول عن روتينها الشامل للصحة واللياقة البدنية. "أعلمُ أن الجميع اعتقدوا أنني كنتُ أقوم بذلك، لكنني عملتُ بجدٍ للغاية. أعلم أنه إذا لم أتدرب أيضًا وأتوخى الحذر بشأن جميع الأشياء الأخرى، فلن ينجح الأمر بالنسبة لي."
إذن، تؤكد وينفري إن الجمع بين النظام الغذائي وممارسة الرياضة وتناول الدواء هو ما ساعدها على فقدان الوزن في السنوات الأخيرة. وهو ما سينصح به جميع خبراء التغذية، في حال كنتِ تتَبعين حميةً ما لإنقاص الوزن، أو تضطرين لتناول أي دواء يوصف من قبل الطبيب المختص للتخلص من الوزن الزائد.
في حال كانت السُمنة مرضية، ينبغي علاجها طبيًا وبالطرق التي يراها الطبيب مناسبةً. لكن المحافظة على الرشاقة بعد خسارة الوزن بفعل تناول الأدوية، يتطلب الالتزام بنمط حياة صحي يشمل الغذاء والرياضة وشرب الكثير من الماء، تمامًا كما فعلت وتفعل أوبرا وينفري. لذا لا تأخذي ناحيةً واحدة من قصة نجاح أوبرا وينفري (ألا وهي تناول الأدوية) وتثهملي الناحية الأخرى، والتي تؤكد على ضرورة اتباع نظام صحي غذائي وبدني.