بمناسبة زفاف أمير بروناي.. تعرفوا على عادات الزواج في هذه السلطنة
بدأت الاحتفالات الرسمية في سلطنة بروناي احتفالا بزفاف أمير بروناي عبد المتين، الإبن الرابع لسلطان بروناي حسن البلقية والبالغ من العمر 32 عاما، إذ سيتزوج من خطيبته أنيشا عيسى كاليبيتش في حفل زفاف ستستمر مراسمه عشرة أيام وتنتهي في 16 يناير.
ومن المقرر أن يتم في11 يناير عقد قران الأمير وخطيبته في مسجد السلطان عمر علي سيف الدين، لتقام بعد 3 أيام، وتحديدا في 14 يناير المأدبة الملكية للزوجين الجديدين، مع دعوة ضيوف من جميع أنحاء العالم. أما الاحتفالات فسيتم اختتامها في 16 يناير.
ولهذه المناسبة سنتعرف معكم على أبرز العادات التي تميز الزواج في سلطنة بروناي:
تقاليد الزواج في سلطنة بروناي
يُعتبر الزواج في سلطنة بروناي من أهم أساسيات المجتمع ويتم هناك وفق تقاليد وثقافات تختلف بين منطقة وأخرى، ولكن يبقى هناك خطوط عريضة للزواج تلتزم بها أطياف المجتمع كافة وتمتزج فيها التقاليد الإسلامية مع المحلية. والزواج يتم في أغلب المناطق هناك بالطريقة التقليدية التي تمتد على مراحل تبدأ بالخطوبة وتنتهي في صباحية العروسين.
ولأن الزواج يُعتبر من الأحداث المهمة في المجتمع البروناي فكان لا بد من أن تنال كل مراسمه الكثير من الاهتمام في المجتمع. وسنتعرف على أبرزها:
- يبدأ الزواج في سلطنة بروناي بطلب يد العروس من خلال زيارة الرجل وعائلته لأهل العروس وطلب يدها.
- بعد موافقة الطرفين على الزواج يتم تنظيم حفل الخطوبة الذي يبدأ بتبادل الهدايا بين أسرة العروسين ويُعتبر خلالها خاتم الخطوبة رمزا للاحترام والحب. أما تسليم الهدايا فيتم بطريقة مميزة اذ تقوم مجموعة من الرجال أو النساء بحمل الصواني الفضية المزينة بأقمشة جميلة ليتم عرض الهدايا عليها.
- يتحمل والد العريس مهمة شراء جميع المستلزمات لحفل الزفاف، بما في ذلك الفستان والمجوهرات. كما يُطلب من أسرة العروس دفع رهن إلى أسرة العريس ضمانًا لسلامة العروس. ومن المتعارف عليه أن يتم تحويل الرهن للعروس بعد الزفاف.
- تتم دعوة جميع الأصدقاء الذين يرغبون بحضور حفل زفاف العروسين ولذك تكون أعداد الضيوف في حفلات الزفاف هناك كبيرة .
- يتم عقد القران في أحد المساجد بحضور الزوجين وعدد من أفراد العائلة، وحضور المأذن وهو أحد الحجج المعترف بها على المستوى القانوني في بروناي. ومن الواجب أن يتم تحديد المهر قبل توقيع عقد الزواج، ويتوجب على العريس دفعه كاملا قبل الزفاف. وغالبا ما يكون المهر في سلطنة بروناي عبارة عن أموال وهدايا ثمينة كالمجوهرات أو الأثاث ويتم تقديمها لعائلة العروس.
- ويوجد تقليد اسمه Night of Powderingلمباركة العروسين وهو تقليد تختص به فقط منطقة بروناي موارا دون باقي المقاطعات، ويتم تنظيمه إما ليلة الزفاف أو بفارق بعض الليالي، وهو حدث إحتفالي يتم خلاله دعوة العائلة والأصدقاء لمباركة العروسين من خلال دهنهما بمرهم مصنوع من دقيق الأرز الملون والزيوت المعطرة. يرتدي العروسين في هذا الحدث ملابس تقليدية وتضع العروس على رأسها غطاء نحاسي يكون أحياناً مطلياً بالذهب ويحتوي على رمز لدجاجة صغيرة أو تنين تلفه الزهور المعطرة. كما يضع العريس على رأسه سونجكوك أو ما يُعرف بالقبعة الإسلامية أو يستبدلها بتاج مصنوع من قماش "سونجكيت" يسمى داستار. ويتم لف خصر العروس في هذه المناسبة بحزام من قماش سونغكيت يكون عادة باللون الأحمر يقدمه العريس ضمن المهر. كما يتم مباركة العروسين هذه الليلة أيضاً من خلال نثر "بونجا رامباي" على أيديهما وهي عبارة عن ورقة مجففة من أوراق الباندانوس المنقوعة ببتلات الزهور والعطور.
- وكمعظم بلاد الشرق تنتشر في سلطنة بروناي ثقافة ليلة الحناء التي تقوم خلالها العروس بنقش يديها برسومات الحناء بحضور الضيوف وإقامة وليمة للمناسبة. ويقوم البعض بخلط هذه الليلة مع ليلة الحناء بينما يفضل البعض فصله في ليلة خاصة به.
- وتلعب صديقات العروس دوراً مهما في تنظيم حفل الزفاف إذ تختار العروس بعضهن ليكن وصيفاتها وتكلفهن بتأدية أدوار مهمة في تنظيم الحفل.
حفل الزفاف في سلطنة بروناي
وبالنسبة إلى حفل الزفاف في سلطنة بروناي فإنه يتم وفق تقاليد منتشرة هناك ويتخذ شكلاً مهيبا. ومن المتعارف عليه أن تقوم النساء بتجهيز العروس للزفاف بكل تفاصيلها ضمن طقوس إحتفالية مصحوبة بالموسيقى والرقص. كما يتم إقامة الولائم للضيوف والتي تتكون غالبا من أطباق آسيوية ومحلية. بعد ذلك يقوم المجتمعون باصطحاب العريس إلى منزل العروس في موكب كبير يتم خلاله حمل العريس على الأكتاف على وقع الأغاني والأهازيج، ومن ثم يصطحب عروسته إلى المنزل الزوجي.
يحتفظ سكان سلطنة بروناي بتقليد مهم وهو ضرورة ارتداء الزي التقليدي في حفلات الزفاف وهو عبارة عن القفطان التقليدي المطرز للعروسويكون باللون الأبيض أو ألوان فاتحة يزينه قماش الدانتيل ونقوشات الأزهار مع وشاح فاخر على الرأس. أما العريس فيرتدي سترة بيضاء بطول الركبة وسروالًا من القماش الخفيف مع قبعة أو عمامة تقليدية. ولكن حديثا غزت الاحتفالات بالزفاف بطريقة عصرية المجتمع هناك إذ صار البعض يلجأ إلى قاعات الأفراح لتنظيم الحفل مع الاحتفاظ بأساسيات الزفاف التقليدي مثل ارتداء أزياء تقليدية وإقامة وليمة مستوحاة من العادات المحلية والتي تشمل غالبا أطباق باك كوت، المصنوع من لحم الضأن أو اللحم البقري، وكريب لحم المطبق، والكورما (نوع من الكاري الغني مع الكثير من التوابل)، والأطباق النباتية مثل الأرز البني وخضروات السمسم، والنودلز والتوفو، والسلطة مع التوابل بالإضافة إلى أطباق أخرى من الفول السوداني والخضار مع جوز الهند وطبق الباذنجان الحار وغيرها.
التقاليد الأخيرة لانتهاء مراسم الزواج في سلطنة بروناي
صحيح أن الزواج تنتهي مراسمه بانتهاء حفل الزفاف ولكن يبقى بعض التفاصيل التي تتوجب على العروسين القيام بها لاتمام كل مراسم الزواج منها، قيام كبار العائلة بإحضار العروس إلى غرفة نومها وتقوم "Penganggun" مضيفة الزفاف بإشعال 3 شموع وإعطائها إلى سيدة مسنة تجلس على سرير العروس وآخر يقف خلفها. ثم تلف العروس ذراعيها حول Penganggun من الخلف وتدور معها حول السرير ثلاث مرات قبل أن تجلس على السرير وتطفئ الشموع الثلاث. هذا التقليد خاص أيضا بمنطقة بروناي موارا من دون باقي المقاطعات. ومن المراسم النهائية أيضا للزفاف الصيام في أول يوم من الزواج، ويعتبر هذا التقليد رمزًا للتواضع والخشوع. وكذلك زيارة العروسين لعائلة العروس التي يجب أن تقدم للزوجين الهدايا الثمينة مثل الذهب والمجوهرات والساعات. وفي النهاية يتم تغيير اسم العروس بعد الزواج، ويتم إضافة "بنت" إلى إسم والد الزوج مما يعني انتمائها لعائلة زوجها.
حفلات الزفاف الملكية في بروناي
ومن المعروف أن حفلات الزفاف الملكية في بروناي تتميز بفخامتها وبالبزخ الكبير عليها وتستمر الاحتفالات بها على مدى 10 أيام كما هو حاصل اليوم مع زفاف الأمير عبد المتين، أو كحفلات زفاف شقيقاته التي جرت في 2022 و2023 وقبلها. تتميز الحفلات الملكية بطقوس مهمة تبدأ بإضاءة أربع شموع، بالتزامن مع تحضير وسادة ملفوفة بحجاب أصفر توضع في وسط الغرفة على سجادة. تنطلق المراسم بعد أن يسمح بها السلطان من خلال سماحه للعروس بالدخول إلى مكان الحفل. وفي حفل زفاف بنات السلطان كانت العروس تجلس تحت المظلة لتقديم الهدايا الثمينة لها مثل المصابيح والمزهريات والمجوهرات من زوجات الشخصيات. ويحضر العريس هذه المراسم إذ يدخل إلى المكان على وقع رمي الزهور عليه مع ضرورة غسل قدميه قبل دخوله برفقة أعلى شخصية دينية في البلاد وهو مفتي السلطنة. وبعد أن يصل للأميرة يقوم العريس بمد يده للسطان التي يضعها على جبين ابنته كرمز "إيمائي" للرابط بين العروسين، مع مراسم دينية يرأسها مفتي الدولة من خلال تلاوة الصلوات، والتي تعقبها 17 طلقة مدفع. ينتهي هذا الحفل عندما يتوجه العروسين إلى عرش السلطان لإظهار امتنانهما له. وتُقام الولائم طيلة أيام الاحتفالات.