أنتِ أقوى من ألم كسر القلب .. خبيرة نفسية تخبرك بكيفية التعافي بعد الصدمات العاطفية
يحدث ألم كسر القلب عندما يتعرض الإنسان لتجربة قاسية كفراق الأحبة أو فقدانهم بالموت أو بسبب الحزن الشديد على خبر ما أثقل القلب وأصابه بمتلازمة القلب المكسور التي تعد حقيقة علمية أكدها الدكتور الكبير مجدي يعقوب جراح القلب الشهير عندما تحدث عنها، وقال أن الحزن العميق هو السبب الأساسي لها، وحثنا جميعًا كأحد أشهر أطباء القلب في العالم على الحفاظ على قلوبنا وعدم الاستخفاف بكلمة "كسر القلب"، والحرص على عدم الاستسلام للحزن ومساعدة النفس على التعافي السريع لوقاية القلب من مخاطر هذه الوعكة الصحية الصعبة.
وبلغة المشاعر يعد ألم كسر القلب أو متلازمة القلب المكسور بمثابة وعكة عاطفية أصابت القلب كونه طرفًا أصيلًا في الحب، وبما أنه توجد بعض التغيرات التي تطرأ عليه بعد وقوعنا في الحب والتي تعد أحد علاماته، فمن الطبيعي أن يكون طرفًا في المعاناة أيضًا بعد التعرض لأي صدمة تتسبب في كسره.
ألم كسر القلب بعد الصدمات العاطفية
اليوم سنتحدث عن ألم كسر القلب الذي يحدث بعد الصدمات العاطفية لأخبرك غاليتي بكيفية التغلب عليه والنهوض من جديد من خلال إفادة من الأخصائية النفسية جوسلين غراسياس، وهي أخصائية نفسية معتمدة من قبل "CDA" في مركز ثرايف للصحة النفسية، ليكون مرجعًا مفيدًا لكِ لتعجيل التعافي من الصدمة العاطفية والاهتمام بنفسك وحياتك والوقوف من جديد على أرض صلبة تحقق توازن واستقرارك النفسي والعاطفي، وتحفظك من التعرض لمزيد من التوتر والقلق والحزن، ولأنكِ أقوى لن يستغرق الأمر معك سيكون بامكانك التغلب عليه وعلى كل الآثار السلبية التي عصفت بقلبك وأثرت في وجدانك بعمق، هكذا أنتِ وغيرك من النساء فمع الصدمة يأتي تحدي الألم والكسر، ويبدأ الصبر والتماسك رغم قسوة الجرح ومرارة الصدمة.
ما هو ألم كسر القلب أو متلازمة القلب المكسور؟
بحسب الأخصائية النفسية جوسلين غراسياس ألم كسر القلب هو جزء لا يمكن تجنبه من تجربة الإنسان، يترك الأشخاص في غالب الأحيان في صراع مع العواطف السلبية وشعور عدم اليقين، وهو ظاهرة شائعة وصعبة، ولذلك يسلط الخبراء الضوء على استراتيجيات فعالة للتعامل مع ألم كسر القلب في كل مرحلة من مراحله والتي يجب أن يكون الشخص المصاب على علم بها ليتمكن من التعافي السريع.
كيف يمكن مساعدة المرأة بعد الصدمات العاطفية على التعافي من ألم كسر القلب؟
يحدث ألم كسر القلب نتيجة انهيار علاقة عاطفية، أو فقدان شخص عزيز، أو التعرض أحداث حياتية مؤثرة أخرى، ويمكن أن يولد هذا التأثير مجموعة من العواطف السلبية، بما في ذلك الحزن، والأسى، والغضب، والارتباك. وما يهم أن إدراك هذه العواطف و الاعتراف بها كخطوة أولى لوضع استراتيجية التعافي من ألم كسر القلب بعد الصدمة والتي يجب أن تكون مصحوبة بكيفية التعامل مع مراحله والتعايش معها بطريقة سليمة.
ما هي مراحل ألم كسر القلب بعد الصدمة العاطفية أو الانفصال وكيف تتعامل معها المرأة؟
توجد مراحل لألم كسر القلب يجب أن تتعامل معها المرأة التي تعرضت لصدمة الانفصال أو أي صدمة عاطفية أخرى على النحو التالي:
الإنكار
تعني عدم الرغبة في التعامل مع المشاعر الصعبة التي تشمل ألم كسر القلب، ويعتبر هذا نوعاً من الإنكار، والتوعية بهذا الأمر يمكن أن يساعدنا في فهم عملية التعافي بشكل أفضل بدلاً من وضع ضغوط على أنفسنا للتغلب عليها، ولذلك يجب الاعتراف به بدلًا من انكاره لأن الاعتراف سيؤهلنا للتعامل معه بطريقة سليمة.
الغضب.
من الطبيعي أن تشعر المرأة بعد التعرض للصدمة العاطفية أو صدمة الانفصال بالاستياء تجاه شريكها السابق كونه السبب الرئيسي لها في الشعور بألم عاطفي شديد نتج عنها كسر قلبها والمعاني من آلامه الشديدة، ولذلك وكأحد أهم الخطوات المهمة في التغلب على الصدمة وتحقيق التعافي من ألم كسر القلب، ولذلك يجب عليها أن تسمح لنفسها بالاعتراف بالغضب الذي تشعر به لسهيل العثور على منافذ صحية مثل كتابة اليوميات و التحدث مع النفس والتعبير عن مشاعرها لصديق غير متحيز.
المساومة
قد تتساءل المرأة في هذه المرحلة عن معرفة ما إذا كان هناك أملًا في البحث عن منطقة وسطى للتعامل مع الألم الناتج من هذه الأحداث إذ تصبح الرغبة في التخلص من الألم الهدف الأساسي لها.
الاكتئاب
طبيعي جدًأ أن تشعر المرأة بعد التعرض لصدمة عاطفية قاسية بحزن عميق ينتج عنه ألم كسر القلب والذي يصعب عليها تغييره بسبب دخولها في حالة اكتئاب، ولذلك عليها أن لا تقلل لأنها مرحلة من مراحل الألم الذي تسبب في كسر قلبها.
القبول
بالوصول إلى هذه المرحلة ستتمكن المرأة من جمع القطع المكسورة، وستكون قادرة على مواجهة الواقع، ولا يمكن أن تمر مرحلة القبول سريعًا لأنها تحتاج إلى استيعاب جيد وهذا الاستيعاب يحتاج إلى وقت طويل.
ما هي متطلبات التعامل مع ألم كسر القلب بعد الصدمات العاطفية؟
إن السماح للنفس بالمرور بجميع مراحل الحزن والتوعية بأن هذه المراحل لا تسير دائماً بشكل متسلسل فمن الممكن أن تنتقل المرأة بينها بشكل غير خطي يمكن أن يساعدها في التعامل مع الألم والشفاء من كسر القلب. ولذلك يجب أن يمكن أن تكون استراتيجيات التكيف المختلفة للتعامل مع ألم كسر القلب مفيدة أكثرعندما تكون المرأة واعية للحزن بالدرجة التي تمكنها من التعامل مع الاضطراب العاطفي الذي ينتج عن انهيار العلاقة العاطفية.
كما أن التعامل مع كسر القلب يتطلب توازناً حساساً بين العناية بالنفس والبحث عن الدعم حيث أن ممارسة الرأفة تجاه الذات أمر ضروري وحاسم في هذا الصدد لأن اللطف مع النفس في مواجهة الصعوبات يساعد في التحكم في العواطف الناجمة عن ألم كسر القلب ومن ثم تعزيز القدرة على التحمل من خلال الانتباه والوعي وممارسة اليوغا والهوايات والاسترخاء، باعتبارها ممارسات مهمة تساعد في الحفاظ على الاستقرار العاطفي إضافة إلى طلب الدعم لأن الاعتماد على شبكة داعمة من الأصدقاء والعائلة يخلق مساحة آمنة لمشاركة العواطف والبحث عن الراحة.
ويجب وضع حدود مع المصدر المتسبب في ألم كسر القلب لأن يسمح بالشفاء، ولا يجب أن يهمل تأثير التركيز على التفكير الداخلي والنمو الشخصي إذ يساعد في مواجهة التشتت العاطفي، ويعزز الصمود والقدرة على التكيف بعد مرحلة الحزن، مما يسهل تحقيق التوازن العاطفي الصحي بعد فترة الألم.
وختامًا، وبعد كل ما تقدم أعلاه، يجب أن تعلمي غاليتي أنه بعد انتهاء العلاقة يستغرق الأمر وقتاً ليس قليلًا إذ يتوقف الأمر على مدى معالجة مشاعرك وتعافيك لتكون مستعدة للانفتاح والتعرض للحب مرة أخرى، ولذلك قرري بنفسك مدة الوقت الكافي لمعالجة مشاعرك و تعلمي التحكم في عواطفك و هذه مهارة تكتسبينها مع الزمن، وهي تساعدك في أن تصبحي أكثر قوة عاطفياً، ولكن حتى مع قوتك فإن ذلك لا يعني أن الرحلة مع ألم كسر القلب ستكون أسهل، بل يعني فقط أنكِ علمتِ كيفية التعامل معه والمضي قدمًا بخطوات سليمة نحو الشفاء.
والآن يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. ما هي الطريقة الفضلى للتعامل مع ألم كسر القلب بعد المرور بصدمة عاطفية أو الانفصال عن الشريك؟
مع تمنياتي للجميع بعلاقات عاطفية صادقة وآمنة،،،