بغية الوقاية من الإصابة... جيل الألفية بحاجة للتنبه لأعراض سرطان القولون
جيل الألفية، أو جيل Y أو بنو الألفيةMillennials ، هو مصطلحٌيُستخدم لوصف الفئات السكانية التي تتكون من الأشخاص الذين ولدوا في الفترة ما بين 1981 و1996. ووُصف جيل الألفية بأنه الجيل العالمي الأول والجيل الأول الذي نشأ في عصر الإنترنت؛ ويتميز هذا الجيل عمومًا باستخدام مرتفع وألفةٍ أكثر مع الإنترنت، الأجهزة المحمولة، ووسائل التواصل الاجتماعية، ومن هنا جاءت أيضًت تسميتهم ب"المواطنين الرقميين".
وبين تسعينيات القرن الماضي و 2010 ، أصبح الناس حول العالم متعلمين جيدًا بشكل متزايد؛ وهو عاملٌ أدى إلى تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة الوعي حول العديد من المسائل الحياتية المهمة، وعلى رأسها مسألة الصحة.
وفي هذا الصدد، يُشدَد خبراء الصحة ومنهم خبراء الأورام والجهاز الهضمي في "مايو كلينك" على ضرورة إلمام جيل الألفية أكثر بسرطان القولون والمستقيم، الذي باتت أعداد الشباب المصابين به تزداد مع مرور السنوات.
جيل الألفية والحاجة للإلمام بمرض سرطان القولون والمستقيم
تقول الجمعية الأمريكية للسرطان إنه يزداد تشخيص إصابة البالغين الأصغر سنًا بسرطان القولون – والمعروف أيضًا بسرطان القولون والمستقيم – ويُشخَصون بمراحل متأخرة من المرض. وهذه ظاهرةٌ شائعة لاحظها الخُبراء على مدار العقد الماضي.
وعادةً لا تظهر أعراض سرطان القولون في مراحل المرض المبكرة؛ وعندما تظهر، فإنها غالبًا ما تكون في مراحل متأخرة. وتقول الدكتورة جوهانا تشان، طبيبة الجهاز الهضمي لدى "مايو كلينك" إنه من الأهمية بمكان اكتشاف أعراض سرطان القولون وطلب الرعاية الطبية إذا شعرتِ بها.
وتوصي كلٌ من فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية و الجمعية الأمريكية للسرطان، بأن يبدأ المرضى ذوي خطورةٍ متوسطة، إجراء فحص سرطان القولون والمستقيم بدءًا من سن 45 عامًا. وعلَقت الدكتورة تشان قائلةً: "سرطان القولون مرضٌ شائعٌ شيوعًا يفوق الوصف، وعادةً ما يُمثَل واحدًا من أعلى خمسة أسباب للسرطان سنويًا. وحقًا إن أي شخص مُعرَضٌ للإصابة به، وفي أي عمر".
الإصابة بهذا المرض غالبًا ما تكون في سن أدنى 55 عامًا؛ تقول تشان، لكنها تضيف: "إننا نشهد حالات أصغر سنًا مُصابة بسرطان القولون. وللأسف، فإنهم غالبًا ما يأتون إلينا في مراحل متأخرة".
أعراضٌ تُنبأ بالإصابة بسرطان القولون والمستقيم
كيف يمكن لجيل الألفية وغيرها، تحري إمكانية الإصابة بهذا النوع من السرطانات؟
آلام المعدة المستمرة وفقدان الوزن غير المُبرَر، من الممكن أن تكون أعراضًا للإصابة بسرطان القولون؛ تقول الدكتورة تشان مضيفةً: "في الواقع، توجد الكثير من الأعراض المُثيرة للانتباه مثل نزيف المستقيم وفقر الدم وتغيّر عادات التغوط، وهذه الأعراض شائعةٌ جدًا وتنتشر عبر جميع الفئات العمرية".
مُعظم حالات الشباب الأصحاء الذين لديهم نزيف المستقيم لن يُصابوا بسرطان القولون.ولكن الدكتورة تشان تحذر قائلةً: "إن هذا المرض لا يزال على قائمة التشخيصات المُحتملة. ومن الأهمية بمكان أن يطلب المرضى الشباب الرعاية عند شعورهم بأيٍ من هذه الأعراض".
والكثير من أعراض سرطان القولون قد تكون أعراضًا لمشكلات صحية أخرى، لذا يُوصى باستشارة فريق الرعاية الصحية الخاص بكِ لاكتشاف سبب المشكلة الصحية.
وتشمل العوامل التي قد تُزيد خطر إصابتك بسرطان القولون ما يلي:
- التاريخ المرضي للعائلة.
- الأمراض المعوية.
- داء السكري.
- السُمنة.
- التعرّض للعوامل البيئية مثل التدخين أو الإفراط في تعاطي الكحوليات.
وتقول الدكتورة تشان أن بعض العوامل الخاصة مثل التاريخ الأُسري، قد تتطلب منهجيةً أكثر تخصصًا لفحص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. لذا فإنها تشجّع المرضى على التحدّث مع فريق الرعاية الصحية، للتأكد من أن الفريق يقدم التوصيات المخصصة لهم.
معدلاتٌ مرتفعة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم
بدوره؛ يشير جيريمي جونز، دكتور الطب واختصاصي الأورام في "مايو كلينك" في جاكسونفيل فلوريدا، إلى أن معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى من تقل أعمارهم عن 50 عامًا آخذةٌ في الارتفاع في جميع أنحاء العالم. متحدثًا عنعوامل الخطر التي يمكن تجنبها وعلامات التحذير لأخذها على محمل الجد في أي عمر.
عوامل الخطر لمرض سرطان القولون والمستقيم
ثمة العديد من الخيارات الشخصية التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون أو المستقيم. وتشمل بحسب الدكتور جونز:
- التدخين.
- الإفراط في شرب الكحول.
- اتباع نظامٍ غذائي عالي الدهون وقليل الألياف.
- عدم ممارسة الرياضة.
مضيفًا أن اتخاذ خطوات فعلية لتجنب الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لا يعني تجنب اللحوم تمامًا، لاسيما إذا كنتِ تستمتعين بها، ويقول: "الأهم في معظم الأشياء المذكورة هو الاعتدال، فهوأمرٌ هامٌ جدًا في الوقاية من سرطان القولون".
توجد أيضًا عوامل خطر خارجة عن سيطرة الشخص يقول الدكتور جونز: "هناك حالاتٌ وراثية – أو أمراضٌ موروثة، مثل متلازمة لينش وداء السلائل الورمي الغدي العائلي – التي يمكنها أن تؤدي إلى سرطان القولون والمستقيم في الأعمار الأصغر لدى العائلات."
ويضيف: "لحسن الحظ، تلك الأمراض غير شائعة نسبيًا، لكنها يمكن أن تخلق مخاطر عالية للإصابة بسرطان القولون".
اكتشاف علامات التحذير لسرطان القولون والمستقيم
يوضح الدكتور جونز أن اختبارات الفحص المنتظمة لسرطان القولون والمستقيم، يمكن أن تساعد في الوقاية من سرطان القولون؛ وذلك عن طريق التعرف على الأورام الحميدة وإزالتها قبل أن تتحول إلى سرطان.
وتختلف إرشادات الفحص في جميع أنحاء العالم؛ ولكن بشكلٍ عام، يُوصى بالفحص بدءًا من سن 50 عامًا للأشخاص المُعرَضين لخطرٍ متوسط، وفقًا لمنظمة الصحة للبلدان الأمريكية. ويشير الدكتور جونز إلى أنه وبسبب زيادة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين الشباب في الولايات المتحدة، توصي الإرشادات بإجراء الفحص بدءًا من عمر 45 عامًا للأشخاص المُعرضين لخطرٍ متوسط. فيما يُوصى بالفحص في الأعمار الأصغر لمن هم عُرضةٌ لخطرٍ كبير، مثل من لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
يؤكد الدكتور جونز إنه من المهم أيضًا أن يكون المرء على دراية بعلامات التحذير، والتي تشمل:
- الانزعاج المستمر في البطن، مثل الغازات أو الألم؛
- الإسهال أو الإمساك المستمرين؛
- فقدان الوزن غير المبرر؛
- الضعف؛
- التعب؛
- نزيف المستقيم أو وجود دم في البراز.
ويضيف: "لسوء الحظ، يوجد اعتقادٌ خاطئ بأن سرطان القولون والمستقيم يحدث فقط لدى كبار السن، وهو ما قد يقود الأطباء للتكهن بأن الأعراض المحذَرة ناتجةٌ عن أسبابٍ أكثر شيوعًا. فعلى سبيل المثال، يتم استبعاد نزيف المستقيم واعتبار أنه على الأرجح بسبب البواسير دون النظر في جميع الأسباب المحتملة."
ويختم طبيب الأورام قائلًأ: "إذا أُصبتِ بهذه الأعراض وكنتِ تعتقدين أنك أصغر من أن تُصابي بسرطان القولون، فيجب أن تُغيَري رأيكِ حيال ذلك. لسوء الحظ، لا يوجد عمرٌ يمكن أن يُقال فيه إنكِ أصغرُ من أن تصابي بسرطان القولون".
خلاصة القول، أن جيل الألفية الذي يتميز بشدة ارتباطه بالحياة التقنية، لا بدَ له من التنبه لبعض المسائل المهمة الخاصة بصحته ومنها معرفة المزيد من مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. خاصةً أن أعداد الأفراد دون سن الخمسين تزداد لديها الإصابات بهذا المرض، وعليه ينبغي القيام بالفحوصات حسب درجة الخطر التي يُشكلَها هذا المرض على حياة كل واحدٍ منا.