تعرفي معنا على معنى حبّ الذات من وجهة نظر علم النفس... لا يفوتك
هناك من يربط حبّ الذات بالنرجسية و بالأنانية؛ ويرى البعض الآخر أنه عكس التواضع، ولكن كما تشهد العديد من دراسات علم النفس، فإن حبّ الذات هو مفتاح الصحة النفسية والرفاهية الذاتية، ومن أبسط وأسهل الطرق التي تساعد على وقاية نفسك من الاكتئاب والقلق.
إنه ينطوي على قبول نفسك كما أنتِ، بما في ذلك نقاط ضعفك كما نقاط قوتك، واتخاذ خيارات تدعم صحتك الجسدية والعاطفية والروحية.
لذا دعينا نتطرق خلال السطور القادمة عبر موقع " هي " إلى كل ما يجب معرفته عن حبّ الذات من وجهة نظر علم النفس، وذلك بناءً على توصيات استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من القاهرة.
حبّ الذات يظهر بعدّة طرق مختلفة
وبحسب دكتورة لبنى، يُشير حبّ الذات إلى كل عمل نقوم به بهدف معاملة نفسنا بلطف ورحمة واحترام، وهو، بتعبير أدق، إعطاء الأولوية لرفاهيتنا وسعادتنا؛ ويُمكن أن يظهر حبّ الذات بعدة طرق مختلفة، بما في ذلك:
- وضع حدود صحية ورفض الأمور التي تؤذينا أو لا تخدم مصلحتنا
- الاعتناء بصحتنا الجسدية، وذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول الطعام الصحي وأخذ قسط كاف من الراحة.
- ممارسة أنشطة الرعاية الذاتية التي تجلب لنا السعادة، مثل: "المطالعة أو الاستحمام أو الاسترخاء".
- التعاطف والتسامح مع الذات، خاصة عندما نرتكب خطأ أو نواجه انتكاسة ما.
- الاعتراف بقيمتنا الخاصة، ومعاملة نفسنا بنفس مستوى الاحترام واللطف الذي قد نمنحه لشخص يعزّ علينا.
- بصفة عام، يتعلق حبّ الذات بمعاملة نفسنا بنفس المستوى من الرعاية والاهتمام الذي قد نعطيهما لمن نحبّ، والإقرار بأننا نستحق أن نكون سعداء ومكتفين بذاتنا.
حبّ الذات وقبول الذات وجهان لعملة واحدة
وأضافت دكتورة لبنى، يُشير حبّ الذات من منظورعلم النفس إلى قدرة الشخص على قبول وحبّ ذاته دون قيد أو شرط، بغض النظر عن عيوبه الخاصة أو سلبياته أو أخطائه في الماضي.
ويرتبط حبّ الذات ارتباطًا وثيقًا بالعديد من المفاهيم النفسية الإيجابية، بما في ذلك على سبيل المثال التعاطف مع الذات، وقبول الذات، واحترام الذات.
أما قبول الذات، فهو يتضمن اعتراف الفرد بنقاط الضعف لديه واحتضانها كما يحتضن ويفخر بنقاط قوته، دون إطلاق أحكام أو استنقاص من النفس.
وعليه فإن تطوير حبّ الذات يتطلب من المرأة جهدًا واعيًا وعزيمة قويّة، بالإضافة إلى الاستعداد الدائم لقمع الرغبة في الحديث السلبي عن النفس وعن صفاتها وقناعاتها.
حبّ الذات رحلة ذات محطات ومطّبات
أوضحت دكتورة لبنى، أنحبّ الذات رحلة ذات محطات ومطبات؛ ويتخللها مراحل أو خطوات مختلفة يُمكن للمرأة والأفراد بصفة عامة أن يمروا بها وهم يطورون إحساسًا أقوى بحبّ وتقبّل الذات.
عمومًا، ليست هذه المراحل بالضرورة متسلسلة أو مرتبة زمنيا، وقد تتنقل المرأة بين الواحدة والأخرى ذهابًا ورجعة كلما استدعت لذلك الحاجة، وإليكِ بعض من المراحل الشائعة لحبّ الذات:
الوعي بالذات
إن المرحلة الأولى من حبّ الذات هي إدراك المرأة الكامل لأفكارها ومشاعرها وسلوكياتها، وتتضمن هذه المرحلة العثور والتعرف على الأفكار والانطباعات السلبية عن النفس، بالإضافة إلى أنماط السلوك التي قد تكون مدمرة للذات على المدى البعيد.
قبول الذات
تتضمن المرحلة الثانية من حبّ الذات قبول الذات كما هي، بما في ذلك عيوبها وكل شيء آخر، وتشمل هذه الممارسة الاعتراف بامتلاك كل امرأة لعيوب لا تمثل شخصتها بالضرورة ولا تنقص منها شيئًا، بل بالعكس، تجعل منها مميزة وفريدة على طريقتها.
رعاية الذات
تتضمن المرحلة الثالثة من حبّ الذات ممارسة الرعاية الذاتية، والتي تشمل اهتمام المرأة باحتياجاتها الجسدية، والعاطفية، والروحية. يُمكن أن يشمل ذلك ممارسة التمارين الرياضية وتناول الأكل الصحي والحصول على قسط كافً من النوم، والانخراط في الهوايات أو الأنشطة التي تجلب البهجة والحماس لها.
مسامحة الذات
تتضمن المرحلة الرابعة من حبّ الذات مسامحة الذات، وهي تعني توقف المرأة عن لوم الذات بسبب الأخطاء التي حصلت في الماضي أو الندم على تصرفات بدرت منها، والإقرار بأن لا أحد على وجه البسيطة معصوم عن الخطأ، ويمكن أن يساعدها ذلك على تجاوز مشاعر الخزي أو الذنب السابقة، والتركيز على إحداث تغييرات إيجابية للمستقبل.
حماية الذات
تتضمن المرحلة الخامسة من حبّ الذات وضع حدود، بما معناه قول "لا" قاطعة؛ ولا تقبل نقاشًا للأشياء التي لا تخدم رفاهية المرأة الذاتية، وحماية نفسها من التأثيرات السلبية أو العلاقات السامة.
الامتنان للذات
تتضمن المرحلة السادسة من حبّ الذات الامتنان لما يُميز الذات من خصّال، وكذلك تركيز المرأة على الجوانب الإيجابية في حياتها، والاعتراف بالأشياء التي تشعر بالامتنان من أجلها، ويمكن أن يُساعدها هذا التصرفعلى تنمية نظرة أكثر إيجابية لنفسها وزيادة إحساسها العام بالرفاهية الذاتية.
الجدير بالذكر، أن مراحل حبّ الذات السافة الذكر تتضمن تطوير المرأة لعلاقة إيجابية مع ذاتها والاعتراف بقيمتها وأهميتها، وفي حين أن الرحلة نحو حبّ الذات قد تكون محفوفة بالمطبات وربما بالانتكاسات من حين لآخر، إلا أنها قد تكون مجزية بشكل لا يصدّق، ويُمكن أن تؤدي إلى مزيد من السعادة والاكتفاء والرفاهية الذاتية لدى المراة.
حبّ الذات فوائده مذهلة لتعزيز الكيان الإنساني
أشارت دكتورة لبنى، إلى أن تنمية حبّ الذات قد يعود بالعديد من الفوائد على صحة المرأة النفسية والعاطفية والجسدية، وفيما يلي بعض الفوائد التي قد تنتج عن حبّها لذاتها:
تحسين احترام الذات
يُمكن أن يؤدي تطوير حبّ الذات إلى زيادة احترام الذات والثقة بالنفس، بحيث تتعلم المرأة تقدير قيمتها وأهميتها عند نفسها والآخرين.
زيادة المرونة
يُساعد حبّ الذات المرأة على أن تُصبح أكثر مرونة في مواجهة التحديات والمحّن التي قد تعترضها في الحياة اليومية، إذ تتعلّم الاعتماد على قوتها الداخلية، واستغلال مواردها، وإمكانياته على النحو الأمثل.
تطوير علاقات أفضل
تؤدي تنمية حبّ الذات إلى ربط المرأة بعلاقات أفضل مع الآخرين؛ إذ تضّع لنفسها حدودًا صحية، وتصير واعية باحتياجاتها، وتنخرط في علاقات أكثر إيجابية.
تقليل التوتر
يُساهم حبّ الذات في تقليل منسوب التوتر والقلق لدى المرأة؛ وذلك عندما تعتاد على ممارسة الرعاية الذاتية، وإعطاء الأولوية لرفاهيتها الذاتية وراحة بالها.
زيادة السعادة
يزيد تطوير حبّ الذات من مقدار السعادة والرفاهية لدى المرأة؛ إذ تتعلم تقدير نقاط قوتها وأخذ إنجازاتها في عين الاعتبار، والتركيز على الجوانب الإيجابية في حياتها.
تحسين الصحة البدنية
يعود حبّ الذات بفوائد صحية وجسدية على المرأة؛ حيث قد تكون أكثرعرضة لتطويرعادات والقيام بسلوكيات صحية، مثل: " ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتحديد نظام غذائي متوازن".
وأخيرًا، يُمكن أن ينتج عن تنمية حبّ الذات فوائد واسعة النطاق في حياة المرأة، وقد يُساعدهاعلى عيش حياة أكثر إشباعًا وإيجابية وإرضاءً لها.