خاص "هي": هكذا تجسد الفنانة التشكيلية عبير الخليفة الموروث الشعبي في أعمالها
كانت البذرة هواية في عمر صغير لتنمو وتزهر بأعمال فنية تحاكي التراث السعودي والنجدي تحديدًا. عشقت الأرض وتفننت بتجسيد الموروث، لتطلق على النخيل أميرة لوحتي الفنانة التشكيلية عبير الخليفة تحاور مجلة هي عن بدايتها وفلسفتها وأعمالها والعديد.
ألهمتها النخيل الشاهقة فجعلتها تعانق الفضاء تارة واحتضنت شموخها الأرض تارة أخرى؛ لأن عطاياها لا تقتصر على ثمارها، جسدت عبير الخليفة أجزاء مختلفة من النخلة في أعمالها، منها: عمل لينة: بيت النخلة الذي اختاره سمو منطقة القصيم ليكون تذكار الوطن وعمل "كرب النخيل" الذي شاركت فيه في معرض "من هالأرض" في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي (إثراء).
أما نقوش السدو المتمايلة فلها النصيب الأبرز حيث تعاونت مع مؤسسة تراث الصحراء ومنتجع بانيان تري العلا لتزين مجموعة من أعمالها مرفقات المنتجع، كما شاركت في معرض حكاية سدو المقام في قصر الثقافة بمجموعة من اللوح الفنية التي تزين نقوش السدو بألوان أخاذه، وتزين النقوش الإسلامية أعمال الفنانة التشكيلية حيث شاركت في معرض World Art Dubai بمجموعة المحراب المستوحاة من التراث الإسلامي، بجانب العديد من الأعمال المميزة التي تجوب بقاع الأرض.
تحاور "هي" الفنانة التشكيلية عبير الخليفة عن طريق البداية والشغف وفلسفتها:
نشأت عبير الخليفة في منطقة القصيم وتعلمت الفنون حبًا وشغفًا حيث اختارت دراستها أكاديميا، كما شاركت في العديد من المعارض الفنية والملتقيات المختلفة داخل وخارج المملكة وحصدت العديد من الجوائز منها جائزة شركة البحر الأحمر وغيرها العديد، تصف شخصيتها الفنية قائلة:" شخصيتي الفنية محبة للفن شغوفة به أمارسها كهواية منذ الصغر، واعتبره متنفس لي يجمعني بحالة من الهدوء والاستمتاع و الاستكنان والتأمل."
بالرغم من أنها سلكت طريق الفن أكاديميًا لكنها جعلت شغفها يقودها إلى الفن التشكيلي، وتقول: "تخرجت من كلية الفنون في جامعة القصيم وكان لي محترفي الخاص ومارست تجاربًا فنية حبًا وشغفًا واتجهت بدون تخطيط يقودني شغفي لتجربة البناء والتركيب وخلق أعمال من خامات البيئة السعودية الطبيعة الزاخرة، لما أجده من رمزيات معبرة ومعاني مؤثرة كأنما هي لغة التواصل بين الفنان والأرض وكل ما حولنا."
في بدايتها جعلت أمواج الفن ترتطم بها وتعرفت على عدد من المدارس، حيث تعلق: "بداياتي الفنية كانت بالرسم بشكل عام، حيث رسمت عدد من الأعمال من مدارس متعددة مثل الواقعية والانطباعية والتجريدية والبورتريه وحاكيت لوحات عالمية منها عمل لطبيعة صامتة (زهور) الذي يتيح للفنان تجربة العديد من العناصر داخل اللوحة."
يذكر أن الفلسفة تجرد والفن يجسد، وعلى ذلك تتبع عبير الخليفة فلسفة الابتكار في أعمالها الفنية، تقول:" فلسفة أعمالي قائمة على ابتكار أسلوب فني فريد نابع من موروثاتنا وهويتنا وتراثنا وصياغتها بشكل فني حديث ومواكب للفنون عالميًا." وتكمل حديثها :"التراث بشكل عام غني جدًا بالمفردات الفنية والتفاصيل والرموز التي تفتح الأبواب وتلهم أي فنان خاصة إذا كانت هذه الرمزيات من واقع حاضره وماضيه ومن صميم ذكرياته وحياته ولأن نشأتي كانت في منطقة القصيم، أرض نجد فقد أبصرت النور على جمالياتها وإرثها الغني."
ولأن أعمالها تجسد التراث النجدي، اختار أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل آل سعود عمل لينة: بيت النخلة ليكون تذكار الوطن لوفود السفارات من زوار منطقة القصيم، وعلى ذلك تروي:" هذا التعاون ليس بمستغرب من قادتنا وولاة أمرنا لما يولونه من اهتمام ورعاية وقد أثّر هذا التعاون في مسيرتي الفنية بشكل إيجابي وتقدم كبير أسهم في إثراء أعمالي وتوجهاتها الفنية."
يقال ( التجريد هو اختزال الواقع ) أي اختزال الأفكار وتشكيلها بالخصوصية اللونية، توضح الخليفة:" أعتمد على إبراز العناصر والخامات والأشكال والمساحات اللونية، وفي أعمالي أحاول التبسيط والتعبير بشكل يضفي خصوصية حيث أثير تساؤل المتلقي ليخوض رحلة في اكتشاف الرسالة ومحاولة معرفة ما أعمد إلى إيضاحه و إبرازه بشكل فني."
وأخيرًا تحدثنا عبير عن أعمالها ومشاركتها القادمة: "هناك أعمال كثيرة قادمة بإذن الله وتوفيقه، كل ما تأملت أكثر فيما حولي من طبيعة وماضي جميل وحكايات لا تنتهي يأتي الإلهام بشكل غير مباشر وتتقد في روحي الرغبة الملحة للتجربة والممارسات الفنية المتعددة والمتشعبة" وتكمل الحديث عن مشاركتها في معارض فنية قادمة: " ليس هناك معارض فنية محددة يمكن أن أفصح عنها الآن، ولكن نسعى للمشاركة في أهم الفعاليات الفنية في وطننا الغالي وغيرها من الفرص على مستوى العالم."