تحفظ علاقتك بأطفالك .. 6 إشارات حمراء يجب عليكِ كأم الانتباه إليها جيدًا
تحتاج تربية الأطفال إلى اهتمام كبير؛ وتركيز وعناية ومراقبة ليس فقط للطفل ولكن أيضًا مراقبة الأم والأب لتصرفاتهما خلال رحلة التربية أيضًا، والانتباه لما يصدر منهما من أفعال تجاه أطفالهما. كما تحتاج إلى وعي كبير بكل المحذورات التي يجب عليهما الحذر من الوقوع فيها. وتحتاج أيضًا إلى ذهن صافٍ وعقلٍ يقظ لتدارك الأخطاء تحقيقًا لسلامة أطفالهم النفسية ومن ثم سلامتهم الجسدية أيضًا.
اليوم؛ وحرصًا منا على سلامة أطفالك عزيزتي الأم، وسلامة علاقتك بهم خلال تربيتهم وتقديم الرعاية لهم. سأخبرك بأهم الإشارات الحمراء التي تلفت انتباهك إلى أمر هام، وتوجهك إلى تدراك الوقوع في خطأ ما. ومن أبرز هذه الإشارات ما سيلي ذكره في السطور التالية. تابعي معي قراءة هذا المقال لمعرفتها والتحقق من أهميتها.
إشارات حمراء تستدعي الانتباه في تربية الأطفال
تربية الأطفال رحلة ممتعة ولكنها مليئة بالتحديات، فهي تتطلب الانتباه المستمر لكل الأمور المحيطة لتجنب بعض السلوكيات والأساليب التي يكون لها آثارًا سلبية خطيرة على صحة الأطفال ونموهم. لذا من الضروري أن تكوني عزيزتي الأم على دراية بالاشارات الحمراء التي تنذر بوجود خطأ ما لتعزيز سلامة طفلك نفسيًا وجسديًا.
والآن؛ إليكِ أهم الإشارات الحمراء التي يجب عليكِ الانتباه إليها جيدًا، وهي:
-
السيطرة الطاغية
بحسب خبراء التربية؛ تعد السيطرة الطاغية من أهم الإشارات الحمراء التي يجب عليكِ الانتباه إليها عند تربية أطفالك، لما لها من سلبيات عديدة مثل، كبح حرية الطفل، وخنق استقلاليته، والوقوف عائقًا أمام تكوين شخصيته ونموها بشكل سوي. ولا يقف الأمر عند ذلكِ الحد بل يمتد ليجبر الطفل على التمرد واظهار الاستياء من فرط السيطرة عليه. بعدها ستأتي التأثيرات السلبية التي تهدد سلامة طفلك النفسية ألا وهي تدني احترام الذات وضعف ثقته بنفسه.
ولذلك وما يجب الانتباه إليه جيدًا؛ إعادة النظر في المنهج المتبع في تربية طفلك، وتجنب كل أساليب القهر والسيطرة، وتحقيق التوازم بين التوجيه وحرية الأطفال، والحفاظ على هويتهم، لكي لا يحدث ما لا يحمد عقباه.
-
جمود المشاعر
كم هو صعب أن تظهر الأم لأطفالها بمظهر قوي عنيد جامد المشاعر لا يعرف الرقة ولا الحنان، إنه أمر يقتل مشاعر الطفل ويحول دون اشباع عاطفته، لأن جمود المشاعر يحول دون تحقيق التناغم والانسجام بين الأم وطفلها، ويحرم الطفل من حنانها وعطفها. لذلك، ولاشباع حاجات طفلكِ العاطفية، يجب عليكِ غاليتي الانتباه جيدًا إلى أهمية تفهم مشاعره واحتوائه واحتضانه لتحقيق سلامته النفسية. ولينشأ مرتبطًا بكِ لا يتذكرك إلا ذكرياته الجميلة معكِ، لأن جمود المشاعر معه قد يخلق لديه ذكريات حزينة تزيد من احتمالات اصابته باضطرابات نفسية عديدة.
-
التواصل السلبي
يجب أن يكون التواصل الإيجابي الفعال أساسًا قويًا في علاقتك الأم بطفلها. لأنه هو سر العلاقة الصحية بين الأم والطفل. لذلك عزيزتي الأم يجب عليكِ تجنب التواصل السلبي مع طفلك بكل أشكاله. لأنه يبعد بينك وبين طفلك، ويؤدي إلى تآكل الثقة وانعدام الاحترام وضعف الحميمية بينكما. ومن أمثلة التواصل السلبي التي يجب عليكِ الانتباه إليها جيدًا، النقد المستمر، وارتفاع الصوت والصراخ الدائم، واجباره على فعل ما لا يريد، واهمال حريته، واستخدام العنف اللفظي والجسدي في التعامل معه. ويجب عليكِ اتباع منهاجًا مألوفًا يوطد العلاقة بينك وبين طفلك، ويحقق سلامته النفسية في ذات الوقت مثل التفاهم والانصات إليه، واحترام رغباته ومشاعره، والسماح له بقدر من الحرية سواء للتعبير عن الرأي أو الاختيار إضافة إلى الاعتراف بشخصيته واستقلاليته.
-
الضغط والتحفيز الخاطئ
لا تقعي في هذا الخطأ التربوي الكبير الذي من الممكن أن يسبب نفور طفلك من المدرسة والمذاكرة، وقتها ستضيع كل أحلامك حول مستقبله الباهر هباءً. وهذا الخطأ هو الضغط على الطفل وتحفيزه تحفيزًا خاطئًا للحصول على تقديرات أكاديمية عالية، والبدء بتوبيخه عند الحصول على درجات ليست نهائية. والبدء بالتعنف معه ظنًا منكِ أنك تحفيزنه لاحراز معدلات تحصيل عالية في المرات القادمة. وهذا الأمر خاطئ للغاية ويستدعي انتباهك بشدة. لذا وفي المقابل يجب عليكِ الاحتفال بجهود طفلك أولًا ثم تشجيعه على إحراز تقدم أكبر من ذلك بطريقة إيجابية وفعالة.
-
إهمال الرعاية الذاتية
الأمومة شعور جميل؛ ومسؤولية ضخمة تحتاج إلى دقة التركيز والانتباه جيدًا لكل صغيرة وكبيرة تتعلق بالأطفال وتربيتهم. وهي مشاعر فياضة تحث الأم على بذل مزيد من الجهد والرعاية لهم حتى إذا كان ذلك على حساب راحتها ونفسها، وهنا يكمن الخطر! لأن رعاية الأم لأطفالها ونسيانها رعاية نفسها ذاتيًا لن يحقق النتيجة المرجوة من كل هذا الجهد الهائل. وإنما سيؤدي إلى ضعف قواها، وافتقار الأطفال إلى رعايتها نتيجة عدم قدرتها على ذلك، ومن ثم التأثير سلبًا عليهم. لذا يجب عليكِ عزيزتي الأم اتقان مفهوم الرعاية الذاتية وتطبيقه جيدًا من خلال الاهتمام بنفسك وصحتك النفسية والجسدية لتكوني قادرة على رعاية طفلك ودعمه والوقوف بجانبه في رحلة التربية حتى النهاية.
-
رفض الاعتذار
لا أعلم لماذا ترفض بعض الأمهات الاعتذار لأطفالها عند الوقوع في خطأ ما، ولا أعلم كيف نعلم أطفالنا أن الاعتذار على الوقوع في الخطأ أمر مهم وضروري ونحن لا نعترف به ولا نمارسه معهم. إنه تناقضًا كبيرًا وفيه إشارة حمراء يجب الانتباه إليها جيدًا. لأن اعتذار الأم لطفلها عند الوقوع في الخطأ يعد وسيلة تعلم فعالة أيضًا. لأن الأم قدوة لأطفالها ومنها يتعلمون. لذلك مارسي الاعتذار واتقني فنه الجميل في التعامل مع طفلك وعند وقوعك في الخطأ. لأن ذلك يحقق ثقته في نفسه، وثقته في كل المبادئ التي يتعلمها منك والتي من أهمها الاحترام، والتواضع، والاعتذار عند الوقوع في الخطأ.
وختامًا من المهم عزيزتي الأم ونحن نظهر حبنا لأطفالنا أن نحترم عقولهم وحريتهم وأن نمنحهم الحرية وأن نطبق ما نعلمهم إياها أولًا لأننا يجب أن نكون قدوة حسنة لهم. ذلك أفضل بكثير من التسلط والتحامل عليهم وممارسة الضغط والأساليب الخاطئة التي تبعد بيننا وبينهم وتخلق فجوة عميقة بيننا وبينهم، قد يحتاج ترميمها إلى سنين من الجهد والاعتذار.
مع تمنياتي لكِ بأمومة سعيدة ورحلة تربية موفقة،،،