تينا يموت لـ"هي": أسعى لتطوير قدراتي التمثيلية وأحب موضوعات الأغاني النابعة من تجارب إنسانية
تينا يموت النجمة اللبنانية طرحت مؤخرًا فيديو كليب جديد بعنوان "بحسّ فيك" من كلماتها وألحانها، عبر منصات البث الرقمي وقناتها على اليوتيوب، وجاءت الأغنية متزامنة مع عيد الحب وشهر المرأة، ونالت تلك الأغنية الرومانسية تفاعل وإعجاب الجمهور، وتم تصوير الكليب في دبي بالإمارات العربية المتحدة، وبالتزامن مع النجاح الكبير الذي حققه كليب "بحس فيك"؛ التقت مجلة هي مع تينا يموت التي كشفت لنا عن كواليس الأغنية وكواليس الفترة التي انطلقت فيها من خلال برنامج اكتشاف المواهب الغنائية الأشهر "ستار أكاديمي"، وإلى نص الحوار:
في البداية حدثينا عن كواليس تحضيرك لأغنية "بحس فيك"؟
منذ اللحظة التي بدأت فيها توزيع "بحس فيك" مع الموزع ريان بيلوني، أدركنا أنها ستكون عملًا فريدًا من نوعه، وتحمل "بحس فيك" نفس روح أغنيتي "كان قصدي" لكنها تختلف من حيث التوزيع والأداء الغنائي، إذ لها طابع مبهم وغير مألوف، ووراء كواليس الفيديو اعتبر الفريق الفني تصوير "بحس فيك" مشروعًا واعدًا، وكان من المهم بالنسبة لي أن أعبر عن صدق اللحظة في الأغنية رغم العقبات التي واجهتنا، إذ أن موقع التصوير كان بسيطًا للغاية، ومع ذلك فقد تحدينا الظروف وجاءت المشاهد شاعرية ومعنوية ومميزة، استطعت مع المدير الإبداعي مايكل جو ضاهر خلق هذا الشعور بالصدمة والارتباك والرومانسية في كل مشهد.
ما سر تمسكك بكتابة وتلحين معظم أغنياتك؟
عندما أؤدي أغنياتي الخاصة التي أكتبها وألحنها بنفسي؛ أعبر عن حدث أو إحساس حقيقي لمسني شخصيًا، وهي لحظات تجعلني في وقت من الأوقات أتساءل عن الحياة والحقيقة، وهكذا يولد عملًا صادقًا كاملًا متكاملًا بالكلمة واللحن والإحساس والحركة دفعة واحدة، وهذا ما يعطي العمل نمطًا مختلفًا تماماً وهويتي الفنية الخاصة، وقد سعيت أن أبدأ مساري الموسيقي بهذه الطريقة وأصريت على الاستمرار لأنني أؤمن إيمانًا قويًا بأن هذا سوف سيبرز هويتي الفنية فيتعرف عليها للجمهور بشفافية كاملة، لكني أيضًا لست ضد التعاون أبدًا مع مؤلفين وملحنين آخرين إذ يمكن أن أخوض هذه التجربة إذا ما وجدت الأغنية المناسبة.
قدمتِ الكليب بقدرات تمثيلية عالية ومشاعر قوية، فهل تعملين دومًا على تعزيز موهبتك التمثيلية؟
أنا أسعى دائما إلى تطوير قدراتي التمثيلية، إذ يهمني أن تصل قصة الأغنية وإحساسها إلى المشاهد تمامًا كما تصل الأغنية إلى المستمع.
لاتزالين تهتمين بالأغنية المصورة في مقابل تراجع هذا الفن بالنسبة لكثير من المطربين الذين باتوا يفضلون طرح الأغنيات بطريقة الجرافيك، فما رأيك في هذا التوجه؟
الأوديو أو الأغنية مهمة جدًا، وفي بعض الأحيان يكون هذا كاف لنجاح العمل، وكل شخص يترجم الأغنية ذاتها بشكل مختلف حسب تجاربه الخاصة، وبرأيي فإن الصورة المرئية تعطي كل عمل قيمة إضافية فتقرب وجهات النظر بين الفنان وجمهوره.
متى يحين وقت تقديم ألبوم كامل ليمثل المنافسة الحقيقية لتينا يموت مع زملائها بدلًا من الأغنيات المنفردة؟
أنا أعمل على تحضير ألبوم، مع إن المنافسة اليوم تحدث حتى على مستوى "الأغاني المنفردة"، إذ هناك سباق لكسب انتباه الجمهور وسباق لإعطائه أداء لا يُنسى، وجميع الأغاني التي أطلقتها حتى الآن هي مراحل من قصة حياة المرأة. وأنا أتطلع إلى تقديم هذا الألبوم الكامل خلال جولتي الفنية المرتقبة!
ما الموضوعات التي ترغبين في تسليط الضوء عليها في أغنياتك بشكل عام؟
أحب موضوعات الأغاني التي تكون حقيقية وصادقة من واقع تجارب إنسانية سواء أحببنا الاعتراف بها أم لا، إنها بهذه البساطة بالنسبة لي، يمكن أن تكون عن أي تجربة إنسانية طالما أنها تنطبق على هذه المعايير.
من من نجوم الطرب الذين تودين التعاون معهم مستقبلاً؟
أحب أن أتعاون مثلًا مع سعد لمجرد، محمد حماقي، عمرو دياب، مروان خوري، زياد برجي، وحسين الجسمي، وأنا أتطلع إلى تقديم دويتو قريبا، إذ إنني بصدد البحث عن فنان للتعاون معه في أغنية رومانسية خاصة من كلماتي وألحاني.
مررتي بفترة غياب طويلة إلى حد ما.. ما سببها وكيف أثرت على مشوارك الفني وهل استطعتِ في رأيك العودة لنفس مكانتك بعد تلك المرحلة؟
كنت وسأبقى مصرة على حياة فنية ناجحة، وكل من يعرفني، يعرف أنني مثابرة للغاية ولا أستسلم بسهولة، فأنا على استعداد للبدء من جديد في أي وقت مهما صعبت العقبات التي تعترض طريقي، ولطالما كانت الاستمرارية هدفًا لي وتحديًا في الوقت ذاته، كوني فنانة مستقلة أنتج أعمالي بنفسي وأتكيف مع الاضطرابات والظروف التي تحيط بعالمنا العربي بشكل عام، وأنا أؤمن بالعودة القوية، مهما كانت المصاعب، فكل ما يحتاجه أول نجاح هو أغنية واحدة لتصبح فرصة في الوقت المناسب، ولا يجب أن يستسلم المرء إذا كان لديه حلم يريد أن يحققه، فأنا لن أستطيع أن أتعايش مع نفسي لو تخليت عن حلمي!
ما اللون الغنائي الذي لم تجربيه مسبقًا وتتمنين أن تقدميه قريبًا؟
أحب موسيقى الروك البديل والميتال، وتأثيري بها واضح في موسيقاي، مثل أغنيات "ممنوع" و"كان قصدي" وبعض التفاصيل في "بحس فيك"، فقد نشأت وأنا أستمع إلى إيفانيسنس، وسيستم أوف أ داون، وديبيش مود، وساوند جاردن، وكريد، مع أن هذه الموسيقى مظلمة معظم الأحيان، لكنها أيضاً عاطفية جداً وغنية موسيقياً
ما الذي استفدته من فترة تواجدك في ستار أكاديمي؟
قدم لي ستار أكاديمي ثلاث هدايا هم: أصدقاء أعتبرهم بمثابة الأخوة، ومفهوم واضح لماهية الشهرة، وجمهور مخلص يحبني لمن أنا عليه، ولا ننسى الذكريات طبعاً، فهذه التجربة لا تتكرر في عالمنا الحقيقي، وإن اللوحات الاستعراضية التي قدمتها على مسرح ستار أكاديمي تعتبر فعلا عالمية إذ فقط، على مسرح "برودواي"، تقدم مثل هذه الاستعراضات، وقد وضعت آنذاك تحت ضغوط عالية لأداء أهم اللوحات الغنائية والراقصة المحترفة مع فرق كاملة من 30 و40 راقص وإعداد وإخراج فني ضخم مع أفضل المنتجين والحرفيين الذين يصنعون سحر اللحظة، فعلا كان شيئا مذهلًا
ما الذي تغير في تينا يموت منذ مشاركتها في ستار أكاديمي وحتى اليوم؟
لقد تغير الكثير في داخلي، ومررت بتجارب صعبة، فإن التخرج من مشروع شهرة كبير كهذا والتكيف من بعدها في المجال الموسيقي الحقيقي شيء صعب، فأصبحت أكثر خبرة في مجال الموسيقى والموسيقيين، وبالأخص عندما عملت مع المؤلف الموسيقي العبقري زياد الرحباني الذي أكن له كل المحبة والاحترام، فقد شكل عملي معه نقطة تحول هائلة في مجال نظرتي إلى الصوت الخاص بي، كما أنني تمكنت من فهم قدراتي وكيفية تعاملي مع العقبات.
وأثناء مشاركتي في ستار أكاديمي، شعرت بالغربة الشديدة، لأنني كنت أعتبر كاتبة أغاني ومغنية "مؤجنبة" أو غربية؛ تلك الموسيقى العربية الغربية التي كنت أكتبها عرفت فيما بعد بالموسيقى المستقلة Indie Music، ووجدت طريقها إلى جمهورها، ولقد شعرت بسعادة غامرة عندما وصلت أغنيتي الثانية " كان قصدي" إلى أربعة ملايين استماع، فقد أعطتني الأمل وجعلتني أتخذ خطواتي التالية بمزيد من الإقتناع.
هل هناك مشروعات تمثيلية جديدة في المستقبل من الممكن أن تعودي بها للشاشة؟
أتطلع لأن أكون في فيلم أو مسلسل جديد أكيد، خاصة إذا كان الدور موسيقيًا، فآخر أدواري الرئيسية، كان دور لوار في المسلسل الرمضاني الدرامي "آخر الليل" الذي لاقى استحسانا كبيرا لدى الجمهور، وأنا أبحث حاليًا عن الدور التالي، ومتحمسة لأكتشف كيف ستتطور هذه السنة.
الصور من المكتب الإعلامي لتينا يموت