في يوم المرأة العالمي.. نصائح هامة لتربية أطفالك بعقلية واعية
يحتفل العالم بـ يوم المرأة العالمي في يوم 8 مارس من كل عام، حيث يكلل الدور الذي تقوم به كل سيدة من خلال تخصيص يوم لها كتعبير عن الشكر والامتنان لها، ولكن يبقى الاحتفال في نظر أغلبية النساءعند النظر إلى أطفالهن وإدراك نجاحهن في تربيتهن، فهذه تظل أفضل الاحتفالات في نظر أي امرأة، لذلك ترصد السطور التالية أبرز النصائح التي تساعدك على تربية أطفالك بعقلية واعية قادرة على احتواء الأبناء في جميع مراحل العمر.
نصائح هامة لتربية أطفالك بعقلية واعية
وبوجهٍ عام؛ الأم الحقيقية هي التي تساعد أبنائها على استئصال عيوب شخصيتهم وتشربهم الصفات الحميدة، ومع ذلك، يشعر الآباء اليوم أن شراء الملابس والأطعمة باهظة الثمن ودفع رسوم عالية لدروس التدريب هي واجباتهم الوحيدة. إنهم يفشلون في فهم أن هذه الأشياء تجعل الأطفال يرغبون في الملذات الدنيوية فقط، وهذه الملذات تغذي العيوب فيهم، لذلك، يجب على الآباء أن يتأملوا فيما إذا كانوا يقدمون التعليم الحقيقي لأطفالهم، ومن واجب الوالدين مساعدة أطفالهم على تشرب الصفات الحميدة وبالتالي عيش حياة سعيدة.
وفي حين أن تربية الأطفال هي واحدة من أصعب الوظائف وأكثرها إرضاءً في العالم وهي الوظيفة التي قد تشعرين أنكِ أقل استعدادًا لها، يمكن لهذه النصائح التالية لتربية الأطفال أن تساعدك على الشعور بالرضا أكثر كأم:
1. تعزيز احترام طفلك لذاته
يبدأ الأطفال في تطوير إحساسهم بالذات كأطفال عندما يرون أنفسهم من خلال عيون والديهم، ونبرة صوتك، ولغة جسدك، وكل تعبيراتك يستوعبها أطفالك، وتؤثر كلماتك وأفعالك كأم على تطور تقديرهم لذاتهم أكثر من أي شيء آخر.
لذلك؛ فإن الثناء على الإنجازات، مهما كانت صغيرة، سيجعلهم يشعرون بالفخر؛ إن السماح للأطفال بفعل الأشياء بشكل مستقل سيجعلهم يشعرون بالقدرة والقوة، وعلى النقيض من ذلك، فإن التعليقات التي تقلل من شأن الطفل أو تقارنه بشكل سلبي مع طفل آخر ستجعل الأطفال يشعرون بأنهم لا قيمة لهم.
كما يجب تجنب الإدلاء بعبارات محملة أو استخدام الكلمات القاسية من شأنها تدمير نفسية الطفل واهتزاز ثقته بنفسه مثل قول تعليقات "يا له من شيء غبي يجب القيام به!" أو "أنت تتصرف كالطفل أكثر من أخيك الصغير!"، حيث إن تلك الجمل تسبب الضرر مثلما تفعل الضربات الجسدية.
لذلك يجب عليكِ كأم اختيار كلماتك بعناية مع أطفالك وكوني رحيمة،ودعِ أطفالك يعرفون أن الجميع يرتكبون أخطاء وأنكِ لا تزالين تحبيهم، حتى عندما لا تحبين سلوكهم.
2. راقبي الأطفال وهم جيدون مثلما تفعلين في المواقف السلبية
إذا فكرتِ ذات مرة في عدد المرات التي تتفاعلين فيها بشكل سلبي مع أطفالك في يوم معينقد تجد نفسك تنتقدين كثيرًا أكثر من الثناء على أطفالك، ولكن النهج الأكثر فعالية هو ضبط الأطفال وهم يفعلون شيئًا صحيحًا مثل قولك له: "لقد رتبت سريرك دون أن يطلب منك ذلك - هذا رائع!" أو "كنت أشاهدك وأنت تلعب مع أختك وكنت صبورًا للغاية"، حيث ستعمل هذه العبارات على تشجيع السلوك الجيد على المدى الطويل أكثر من التوبيخ المتكرر.
واحرصِ على العثور على شيء تستحق الثناء عليه كل يوم، وكوني كريمة بالمكافآت، فحبك واحتضانك وإطرائك يمكن أن يصنع العجائب وغالبًا ما يكون مكافأة كافية، وستجدينبعد تطبيق تلك النصيحة أنكِتطورين المزيد من السلوكيات التي ترغبين في رؤيتها بأطفالك.
3. ضعي حدودًا وكوني صارمة في تنفيذها
الانضباط ضروري في كل بيت، والهدف من الانضباط هو مساعدة الأطفال على اختيار السلوكيات المقبولة وتعلم ضبط النفس، وقد يختبرون الحدود التي تضعيها لهم، لكنهم يحتاجون إلى تلك الحدود لينمووا ليصبحوا بالغين مسؤولين، حيث إن وضع قواعد منزلية يساعد الأطفال على فهم توقعاتك وتطوير ضبط النفس، وقد تتضمن بعض القواعد: عدم مشاهدة التلفاز حتى الانتهاء من الواجب المنزلي، وعدم السماح بالضرب أو الشتائم أو المضايقة المؤذية.
4. خصصي وقتًا لأطفالك
غالبًا ما يكون من الصعب على الآباء والأطفال الاجتماع معًا لتناول وجبة عائلية، ناهيك عن قضاء وقت ممتع معًا، ولكن ربما لا يوجد شيء يرغب فيه الأطفال أكثر من ذلك، لذلك فإن تخصيص وقت لأطفالك بمثابة أكبر هدية لهم، وغالبًا ما يتصرف الأطفال الذين لا يحصلون على الاهتمام الذي يريدونه من والديهم بعنف أو يسيئون التصرف لأنه من المؤكد أن يتم ملاحظتهم بهذه الطريقة من وجهة نظرهم.
وتجد العديد من الأمهات أنه من المفيد جدولة الوقت معًا مع أطفالهم لكسب حبهم، علمًا أن المراهقين يحتاجون إلى قدر أقل من الاهتمام الكامل من والديهم مقارنة بالأطفال الأصغر سنًا، ونظرًا لوجود فرص أقل للآباء والمراهقين للالتقاء معًا، يجب على الآباء بذل قصارى جهدهم ليكونوا متاحين عندما يعبر ابنهم المراهق عن رغبته في التحدث أو المشاركة في الأنشطة العائلية، حيث إن حضور الحفلات الموسيقية والألعاب وغيرها من الأحداث مع ابنك المراهق يوصلك إلى الاهتمام ويتيح لكِ التعرف على المزيد عن طفلك وأصدقائه بطرق مهمة.
6. اجعلي التواصل أولوية
لا يمكنك أن تتوقعين من الأطفال أن يفعلوا كل شيء لمجرد أنكِ أمهم، حيث إنهم يريدون ويستحقون التوضيحات بقدر ما يفعل الكبار، وإذا لم نخصص وقتًا للشرح، فسيبدأ الأطفال في التساؤل عن قيمنا ودوافعنا وما إذا كان لها أي أساس، والآباء الذين يتعاملون مع أطفالهم بهذه الطريقة يسمحون لهم بالفهم والتعلم بطريقة غير قضائية.
ولتصبحين أم واعية وعاقلة، اجعلي توقعاتك واضحة، وإذا كانت هناك مشكلة، قومي بوصفها والتعبير عن مشاعرك، وادعِ طفلك للعمل معكِ على إيجاد حل، وتأكدي من تضمين العواقب، وتقديم الاقتراحات وتقديم الخيارات، وكوني منفتحة على اقتراحات طفلك أيضًا، حيث إن الأطفال الذين يشاركون في اتخاذ القرارات يكونون أكثر تحفيزًا لتنفيذها.
7. كوني مرنة ومستعدة لتعديل أسلوبك في التربية
أما إذا كنتِ تشعرين في كثير من الأحيان "بالخذلان" بسبب سلوك طفلك، فربما تكون لديكِ توقعات غير واقعية، ولبيئة الأطفال تأثير على سلوكهم، لذلك قد تتمكني من تغيير هذا السلوك عن طريق تغيير البيئة، وإذا وجدتِ نفسك تقول "لا" باستمرار لطفلك البالغ من العمر عامين، فابحثي عن طرق لتغيير البيئة المحيطة بكِ بحيث تكون هناك أشياء أقل محظورة، وهذا سوف يسبب إحباطًا أقل لكما.
ومع تغير طفلك، سيتعين عليك تغيير أسلوب تربيتك تدريجيًا، ومن المحتمل أن ما ينجح مع طفلك الآن لن ينجح أيضًا خلال عام أو عامين.
8. كوني قدوة جيدة
يتعلم الأطفال الصغار الكثير عن كيفية التصرف من خلال مراقبة والديهم، وكلما كانوا أصغر سناً، كلما أخذوا المزيد من الإشارات منك، وقبل أن تهاجمين أمام طفلك، فكريواسألي نفسك؛ هل تريدين أن يتصرف طفلك بهذه الطريقة عندما يغضب؟ الطبيعي أن الإجابة لا، لذلك انتبهي إلى أن أطفالك يراقبونك باستمرار.
وبالتالي يجب أن تكوني نموذجًا للصفات التي ترغبين في رؤيتها في أطفالك: الاحترام، والود، والصدق، واللطف، والتسامح، وإظهار السلوك غير الأناني، وافعلي الأشياء للآخرين دون انتظار مكافأة، وقومي بالتعبير عن الشكر وتقديم الثناء، وقبل كل شيء، وعاملي أطفالك بالطريقة التي تتوقعين أن يعاملك بها الآخرون.
9. أظهري أن حبك غير مشروط
كأم، أنتِ مسؤولة عن تصحيح وتوجيه أطفالك، ولكن الطريقة التي تعبرين بها عن توجيهاتك التصحيحية تُحدث فرقًا كبيرًا في كيفية تلقي الطفل لها، وعندما يتعين عليكِ مواجهة طفلك، تجنبي إلقاء اللوم أو الانتقاد أو اكتشاف الأخطاء، مما يضر باحترام الذات ويمكن أن يؤدي إلى الاستياء، وبدلًا من ذلك، حاولي رعاية وتشجيع أطفالك، حتى عند تأديبهم، وتأكدي من أنهم يعرفون أنه على الرغم من أنكِ تريدين وتتوقعين الأفضل في المرة القادمة، فإن حبك موجود مهما حدث.