صغيري صائم .. كيف أساعد طفلي على الصيام بدون مشقة
صوم رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، وهو موسم الطاعات والعبادات المختلفة الخالصة لوجه الله تعالى به تتهذب النفس وتخضع. وبه يشعر الصائم بالحكمة منه. ويعد الصيام عبادة روحانية لها تأثيرات نفسية عميقة على الصائم. ويجب تعويد الأطفال عليها، ولكن في السن المناسب لهم، وبعد تهيئتهم للصيام. تُرى كيف يمكن مساعدة الأطفال الذين يرغبون في صيام رمضان هذا العام براحة وبدون مشقة؟ وما هي النصائح التي يجب الالتزام بها لكي لا يتعرض الطفل الذي يصوم رمضان للخطر؟
التوقيت المناسب لصيام الأطفال
تقول الدكتورة فاطمة الزهراء استشاري طب الأطفال أنه لا يجب أن يصوم الأطفال قبل البلوغ، ولكن أحيانا يحب الأطفال بدء الصيام برغبة ملحة منهم تقليدًا للكبار، ولشعورهم بروحانيات الشهر الفضيل الجميلة، وفي هذه الحالة من الممكن تدريبهم تدريجيًا على الصيام لوقت قصير على سبيل مشاركة فرحة قدوم رمضان، على أن يتم بدء صيامهم كيوم كامل عندما يكونوا قد اقتربوا من سن البلوغ، لكي يتم تهيئتهم للصيام حينما يصبح إلزاميًا عند البلوغ.
وهنا يجب أن يتم صيام الأطفال بمراقبة قوية من الأبوين، ولذلك نقدم نصائح لمساعدة الأطفال على الصيام بدون مشقة.
نصائح لتعليم الأطفال الصيام
إذا كان الأطفال يقتربون من السن الذي سيصبح فيه الصيام إلزاميًا لهم قريبًا، فيمكنك مساعدتهم في فهم الصوم ومشاركة المعلومات الخاصة به، ومعرفة الحكمة منه. فيما يلي بعض النصائح لمساعدتك على تسهيل صيامهم خلال شهر رمضان:
التأكد من استعدادهم للصيام
يجب وقبل بدء الأطفال في الصيام التأكد من مدى استعدادهم النفسي والجسدي له. فمن المعتاد أن يبدأ الأطفال في تعلم الصيام في سن الساسة أو السابعة تقريبًا. وهذا يعني أنه توجد فترة جيدة لتعليم الأطفال كيفية الصيام بعد تهيأتهم نفسيًا وجسديًا له. لذا يجب عدم الاستعجال واستكشاف مشاعر الأطفال حول الصيام قبل الشروع فيه.
مساعدتهم على الاستعداد والممارسة
أفضل طريقة لتعلم الأطفال الصيام هي ممارسته وتجربته بأنفسهم. لأنهم عند البدء في ممارسة الصيام، يتعلمون كيف يكون الأمر، ويعرفون ما يمكن توقعه عندما يأتي أول صيام رمضان كامل. وخلال ذلك يجب الصبر عليهم حتى يمكنهم تعلم كل شيء عن الصيام بالتجربة والتوجيه والإرشاد.
اتباع بروتوكول الصيام لأول مرة
يجب البدء بصيام بضع ساعات من الصيام قبل زيادة المدة تدريجيًا بعد تجربة تحمل الأطفال ومعرفة مدى قدرتهم على الصيام، وإيقاظهم لتناول السحور، وتعد هذه خطوة مهمة للغاية، وتناول وجبة الفطور العادية في وقت متأخر على أن يتم تغييره وتأخيرها تدريجيًا كل يوم ثم السماح لهم بتناول الطعام، وشرب الماء.
تعريفهم بفضائل الصيام ورمضان
لابد من اخبار الأطفال عن الحكمة من الصيام، وعن سبب التسمية وعن كل المعلومات التي من المهم معرفتها مع الصيام لأن تعليم الأطفال كل شيء عن فضائل الصيام يحفهزهم عليه ويحببهم فيه كعبادة تقربهم من الله عز وجل. وهنا يجب ذكر قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا! "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ليتعلم كثير منكم التقوى والصلاح" (البقرة: 183). وشرح المعنى لهم ليكونوا على دراية بمعنى كل كلمة بها ولكن بحسب أعمارهن.
التشجيع والمدح
يجب تشجيع الاطفال بمدحهم والاحتفال بهم على كل انجاز يقومون به في الصيام من خلال تقديم كلمات الثناء لهم، وتقديم المكافأة المناسبة لهم.
توافر القدوة الحسنة
أفضل طريقة لتعليم الأطفال الصيام هو أن يكون الأبوان قدوة حسنة لهم في الطاعات كلها بدءًا من الصيام والصلاة ومرورًا بقراءة القرآن الكريم والدعاء والصدقة.
تشجيعهم على المشاركة في تحضير وجبتي الإفطار والسحور
يجب تشجيع الأطفال على المشاركة في إعداد الإفطار أو السحور لتحفيز شعورهم بروحانيات رمضان. وخلال ذلك يمكن التحدث معهم عن متعة الصيام الكامل، واخبارهم عن المكافآت الربانية التي ستحصل عليها من الصيام.
اعداد طعام متكامل ومتوازن لهم
يجب الاهتمام بنوعية الأطعمة المقدمة للأطفال الصائمين في وجبة الإفطار ووجبة السحور، لأن إعطائهم طفلك وجبة إفطار وسحور متوازنة مكتملة العناصر وتحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية لأجسامهم، سيساعدهم على الصيام دون الشعور بمشقة أو تعب. فضلًا عن شحنهم للطاقة التي يحتاجون إليها خلال ساعات النهار في الصيام.
حثهم على المشاركة في العبادة
يجب أن يشارك الأطفال في العبادة كصلاة الفروض في جماعة، وصلاة التراويح، وصلاة التهجد إن أمكن، مع مشاركتهم الدعاء لتعلم كيفية الدعاء باعتباره عبادة أصيلة تقربنا إلى الله عز وجل.
وختامًا ولكي يصوم الأطفال رمضان دون مشقة، يجب حثهم على تناول الفواكه والخضروات والسوائل بشكل كاف بمجرد الإفطار وحتى موعد السحور.
أتمنى لكم صومًا مقبولًا وإفطارًا شهيًا،،،