أغرب الهدايا التقليدية لحفلات الزفاف حول العالم

يعد تقديم هدايا الزفاف للعروسين واحد من أشهر تقاليد حفلات الزفاف ومن بين أكثرها شعبية وانتشارا حول العالم، والحقيقة أن تقديم هدايا الزفاف هو تقليد قديم للغاية، بقدم المجتمعات البشرية نفسها، وتتضمن السجلات التاريخية أمثلة عديدة على تقليد تقديم هدايا الزفاف، تتنوع ما بين هدايا الزفاف التي تقدم من عائلتي العروسين لبعضهما البعض أو للعروسين مثل المهر (والذي يقدم تقليديا في الشرق لعائلة العروس، كهدية زفاف للعروس، ويقدم في بلدان مثل الهند إلى عائلة العريس كهدية للعريس)، وهناك بالطبع هدايا ضيوف الزفاف للعروسين والتي كانت غالبا ما تكون في الماضي إما مشروبات أو طعام منزلي عالي الجودة (وكانت غالبا ما تقدم كجزء من مشاركة ضيوف الزفاف في مأدبة حفل الزفاف) أو بعض من هدايا الزفاف الغريبة حقا بمقاييس هذا العصر إلا أنها كانت وقتها من هدايا الزفاف التقليدية التي اعتاد ضيوف الزفاف على تقديمها كهدية زفاف للعروسين في حفلات الزفاف.

 وفي ما يلي أمثلة على بعض البلدان التي اشتهرت في الماضي بتقديم بعض من أغرب هدايا الزفاف التي عرفها العالم على مر التاريخ:

اليابان-البرتقال

يعد اللون البرتقالي رمز للحظ السعيد وطول العمر في معظم أنحاء جنوب شرق آسيا، وهو ما جعل ثمار البرتقال ينظر إليها بالتبعية على أنها ثمرة تجلب الحظ السعيد في معظم أنحاء جنوب شرق آسيا وفي اليابان على وجه التحديد، تعرف ثمرة البرتقال باسم "ثمرة الحياة"، وهناك أيضا أسطورة شعبية شهيرة عنها في اليابان، تتلخص قصتها في قيام الإمبراطور سوينين Emperor Suinin المحتضر بإرسال بطل عظيم يدعى تاجيماموري Tajimamori إلى ما وصفته الأسطورة باسم "الأرض الأبدية" (ويعتقد أن المقصود بها دولة الصين) للعثور على برتقالة لتشفي الإمبراطور المحتضر، وتقول الأسطورة إن تاجيماموري نجح بالفعل في العثور على البرتقالة التي يمكنها أن تشفي الإمبراطور المحتضر، ولكنه عاد بعد فوات الأوان، فبحلول ذلك الوقت كان سوينين قد مات، ووفقا للأسطورة فإن تاجيماموري مات حزنا على سيده أو كما قالت الأسطورة "ظل ينتحب وبكى حتى الموت".

أسطورة الإمبراطور سوينين تظهر مدى أهمية البرتقال في التراث الشعبي الياباني، لذلك ليس من الغريب أنها كانت قديما واحدة من هدايا الزفاف التقليدية المفضلة في حفلات الزفاف اليابانية، خاصة وأنها لا يزال ينظر إليها في اليابان على أنها ثمر الحياة التي ستجلب الحظ لمتلقيها.

جنوب إفريقيا-الماعز

قد يكون من الصعب على العروسين تخيل حصولهما على ماعز، كهدية زفاف، ولكن هذا قد يصبح أمر واقعا إذا ما كان العروسين من جنوب إفريقيا، فالماعز كانت في الماضي من هدايا الزفاف التقليدية الشائعة في جنوب إفريقيا، ولا تزال بعض الأسر الجنوب إفريقية ذات الأصول القبلية، تستخدم الماعز أو الماشية كهدايا للعروسين احتفالا بزفافهما، ويعود ذلك التقليد الغريب إلى قبيلة الزولو الشهيرة في جنوب إفريقيا، والتي تنص تقاليدها المتعلقة بالزواج، بأن تقدم عائلة العريس ماشية لعائلة العروس، كمهر للعروس.

وفي حين أن حفلات الزفاف في المدن الجنوب أفريقية الكبرى، تستبدل فيها هدايا الزفاف التقليدية الغريبة مثل الماشية، بهدايا زفاف أكثر ملائمة للعصر الحالي، مثل نقود أو أدوات منزلية إلا أن بعض المناطق القبلية والريفية في جنوب إفريقيا لا تزال تتبع تقليد إهداء العروسين ماعز أو ماشية، احتفالا بالزفاف.

الصين-الرقم 88

يفضل الصينيون تقديم هدايا مالية لبعضهم البعض في المناسبات، وخاصة في حفلات الزفاف، ولكن ليس أي مبالغ مالية وإنما مبالغ مالية تحمل رمزية تعبر عن "الازدهار" أو "السعادة"، وهي المبالغ المالية التي تحتوي على الرقم ثمانية لأن رمز الصيني للرقم ثمانية باللغة الصينية (بلهجتيها الأكثر شعبية وانتشارا وهما الماندرين والكانتونية)، يعني الازدهار أو السعادة، ولذلك يفضل بعض الصينيين تقديم مبالغ مالية تحتوي على الرقم 8 أو 88 (تعبيرا عن أمنيات بازدهار وسعادة مضاعفة للعروسين) للعروسين كهدية زفاف، وعادة ما يتم وضع هذه النقود في أظرف حمراء، لأن اللون الأحمر هو لون تقليدي للاحتفال في الثقافة الصينية، حتى أن ملابس الزفاف التقليدية الصينية للعروسين، عادة ما تكون حمراء اللون.

ماليزيا- أوريغامي/بيض

في ماليزيا، تعد النقود أيضا من هدايا الزفاف التقليدية المفضلة في حفلات الزفاف، ولكن الغريب هنا هو طريقة تقديم هذه النقود للعروسين كهدية زفاف حيث تقدم داخل مطويات ورقية أو أوريغامي، على شكل زهور أو شكل زهور الكركي، من بين هدايا الزفاف التقليدية الشهيرة الأخرى في ماليزيا صناديق البيض المزينة بالورود وسبب اختيار البيض كهدية زفاف تقليدية في ماليزيا، لأن يرمز إلى الخصوبة والأمل في ثقافتهم الشعبية.

التبت- الأوشحة البيضاء

الأوشحة البيضاء والمعروفة في التبت باسم "خاتا" khata، تمثل النقاء وحسن النية في الثقافة التبتية، وغالبا ما تستخدم في العديد من المناسبات الاحتفالية في التبت، بما في ذلك حفلات الزفاف حيث يقوم ضيوف حفلات الزفاف في التبت بلف أوشحة بيضاء حول رقبتي العروسين، تعبيرا عن تقديرهما وأمنياتهما الطيبة للعروسين، وبسبب ذلك التقليد الغريب، وفي حالة حفلات الزفاف التبتية التي تحتوي على عدد كبير من ضيوف الزفاف، قد يبدو العرسان وكأنهم مدفونين في الأوشحة البيضاء.

فيتنام- جوز الأريكا والطباشير الوردي

تقليديا، تقوم عائلة العريس بتقديم هدايا الزفاف لعائلة العروس في فيتنام، على سبيل التعويض أو القربان، في مقابل السماح للعروس بمغادرة منزل أسرتها والانتقال إلى أسرة عريسها، وتتضمن هدايا الزفاف الفيتنامية التقليدية، جوز الأريكا أو جوز التنبول وهو رمز الحب والزواج في الثقافة الفيتنامية، والطباشير الوردي الذي يمثل السعادة، وبعد تقديم هذه الهدايا، يقام احتفال الزفاف الرئيسي.

فيجي- سن حوت العنبر

في فيجي، تذهب عائلة العريس أيضا إلى منزل العروس حاملة الهدايا، كجزء من احتفالات ما قبل الزفاف، وتتضمن هدايا الزفاف التقليدية التي تقدم إلى أسرة العروس في فيجي، ما يعرف باسم التابوا tabua وهو سن حوت العنبر المصقول والذي لا يتم بيعه، ولكن يتم تداوله في العديد من الاحتفالات الفيجية الكبرى، وهو جزء أساسي من طلب التقدم بالزواج في فيجي، وفي المقابل يمكن لعائلة العروس أن ترفض طلب الزواج المقدم لها بإعطاء العريس وأسرته تابوا في المقابل.

تايلاند- طعام الرهبان

في تايلاند، يكون على العروسين تقديم هدايا الزفاف للرهبان البوذيين وليس العكس، سواء كان احتفال الزفاف ديني أو غير ديني في تايلاند، فإن العرسان التايلانديين اعتادوا على تقديم هدايا للرهبان البوذيين، حتى يباركوا زواجهم وسعادتهم المستقبلية، وتتضمن هدايا الزفاف المقدمة للرهبان عادة، طعام من إعداد الزوجين المستقبليين.

بورتوريكو-تمائم الحظ

في بعض الأحيان يختار العرائس والعرسان تقديم هدايا لضيوف حفل زفافهما، للتعبير عن سعادتهم وتقديرهم، لمشاركة ضيوف الزفاف في احتفال زفافهم، وتقليديا في بورتوريكو، اعتاد العرائس والعرسان على تقديم هدايا زفاف لضيوف حفل ولكنها هدايا زفاف غريبة بعض الشيء، فهي عبارة عن مجموعة من تمائم الحظ التي تتضمن تعاويذ مطوية، ومعلقة على دمية العروس وترتدي ملابس مشابه لملابس العروس، وفي بداية احتفال الزفاف، تقوم العروس بإعطاء كل ضيف من ضيوفها واحدة من هذه التمائم، عند ترحيبها به في زفافها، وتحمل هذه التمائم أيضا-والتي تعرف في بورتوريكو باسم كابياس capias، اسمي العروسين وتاريخ الزفاف.

السويد- عملات ذهبية وفضية

عادة ما يتم تقديم هدايا الزفاف في كل مكان، للتعبير عن أمنيات المحتفلين بالزفاف الطيبة للعروسين، وهو ما يعبر تماما عن هدية الزفاف التقليدية المقدمة من والدي العروس، لابنتهما العروس، وتتضمن وضع والدة العروس عملة ذهبية في حذاء العروس الأيمن، ووضع والد العروس، عملة فضية في حذاء العروس الأيسر، للتعبير عن أمنيتهما بأن تعيش ابنتهما حياة من الرغد وعدم الاحتياج في منزلها الجديد.