تخلصي من المُلهّيات خلال شهر رمضان باتباع 4 قواعد ذهبية لا مثيل لها
لا شك أن الجو العام في شهر رمضان قد يكون مُختلفًا تمامًا عن باقي الشهور، حيث تمتلئ الأجواء بعد الإفطار بأصوات الصلاة والتجمعات الاجتماعية، بينما يكون النهار أكثر سكينةً وروحانيةً أثناء الصوم.
لكن، وبالرغم من مدى روعة هذه الأجواء والروحانيَات، إلا أنه قد يكون من الصعب على الكثيرات الحفاظ على إنتاجيَتهنأثناء الصِّيام، فغالبًا ما تؤدِي بعض المُلهّيات سواءً قبل أو بعد الإفطار إلى قلة الاستمتاع بروحانيات هذا الشهر المبارك.
ونظرًا لأن روتيننا اليومي يتغير تمامًا خلال هذا الشهر الفضيل، فليس من السهل على الإطلاق أن نكون مُنتجات في أداء مهامنا وأنشطتنا بالشكل المطلوب أثناء نهار رمضان. في الواقع، تُعدّ هذه إحدى أكبر المُشكلات الَّتي قد نواجهها أثناء فترة الصيام، وخصوصًا إذا كانت المهام اليومية مُرهقة أو تحتاج إلى درجةٍ عالية من التركيز.
وبما أن المُلهّيات جزء لا يتجزّأ من حياتنا، وعلى الرغم من أن الأمر قد لا يبدو منطقيًا غير أنّ هذه المُلهيات قد تكون جيدة في بعض الأحيان إن وُجدت بمقادير صغيرة معقولة. فبعض الالتهاء خلال النهار قد يساعدنا على تنشيط عقولنا، وحمايتنا من التوتر والإرهاق خلال شهر رمضان في المجمل العام.
إلا أن هذه المُلهّيات قد تنحول إلى عادة غير صحيّة، عندما تبدأ في أخذ حيّز أكبر من حياتنا، وخصوصًا خلال شهر رمضان؛ فتؤثّر بذلك على إنتاجيتنا وأدائنا واستمتاعنا بروحانيات الشهر الفضيل.
بناءً على ذلك، دعينا نُطلعك خلال السطور القادمة عبر موقع " هي " على 4 قواعد ذهبية ستُخلصك من المُلهيات كي تستمتعي بروحانيات شهر رمضان، وذلك من خلال خبيرة تطوير الذات الدكتورة فريدة عادل من القاهرة.
القاعدة الأولى: خططي ليومك الرمضاني
أوضحت دكتورة فريدة، أنه من الأشياء الأساسية التي يجب عليكِ القيام بها في شهر رمضان للتخلص من المُلهيات وزيادة إنتاجيتك هي التخطيط ليومك. نظرًا لأنَّ شهر رمضان يتطلَّب إعادة ضبط روتينك اليومي بشكلٍ مُختلف عمّا كان عليه سابقًا، فإن عمل روتين يومي جديد هو أمر حيوي للغاية ولا بد منه.
عمومًا سيُساعدك التَّخطيط ليومك على تنظيم ساعات صيامك، بدلًا من التفكير في كيفية إضاعة الوقت حتى وقت الإفطار؛ وذلك من خلال إنشاء جدول زمني أو قائمة مهام لليوم التالي حتى تتمكَّني من إدارة وقتك جيدًا.
فإذا كنتِ تميلين إلى الإفراط في العمل في وظيفتك، فضعي هدفًا لإنهاء نصف الأشياء في القائمة على الأقلّ بحلول الظهيرة. بهذه الطريقة، ستكوني منظمة بشكلٍ أكبر في الجمع بين العبادة وأداء وظيفتك وإكمال مهامّك.
ولا شكَّ أنَ وجود روتين يومي سيُقلِّل من تركيزك على الطعام والشراب، ويسمح لكِ بأن تكوني أكثر إنتاجيةً وتحققي أقصى استفادة مُمكنة خلال الشهر الفضيل.
القاعدة الثانية: اجعلي ممارستك للرياضة سلاحك لتعزيز طاقتك الرمضانية
وأضافت دكتورة فريدة، قد يبدو أنَ ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان المبارك هو أمرًا غير منطقيًا، خصوصًاعندما تشعر المرأة بانخفاض طاقتها في شهر مضان. لكن في الحقيقة، الأمر عكس ذلك تمامًا.
لذاخصِّصي وقتًا لممارسة الرياضة لأنَها لا تمنحك المزيد من الطاقة فحسب، بل تتيح لكِ أيضًا التركيز على عملك بشكلٍ أفضل؛ كذلك تٌساعدك ممارسة التمارين على إبقائك نشيطة طوال اليوم، حيث تعمل التمارين الرياضيَّة على إفراز الإندروفين الذي يعمل بدوره على تحسين الحالة المزاجيَّة بالإضافة إلى تعزيز طاقتك الرمضانية، وبالتالي تعزيز قدرتك على أداء عباداتك وروحانياتك بشكل ممتع للنفس.
ومع ذلك، من المهم معرفة أن أجسامنا تتفاعل مع التمارين الرياضية بشكلٍ مختلف. لذلك، من أجل الحفاظ على لياقتك أثناء ساعات الصيام، يُمكنك القيام بتمارين خفيفة، مثل المشي بدلًا من القيادة، وصعود الدرج بدلًا من المصعد، والقيام بالهرولة الخفيفة أو التمارين الهوائية البسيطة.
فضلًا عن ذلك، تذكَري أنه لا يجب عليكِ مُمارسة تمارين شديدة، مثل التدريب المُكثَّف أو رفع الأثقال أثناء الصيام. كون جسمك يحتاج إلى وقتٍ للتَّكيف، ويجب ألّا تضغطي على نفسك بشدة عندما يتعلق الأمر بالتمرين.
وبالتالي ستساعدك هذه الأنواع من الأنشطة على زيادة إنتاجيتك وتقليل النّعاس أثناء ساعات الصيام تحديدًا. في الواقع، ننصَحك بشدَّة بممارسة الرياضة أثناء الصيام، حيث اتَّضَح أنَ التمرين في حالة الصيام يُحدِث تأثيرًا أكبر على جسمك لأنَّه يحرق المزيد من الدهون؛ ويُعتبَر أفضل وقت لممارسة الرياضة هو ساعة بعد الإفطار أو قبل السحور ببضّع ساعات حتى تتمكَّني من تجديد طاقتك الرمضانية بعد ذلك.
القاعدة الثالثة: إنهي علاقتك مع المُلهّيات في رمضان
من ناحية أخرى، أكدت دكتورة فريدة، أن المُشتتات أو المُلهيات أحد الأسباب الرئيسيَة للتسويف وعدم التركيز خلال شهر رمضان بشكل عام. ومن أجل الاستمرار في التركيز على عبادتك وعملك، تأكَدي من تَجنب أيّ مُلهّيات بأيّ ثمن؛ سواءً من خلال تسجيل الخروج من وسائل التواصل الاجتماعي الخاصَّة بك، أو ضبط هاتفك على الوضع الصامت، أو التّخلص من أي شيء يُمكن أن يتسبَّب في تعطيلك عن روحانياتك خلال الشهر الفضيل.
وبما أنكِ لا تشعري بنفسكِ وأنتِ تقضين ساعاتٍ في تصفّح وسائل التّواصل الاجتماعي أو الانشغال بهاتفك ولا تُدركين ذلك إلا بعد ضياع هذا الوقت بالفعل خلال شهر رمضان. لذلك، بمُجرَد التَّخلص من المُلهّيات، ستتمكَّني من التَّركيز أكثر على عملك وزيادة إنتاجيَّتك وأداء طقوسك الرمضانية في آن واحد.
القاعدة الرابعة: لا تتخلي عن حّملاتك الخيرية على مدار الشهر الكريم
أشارت دكتورة فريدة، إلى أن تخصيص أوقات يومية خلال شهر رمضان لمساعدة الآخرين، أحد الأساليب الفعالة للتخلص من المُلهّيات أثناء ساعات الصيام؛ فمهما كان الوقت المُتبقّي لكِ خلال اليوم الرمضاني، فمن المُهم أن تُخصِّصي وقتًا لمُساعدة الآخرين؛وذلك منخلال مشاركتك في الحملات الخيريَة أو رتِّبي إفطارًا لمَن قد يحتاجون إليه. عمومًا عندما تُساعِدين غيرك، فهذا لا يجعلك تشعرين بالسعادة فحسب، بل سيمنحك ذلك الشّعور باحترام الذّات ويُنمّي مهارات التَّواصل الاجتماعي لديكِ، بالإضافة إلى مُساعدتك على التَّحلِّي بالقوَّة النَّفسيَّة اللازمة لإكمال مهامك والمُضي قُدمًا في حياتك على مدار العام وليس شهر رمضان فقط؛ فضلًا عن ذلك، يُعتبرالعمل التطوعي هو أفضل وسيلة يُمكنك من خلالها مُساعدة الآخرين.
وأخيرًا، إذا كان لديكِ أصدقاء أو جيران يجدون صعوبة في فعل أيّ شيء، فسيكون من الرائع تقديم يد العون لهم؛ أو إذا كان لديكِ أي وقت بعد الانتهاء من عبادتكِ وعملكِ، فإنَ تقديم يد العون لغيرك هو وسيلة رائعة لتحقيق السعادة الداخليَّة والرضا عن نفسك، وبالتالي تطوير ذاتك وزيادة إنتاجيتك، والاستمتاع بروحانياتك خلال الشهر الكريم.