سعيد قبيسي يدمج تقنية الذكاء الاصطناعي في عملية التصميم ويكشف لـ"هي": مجموعة ربيع 2024 ترتقي إلى أعلى المستويات من خلال الاستفادة من التقنيات الحديثة
يُعدّ المصمم اللبناني سعيد قبيسي من رواد عالم الأزياء الراقية، حيث يُعرف بأسلوبه المميّز وتصاميمه الأنيقة التي تفيض بالأنوثة. لكن لمجوعة ربيع وصيف 2024، قرّر المصمم الجمع بين الابتكار التكنولوجي والحرفية التقليدية، لا سيما من خلال دمج تقنية الذكاء الاصطناعي في عملية التصميم بدءًا من استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير الرسوم التوضيحية لتصاميم الأزياء الراقية، وحتى التكنولوجيا التفاعلية في مشغله الذي يسمح للعملاء "بتجربة" الإطلالات رقميًا باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
هذه المجموعة التي حملت عنوان "سمفونية الألوان" تتضمّن 25 فستانًا، تجسّد روحية الموسم الذي يتسم بالحيوية، ويتمثّل في القصات الهدلة والناعمة التي تفيض بالأنوثة، وذلك من خلال الأحجام، ومروحة واسعة من القصات الواسعة، مما يزيد من جاذبية الإطلالة ويجعل السيدات محط الأنظار في مختلف المناسبات. وتزداد التصاميم أناقة وأنوثة بالأقمشة التي اعتمدها المصمم سعيد قبيسي الذي ينسج من طبيعة الموسم، سحرًا مفعمًا بالجاذبية، حيث تحتل أقمشة ناعمة وانسيابية صدارة الأقمشة المستخدمة مثل "التافتا" الذي يضفي سلاسة ولمعانًا على التصاميم، و"الساتان" المتميّز بنعومته ولمعانه الطفيف وفخامته وانسيابيته، وقد استُخدم بطبقتين في بعض التصاميم، أما "الكريب" المستخدم بكثافة وعناية، فيراعي تطلعات المرأة العصرية وإطلالتها في هذا الموسم، ويساعد في تطويع الموديلات المبتكرة.
ويصيغ المصمم سعيد قبيسي الخيال بتطريز يدوي يزيّن الفساتين ويمنحها الفخامة، فيما تتناغم مع سحر الموسم بـ"باليت" من الألوان المشرقة مثل البنفسجي الذي يحاكي حدائق القصور الفخمة، والأحمر بانطباعات جاذبية عميقة، والأخضر لون الحياة، والأبيض لون الرقة والحياد، إلى جانب الأسود سيد الألوان، ويتولى كل منها السرد البصري لحكاية مستقلة.
تتضمّن المجموعة بعدًا انثويًا وفلسفة خاصة تقوم على الدفع نحو تمكين السيدات، وتعزيز الثقة ومنحهن إحساسًا بالأناقة. وعليه، فإن هذه المجموعة هي أبعد من كونها تصاميم مميّزة، بل تمثل إعلانًا عن التميّز والثقة.
كشف المصمم سعيد قبيسي لـ"هي" المزيد من التفاصيل عن هذه المجموعة المميّزة والمبتكرة، والتي يقدّم من خلالها مزيجًا فريدًا من الإبداع والمهارة الملهمة في عالم تصميم الأزياء.
مجموعة ربيع وصيف 2024 كانت مبتكرة من ناحية إدخال الذكاء الاصطناعي في العملية الإبداعية. أخبرنا أكثر عن هذه التجربة الرائدة؟
ترتقي تشكيلة موسم ربيع وصيف 2024 بالأزياء الفاخرة إلى أعلى المستويات من خلال الاستفادة من التقنيات الحديثة التي تجمع بين العوالم الافتراضية والمادية لتخلق تجربة استثنائية تمنح فرصة استكشاف أجمل إبداعاتنا. وتتيح الدار للعملاء تجربة تسوّق افتراضية متكاملة من خلال منحهم صورة رمزية ثلاثية الأبعاد تشبههم، والتي ترافقهم طوال عملية إبداع قطع الأزياء الراقية الخاصة بهم منذ لحظة انطلاق التشكيلة وتقديم الاستشارات الأولية للعملاء وصولاً إلى تحويل الرؤية الإبداعية إلى تصاميم واقعية.
برأيك، كيف يساعد استخدام الذكاء الاصطناعي على تحسين عملية التصميم؟
تسهم التكنولوجيا في رسم ملامح مشهد الأزياء دائم التطور والتغيّر في جميع مراحله، ابتداءً من التصميم والتصنيع وصولاً إلى عملية البيع وتوفير تجارب تفاعلية للمستهلكين. وأرى أن التقنيات التكنولوجية تضفي أثراً إيجابياً على قطاع الأزياء، ولا سيما في ظل تقاطع عالم التكنولوجيا مع الأزياء، حيث يمكن الاستفادة من التجارب الافتراضية التي تسمح للعملاء بتصوّر إطلالاتهم، الأمر الذي يقلل من نسبة المرتجعات. كما توفر هذه التقنيات الحديثة تجارب أزياء شخصية تستفيد من تحليلات البيانات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتعزز تميز عروض الأزياء والتجارب الرقمية التي تتيح للعملاء المشاركة بشكل فعّال في مختلف الفعاليات. ونعتزم في قطاع الأزياء مواكبة التطور السريع الذي تشهد التكنولوجيا لتحقيق الاستفادة القصوى منها.
كأي أمر جديد فهو لا يخلو من المصاعب، ما هي التحديات التي واجهتها عند استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم الأزياء؟
نواجه عند توفير تجربة الصور الرمزية ثلاثية الأبعاد تحديات تتمثل في القدرة على منح العميل تصوراً واقعياً لإطلالته، الأمر الذي يمكن تحقيقه من خلال جهودنا الساعية إلى توفير أدوات متقدمة لاختبار القماش وقياسه وتحليله لإبراز خصائصه الفيزيائية والبصرية التي تناسب العميل. ولذا، نحرص على دراسة هذه العملية وتجربتها بشكل واقعي في متجرنا قبل وضعها قيد التنفيذ وتطبيقها على الصور الرمزية ثلاثية الأبعاد.
ما هي برأيك أهم فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي؟
نعتمد في تقنية الصور الرمزية على أحدث أنواع الأدوات والبرامج لضمان تقديم تجربة تسوّق واقعية، مما يسمح لنا بالحصول على عملية أكثر استدامة من خلال توفير الكثير من الوقت وتقليل إنتاج العينات وعمليات الشحن وطرح النفايات.
ما هي توقعاتك لمستقبل استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم الأزياء؟
يرتبط مستقبل قطاع الأزياء بشكل وثيق بالذكاء الاصطناعي الذي يسهم في إعادة رسم ملامح القطاع بأسلوب استثنائي. ويمكن لعلامات الأزياء الاستفادة من تطوّر الذكاء الاصطناعي المستمر لكسب ميزة تنافسية من خلال تقديم تجارب متطورة للعملاء وتعزيز بساطة مختلف العمليات وتحفيز أساليب الابتكار. ويساهم الذكاء الاصطناعي، في ظل انتشاره في العصر الحالي، في رسم ملامح مستقبل قطاع الأزياء ليصبح أكثر تقدماً وتخصصاً واستدامة.
هل تعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيشكل تهديدًا لمصممي الأزياء في المستقبل؟
يقدم مصممو الأزياء وجهات نظر إبداعية متميزة ورؤى ثقافية تشكل تحدياً يصعب على الذكاء الاصطناعي مجاراتها، إلا أنني أتوقع أن يكمّل الذكاء الاصطناعي عمل المصممين من خلال تعزيز الكفاءة وتوفير الإلهام وتسهيل عمليات الابتكار.
ما هي النصائح التي تقدمها لمصممي الأزياء الذين يرغبون في انتهاج هذا الأسلوب في عملهم؟
تعكس الموضة في جوهرها معنى التميز بعيداً عن الصيحات الجديدة، لذلك فإن دور المصمم يتجاوز حدود ابتكار الأزياء ليقدم إبداعات تعكس الشخصية المتفردة وتحتفي بها، ما يتطلب متابعة أحدث التقنيات وتوظيفها بطريقة تخدم رؤية المصمم دون أن تسيطر عليها. ولذا، يبدأ المصمم الناجح بخطوات بسيطة ليحقق أهدافاً واقعية ويتجه بخطواتٍ واثقة نحو بلوغ الأهداف الأكثر طموحاً.
كيف يمكن لمصممي الأزياء الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتمييز أنفسهم عن الآخرين؟
يمكن لمصممي الأزياء الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتمييز أنفسهم عن الآخرين من خلال تحليل تفضيلات المستهلكين وتوجهاتهم بشكل أكثر دقة، إضافة إلى توفير تجارب تسوق مخصصة وتحسين عمليات الإنتاج وإبداع تصاميم مبتكرة تنسجم مع أذواق واحتياجات عملائهم المستهدفين.