ماريا جوليا جيرمانيتي ماراموتي

MAX MARA جسر بين التراث الراسخ والطموح المستقبلي... حديث خاص مع "ماريا جوليا جيرمانيتي ماراموتي" عن تمكين المرأة ودعمها

مجلة هي

حوار: JOELLE TAMER

سُعدت بلقاء "ماريا جوليا جيرمانيتي ماراموتي" MARIA GIULIA GERMANETTI MARAMOTTI حفيدة مؤسس دار "ماكس مارا" MAX MARA، ابنة الجيل الثالث للعائلة التي تتولى اليوم أيضا منصب المديرة الدولية للخدمات المتعددة القنوات في علامة "ماكس أند كو" التي تملكها المجموعة، خلال زيارتها الأولى إلى دبي، والشرق الأوسط. وخلال حديث خاص لـ"هي" تناولنا موضوعات عدّة، من بينها هويّة الدار وإرثها وقيمها، لكن أبرزها كان تمكين المرأة وأهميّته بالنسبة لـ"ماكس مارا". وفي هذا الإطار، شاركتني "ماريا جوليا" قصة عن تأسيس الدار، مُعربة عن فخرها وتمسكها بالقيم الراسخة في إرث الدار وصونها بشكل متماسك، مع البحث الدائم عن طرق جديدة لإعادة تفسير حمضها النووي.

وقالت إن اسم "ماكس مارا" يرتبط بتمكين المرأة منذ تأسيسها. وأضافت: "بُنيت قصّة الدار على مبدأ تمكين المرأة. الأمر بدأ مع جدتي التي سُميتُ تيمنا بها. كانت جدتي امرأة قوية جدا ولديها مدرسة لصنع النماذج، حيث كانت تُعلّم الشابات تقنيات صناعة الأزياء. كان هدفها تمكين هؤلاء النساء من المساهمة في تلبية احتياجات عائلاتهن ومجتمعهّن من خلال إتقان مهنة. كان جدي يحب والدته كثيرا، وقد تولت تربيته وحدها بعد أن فارق والده الحياة عندما كان صغيرا جدا، فشكلّت والدته نموذجا للمرأة القوية وكانت قدوة له. ولاحقا بنى إمبراطوريته الخاصة. لقد كان جدي يحترم المرأة كثيرا، وكان يؤمن بقيمتها وتمكينها وتعليمها، وقد تناقلنا هذه القيمة عبر الأجيال".

في هذا اللقاء، ستتعرفون عن قرب إلى تاريخ "ماكس مارا" العريق، وتكتشفون حاضرها من منظور "ماريا جوليا جيرمانيتي ماراموتي" ورؤيتها العصرية.

"ماريا جوليا جيرمانيتي ماراموتي"
"ماريا جوليا جيرمانيتي ماراموتي"

تتمـــتـــــع "ماكس مارا" بتاريخ غني يعود إلى عام 1951. كيــف ترين تطــــوّر هــويـــــة الـعــــلامــــة التجارية وإرثها على مرّ السنين؟ وما القيم التي لعبت دورا أساسيا في نجاحها؟

يعود تاريخ تأسيس "ماكس مارا" إلى أكثر من 70 عاما، ورأيي هو بما أن الشركة عائلية، فهي تملك إرثا وقيما راسخة عملنا على تطويرها عبر السنين من خلال الخبرة والعلم، لكنّها بقيت متأصلة في الطريقة التي نعمل بها، وكانت أساسية في توجيهنا. وكانت تلك القيم السبب الرئيس وراء تمكننا من الحفاظ على تراثنا من خلال التشديد على جودة منتجاتنا وسرد قصة تقاليدنا في التصميم، ومشاركة إرثنا الأسلوبي والحفاظ على علاقتنا الخاصة والمُميزّة مع عملائنا.

صوت علامتنا فريد ومختلف عن الآخرين، وهو نابع من الشعور بالاحترام تجاه المرأة، لأن هذه أيضا قيمة أساسية لدى الدار، إضافة طبعا إلى الدراسة والعلم. هذه القيم مهمة جدا بالنسبة لنا، وتمت ترجمتها على مرّ السنين، وتمكنت من إرشادنا طوال فترة التغيير والتحوّل بين الأجيال المُتعاقبة.

باعتبارك سفيرة عالمية لـ"ماكس مارا"، كيف تتصورين مستقبل العلامة تحت تأثيركِ؟

يمنحني دوري كسفيرة عالمية للدار فرصة التعرف إلى أسواق مختلفة، وهو ما يشكل قيمة مضافة من حيث السفر واكتشاف ثقافات متنوعة. إذا كان هدفنا أن نكون علامة تجارية عالمية تتحدث إلى المرأة على المستوى الدولي، وتكون ذات مصداقية، فعلينا أن نختبر كيف تعيش النساء حول العالم، وأن نفكّر بهن ونراعي رغباتهن. أعتبر أن هذه هي القيمة المضافة التي طرحتها على الطاولة، وهي كيفية تطبيق التغيير من خلال تحدي فريقي لتغيير طريقة القيام بالعمل. كما سبق أن أشرت، نحن بقينا ثابتين على قيمنا وطورناها بعد ذلك، وفسرناها بطريقة مختلفة ومعاصرة للغاية.

تشتهر الدار بأناقتها الخالدة. صفي لنا "امرأة ماكس مارا"؟

 "امرأة ماكس مارا" مُتمكنة، تتمتع بالثقة، وتريد أن تكون جميلة. "ماكس مارا " تلبي احتياجات النساء المختلفات، وما يُميزنا هو أسلوبنا الفريد، والأناقة الخالدة، والسحر الذي ينبع من البساطة. أحب أن أرى النساء يرتدين "ماكس مارا" بشكل مختلف لأن أسلوبهن الخاص يتحدث عنهن.

كيف تتكيف "ماكس مارا" مع نمط الحياة السريع واحتياجات المرأة العصرية مع الحفاظ على هويتها الأساسية؟

يجب أن نفكر في النساء، وننظر إلى ما يرتدينه، لأنه يمنحنا الإلهام. أعتقد أن القدرة على الملاحظة والتطور كانت حقا ما أرشدنا، حيث لا نتخلى أبدا عن جودة منتجاتنا ونتمسّك بأسلوبنا البسيط. رغم التغيّر في الاتجاهات من موسم إلى آخر، نتمسك دائما بمشاركة إرثنا الأسلوبي مع البحث عن طرق جديدة لإعادة تفسير حمضنا النووي.

"ماريا جوليا جيرمانيتي ماراموتي" MARIA GIULIA GERMANETTI MARAMOTTI
"ماريا جوليا جيرمانيتي ماراموتي" MARIA GIULIA GERMANETTI MARAMOTTI

يرتبط اسم "ماكس مارا" بتمكين المرأة منذ تأسيسها. ما المبادرات التي قدمتها العلامة بهدف تمكين ودعم المرأة؟

قصّة "ماكس مارا" بُنيت على مبدأ تمكين المرأة، والأمر بدأ مع جدتي كما سبق وأشرت. بالنسبة لنا كعائلة، يُعدّ التعليم وتمكين المرأة جزءا من قيمنا. لذلك طوّرنا عدّة مبادرات لتمكين النساء، أولها مشروع عزيز على قلبي، وهو عبارة عن شراكة تمتد لأكثر من 20 عاما مع منظمة WOMEN IN FILM، وهي منظمة غير ربحية تعمل في مجال تعزيز تكافؤ الفرص للنساء، ورعاية المشاريع الإبداعية للفنانات، ودعم وتعزيز تمثيل المرأة في جميع أشكال وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم في مجال صناعة الأفلام. في هذا الإطار، قدمنا في نوفمبر 2023 جائزة "وجه المستقبل" للممثلة "يارا شهيدي" في لوس أنجلس.

المشروع الثاني الرائع أيضا، عبارة عن شراكة مع معرض "وايت تشابل" WHITECHAPEL GALLERY في لندن ويسمى جائزة "ماكس مارا للفنون للنساء" MAX MARA ART PRIZE FOR WOMEN، . يتمثل هذا المشروع في جائزة نصف سنوية تُمنح للفنانات، وهي بمنزلة دعم لهنّ لتسليط الضوء عليهنّ وعلى أعمالهنّ.

إضـــافة إلى ذلك، لديـــــــــــــــنا "مؤســـــسة جولــــيـــــا مـــارامــــــــوتي" FONDAZIONE GIULIA MARAMOTTI، سمّيت على اسم جدتي الكبرى لدعم وتعزيـــز الـتــعــليــــم وتأمين المنح الدراسية للشابات.

باعتبارك رائدة أعمال ناجحة، ما النصيحة التي تقدمينها للشابات الطامحات إلى ترك بصمة في عالم الأعمال، وخاصة في صناعة الأزياء؟

أنصح بالانضباط فقد كان دائما قوتي الدافعة. ولكل امرأة أقول: استمعي وافتحي قلبك وعقلك، لقيادتك في الاتجاه الصحيح. لا تخافي من السفر وكوني جريئة. خلال مسيرتي، تحديت الكثير من المخاطر وغيّرت مسار حياتي.

هـــذه هي زيــارتــــك الأولى إلى دبي. برأيكِ ما تـــأثـــيـــــــر ســـــوق الشــــرق الأوســـــط في "ماكـــــس مارا"؟ وهــــل هناك أي خطط أو استراتيجيات محددة لمزيد من التوسّع في المنطقة؟

أعــتـــبــــر زيـــارتي لــدبي مــهـــمـــــة جــــدا، لأننـــــــا أردنــــــا أن نــــفـــهم المنطقة وكيف يمكن أن نتطوّر فيها من منظور تسويقي. أطلقنا مجموعة رمضان 2024 الكبسولية، وأعتقد أنها مثيرة للاهتمام. كعلامة تجارية، نؤكد دائما مبدأ الشمولية، لذا علينا أن نتعرف إلى الثقافات الأخرى والأساليب المتنوّعة للأزياء.

على صعيــــــد متــــصـــل، سنــفــتـــتــــح مــتـــجـــريـــــن في الـمــمـــلـــكـــة العربية السعودية في شهر يونيو، أحدهما في الرياض والآخر في جدة.