"تيفاني أند كو" تروي الفصل الثاني من حكاية BIRD ON A PEARL... فيكتوريا رينولدز لـ"هي": حاولنا في الإصغاء إلى اللؤلؤة والتعلم منها
بعد التحية الأولى التي قدّمتها دار المجوهرات الأمريكية الراقية "تيفاني أند كو" .TIFFANY & CO إلى الشرق الأوسط، وتحديدا اللؤلؤ الخليجي المتجذر في ثقافة المنطقة، تكشف الجزء الثاني من حكاية "طير على لؤلؤة" BIRD ON A PEARL التي يحط فيها طير أيقوني على بعض أندر لآلئ العالم..
في عام ١٩٦٥، ظهر ذلك الطير للمرة الأولى في سماء عالم "تيفاني" البرّاق، منبثقا من مخيلة المصمم "جان شلمبرجيه" ومحلّقا نحو أحجار "تيفاني" الاستثنائية في بروش أصلي أسطوري حمل اسم "طير على صخرة". وعلى مر السنين، احتضن هذا الطير أحجارا كريمة عديدة، ودخل في الآونة الأخيرة إلى قطع مجوهرات متنوعة، من عقود إلى أقراط وغيرها. في العام الماضي، رأيناه يعانق لآلئ خليجية طبيعية أتت من المجموعة الخاصة لرجل الأعمال القطري "حسين الفردان"، الذي فتح أبواب هذا الكنز النادر حصريا أمام دار "تيفاني أند كو". وبين إرث "تيفاني" المجبول بإبداع "شلمبرجيه" والمتأثر بعلاقة تاريخية مع منطقة الشرق الأوسط، وإرث الخليج الغني بحكايات اللؤلؤ وتقاليد استخراجه، تشكّلت مجموعة من المجوهرات الرائعة التي تترجم رسم "طير على صخرة" مع لؤلؤ مدهش يكشف هذا العام عن ألوان مختلفة تراقص بتقزحها حركات جديدة للطير.
في فعالية خاصة نظّمتها "تيفاني أند كو" في دبي، وكرّستها لأحدث مجوهراتها الراقية، عرضت الروائع الجديدة ضمن مجموعة "الكتاب الأزرق"، إلى جانب الفصل الثاني من حكاية "طير على لؤلؤة"، وذلك بحضور "فيكتوريا رينولدز" VICTORIA REYNOLDS كبيرة خبراء الأحجار الكريمة ونائبة رئيس التسويق العالمي للمجوهرات الراقية لدى "تيفاني". في هذا الحوار مع "فيكتوريا رينولدز" التي بدأت رحلتها مع "تيفاني" قبل ثلاثة عقود، وصارت قبل أربعة أعوام أول امرأة تتولى منصب "كبيرة خبراء الأحجار الكريمة" في تاريخ الدار العريقة، نكتشف المزيد عن مجموعة "طير على لؤلؤة"، وتصاميمها الجديدة، والتعاون مع "حسين الفردان"، وخصائص اللؤلؤ الخليجي، وشغف "رينولدز" بعالم "تيفاني" وبالأحجار الكريمة التي تسافر حول العالم بحثا عن أروعها.
في هذا العام، نكتشف الفصل الثاني من مجموعة "طير على لؤلؤة"BIRD ON A PEARL . ما الجديد في هذه القطع؟ وما الذي تضيفه إلى التصاميم الأولى؟
هذه المرة الثانية التي نستقي فيها إلهامنا من اللؤلؤ. أعتقد أننا تعلّمنا أكثر عن هذه اللآلئ الاستثنائية والمتسمة بخصائص كثيرة وفروقات دقيقة تميز بينها. بنينا كل قطعة حول جمال اللؤلؤ الذي أردنا تكريمه، وبعد أن تعرّفنا إلى اللآلئ بطريقة حميمة جدا للمجموعة الأولى، نقلنا هذه الحكاية إلى محطتها التالية، فأضفنا مثلا ماسات صغيرة مختلفة الألوان حول اللؤلؤة، بشكل يُبرز لونها الباطني الخاص. حاولنا الإصغاء إلى اللؤلؤة والتعلم منها، وقررنا أن نقدّم تصاميم مختلفة أيضا، ففتحنا الطير في بعض القطع، على غرار قطعة أحبّها للغاية، وفيها لؤلؤة ذهبية رائعة تشكّل جسم الطير ويتفرّع منها جناحان "محلّقان". إذا، نحاول دائما أن نبدأ من اللؤلؤة نفسها، ونستمد إلهامنا من لونها وخصائصها وفروقاتها المميزة وفرادتها.
نلاحظ في هذه المجموعة ألوانا جديدة لحبات اللؤلؤ. كيف اخترتم هذه الألوان؟ ولماذا؟
خلال اختيار اللآلئ، قررنا تسليط الضوء أكثر على الألوان الساحرة التي قد لا يعرف الكثيرون أن العثور عليها ممكن في عالم اللؤلؤ. وفضّلنا الابتعاد قليلا عن جمال اللونين الكريمي والأبيض ونقائهما، من أجل المغامرة واحتضان الدرجات البنية والفضية والوردية وغيرها. هناك عالم كامل من الفروقات اللونية في اللآلئ التي اخترناها، ومنها تدرجات نادرة للغاية. في النهاية، نظرنا إلى حجم اللؤلؤة، وشكلها، ولونها، ومن هناك بدأنا بدفع حدودنا الإبداعية أكثر فأكثر.
تأتي اللآلئ من المجموعة الخاصة لرجل الأعمال القطري "حسين الفردان". كيف كان التعاون معه؟
إلهامنا الأساسي أتى من "حسين الفردان" وحبه للّؤلؤ. اجتمعت به حتى الآن ثلاث مرّات، وفي كل مرة، يلهمني ويؤثّر فيّ. فأغادر كل لقاء حاملة معي شغفا أكبر باللآلئ، بسبب شغفه بها ومعرفته لها. لكل لؤلؤة في مجموعته قصة، ويعرفها كلها وكأنها أولاده. يعرف من أين أتت كل لؤلؤة، وإن كان هو من اشتراها أم والده. وهذه الحكايات اللؤلؤية الرائعة هي ما دفعنا أيضا إلى ابتكار شيء استثنائي، لأننا نريده أن يكون هو أيضا فخورا بهذه المجموعة.
مع مجموعة "طير على لؤلؤة"، تحتفي "تيفاني أند كو" بأحد أعرق تقاليد منطقة الخليج وأوجه ثقافتها، لكنها ليست المرة الأولى التي تجد الدار إلهامها في لآلئ هذا البحر. هل هذا صحيح؟
نعم، لأن "جورج كونز"، الذي صار في عام 1880 أول من تولّى منصب "كبير خبراء الأحجار الكريمة" لدى "تيفاني"، زار منطقة الخليج العربي، وكان يعرف ندرة لآلئها. وألّف "كتاب اللؤلؤة"THE BOOK OF THE PEARL الذي ما زال أهم الكتب التي تدرس اللؤلؤ، بما في ذلك لؤلؤ الخليج، ولؤلؤ المياه العذبة من ميسيسيبي، ولؤلؤ أكويا، ولؤلؤ بحر الجنوب. الصدفة الجميلة أن "حسين الفردان" يملك كتاب "جورج كونز"، ويستخدمه مرجعا له، لذلك كانت العودة إلى هذه المنطقة جزءا مهمّا جدا من ثقافة الدار وحكايتها. بكل تأكيد هناك سبب ما خلف هذه الفرصة الرائعة التي فتحت لنا إمكانية الحصول على لآلئ من مجموعة "حسين الفردان"، والعودة بطريقة أو بأخرى إلى جزء من جذورنا، وإلى جزء فعلي من حمضنا النووي. فأعتقد أنه ما من علامة مجوهرات راقية أخرى كانت تفعل ما فعلناه مع اللؤلؤ في ثمانينيات القرن التاسع عشر.
وعلى صعيد شخصي، لطالما عرفت أهمية مياه الخليج كمصدر للّؤلؤ، لكوني خبيرة في الأحجار الكريمة، لكنني استمتعت جدا بتعلم المزيد عن تاريخ استخراج اللؤلؤ من مياه الخليج وأهميته في إرث الشرق الأوسط. وكان الوصول إلى هذه المجموعة المتنوعة من اللآلئ الاستثنائية الجودة فرصة العمر!
لمن لا يعرف الكثير عن خصائص لآلئ الخليج وما يميزها عن اللآلئ الأخرى مثل اليابانية وغيرها، أين يكمن الفرق الأهم؟
أولا، هي لآلئ طبيعية. إن المعلومة التي تُظهر لنا أهمية هذه اللآلئ وندرتها، أن صدفة واحدة من بين 10 آلاف محار تنتج لؤلؤة طبيعية. فلننظر مثلا إلى إحدى روائع هذه المجموعة، وهو العقد المؤلف من نحو مئتي لؤلؤة شبه دائرية (وهو الشكل الأكثر ندرة) وذات لون أبيض أو كريمي. إننا نتحدّث هنا عن مليوني محار لقطعة واحدة! وهذا العدد قد لا يكون كافيا حتى، فلن تحتوي كل صدفة منتجة على لؤلؤة من هذه النوعية. ولذلك، إن ما يجعلها جميلة إلى هذا الحد هو ندرتها وألوانها وفروقاتها.
كيف ترتقي هذه اللآلئ بالحرفية والسرد القصصي الكامنين خلف تصاميم "شلمبرجيه" الأصلية؟
هناك أشياء في هذه المجموعة كان سيصعب عليه تنفيذها في الخمسينيات والستينيات. نستخدم التكنولوجيا بتحفظ، لكنها أحدثت فرقا في إمكانية صنع القطعة بالشمع وتشكيلها عبر برامج التصميم بمساعدة الحاسوب، وإجراء التعديلات مع نموذج شمعي جديد نصنعه في ليلة واحدة. في عهد "شلمبرجيه"، كان على المشغل أن ينقش القطعة الشمعية باليد، وهي مهمة تتطلب أسابيع أو أشهرا حتى. اليوم، نكرّم إرثه، ونفعل أيضا أشياء كان سيرغب في فعلها، وأهمها دفع الحدود التقنية.
ما الخصائص التي تجعل اللؤلؤة تليق بعالم "تيفاني"؟ ولماذا تُعدّ لآلئ هذه المجموعة استثنائية بمعايير "تيفاني"؟
لؤلؤة "تيفاني" يجب أن تكون دائما الأفضل. نتحدث عن اللون، والوزن، والشكل، والقشرة، والبريق السطحي، وهي خصائص تمنح اللؤلؤة جمالها. لكن حتى في عالم لآلئ "تيفاني" الاستثنائية، إن لآلئ "حسين الفردان" تتفوق عليها. هناك لآلئ، وهناك لآلئ "حسين الفردان"، فهي بالفعل نادرة ومن شبه المستحيل العثور عليها اليوم، لأن الطبيعة لم تعد تنتجها، وهذا من أهم ما دفعنا وألهمنا لدى تطوير مجموعة "طير على لؤلؤة".
لعل أكثر ما أحبه في هذه اللآلئ أن كل لؤلؤة فيها فريدة. فلدينا الشكل الباروكي والمتدلي والشبيه بالزرّ وشبه الدائري، وإلى ما هنالك. وكل هذه الأشكال تعكس ذوق من يشتريها. أنا شخصيا أحب اللآلئ الباروكية، وتلفتني أيضا اللآلئ الدائرية، وتلك المتقزحة بألوان تذكّرني بزجاج "فافريل" الذي ابتكره "لويس كومفورت تيفاني". لكن هناك عملاء يعشقون جمال اللؤلؤة الدائرية المثالية على سبيل المثال.. في كل هذه اللآلئ شيء مميز ألهمنا وسيلهم أيضا من يقتنيها.
كيف اخترتم اللآلئ التي تظهر في "طير على لؤلؤة"؟
اختار "حسين الفردان" بنفسه بعض هذه اللآلئ، واخترتُ بالتعاون مع فريقي الجزء الآخر، بالتركيز على تنويع الأحجام والأشكال والألوان لأننا كنا نعرف النتيجة التي نريد تحقيقها للعملاء، ونريد تثقيفهم بعض الشيء حول جمال اللآلئ وفروقاتها.
هل من قطعة هي المفضلة لديك في هذه المجموعة؟
سيسعدني التزين بأي منها، لأنها كلها مميزة، ولكل منها قصتها. لكن هناك عدة قطع تحتل مكانا مميزا في قلبي، مثل لؤلؤة باروكية ذات لوني برتقالي-وردي تذكّرني بزجاج "فافريل". أما لو كان علي اختيار قطعة واحدة فقط، فسأقول تلك المرصعة بلؤلؤة ذات عيار 31 قيراطا، وهي القطعة الأعلى ثمنا في المجموعة. لؤلؤتها الفضية مثالية بالفعل ومدهشة بقشرتها وعرقها وتقزحها.
إلى جانب عرض تصاميم "طير على لؤلؤة"، قدّمت "تيفاني" أيضا في دبي مجموعة "الكتاب الأزرق" الجديدة. لفتتني الطيور "القوس قزحية" بأحجارها الملونة التي أخذت رمز الطير الأيقوني إلى ارتفاعات جديدة. ماذا عنها؟
إن المجموعة التي عرضناها في دبي هي أجمل ما رأيته منذ سنين كثيرة. بالنسبة إلى الطيور القوس قزحية، أردنا أن نتعمق أكثر في رؤية "شلمبرجيه" والتفكير فيما كان من الممكن أن يفعله. وهنا لا بد من أن أذكر "ناتالي فيرداي" وأشيد برؤيتها وعملها. فكان الطير دائما مرصوفا بالماس ومتباهيا بماساته، لكننا نظرنا إلى الأحجار الكريمة الملونة التي كنت أشتريها وفكّرنا في تغيير "ملابس" هذا الطير حتى يأخذ شخصية الحجر. الحرفية في تنفيذ هذه الطيور استثنائية، لأنها أوجدت توازنا بين تصميم الطير الدقيق وأهمية الحجر الكريم المستخدم، سواء كان من الأوبال الناري أم الزمرد أم الصفير الوردي.
ذكرت دور المديرة الإبداعية "ناتالي فيرداي" ورؤيتها. كيف تصفين علاقتكما المهنية؟
"ناتالي" شخص رائع وموهوب للغاية. نتشارك حب المجوهرات والذوق "الباهظ" في اختيار الأحجار، وهذه مشكلة حين نذهب للتسوق معا! تملك رؤية رائعة ونظرة ثاقبة، والعمل معها ومع فريق التصميم بأكمله متعة وشرف.