كيف تصبحين إنسانة متعاطفة ورحيمة بمن حولك؟
يتضمن التعاطف الشعور بألم شخص آخر والرغبة في اتخاذ خطوات للمساعدة في تخفيف معاناته، وكلمة "الرحمة" نفسها مشتقة من اللغة اللاتينية وتعني "أن نعاني معًا".
وترتبط الرحمة بمشاعر أخرى مثل التعاطف والحب والإيثار، على الرغم من أن المفاهيم لديها بعض الاختلافات الرئيسية، يشير التعاطف أكثر إلى القدرة العامة على أخذ وجهة نظر شخص آخر والشعور بمشاعر الآخرين، ومن ناحية أخرى، فإن الرحمة هو ما يحدث عندما تكون مشاعر التعاطف هذه مصحوبة بالرغبة في المساعدة.
ونتناول اليوم تعريف الرحمة وكيفية التعرف على هذه المشاعر، وتغطي أيضًا بعض فوائد التعاطف وما يمكنك فعله لتصبحين شخصًا أكثر رحمة بالعالم المحيطة بكِ:
أنواع الرحمة
غالبًا ما يأتي التعاطف بأحد شكلين، ويختلفان حسب المكان الذي يتم توجيه هذه المشاعر إليه، قد تكون تجربتك في التعاطف إما موجهة نحو الآخرين، أو قد تكون موجهة داخليًا نحو نفسك:
التعاطف مع الآخرين: عندما تشعر بالتعاطف مع الآخرين، فإنكِ تشعرين بألمهم وتريد إيجاد طريقة لتخفيف معاناتهم، وتجبرك هذه المشاعر على اتخاذ الإجراءات اللازمة لفعل ما بوسعك لتحسين الوضع.
التعاطف مع الذات:ويتضمن معاملة نفسك بنفس التعاطف واللطف الذي تظهريه للآخرين، وبدلًا من توبيخ نفسك بسبب الأخطاء التي قد تكوني ارتكبتيها في الماضي، تشعرين بالتفهم والوعي وقبول نفسك وعيوبك.
كيفية ممارسة الرحمة مع الآخرين
هناك عدد من الخطوات المختلفة التي يمكنك اتخاذها لإظهار التعاطف مع الآخرين:
- تحدثي بلطف
- اعتذري عندما ترتكبي خطأً
- استمعي بعناية وبدون حكم
- تشجيع الآخرين
- اعرضي مساعدة شخص ما في مهمة ما
- كوني سعيدة لنجاح شخص آخر
- تقبلي الناس كما هم
- سامحي الناس على ارتكاب الأخطاء
- أظهري الإحترام
- التعبير عن الامتنان والتقدير
- كوني صبورة
وعندما تمارسين التعاطف، فإنكِ تبدأين بالتعاطف مع موقف شخص آخر، وتنظرين إلى ما يمرون به دون إصدار أحكام وتتخيلين كيف قد تشعرين في وضعهم.
ويشترك الرحمة والتعاطف في عناصر مشتركة، لكن التعاطف يذهب إلى أبعد من ذلك، وبدلاً من مجرد تخيل نفسك مكانه، فإن التعاطف يدفعك إلى اتخاذ إجراءات لمساعدة هذا الشخص، ونظرًا لأنكِ قادرة على الشعور بهذه المشاعر بقوة - كما لو أنها تحدث لكِ تقريبًا - فهناك دافع قوي لإيجاد طريقة لتغيير الموقف أو تخفيف آلام الشخص الآخر.
تأثير الرحمة الإيجابي
ويمكن أن يكون للتعاطف تأثير إيجابي على حياتك، بدءًا من تحسين علاقاتك إلى تعزيز سعادتك بشكل عام، وبعض الآثار الإيجابية للرحمة:
1. العطاء يعطي شعورًا جيدًا:
أحد الأسباب التي تجعل التعاطف فعالًا للغاية هو أن العطاء والتلقي يمكن أن يحسن صحتك النفسية، حيث إن كونك متلقيًا للتعاطف يمكن أن يساعدك في الحصول على الدعم الذي تحتاجه لمساعدتك خلال الأوقات الصعبة.
ولكن التعاطف مع الآخرين يمكن أن يكون مجزيًا بنفس القدر، على سبيل المثال، وجد الباحثون أن إعطاء المال للآخرين الذين يحتاجون إليه ينتج عنه في الواقع مكافآت سعادة أكبر من إنفاقه على أنفسنا.
2. الأشخاص الرحيمون يعيشون لفترة أطول:
إن المشاركة في أنشطة مثل العمل التطوعي لمساعدة أولئك الذين تشعر بالتعاطف معهم يمكن أن يحسن طول عمرك.
ووجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يتطوعون من منطلق الاهتمام بالآخرين يميلون إلى العيش لفترة أطول من الأشخاص الذين لا يتطوعون.
3. الرحمة تساهم في حياة ذات هدف:
وجدت إحدى الدراسات أن السعادة التي تأتي من عيش حياة ذات هدف ومعنى - تلك التي يغذيها اللطف والرحمة - يمكن أن تلعب دورًا في صحة أفضل، وفي الدراسة، المشاركون الذين جربوا ما يعرف بالسعادة اليودايمونية - أو نوع السعادة التي تأتي من عيش حياة ذات معنى تتضمن مساعدة الآخرين - عانوا من مستويات أقل من الاكتئاب، ومناعة أقوى، والتهابات أقل.
4. التعاطف يحسن العلاقات:
يمكن أن يساعدك التعاطف أيضًا في بناء الدعم الاجتماعي والاتصالات المهمة للصحة العقلية، ويمكنه أيضًا حماية علاقاتك الشخصية، وتشير الأبحاث إلى أن التعاطف هو مؤشر رئيسي لنجاح العلاقات ورضاها.
ووفقا لإحدى الدراسات المنشورة في مجلة العاطفة، فإن التعاطف هو المؤشر الأكثر أهمية للعلاقة السعيدة، وومن المثير للاهتمام، أن الدراسة وجدت أنه في حين يميل الناس إلى الحصول على أكبر الفوائد عندما يلاحظ شركاؤهم أفعالهم الطيبة، فإنهم في الواقع يحصلون على فوائد سواء لاحظ شريكهم أم لا، وتشير هذه النتائج إلى أن التعاطف في حد ذاته يمكن أن يكون مكافأة بحد ذاته.
كيف تكوني أكثر رحمة
وفي حين أن بعض الناس يميلون إلى أن يكونوا أكثر تعاطفًا بطبيعتهم، يقترح الخبراء أيضًا أن هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتنمية شعور أكبر بالتعاطف مع نفسك والآخرين:
لفت انتباهك إلى الموقف
المكون الأول للتعاطف هو أن تصبحين أكثر وعيًا بما يعانيه الآخرون، وتخيلي نفسك في أماكنهم، حيث إن القدرة على رؤية الأشياء من منظور شخص آخر يمكن أن تساعدك على اكتساب شعور بالتعاطف مع موقفه، وتدربي على وضع نفسك في مكان شخص آخر وتخيلي ما قد تشعر به، وركزي على الشعور بما قد يشعرون به.
ترك الحكم
قبول الناس كما هم وتجنب الحكم هو المهم، وركزي على قبول الأشخاص كما هم دون انتقاد الضحية أو إلقاء اللوم عليها.
ممارسة اليقظة الذهنية
اليقظة الذهنية هي ممارسة التركيز على الحاضر، وتصبحين أكثر وعيًا بأفكارك الخاصة، ومراقبة هذه الأفكار دون الحكم عليها، وتشير الأبحاث إلى أن التدخلات القائمة على اليقظة الذهنية يمكن أن تكون فعالة لتحسين التعاطف مع الذات
جربي التأمل المحب واللطف
هذا النوع من التأمل، المعروف أيضًا باسم التأمل الرحيم، يتضمن التأمل في أثناء توجيه الأفكار اللطيفة والرحيمة تجاه نفسك أو الآخرين.، وتشير الأبحاث إلى أن هذا النوع من التأمل يمكن أن يساعد الأشخاص على تحسين اتصالهم بالآخرين وتعزيز الرفاهية.