حان الوقت لإعادة برمجة عقلك الباطن... إليكِ الطرق الفعالة لتحقيق ذلك
ربما مقولة نابليون هيل الشهيرة: "كلّ ما يستطيع العقل تخيّله وتصديقه، سيَستطيع تحقيقه والوصول إليه"؛ ستقودنا إلى الحديث عن قوة العقل الباطن، ومدى تأثيره على حياتنا، وكيف يُمكننا إعادة برمجته، لنجعله حليفًا لنا في تحقيق أحلامنا، بدلاً من كونه عدوًّا يُعيقك ويقف في طريق وصولنا إلى طموحاتنا.
عمومًا، سواءً كنتِ تدركين ذلك أم لا، فكلّ واحدٍ منّا يحمل مخططًا ذهنيًا حول نفسه على المستوى اللاواعي. قد لا تدركين ذلك، ولكن هذا المخطّط موجود وظاهر، وهو ما يُعرف بالصورة الذاتية.
الصورة الذاتية أو الـSelf-image هي مفهومك الخاصّ عن طبيعة الشخص الذي تعتقد أنّك عليه. تبدأ الصورة الذاتية بتكوين نفسها خلال مراحل عمرية مبكرّة، ويمكنها أن تدمّر حياتكِ بأكملها إن أنتِ سمحتِ لها بذلك.
تكمن المشكلة في المعتقدات المرافقة للصورة الذاتية في أنّها غالبًا ما تكون لاواعية. حيث تعتمد بشكل رئيسي على انتصاراتك، إخفاقاتك ونجاحاتك، بل وحتى المواقف التي تعرّضت فيها للإذلال أو لصدمة كبيرة خلال حياتك.
من خلال جميع هذه التجارب السابقة، يبني عقلك صورة لك عن نفسكِ، ويبدأ بعدها في التصرف على أساسها.تتوافق جميع أفعالك، ومشاعرك وسلوكياتك مع صورتك الذاتية. فأنتِتتصرّفين وفقًا لما تعتقدين أنكِ عليه في الحياة. بمعنى آخر، فكلّ شيء في حياتك مبني حرفيًا على صورتكِ الذاتية.
إن كنتِ تعتقدينأنكِ غبية في مادة دراسية معيّنة، كالرياضيات مثلًا، سيجد عقلك سبُلاً ومواقف ليجعل من اعتقادك حقيقة واقعة. وإن كنتِ تظنّين أنكِ شخصٌ لا يحبّ أحد رفقته، فعقلك سيعمل هنا أيضًا على إيجاد مواقف تثبت حقيقة اعتقادك هذا في حياتك.
لحسن الحظّ، يُمكنكِ تغيير صورتك الذاتية من دون الحاجة إلى التفكير الإيجابي الدائم أو مقدار هائل من التصميم والإرادة؛ وذلك من خلال إعادة برمجة عقلك الباطن "صورتك الذاتية"، على المستوى اللاواعي.
لذا دعينا نُطلعك عبر موقع " هي " على طرق فعّالة لإعادة برمجة عقلك الباطن لحياة أفضل، وذلك بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
عقلك الباطن يُغير حياتك للأفضل بهذه الطرق
يقدم لكِ دكتور مصطفى، طرق عملية يُمكنك من خلالها إعادة برمجة عقلك اللاواعي؛ وذلك باستخدام أساليب ربما لم يسبق لكِ تجربتها، لكنها مع ذلك فعّالة للغاية. وفي حال طبّقتيها جيّدًا ونجحتَ في إعادة برمجة عقلكِ الباطن، ستجدّينأنّه قد أصبح في وسعكِ القيام بأكثر ممّا اعتقدتِ أنّه ممكن؛ وذلك على النحو التالي:
قومي بتفعيل آلية النجاح الخاصة بكِ
يمتلك كلّ واحد منّا ما يُسمّى بـ "آلية الابتكار"، وفي حال تمّ استخدامها جيدًا، يمكنها أن تتحوّل إلى آلية نجاح. تُعرف هذه الآلية بشكل عام باسم "نظام التفعيل الشبكي" أو الـ "reticular activating system" أو الـ RAS .
يّمكن لنظام التفعيل الشبكي هذا أن يعمل كسلاح سريّ لكِ يساعدكِ على إعادة برمجة عقلك الباطن وصنع معجزات حقيقية في حياتك. آلية النجاح أو آلية الابتكار أو نظام التفعيل الشبكي، أيًّا كان ما تسمّيها، جميعها ستساعدك على تحقيق أهدافك أيًّا كانت هذه الأهداف.
إذا قمت ببرمجتها على النجاح، فستكون آلية نجاح. وفي حال غذيّتها بأهداف سلبية، فستعمل كآلية للفشل.
عمومًا عقلكِ وجهازك العصبي يعملان على الدوام وباستمرار لعكس الصورة التي تظنّيها عن نفسكِ سواءً على المستوى الواعي أو اللاواعي.ولهذا السبب، من المهمّ للغاية أن تركّزي على ما تريدينه في حياتكِ وليس على ما لا تريدينه؛ لذا فكّري في الأمر، كم مرّة ركّزتِ على فكرة أنّكِ لا تريدي حدوث أمرٍ معيّن في حياتك، ولكن حصل بالضبط ما كنتِ تخشين حدوثه.
على الأرجح، فقد حدث ذلك معكِ كثيرًا، وهذا هو الخطأ الذي يقع فيه الكثيرات حينما يحاولن تحقيق أهدافهن، إنّهن يركّزن على ما لا يريدونه؛ عمومًا العقل الباطن لا يفرّق بين الإثبات والنفي، وعليكِ استغلال هذه النقطة لبرمجته من أجل تحقيق النجاح؛ على سبيل المثال: " بدلاً من التفكير في أنّكِ لا تريدي أن تفلسي، فكّري في أنّكِ تريدي أن تصبحي غنية".
التصور الإبداعي أحد أسلحتك
التصور الإبداعي هو شكل من أشكال تمارين اليقظة الذهنية، ويُمكنك استخدامه لتعزيز وتقوية فرص نجاحك في مختلف مناحي الحياة.إنّه عملية وضع وبناء صورة ذهنية حول ما تريدين الحصول عليه في حياتك، حيث أنّ تصوّر هذا الأمر سيؤدي إلى خلق مشاعر مرتبطة برغبتك التي تريدين تحقيقها.
تخيلّي هدفكِ الذي تريدين تحقيقه
بمجرّد أن تحسّي أن ذهنكِ قد وصل إلى حالة من السكون والهدوء، ابدأي بتخيّل هدفكِ الذي ترغبين في تحقيقه، وخذي وقتك كاملاً في عملية التخيّل هذه مع الحرص على عدم إهمال التفاصيل؛ واجعلي تخيّلك هذا أقرب ما يكون للواقع، وشاملًا لكلّ التفاصيل مهما كانت صغيرة.
ابدأي بالعمل لتحقيق أهدافك
تأكدي أن التخيّل والتصوّر الإبداعي وحدهما لا يكفيان لتحقيق أهدافك، فهما ليس إلاّ مدعّمًا ومعزّزًا، وتحتاجين للقيام بخطوات حقيقية وعملية لتجعلي منهما واقعًا. لذا ابدأي باتخاذ الإجراءات اللازمة على أرض الواقع والتي تضعك على طريق تحقيق أهدافك.
استفيدي من العلاج بالتنويم المغناطيسي
يُمكنك من خلال التنويم المغناطيسي إعادة برمجة عقلك الباطن؛ وعلى الرغم من أن هذا الأمر لا يبدو منطقيًا أو حقيقيًا بالنسبة للكثيرات، إلاّ أنه يبقى واحدًا من أكثر الطرق فعالية في خلق تغييرات جذرية. عمومًا من خلال العلاج بالتنويم المغناطيسي، أو حتى التنويم المغناطيسي الذاتي، أو حتى تمارين التأمّل العميق، يُمكنك إعادة عقلكِ إلى حالة الترددات المنخفضة التي كان عليها خلال طفولتك.
وبمجرّد الوصول إلى تلك الحالة الذهنية، يُمكنك البدء بإعادة برمجة عقلك اللاواعي عن طريق إدخال معتقدات جديدة وأفكار إيجابية تساعدك لتحقيق أهدافك بدلاً من إعاقتكِ؛ لكن، تذكّري، لا يُمكنك استخدام هذه الطريقة لمرّة واحدة فقط، بل عليكِ أن تكرّريها مرّات ومرّات وتُثابري عليها لتتمكّني من رؤية نتائجها.
اعتمدّي على التكرار دومًا
أحد الطرق الفعّالة لإعادة برمجة عقلكِ الباطن هي "التكرار"؛ فبعد أن يتمّ بناء هويّتكِ الشخصية خلال السنوات الأولى من حياتك، تبدأي باكتساب العادات، حيث أن هذه الأخيرة تأتي نتيجة تكرار أمر معيّن عدّة مرّات.أليست هذه الطريقة التي تمكّنتِ من خلالها من تعلّم ركوب الدراجة؟ أو قيادة السيارة؟ أو ممارسة نوع معيّن من الرياضة؟
عمومًا جميع مهاراتك وخبراتك التي تمتلكينها اليوم ما هي إلاّ نتيجة التكرار والتمرين المستمريّن على المستوى الواعي، قبل أن تتأصّل في عقلك، وتبدأي بالقيام بها دون تفكير بشكل لا واعي.
لهذا السبب، من المهمّ للغاية أن تثابري على التأكيد على أهدافك يوميًا، ويفضّل كلّ صباح حينما تستيقظي ومساءً قبل الخلود للنوم. فالتكرار هو سبيلك الأقوى للسيطرة على عقلك الباطن والواعي وبالتالي خلق هوية شخصية جديدة كما تريدينها تمامًا.