السياحة في رومانيا تستحق التجربة في 2024
توفر السياحة في رومانيا العديد من الوجهات والمعالم التي تستحق الاكتشاف في العطلات لهذا الموسم، حيث تعد رومانيا جوهرة مخفية تقع في قلب أوروبا الشرقية، وتتألق بمناظر الطبيعية الخلابة وتاريخها العريق وآثارها المميزة، وتضم رومانيا العديد من حصون القرون الوسطى والفن الديني والمدن العتيقة الساحرة.
ونتعرف اليوم على مجموعة من أفضل الوجهات والمعالم السياحية في رومانيا التي تستحق الزيارة، للاستمتاع بعطلة فريدة من نوعها في 2024 والحصول على ذكريات مختلفة ورائعة.
قلعة بران
تقع قلعة بران على قمة تلة في منطقة ترانسيلفانيا الخلابة، وهي معلم بارز وأحد أشهر مناطق السياحة في رومانيا، وغالبًا ما ترتبط هذه القلعة التي تعود للعصور الوسطى بالشخصية الأسطورية للكونت دراكولا، وتتميز بالهندسة المعمارية القوطية وتقدم للزوار لمحة عن ماضي رومانيا في تلك العصور، وعلى الرغم من ارتباطها بشخصية دراكولا الخيالية، إلا أن الأهمية التاريخية للقلعة وموقعها المذهل يجعلها وجهة سياحية بارزة.
وتوفر القلعة إطلالات بانورامية على المناطق الريفية المحيطة، كما تتألق بمزيج من الأساليب المعمارية، بما في ذلك العناصر القوطية وعصر النهضة والباروك، وتساهم أبراجها المرتفعة وممراتها الضيقة السرية في جاذبيتها الغامضة، كما تتمتع القلعة بتاريخ غني وكانت بمثابة حصن استراتيجي ونقطة جمركية للتجارة ومقر إقامة لمختلف الحكام على مر القرون.
وتضم قلعة بران متحفًا يقدم نظرة ثاقبة عن تاريخها والفولكلور في المنطقة، حيث يمكن للزوار استكشاف الغرف المميزة بأنماط تاريخية مختلفة، والاستمتاع بمشاهدة أسلحة ودروع العصور الوسطى، كما تتميز المنطقة المحيطة بقلعة بران بكونها ذات مناظر خلابة، حيث تضم غابات مورقة ومناظر طبيعية فاتنة، ويمكن للزوار الاستمتاع بمسارات المشي لمسافات طويلة واستكشاف قرية بران القريبة، وتذوق المأكولات المحلية وشراء الحرف اليدوية في أكشاك السوق، والتعرف على التقاليد والعادات المحلية.
كما تستضيف قلعة بران العديد من الفعاليات على مدار العام، مثل الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية والمهرجانات، وتقدم جولات ليلية لعشاق الغموض والأساطير المرتبطة بهذه القلعة.
قلعة بيليه
تقع قلعة بيليه في جبال الكاربات ذات المناظر الخلابة بالقرب من سينايا، وهي تحفة معمارية تتألق بالفخامة والعظمة، وتم بناء هذه القلعة التي تعود إلى عصر النهضة الجديد في أواخر القرن التاسع عشر، وكانت بمثابة المقر الصيفي للعائلة الملكية الرومانية، وتتميز بتصميمها الداخلي الرائع المزين بالأعمال الخشبية المنحوتة والنوافذ الزجاجية الملونة، ومجموعة رائعة من الفنون والتحف، فزيارة القلعة تشبه الدخول إلى القصص الخيالية.
وتتميز قلعة بيليه بطراز معماري ساحر يضم لمحات من عصر النهضة الجديدة والإحياء القوطي والتأثيرات الباروكية، كما يتميز الجزء الخارجي منها بنقوش رائعة وشرفات مزخرفة وأبراج، في حين أن التصميم الداخلي يتألق بالفخامة، مع غرف مزينة بالتحف واللوحات الجدارية ونوافذ زجاجية ملونة، ومخزن الأسلحة الكبير وغرفة الموسيقى والجناح الإمبراطوري
وأصبحت قلعة بيليه الآن متحف، مما يسمح للزوار باستكشاف غرفها وقاعاتها الفخمة، ويستعرض المتحف مجموعة واسعة من الأعمال الفنية والأثاث والأسلحة وغيرها من القطع الأثرية، لاستكشاف أسلوب الحياة الملكي.
كما يحيط بالقلعة حدائق جميلة، حيث تتميز الحدائق المُدرّجة بأحواض زهور مزخرفة وتماثيل ونوافير، مما يوفر أجواءً هادئة للمشي على مهل، بينما توفر جبال Bucegi القريبة فرصًا للمشي لمسافات طويلة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، وبجوار قلعة بيليه توجد قلعة بيليسور، وهي سكن ملكي أصغر ولكنه ساحر بنفس القدر، وقد تم بناء Pelisor للملك فرديناند الأول والملكة ماري، وتتميز قلعة بيليسور ببناء فريد من نوعه على طراز فن الآرت نوفو.
أديرة بوكوفينا المرسومة
تقع أديرة بوكوفينا المرسومة وهي مجموعة من الأديرة الأرثوذكسية الشرقية في الجزء الشمالي الشرقي من رومانيا، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، فهذه المجمعات الدينية التي يعود تاريخها إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر، مزينة بلوحات جدارية نابضة بالحياة تصور مشاهد الكتاب المقدس والقديسين، مما يجعل هذه الأديرة عملاً فنيًا حقيقيًا.
وتتميز اللوحات الجدارية بألوانها الزاهية وتفاصيلها المعقدة والجانب القصصي في تصويرها، كما تم الاعتراف بأديرة بوكوفينا المرسومة كمواقع للتراث العالمي لليونسكو منذ عام 1993 بفضل أهميتها الفنية والثقافية، ويعد دير فورونيت واحدًا من أشهر الأديرة وأكثرها روعةً في بوكوفينا، ويعرف باسم "كنيسة سيستين الشرق "، وتصور اللوحات الجدارية في دير فورونيت مشاهد من الكتاب المقدس، ويوم القيامة.
بينما يشتهر دير الفكاهة بمظهره الخارجي الأحمر النابض بالحياة ولوحاته الجدارية المرسومة بشكل واضح، وتشمل اللوحات الجدارية في دير الفكاهة مشاهد من حياة يسوع وآلام المسيح، وحصار القسطنطينية، وتحتوي بعض الأديرة على متاحف صغيرة توفر معلومات حول تاريخها وفنونها.
دلتا الدانوب
بالنسبة لعشاق الطبيعة تعتبر دلتا الدانوب جنة تنتظر من يستكشفها، وهي منطقة فريدة ومتنوعة بيولوجياً تقع في جنوب شرق أوروبا عند التقاء نهر الدانوب بالبحر الأسود، وتعد ملاذًا للحياة البرية ومحمية للمحيط الحيوي تابعة لليونسكو.
وتستضيف منطقة دلتا الدانوب مجموعة واسعة من النباتات والحيوانات، فهي موطن لأكثر من 300 نوع من الطيور، مثل البجع ومالك الحزين والنسور، كما تضم الدلتا أيضًا العديد من أنواع الأسماك، مثل سمك الحفش والبايك، بالإضافة إلى النباتات النادرة وموائل الأراضي الرطبة، ويعد استكشاف دلتا الدانوب بالقارب وسيلة شائعة لتجربة جمالها الطبيعي، وتسمح الرحلات النهرية وجولات القوارب للزوار بالتنقل عبر القنوات الضيقة والبحيرات، مع مراقبة الحياة البرية المتنوعة والمناظر الطبيعية الخلابة.
و توفر دلتا الدانوب فرصًا ممتازة لمشاهدة الحياة البرية ومراقبة الطيور، ومراقبة الخيول البرية في المروج، ومشاهدة الحيوانات النادرة مثل المنك الأوروبي ومستعمرات البجع الشهيرة، كما تنتشر في الدلتا قرى الصيد الساحرة التي تقدم لمحة عن أسلوب الحياة التقليدي في المنطقة، ويمكن للزوار استكشاف هذه القرى والتفاعل مع السكان المحليين والتعرف على ممارسات وعادات الصيد التقليدية.
سيغيسوارا
سيغيسوارا تقع في منطقة ترانسيلفانيا رومانيا، وهي مدينة من العصور الوسطى لازالت تحتفظ بحالتها الأصلية وأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، وتضم منازل ملونة وشوارع مرصوفة بالحصى بسحر تاريخي، وقلب مدينة سيغيسوارا هو قلعتها، حيث تعد القلعة واحدة من أفضل الحصون التي تم الحفاظ عليها في العصور الوسطى في أوروبا، بأسوارها الدفاعية وأبراجها وشوارعها الضيقة.
وبرج الساعة هو رمز سيغيسوارا والمدخل الرئيسي للقلعة، حيث يضم متحفًا للتاريخ يعرض التحف والأسلحة والوثائق من العصور الوسطى، ويمكن للزوار الصعود إلى أعلى البرج للاستمتاع بإطلالات بانورامية على المدينة، وتُعرف سيغيسوارا بأنها مسقط رأس الكونت فلاد، الشخصية التاريخية التي ألهمت أسطورة دراكولا، وقد ولد فلاد في منزل يقع داخل القلعة، والذي أصبح الآن متحفًا مخصصًا لحياته وتاريخ المنطقة.
ويمكن في سيغيسوارا زيارة الكنيسة الواقعة على قمة التل، فهي واحدة من أقدم وأهم المباني الدينية في المدينة، وتضم مجموعة من اللوحات الجدارية التي تعود للقرون الوسطى، كما تستضيف مدينة سيغيسوارا مهرجانًا سنويًا لفنون وحرف العصور الوسطى، يُقام عادةً في شهر يوليو، وخلال هذا الحدث تنبض الشوارع بالحياة من خلال إعادة تمثيل العصور الوسطى والموسيقى التقليدية، والحرف اليدوية والأجواء الحيوية التي تنقل الزوار إلى الماضي.
قلعة كورفين
قلعة كورفين هي قلعة من القرون الوسطى تقع في هونيدوارا ترانسيلفانيا، وهي واحدة من أبرز القلاع القوطية في رومانيا، وتشتهر قلعة كورفين بهندستها المعمارية الرائعة والمحفوظة جيدًا، حيث تتألق بمزيج من الطرز القوطية وعصر النهضة والرومانسيك، وتتميز القلعة بأبراج وجسور متحركة وأفنية ومنحوتات حجرية تضفي أجواء تاريخية.
وتتمتع القلعة بتاريخ غني يعود إلى القرن الرابع عشر، فقد كانت بمثابة مقر إقامة لسلالة هونيادي، واحدة من أكثر العائلات النبيلة نفوذاً في ترانسيلفانيا في العصور الوسطى، والقاعة الكبرى هي حجر الزاوية في القلعة، وهي عبارة عن غرفة كبيرة ذات سقف مرتفع ونوافذ من الزجاج الملون ومدفأة كبيرة، أما قاعة الفرسان فهي مزينة بأسلحة العصور الوسطى والدروع والتحف التاريخية.
وتضم قلعة كورفين العديد من الساحات والحدائق، حيث يمكن للزوار التنزه عبر الحدائق المورقة والاستمتاع بالمظهر الخارجي للقلعة من زوايا مختلفة.
منجم ملح توردا
يقع منجم توردا للملح في ترانسيلفانيا، وهو منجم ملح تاريخي تم تحويله إلى متنزه ترفيهي فريد تحت الأرض ومركز صحي، ويقدم منجم توردا للملح مجموعة من المعالم السياحية والأنشطة داخل غرفه الواسعة، وتشمل نزول المدرج، وعجلة فيريس، وملعب غولف مصغر، وممرات البولينج، وبحيرة القوارب.
و يعود تاريخ منجم الملح إلى أكثر من 2000 عام، وقد تم استخدامه بشكل نشط لاستخراج الملح حتى عام 1932، وغرف المنجم تحت الأرض تمت اضائتها بشكل جميل، لاستعراض التكوينات الجيولوجية الفريدة وتاريخ استخراج الملح في المنطقة، ويضم منجم الملح متحف الملح، حيث يمكن للزوار التعرف على التاريخ والجيولوجيا والأهمية الثقافية لاستخراج الملح، وتشمل المعروضات الأدوات والمعدات المستخدمة في عملية التعدين، بالإضافة إلى التحف والصور الفوتوغرافية التاريخية.
وبسبب المناخ المحلي الطبيعي لمنجم الملح، يُعتقد أن الهواء الموجود في الغرف الموجودة تحت الأرض له خصائص علاجية، وغالبًا ما يأتي الزوار إلى المركز الصحي في المنجم لتجربة الفوائد الصحية للهواء المملوء بالملح.
طريق ترانسفاجراسان
يعد طريق ترانسفاجراسان Transfăgărăşan وجهة يجب زيارتها عند السياحة في رومانيا، وهو طريق جبلي مذهل يعبر جبال Făgăraş في منطقة الكاربات الجنوبية في رومانيا، ويوفر إطلالات ساحرة وإمكانية الوصول إلى أجمل المناظر الطبيعية الخلابة في الجبال.
ويتميز الطريق بارتفاعات عالية ويمتد لحوالي 90 كيلومترًا ويصل ارتفاعه إلى 2042 مترًا، مما يجعله ثاني أعلى طريق مرصوف في رومانيا، ويمر الطريق عبر مناظر طبيعية خلابة لجبال الألب، وعبر الوديان العميقة والبحيرات الجليدية والشلالات والغابات الكثيفة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بمناظر بانورامية للجبال والقمم الصخرية على طول الطريق.
و يشتهر طريق Transfăgărăşan بسلسلة من الانحناءات الحادة والمنعطفات، مما يزيد من التشويق والإثارة في الرحلة، كما يحتوي على العديد من الأنفاق التي تخترق الجبال مما يخلق شعورًا بالمغامرة، وإحدى المعالم البارزة على طول طريق ترانسفاجراسان هي بحيرة باليا، وهي بحيرة جليدية خلابة تقع على ارتفاع 2034 مترًا، وتوفر البحيرة مناظر خلابة وفرصًا لممارسة الأنشطة الخارجية مثل المشي لمسافات طويلة وركوب القوارب خلال أشهر الصيف.
قصر البرلمان
يقع قصر البرلمان في بوخارست رومانيا، وهو تحفة معمارية رائعة ويحمل لقب أثقل مبنى في العالم بسبب احتوائه على أطنان من الاسمنت والرخام، وتم بناء هذا الهيكل الضخم خلال الحقبة الشيوعية، ويعرض عظمة هذا النظام وتجاوزاته، ويمكن القيام بجولة إرشادية لاستكشاف قاعات القصر الفخمة وديكوراته الهائلة وأنفاقه الواسعة تحت الأرض، واكتساب نظرة ثاقبة على تاريخ رومانيا الحديث.
