صالح أبو عمره لـ"هي": مسلسل "سكة سفر" جزء من العائلة السعودية وهذه أسباب نجاحه المستمر
ترك الموسم الثالث من مسلسل "سكة سفر"، تأثيرا وبصمة واضحة على المشاهدين في رمضان الماضي، فالعمل الذي ينتمي لفئة الدراما الكوميدية التي تدور في إطار اجتماعي، حقق تواجد قوي في قوائم أعلى نسبة مشاهدة، في المملكة العربية السعودية وكذلك في أكثر من دولة خليجية، ليكشف عن مدى تأثيره وحضوره، ويقدم أبطاله للمرة الثالثة على التوالي نموذج للاستمرارية في النجاح، ومن بينهم صالح أبو عمره أو "خالد" بطل "سكة سفر"، أحد النجوم الذين تركوا بصمة واضحة بداية من صناعة المحتوى، وتقديمه لتجارب جذبت المشاهدين على الوسائط المختلفة وامتلاكه لمئات الآلاف من المتابعين، مرورا بتجربته مع الدراما في السنوات الأخيرة، وتحدث النجم السعودي في حوار خاص مع "هي" عن تفاصيل تلك الرحلة الطويلة، وكذلك كواليس مسلسل "سكة سفر"، الذي جرى تصويره بين أكثر من منطقة ومدينة سعودية، كما تحدث عن خطواته القادمة، ومستقبل العمل.
هل توقعت أن يحقق سكة سفر للعام الثالث نفس النجاح من ناحية المشاهدات وردود الافعال؟
عناصر مسلسل "سكة سفر" جعلته يمتلك فرصة أكبر للنجاح، بداية من المواسم السابقة التي حققت أعلى نسب مشاهدة في السنوات الأخيرة من ناحية الأعمال الكوميدية، لذلك الموسم الجديد كان يمتلك عائلة كبيرة وممتدة من الجماهير الأوفياء من الموسم الأول والثاني، فأمتلك حظ أوفر من النجاح، وهذا ما سهل تكراره، ولا يعني هذا أن نستسهل الخطوات القادمة بل يجب أن نطمح للأفضل، بالأخص أن هذا الموسم كان مختلفا وبه مجموعة من القصص المتنوعة بين المدن ورحلة طويلة من الهروب.
بالإضافة أن الجمهور ارتبط وأحب شخصيات العمل، فبات يشعر أن الأبطال الـ3 جزء من العائلة السعودية، وأن كل واحد منهم يمثل أخ له في كل بيت، يشبه مشاكله وأفكارها وتفاعله وشعورها الإنساني، وهذا ما أضاف قيمة ساهمت في نجاح المواسم، لأن العمل يهدف لتقديم صورة عن الإخوة مما جعلها ترتبط في ذاكرة الناس، الذين تعاطفوا مع الأبطال، مما أعطى القوة الحقيقية للنجاح، وتجاوز عثراته، وهذا يبني على الفكرة التي أكدت عليها، وهي عدم استسهال النجاح، والعمل على كل شخصية وتقديم أفضل شكل يليق بالمشاهد.
3 نجوم وتيمة الرحلة..ما هي الصعوبات الأبرز التي واجهتكم خلال تصوير وكتابة الموسم الجديد؟
رحلة اعداد وتصوير مسلسل "سكة سفر" كانت ممتعة وشيقة، بالتأكيد حملت بعض الصعوبات، أبرزها التنقلات الكثيرة ما بين مجموعة من المدن بداية من الأحساء والدمام والخبر وأخيرا أبها، فاعتقد أن تلك الرحلات الطويلة كانت أبرز صعوبة، بالإضافة للظروف الجوية بين كل مدينة وأخرى، لكن في النهاية رحلة ممتعة سجلنا من خلالها ذكريات مختلفة أما عن الكتابة فلم يكن لدينا الرفاهية الكافية في الموسم الثالث، كممثلين لتطوير النص بشكل كامل، من ناحية الكتابة، بعكس الموسم الثاني الذي حقق النجاح الكبير، كان لدينا لمسة واضحة حيث ساهمنا في صياغة بعض الحلقات، لكن الموسم الثالث لم يكن هناك مساحة من الوقت لتكرار هذا، وكل شيء في النهاية تسبب في إسعاد الجمهور.
مسلسل سكة سفر واحد من أنجح الأعمال الكوميدية في المملكة.. بعد 3 سنوات من عرضه كيف تقيم التجربة؟
مسلسل "سكة سفر" عمل لايت كوميدي، لا ينبغي تحميله فوق ما يحتمل، فالعمل الهدف منه التسلية والضحك، بعد يوم شاق وطويل وتوفير مادة درامية تساعد على إسعاده، رغم بساطة هذا المسلسل لكنه منحنا فرصة كبيرة للتعلم، وأعطاني المساحة لكي أتدخل في الكثير من التفاصيل، ففي الموسم الثاني كنت مستشار ثقافي للعمل، والموسم الثالث حصلت على مساحة أكبر لمعرفة الكثير عن الإخراج والإنتاج وأيضا الملابس والأكسسوار، مما يساهم في زيادة الخبرات والتعلم وفهم الكثير من التفاصيل وتراكم المعارف، لم أكن لأحصل عليها بالدراسة النظرية، بل كان الأمر أشبه بدروس عملية بشكل يومي، فالموسم الأول استمرينا في تحضيره 90 يوم، والموسم الثاني استمر لـ65 يوم، والموسم الثالث أكثر من 100.
فكل يوم كان فرصة لتراكم الخبرات، فلأني من أبطال العمل كانت الفرصة كبيرة للمعرفة، أكثر من أي تجربة أخرى، قد لا تتاح فيها الفرصة لطرح الأسئلة والاستفسار في التفاصيل، بشكل عام أعطاني "سكة سفر" تجربة مميزة، جعلتني أتعلم أكثر وطورت موهبتي حتى على مستوى التمثيل، بداية من الموسم الأول وحتى الثالث، فأنا سعيد بتلك التجربة.
وهل يسير صناع العمل لتنفيذ موسم رابع لسكة سفر في رمضان 2025؟
كل المؤشرات والأرقام تؤكد نجاح الموسم الثالث من مسلسل "سكة سفر" بسبب الحاضنة الجماهيرية، وردود الأفعال حوال العمل طوال شهر رمضان، وربما تتاح الفرصة لتنفيذ موسم رابع، وإن كان من الصعب الجزم بهذا الأمر، لكن نجاح العمل وتأثيره يرشحه بقوة لوجوده ضمن الخريطة الرمضانية في 2025.
وهل يضعك هذا النجاح أمام صعوبة في اختيار ادوارك القادمة؟
هناك مسئولة كبيرة خصوصا بعد هذا النجاح، لأن المشاهد احترم موهبتك، فيجب احترامه وتقديم أعمال وتجارب المميزة، رغم أن هناك ندرة وإنحياز في الأعمال الجيدة، ودائرة التجارب المميزة ضيقة جدا، وليس هناك مرونة لقبول تعدد الممثلين وأختلافهم وتغيرهم.
وماذا عن موقفك من خوض تجربة جديدة بعيدا عن الكوميديا؟
كانت تجربتي الأولى في مسلسل "فندق الأقدار" وقدمت شخصية شريرة وبعيدة عن الكوميديا، فأفضل أيضا المساحة التراجيدية، وأعود من جديدة لفكرة الأعمال الجيدة والمميزة، فالسوق لا يستوعب أن تعطي مساحة أكبر للممثلين الجيدين، فشخصيا قادر على أن أنوع الشخصيات التي أقدمها بين الكوميديا والتراجيديا، كما فعلت في "سكة سفر" من خلال شخصية خالد.
ما هو الدور الذي لا تزال تبحث عنه؟
هذا السؤال الصعب، لأن الإجابة سوف يسيطر عليها الطمع، لأن عند تقديم شخصية، سوف تبحث عن شخصية جديدة، لأن حب تلك الصناعة يجعلك تحب الأشياء أكثر، لكن سوف أظل ابحث عن الأفضل، فالفنان دوره أن يبحث دائما عن الشخصية التي يتمنى أن يقدمها، لكن مع كل دور يطمع بشخصية جديدة، وفي النهاية يعيش الممثل في دائرة البحث المستمر، وحتى الآن لا أزال ابحث.
ماهي أهم الأعمال الدرامية التي تابعتها في رمضان؟
مسلسل "خيوط المعازيب" من أهم الأعمال الدرامية السعودية التي تابعتها، فالعمل قدم القصة الحساوية بشكل جميل، كما تابعت من الأعمال المصرية مسلسل "أشغال شقة"، كوني محب لهشام ماجد وأعماله، وكان المسلسل من الأعمال التي أشاهدها بشكل يومي، وفي هذا الموسم افتقدنا أمينة خليل، لاسيما أنها قدمت في المواسم الأخيرة تجارب درامية مهمة ومؤثرة، وأتمنى لها الأفضل دائما.
وما هو رأيك في المساحة التي حصلت عليها المواهب السعودية في الفترة الأخيرة؟
المواهب السعودية باتت تحصل على مساحة مستحقة، فلا توجد فرصة لنضوج تلك المواهب الشابة إلا من خلال ظهورهم في أعمال فنية، فالدراسة لا تكفي للنضوج، بل التجربة الحقيقية ومعترك العمل، ومواجهة رأي الصحافة والنقاد، وقياس مؤشرات النجاح والفشل، وتحليل معطيات العمل الذي قدم، فتلك الفرص هي المساحة الحقيقية التي تساعد على تطوير المواهب.
واعتقد أن هناك ضرورة أن يكون هناك توازن بين الجيل الجديد والقديم، والحفاظ على مساحة متقاربة بين الأجيال، خصوصا أن الجيل القديم قدم نفسه بأعمال وتاريخ خالد في الذاكرة، بل ومصدر إلهام للجيل الشاب، فالجميع هم سفراء القصة السعودية، فيجب بناء الثقة بين الجمهور والمواهب الشابة، لتقديم نفسها، وشكرا لإعطائهم المساحة والتغيير من وزارة الثقافة والرؤية التي جعلت الشباب في مقدمة التغيرات، لذلك هي فرصة مستحقة ولا تعنى أقصاء أحد.
لماذا ابتعدت عن مشروعك في صناعة المحتوى خلال الفترة الأخيرة رغم القاعدة الجماهيرية التي تمتلكها؟
الفضاء الإلكتروني يسيطر عليه الزحام، الأمر الذي يجعل في بعض الأوقات الكلام بدون قيمة، لذلك بدأت في التركيز بشكل أكبر كمستشار أبداعي لبعض الأعمال، وكذلك مشروعي الخاص في مجال المحتوى والثقافة، لأني أشعر أن المحتوى بات بلا قيمة، بسبب كثرة الكلام، ففضلت الابتعاد.
وهل هناك مشروعات فنية جديدة تستعد لها خلال الفترة المقبلة؟
هناك تحضيرات لفيلم جديد، سوف يتم تصويره في نهاية العام، واتخذنا خطوات جادة في التحضيرات الخاصة به، بالإضافة للاستعداد لبرنامج قريبا، وهناك بعض الأشياء جاري العمل عليها، لكن حتى الآن لم تتضح بشكل كامل ملامحها.
الصور من حساب صالح أبو عمره على انستجرام.