ما بين ضرورة التوثيق والبحث عن التريند في الظروف الصعبة..المشادات في جنازات وعزاءات المشاهير عرض مستمر
مع كل حالة وفاة تحدث بالوسط الفني لأحد النجوم المشاهير، تكون صدمة الوفاة بالفعل كبيرة على محبي هؤلاء النجوم، لكن الصدمة دائمًا ما تتبع بأزمة بسبب تصوير الجنازة أو العزاء الخاص بكل فنان من هؤلاء الراحلين، فتصبح حالة الفوضى هي السائدة، وبدلًا من أن يصبح نعي النجوم الراحلين وتذكر أهم أعمالهم هو المسيطر؛ تصبح الأزمات التي تواجه أفراد أسرته بسبب طريقة توثيق وتصوير جنازته أو عزائه هي الشغل الشاغل للجمهور.
توثيق عزاءات وجنازات المشاهير بين الماضي والحاضر
لم يختلف أي شخص على أهمية توثيق جنازات وعزاءات النجوم والمشاهير في الماضي والحاضر، حيث يصبح هناك أرشيف مميز يرصد أهم اللقطات للنجوم الذين حرصوا على تقديم التعازي لأسرة المشاهير الراحلين، وتوثيق لحظات إنسانية مميزة بينهم، ربما لن تظهر إلا في مثل هذه الأوقات.
ففي الماضي وقبل سنوات طويلة، رأينا جنازات وعزاءات لعدد من المشاهير الراحلين، رصدت اللحظات الحزينة ليس فقط بين المقربين من المتوفي، ولكن أيضًا لقطاع كبير من الجمهور، حيث إن وسائل الإعلام وقتها كانت تعمل بشكل احترافي لنقل تلك الحالة إلى الجمهور الذي يتابع عبر الصحف والتلفزيون وحتى الراديو.
فخرجت لنا بعض اللقطات الهامة من جنازة الراحل عبد الحليم حافظ على سبيل المثال، وهي توثق لحظات انهيار محبيه فور سماعهم الخبر الحزين الخاص بنجمهم المفضل، فضلًا عن توثيق لحظة توصيل جثمانه إلى مثواه الأخير، والتي كانت تتمتع بتنظيم لافت واحترام من قبل كل الحضور لهيبة هذا الموقف الصعب سواء على الأسرة أو الجمهور، كما كنا نلاحظ أن الحضور اكتفوا بالهتاف والدعاء له وعدم مضايقة أي من أفراد أسرته، وهو الأمر نفسه الذي حدث في جنازة كوكب الشرق أم كلثوم، التي كانت بمثابة مسيرة مليئة بآلاف المحبين دون أن تظهر أزمة وقتها بسبب تصوير أو تغطية الجنازة التي يبدو أنها تمت بشكل احترافي كذلك.
أما في الوقت الحالي فمع كثرة وسائل الإعلام والحسابات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي والتي يدير بعضها عدد من الأشخاص الذين يهدفون إلى الشهرة فقط والبحث عن الترند؛ فأصبحت فكرة توثيق الجنازات والعزاءات الخاصة بالمشاهير بمثابة أزمة على وشك الانفجار بمجرد أن يتم الإعلان عن مكانها بشكل رسمي، فأصبحنا نجد أن قطاع كبير من هؤلاء يتنافسن للحضور ليس بهدف توثيق الحدث بقدر ما يكون الأمر له علاقة بالحصول على سبق خاص أو كلمة من أحد النجوم الحاضرين، والتي غالبًا ما تكون متوقعة وليس لها أهمية كبيرة لأنها تركز في الحديث عن مدى صدمتهم برحيل زميلهم أو صديقهم.
في حين أن وسائل الإعلام الأخرى الاحترافية التي تذهب بهدف أهمية توثيق الحدث الفني مع مراعاة عدم إزعاج أسرة المتوفي؛ تصبح أيضًا في أزمة لكونها لا تستطيع تأدية عملها بشكل جيد، بالإضافة إلى أن أي أزمة تحدث بين وسائل الإعلام المجهولة التي تهدف للحصول على الترند فقط، مع أسرة المتوفي؛ فتنعكس كذلك على الوسائل الاحترافية فتشملهم الأزمة أيضًا.
فوضى تصوير الجنازات يثير أزمة مع أسر النجوم الراحلين والمقربين منهم
فوضى تصوير الجنازات والعزاءات عادت مجددًا لتخطف اهتمام الجميع خاصة مع تشييع جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني، وهي الجنازة التي امتلأت بالعديد من الأشخاص القائمين على وسائل إعلام وصفحات مجهولة، وهو ما جعل الفنان أحمد السعدني، نجل الراحل صلاح السعدني، ينفعل على المصورين بسبب إصرارهم على تصويره أثناء تشييع جثمان والده، كما توعد وقتها باتخاذ إجراءات غير مقبولة تجاه هؤلاء في حال تصويره، وبعدها أصدرت نقابة المهن التمثيلية بيان نقلت من خلاله رغبة أسرة الراحل صلاح السعدني باقتصار العزاء على المعزيين فقط، مع عدم حضور وسائل الإعلام، والتأكيد على التنسيق مع نقابة الصحفيين على قواعد الحضور فيما بعد.
وسبق وتكرر الموقف أكثر من مرة في جنازات وعزاءات المشاهير مؤخرًا، بسبب تطفل البعض على النجوم الذين يؤدون واجب العزاء، ففي عزاء الفنانة شيرين سيف النصر تعرض الفنان أحمد عبد العزيز للمضايقة من أحد الصحفيين قبل أن يقوم بالاعتذار له لاحقًا، أيضًا الفنانة دينا الشربيني انفعلت في جنازة هيثم أحمد زكي وهددت المصورين بالتقاط صور لها وقتها، أيضًا، أما في جنازة الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز فقد انفعلت النجمة درة على أحد الحضور بسبب محاولته لالتقاط صورة سيلفي معها دون علمها.
كيف حاولت نقابة الممثلين السيطرة على أزمة تصوير عزاءات وجنازات النجوم؟
نقابة المهن التمثيلية بمصر سبق وقد حاولت التغلب على الأزمات التي تواجه عزاءات وجنازات النجوم الراحلين، فقبل عامين أقامت مؤتمر صحفي مع أحد الشركات الشهيرة وذلك من أجل توقيع اتفاقية تهدف إلى تولي تلك الشركة تنظيم العديد من الجنازات والعزاءات الخاصة بالراحلين من الوسط الفني، ووقتها أكد أشرف زكي أن النجوم وأسرة المتوفي ووسائل الإعلام التي تأتي لتغطية الجنازات والعزاءات دائما ما تعاني بسبب وجود بعض الدخلاء الذين ليس لهم أي علاقة بالمتوفي، ولكنهم يصرون على حضور هذه المراسم، وهو ما جعل بعض المشاهير يعزفون عن حضور مثل هذه اللحظات ولا يستطيعون توديع أحبائهم.
وأكد أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية أن الشركة سوف تتولى كافة الإجراءات التي تلي مرحلة الوفاة، من استخراج التصاريح الخاصة بالدفن وإرسال كافة المعلومات الخاصة بالمراسم لجميع الحضور، وتنسيق الحجز الخاص بقاعات العزاء وغيرها من التفاصيل الأخرى، وهو ما يحقق حالة من الانضباط بنسبة كبيرة حتى تساعد الجميع على الحضور بأريحية دون التعرض لمضايقات.
وأكد أشرف زكي أنه تعرض لأكثر من موقف في عزاءات وجنازات مختلفة من قبل عدد من الحضور، وأوضح أن هذه المواقف كانت تنتهك حرمة المتوفي وهو ما دفعه لوضع ضوابط معينة لعدم حدوث أي مضايقات لأي شخص، وتم الاتفاق مع المجلس الأعلى للإعلام وبالتنسيق مع شركة SOKNA للتنظيم ونقابة المهن التمثيلية، على وضع ضوابط معينة يلتزم بها الصحفيين والحضور، ومن يخرج عن هذه الضوابط وقتها يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، وبالرغم من أن الأمر سار لفترة بشكل جيد إلا أن فوضى التصوير عادت من جديد.
ومؤخرًا وبعد أزمة جنازة صلاح السعدني خرجت نقابة الممثلين ببيان شدّد على أن الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين سيضع شروطاً لحضور مراسم الدفن أو الجنازات، يُتّفق عليها بين نقابتي المهن التمثيلية والصحفيين حتى لا تسيء القلّة لهذه المهنة العظيمة بحسب البيان، فيما ردت نقابة الصحفيين بمصر ببيان آخر ودعت إلى وقف تصوير الجنازات الخاصة بالمشاهير إلى حين وضع ضوابط تحمي حرمة الحياة الشخصية للمواطنين، وتحفظ كرامة الصحفيين وهيبتهم.
الصور من حسابات النجوم المذكورين على انستجرام وAFP.