الصمت الطويل بداية النهاية وهناك المزيد .. 5 أسباب للطلاق العاطفي وهذه أقوى علاماته
الطلاق العاطفي هو أحد أقسى وأصعب أنواع الطلاق، ويعني استمرارية الحياة الزوجية شكلًا أمام الآخرين حفاظًا على كيان الأسرة، وتوقفها ونهايتها موضوعًا، ولذلك يمكن تعريفه بأنه حالة حرمان عاطفي شديدة يعيشها كل من الزوجين بسبب اعتقادهما بأن استمرارية العلاقة على ذلك النحو حل يفيد الأطفال ومستقبلهم، وهو اعتقاد خاطئ للغاية. لأنه يجعل جميع الأطراف تحت ضغط نفسي شديد، ويحول الحياة الزوجية إلى قنبلة موقوتة تكاد تنفجر في أي وقت.
من أجل ذلك، وبسبب تفشي هذه الظاهرة بين نسبة كبيرة من الأزواج والزوجات، من الأهمية أن نوضح لكم اليوم علامات الطلاق العاطفي، وأسبابه وتأثيراته، وكيفية التغلب عليه من خلال ذكر أراء خبراء علم النفس والمختصين في محاولة جادة لتوعية الأزواج والزوجات بخطر الاستسلام لمسبباته وكل العوامل التي تؤدي إليه، لمساعدتهم على اتخاذ قرارات سليمة وصحية تعم بنفع كبير عليهم وعلى أطفالهم. سواء باتخاذ قرار الاستمرار في الزواج مع وضع خطة محكمة للإصلاح، وتضافر الجهود لتنفيذها، أو بانهاء الحياة الزوجية بالطلاق الرسمي بصورة محترمة ونبيلة وطيبة تضمن سلامة الأطفال النفسية وسعادتهما، وتضمن فرصة لكل من الزوجين لتحقيق السعادة مع شركاء آخرين، خصوصًأ مع فشلهما في تحقيقها معاً، لأن الأصل في الزواج ايجاد المودة والرحمة والسكينة والأمان ومن ثم تحقيق الشعور بالسعادة، وهو ما لا ولن يتحقق في ظل الاستسلام للطلاق العاطفي أو النفسي أو ما يعرف باسم الطلاق الصامت.
ما هي أسباب الطلاق العاطفي؟
تتعدد أسباب الطلاق العاطفي ومن أبرزها وأشدها خطورة على العلاقة بين الزوجين ما يلي:
-
انعدام التواصل
تقوم الحياة الزوجية المستقرة على التواصل وتبادل الحوار بين الزوجين، وانعدامه يجعلها هشة ضعيفة، واستمرارية انعدام التواصل يخلق فجوة كبيرة بينهما، ويتسبب في انفصالهما نفسيًا عن بعضهما البعض ما يؤدي إلى الطلاق العاطفي.
-
الاهمال العاطفي
يعد اهمال احتياجات الشريك العاطفية أحد أهم أسباب الطلاق العاطفي، وخصوصًا بعد فشل محاولات عدة للإصلاح من خلال لفت انتباه الشريك، وظهور حالة من عدم الاستقرار في المشاعر والعاطفة، وهي عوامل قوية تؤدي إلى حدوث الطلاق العاطفي
-
الملل الزوجي
الروتين والرتابة واستسلام الزوجين لهما يؤدي إلى حدوث الملل العدو اللدود للحياة الزوجية، الذي يؤدي بدوره إلى نفور الزوجين من بعضهما البعض، والتأثير على علاقتهما الخاصة، وعلى حياتهما الزوجية بشكل عميق.
-
ضياع الحميمية
الزواج علاقة شرعية سنها الله عز وجل على الرجل والمرأة ليسكن كل منهما إلى الآخر في مودة ورحمة وتحت مظلة الميثاق الغليظ، ومن هنا تظهر أهمية ممارسة العلاقة الحميمة بين الزوجين بانتظام لأنها تقرب بينهما وتعزز من الحميمية وتحقق التناغم والانسجام بينهما، وخصوصًا مع حرص كل منهما على نجاحها. وبتمكن الملل إليهما يحدث النفور وتتباعد مرات اللقاء الحميم، فتضييع الحميمية وتزيد الفجوة بين الزوجين، وتبدأ حالة قاسية من الحرمان ينتج عنها الطلاق العاطفي.
-
الضغوط والأعباء
أحيانًا، تؤدي ضغوط الحياة، وتراكم الأعباء، والمسؤوليات الضخمة إلى حدوث حالة من الارتباك في الحياة الزوجية، وتخيم مشاعر القلق والحزن على الزوجين، الأمر الذي يؤدي إلى الدخول في حالة انفصال نفسي بينهما تسبب حدوث الطلاق العاطفي.
ما هي علامات الطلاق العاطفي؟
تتعدد علامات الطلاق العاطفي، وهي تعد بمثابة مقياس لاختبار الطلاق العاطفي بحسب الدكتور أحمد عمارة استشاري الصحة النفسية بالطاقة الحيوية، ومن أبرزها ما يلي:
الصمت الطويل
الصمت الطويل يهدم جسور الود بين الزوجين وهو علامة قوية من علامات الطلاق العاطفي، لأنه يتسبب في غياب لغة الحوار بينهما ويجعل حياتهما باهتة ويفصل بينهما انفصالًا نفسيًا عميقًا.
الهجران
انفصال كل من الزوجين وعدم مشاركتهما كثير من التفاصيل معًا كالنوم في أوقات مختلفة، والنوم في أماكن منفصلة بدون اتفاق مسبق على ذلك، وتناولهما الطعام في أوقات مختلفة. ويعد الهجران صورة من صور النفور الزوجي وهو من علامات الطلاق العاطفي.
برود المشاعر
برود المشاعر وجمودها أحد علامات الطلاق العاطفي بين الزوجين الناتجة عن الاهمال العاطفي وعدم اشباع الاحتياجات العاطفية، ولذلك ينعدم شعورهما ببعضهما البعض وتخيم على حياتهما الزوجية سحابة باردة.
غياب اللمسات الحانية
اهمال اللمسات الحانية الطبيعية بين الزوجين خارج نطاق العلاقة الحميمة مثل لمس الأيدي والعناق والقبلات المرافقة للمواقف الانسانية والتفاصيل الدافئة التي تحدث خلال اليوم بين الزوجين من علامات الطلاق العاطفي، لأنها تعد بمثابة تقدير وتعبير عن الحب والمودة وهي مؤشر للمشاعر الحية الموجود بينهما وانعدامها يؤكد حدوث الانفصال النفسي والطلاق العاطفي.
انعدام التعبير عن المشاعر
من علامات الطلاق العاطفي اهمال التعبير عن المشاعر، وتوقف كل من الزوجين عن التعبير عن حبه ومشاعره تجاه الآخر، وعدم تأثرهما بالأحداث كما كان سابقًا، وذلك لاحتضار الحب والود.
النقد اللا ذع المستمر
النقد باستمرار أحد علامات الطلاق العاطفي بين الزوجين أو ما يعرف بالطلاق الصامت، وفيه ينتقد كل من الزوجين بعضهما البعض باستمرار، وليس فقط النقد بل يحدث تصيد للأخطاء في ما بينهما.
غياب المشاركة
غياب مشاركة كل من الزوجين في أنشطة متعددة في الحياة الزوجية كمشاهدة التلفاز، أو ممارسة أحد الألعاب المسلية كالشطرنج أو ما شابه، من علامات الطلاق العاطفي بين الزوجين، ولذلك يكونا بعيدان كل البعد عن بعضهما البعض رغما عن تواجدهما معًا في مكان واحد.
كيف تتغلب على الطلاق العاطفي؟
يتم التغلب على الطلاق العاطفي من خلال الالتزام بتطبيق ما يلي:
- اهتمام كل من الزوجين بمعرفة لغة الحب المفضلة عند كل منهما، وعزمهما على اتقانها والتعامل بها خلال مسيرة الزواج.
- تجنب التراكمات لأنها تزيد من المشاحنات وتجعل العلاقة بين الزوجين بمثابة قنبلة موقوتة.
- تجنب الخصام الطويل لأنه يؤدي إلى حدوث فجوة بين الزوجين، وتعزيز فضيلة التسامح في ما بينهما.
- ممارسة نشاطات متنوعة سويًا لأن تحدث تقاربً كبيرًا بين الزوجين
- الاهتمام بالتعبير عن المشاعر بالأفعال والكلام المعسول والمدح والإطراء.
- تفعيل تبادل قيم العطاء والتضحيات والاحترام والتقدير والامتنان في ما بين الزوجين.
- الحرص على ابتكار طرق جديدة للتواصل واقامة حوار هادف وبناء في ما بينهما.
- الحرص على تعزيز الحميمية من خلال الانتظام في ممارسة اللقاء الحميم والحرص على تلبية الاحتياجات العاطفية.
- محاربة الملل بعمل تغييرات دورية في كل تفاصيل الحياة الزوجية وعدم الاستسلام للرتابة وكسر الروتين بصفة دائمة.
- استشارة المختصين للحصول على نتائج أسرع للتغلب على الطلاق العاطفي وانقاذ الحياة الزوجية.
وختامًا، يجب على الزوجين الاهتمام بالتوعية الذاتية، وعدم التردد في حضور دورات تدريبية مع المختصين حول كيفية مواجهة الطلاق العاطفي، وكيفية توطيد العلاقة الزوجية، والأخذ بكل التوصيات التي لها أن تحقق سعادتهما.
مع تمنياتي القلبية لكل زوجين بسعادة دائمة ومودة لا تغيب،،،