قبيل انطلاقه.. تعرفوا على معرض "عطور الشرق" في محطته الدولية الأولى في الرياض برعاية وزارة الثقافة
تستعد العاصمة السعودية لإنطلاق معرض "عطور الشرق" في محطته الدولية الأولى، الذي ينظمه معهد العالم العربي في باريس، برعاية وزارة الثقافة السعودية، والذي يمثل رحلة غامرة لاستكشاف تاريخ العطور في العالم العربي، ويعد الحدث الأكبر الذي يجمع صناع العطور على مستوى الشرق الأوسط.. فلنتعرف على التفاصيل.
معرض "عطور الشرق" في محطته الدولية الأولى في الرياض برعاية وزارة الثقافة
يستضيف المتحف الوطني السعودي في الرياض معرض "عطور الشرق" في محطته الدولية الأولى، كأحد أبرز فعاليات وزارة الثقافة خلال شهر مايو الجاري، والذي سينطلق برعاية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، في 21 مايو الجاري ويستمر حتى 14 سبتمبر 2024 ، وذلك بالشراكة مع معهد العالم العربي في باريس، الذي ينظم سنويا عددا من المعارض المؤقتة التي تظهر ثراء وتنوع الإبداع في العالم العربي.
ويتيح معرض "عطور الشرق" الذي يستمر لما يقارب 4 أشهر، لزواره فرصة فريدة من نوعها لاكتشاف عطور الشرق وتاريخها، عبر جولة تجمع بين الأعمال القديمة والمعاصرة، بالإضافة إلى توفّر تجهيزات فريدة للروائح والعطور التي صُممت خصيصًا من قبل مصمّم العطور العالمي "كريستوفر شيلدريك"، وإتاحة الفرصة للزوار لاقتناء أفضل الروائح العطرية حول العالم، باحتوائه على أفخر العطور والروائح العالمية والعربية وعلى العلامات التجارية الأكثر شهرة على مستوى الشرق الأوسط.
رحلة غامرة لاستكشاف تاريخ العطور في العالم العربي
يقدّم معرض عطور الشرق رحلة غامرة لاستكشاف تاريخ العلاقة الوثيقة بين العالم العربي والعطور، مسلّطاً الضوء على روائح الشرق المميّزة وعلى التقاليد العربية التي منحت العطر دوره الاجتماعي، ويحتضن مجموعة فنية فريدة من أكثر من 200 قطعة أثرية وعمل فني معاصر تروي بمجملها تاريخ العلاقة الوثيقة والأزلية بين العالم العربي والعطور.
كما يقدّم المعرض للزوّار فرصة للتجوّل في فضاءات متنوعة تبدأ في المساحات الطبيعية ثم تنقلهم إلى شوارع المدينة ومنها إلى داخل المنزل، لاستكشاف تاريخ العطور وممارساتها في الماضي والحاضر، وأهميتها في الثقافة والتقاليد الاجتماعية الشرقية، وحرصاً على تقديم تجربة غامرة للزوار، صُمّم مسار المعرض بشكل يراعي التوازن عند التقاء حاستَي الشمّ والبصر، حيث تطلق الأجهزة المبتكرة عطوراً تأخذ الزائر للانغماس في عالم من الروائح التي صنعها مصمّم العطور العالمي كريستوفر شيلدريك خصيصاً للمعرض.
وتأتي إقامة المعرض ضمن جهود المتحف الوطني السعودي للاحتفاء بالتراث الثقافي السعودي وثراء الحضارة العربية والإسلامية، ويسعى المتحف الوطني من خلاله إلى توفير تجربة تثقيفية وتعليمية للجمهور، حيث سيترافق المعرض مع مجموعة من ورش العمل والندوات المختلفة التي تسلّط الضوء على مكونّات العطور المختلفة، وتستكشف عملية صناعة العطور وتصميم عبواتها المختلفة.
"عطور الشرق" بصمة حية لثقافة قديمة ومتأصلة
يعد معرض "عطور الشرق" بصمة لا تزال حية لثقافة قديمة ومتأصلة، فما بين القطع الأثرية والأعمال الفنية، والروائح الثمينة والنادرة، وروائح الحواضر، وكذلك الاحتفالية الترحيبية في حرم المنزل العربي، يلقي المعرض الضوء على ثراء وتنوع ثقافة العطور في العالم العربي.. وذلك من خلال:
- القطع الأثرية والأعمال الفنية: 200 تحفة من مخطوطات ومنمنمات وأقمشة ولوحات وصور وتركيبات وأفلام، ومنها مبخرة الموصل (العراق) من مؤسسة ناصر د. خليلي للفن الاسلامي، ومدخنة الدوحة (قطر) من مجموعة الفنانة عائشة السويدي، وتحف أثرية من القرون الأولى، ولوحة قطاف الورد في أعالي جبال الأطلس في المغرب، هذا بالإضافة إلى مواد خام تدخل في صناعة العطور، تحكي أهمية الروائح والمراهم والزيوت والبلسمات والماء والدخان في العادات الثقافية والاجتماعية والشخصية في العالم العربي، ويعبّر حوارها في ما بينها عن مدى انتشار العطر في التقاليد العربية وكيف لا يزال يخترق الحياة اليومية.
- الروائح الثمينة والنادرة: من الجزيرة العربية إلى الهند، ومن جزر إندونيسيا إلى أقاصي آسيا، يبدأ الزائر رحلته بالتعرف على أصل الروائح النادرة والثمينة التي أشتهر بها التجار العرب، منذ العصور القديمة، حيث لعبت الجزيرة العربية، وهي أرض اللبان والعنبر الأبيض والمر، دورًا رئيسيًا في تجارة العطور، ففيما نما الورد والزعفران والياسمين في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتم جمع مواد أولية أخرى من أقاصي آسيا، ظل أصل العنبر الأبيض والمسك غامضًا لفترة طويلة، مما أتاح للعرب التميّز في صناعة العطور.
- روائح الحواضر: تتضمن هذه الرحلة اكتشاف استخدامات العطر المتعددة في الفضاء العام، فنجد سوق العطّارين، الذين يحملون خبرة مرموقة، منذ اكتشاف علماء العرب التقطير في القرن التاسع ميلادي، والذي يقع في قلب الأسواق، على مسافة قريبة من المسجد الرئيسي، مما يدلّ على الدور الأساسي للعطور في طقوس التطهير الموصوفة في الإسلام وتلك التي تجري في الحمام، الذي يعتبر مكاناً رئيسياً للتواصل الاجتماعي، فهي فرصة لاستكشاف عناصر الاستمرارية والانفصال بين عصور قبل الإسلام والعالم الإسلامي، والعودة إلى مصر القديمة مثلاً، حيث كانت العطور تستخدم للتواصل مع الآلهة.
- في حرم المنزل العربي: يعد تعطير الضيوف جزءًا لا يتجزأ من الاحتفالية الترحيبية المهمة في الثقافة العربية في حرم المنازل العربية، حيث توجد رذاذات ماء الزهر والمبخرات في كل منزل، وترافق العطور مجموعة من طقوس الجاذبية.