لضمان سلامتكِ وسلامة طفلكِ أثناء الحمل: هذا ما يجب فعله لتجنب تسمم الحمل
كثيرةٌ هي المواضيع التي تهم صحة المرأة منذ سنٍ مبكر ووصولًا إلى مرحلةٍ متأخرة من العمر؛ وعديدةٌ هي المشاكل الصحية والأمراض التي قد تداهم النساء سواء وراثيًا أو جراء تغيَرٍ طارئ في حياتهنَ، كما هو الحال مع تسمم الحمل.
يحتفي العالم كل عام، بتاريخ 22 مايو، باليوم العالميلتسمم الحمل. ويهدف الأطباء وخبراء الصحة لتعريف النساء حول هذه المشكلة وزيادة الوعي به على مستوى العالم، والوقاية منها وعلاجها. ويُعدَ هذا الحدث السنوي بمثابة دعوةٍ عالمية لتعزيز الإجراء المطلوب لمكافحة تسمم الحمل، بحسب ما صرَحت لنا الدكتورة هالة منذر يونس، اختصاصية طب النساء والتوليد في مستشفى فقيه الجامعي بدبي.
ووفقًا للدكتورة يونس، تسمم الحمل هو حالةٌ تصيب المرأة أثناء فترة الحمل فقط؛وتتمثل بارتفاع ضغط الدم، وانتفاخ الوجه واليدين والقدمين، ووجود بروتين في البول، ما يدل على وجود مشكلةٍ في الكلى. وفي الحالات الشديدة قد يُسجل ارتفاع انزيمات الكبد ونقص الصفائح الدموية، وغالبًا ما يبدأ تسمم الحمل بعد 20 أسبوع من الحمل،وبشكلٍ خاص في أواخر الحمل.
لماذا اليوم العالمي لتسمم الحمل؟
شعار اليوم العالمي لهذه السنة هو "التوقع، المنع، الانتشار"؛ أي تسليط الضوء على بعض الخيارات التي يمكن أن تساعد في التنبؤ بالمريضات اللاتي قد يكنَ مُعرَضات لخطر الإصابة بتسمم الحمل.
هو تذكيرٌ بأهمية الكشف المبكر والتدخل في الوقت المناسب، والبحث المستمر لتحسين النتائج للنساء والأطفالالمتأثرين بهذه المضاعفات الخطيرة للحمل، تتابع الدكتورة يونس. مشيرةً إلى أن تسممالحمل يمكن أن يؤدي –في حال تُرك دون علاج– إلىمضاعفاتٍ خطيرة، وحتى مميتة، لكلٍ من الأم والطفل. مع الإشارة إلى أن ما يقرب من 76 ألف أم،و500 ألف طفل يموتون بسبب هذه المشكلة في جميع أنحاء العالم. فالارتفاع السريع في ضغط الدميمكن أن يؤدي إلى النوبات التشنجية والسكتة الدماغيةوفشل الأعضاء المتعددة ووفاة الأم و / أو الطفل، خاصةً إذا ما تطوَر إلى متلازمة HELLP(انحلال الدم، ارتفاع إنزيماتالكبد، وانخفاض الصفائح الدموية).
قد يحدث تسمم الحمل أيضًابعد ولادة الطفل خلال الستة أسابيع الأولى بعد الولادة، وهي حالةٌ تُعرف بإسم تسمم الحمل بعد الولادة.
كيف يتم الكشف عن تسمم الحمل؟
أدت الجهود البحثية التي بُذلت في العقد الماضي، الى اكتشافاتٍ مُثيرة قد تُقرَبنا من أسباب تسمم الحمل، وتحسَن التشخيص، بل وحتى التنبؤ الذي يُفضي بدوره إلى الوقاية. ولهذا ولدى جميع الحوامل اللاتي يتلقينَ رعاية ما قبلالولادة، يتم إجراء فحص تسمم الحمل بشكلٍ دوري؛ فتحديده مبكرًا يضمن تشخيصًا أسرع، ما يُوفر مراقبةًوثيقة وإدارةً فعالة للمرض.
بالإمكان اكتشاف تسمم الحمل في وقتٍ مبكر، من خلال بعض الاختبارات مثل فحص ضغط الدم، ومسح الدوبلر، وقياسات البروتين بين 11 إلى 14 أسبوعًا. وإذا أظهر الاختبار زيادةًفي المخاطر، يمكن التوصية بإجراء تغييراتٍ في النظام الغذائي ونمط الحياة، لتقليل خطر الإصابة بتسمم الحمل. وكلما تمَ التعرف على الخطر في وقت مبكر، كلما كان العلاجأكثر فعاليةً.
ويمكن لاختبار الدم الذي يُحلَل بروتينين مشيميين خلالالثلثين الثاني والثالث من الحمل، التنبؤ ببداية تسمم الحمل قبل 4أسابيع تقريبًا. وباستخدام هذه المعلومات، يمكن تخطيط مواعيد رعاية ما قبل الولادة بالتكرار المناسب، خاصةًللمريضات المُعرَضات لخطر الإصابة بالآتي:
- تسمم الحمل في سنٍ متأخرة أو في سنٍ أكبر للأم.
- السُمنة المفرطة.
- حالات الحمل المتعددة.
- الحمل الأولالذي تمَ عبر التلقيح الاصطناعي.
- فشل كلوي مزمن. حالة سابقة من ارتفاع ضغط الدم أو السكري أوأمراض الكلى أوالامراض المناعية.
ما هي التدابير الوقائية الواجب اتباعها لتجنب تسمم الحمل؟
تؤكد الدكتورة يونس على ضرورة حضور النساء الحوامل لجميع ماقبل الولادة، ومراقبة ضغط الدمٍ بشكل منتظم. ومن المهم استشارة طبيب أمراض النساء في حالة ظهور العلامات التحذيرية المحتملة كالصداع، عدم وضوح الرؤية، زيادة سريعة في الوزن (أكثر من 1 كجم في الأسبوع)، آلام في البطن أو المعدة، احتباس الماء بشكلٍ كبير فيالجسم الأرق، فضلًا عن الغثيان والتقيؤ.
ويعمد الأطباء المختصوة لإعطاء الأسبرين قبل الولادة للمريضات المُعرضَات لمخاطرعالية، على أمل تأخير أو منع ظهور تسمم الحمل. مع ضرورة أخذ مكملات الكالسيوم التي تساعد في الحد من خطر تسمم الحمل،كما تُقلَل من خطر الولادة المُبكرة والوفاةأو الإصابة بالأمراض الشديدة. ولا ننسى بالطبع، نشر الوعي وتوفير إمكانية الوصول إلى القابلات المُدربات طوال فترة ما قبل الولادة، والمخاض والولادة وفترة ما بعد الولادة، والتي يمكن أن تُحسَن نتائج الحمللجميع الأمهات، تضيف اختصاصية طب النساء والتوليد في مستشفى فقيه الجامعي بدبي؛ مع أهمية اتباع نظامٍ غذائي صحي والحفاظ على وزنٍ صحي.
وتختم قائلةً: "من خلال رفع مستوى الوعي وإعلام الآخرين بتفاصيلتسمم الحمل، يمكننا توفير التعليم الذي يتنبأ بالوقاية والانتشار."
خلاصة القول، إن تسمم الحمل يُعدَ من مضاعفات الحمل الخطيرة التي يمكن أن تُعرضكِ أنتِ وطفلك للخطر. وبمناسبة اليوم العالمي لتسمم الحمل، يُشدَد خبراء الصحة النسائية على كافة النساء الحوامل اللاتي يشعرن بأعراضٍ غير طبيعية أثناء فترة الحمل كالصداع وتشوش الرؤية وآلام البطن، بضرورة الاتصال بالطبيب فورًا.
وبما أنه لا توجد وسيلةٌ مضمونة للوقاية من تسمم الحمل، إلا أن اتباع بعض النصائح الغذائية والحياتية الصحية يُسهم في تقليل فرص حدوثه. فلا تتواني عزيزتي عن الالتزام بتوجيهات طبيبتك النسائية، لضمان سلامة حملكِ طيلة الأشهر التسعة والولادة المُيسَرة بإذن الله.