لغة جسد واعتمادك على الاتخصار والإيجاز مسارك الصحيح لتحسين مهاراتك التواصلية

المهارات التواصلية تضمّ تحت مظلتها عدّة مهارات لتعزيز ثقتك وطموحاتك .... اعتمديها بإتقان

رحاب عباس

تختلف عملية التواصل باختلاف الوسيلة المستخدمة؛ وبما أن مهارات التواصل أو الـ Communication Skills  هي القدرات التي نستخدمها عند تقديم أو تلقي مختلف أنواع المعلومات مثل إيصال الأفكار والمشاعر للأطراف الأخرى، أو التعبير عمّا يحدث من حولنّا.

لذا سنجد أن التواصل وجهًا لوجه يكون في الغالب أكثر صعوبة من التواصل عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني؛ ولكل طريقة مميزاتها ومهارات خاصة بها لابد من اكتسابها لإتقانكِ عملية التواصل الفعّال.

من هذا المنطلق، سنُطلعكِ على خطوات فعّالة لتحسين مهاراتكِ التواصلية بثقة وفعّالية، بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.

تحسين المهارات التواصلية مرتبط بهذا المعيار

وبحسب دكتور مصطفى، تضمّ مهارة الاتصال الفعّال تحت مظلتها عدّة مهارات تعمل معًا في سياقات ومواقف مختلفة، وهي بمثابة معيار جوهري لتحسين مهاراتك التواصلية بثقة وفعالية،  نذكر منها الآتي:

مهارة الاستماع الفعّال

مهارة الاستماع والانتباه الكامل أحد المهارات المطلوبة لتحسين المهارات التواصلية
مهارة الاستماع والانتباه الكامل أحد المهارات المطلوبة لتحسين المهارات التواصلية

تتمتع المرأة التي تمتلك مهارة الاستماع الفعّال بسمعة حسنة بين زملائها في الدراسة والعمل؛ نظرًا لاهتمامها بالاستمتاع إلى الآخرين والانتباه الكامل لهم أثناء الحديث.

مهارة نمط التواصل مع الآخرين

إرسال بريد إلكتروني أفضل الطرق للتواصل مع الأخرن وحصوصًا الأشخاص الجديدة
إرسال بريد إلكتروني أفضل الطرق للتواصل مع الأخرن وحصوصًا الأشخاص الجديدة

اختيار المرأة  الأسلوب وطريقة التواصل المناسبة بناءً على الشخص أو الأشخاص الذين يتواصلون معها أمر حتمي لتعزيز الثقة بين جميع الأطراف. فمثلاً، لو كنتِ طالبة جامعية وتودّين التواصل مع أحد الأساتذة في كليّتكِ ممّن لا تعرفيهم معرفة شخصية، في هذه الحالة، ستكون طريقتكِ الأنسب والأفضل للتواصل معهم، هي إرسال بريد إلكتروني بدلًا من  إرسالكِ رسالة على تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل: "فيسبوك أو واتساب، أو حتى رسالة هاتفية"؛ لذا قسّي على ذلك مختلف المواقف التي تحتاجين فيها إلى التواصل مع الآخرين.

مهارة اللطّف حليفتكِ

ثقتك بنفسكِ العالية أحد المهارات اللازمة لتحسين المهارات التواصلية
ثقتك بنفسكِ العالية أحد المهارات اللازمة لتحسين المهارات التواصلية

يُعبر لطّف المرأة عن جميع سلوكياتها الإيجابية - مهما كانت بسيطة- التي تقوم بها أثناء تواصلها مع الآخرين؛ كأن تسأل زميلتها عن حالها، أو تبتسم لها حينما تتحدّث إليها، أو تمتدح تصرفًا قامت به.

مهارة الثقة العالية بنفسكِ

يمّيل الناس غالبًا للتواصل والتعرّف على الأشخاص الذين يمتلكون ثقة عالية بأنفسهم، بل وينجذبون للأفكار التي يتمّ التعبير عنها بثقة حتى وإن لم تكن أفكارًا إبداعية، في حين قد يتجاهلون أفكارًا عبقرية، فقط لأن من قدّمها لم يكن يمتلك ثقة كافية بنفسه وبفكرته؛ لذا يجب على المرأة أن تتمتع بثقة عالية بنفسها لتعزيز أفكارها وطموحاتهاِ بخطوات ثابتة.

مهارة تلقي التغذية الراجعة وتقديمها

نبرو الصوت المناسبة أحد المهارات اللازمة لتحسين المهارات التواصلية
نبرو الصوت المناسبة أحد المهارات اللازمة لتحسين المهارات التواصلية

تمتّع الناجحات صاحبات مهارات التواصل الفعّالة بالقدرة على تقبّل ما يتمّ توجيهه لهن من نقد وتغذية راجعة. كما أنّهن لا يمتنعن عن تقديم النصائح والنقد البنّاء أيضًا للآخرين.

مهارة نبرّة الصوت المُناسبة

من المهم أن يكون صوت المرأة  واضحًا ومسموعًا عندما تتحدّث؛ حيث أن قدرتها على اختيار نبرة ودرجة الصوت المناسبة اعتمادًا على السياقات المختلفة، تُعدّ مهارة ضرورية لتحقيق تواصل فعّال. فقد يعبّر الصوت المرتفع في بعض المواقف عن الفظاظة وقلّة الاحترام، في حين يدل الصوت المُنخفض في مواقف أخرى عن الضعف وانعدام الثقة بالنفس. لذا لابد أن تحّسن المرأة  تمييز الجو العام السائد في المكان الذي تتواجد فيه وتختاري نبرة الصوت المُناسبة بناءً على ذلك.

مهارة فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم

لن تتمكّن المرأةمن تحقيق تواصل فعّال إن لم تكون قادرًة على تفهّم مشاعر الآخرين، والتعاطف معهم. لابدّ لكِ من فهم مشاعر الآخرين حتى تتمكّن من اختيار الكلمات المناسبة التي تردّ بها عليهم. فالتعاطف مع شخص يشعر بالحزن والإحباط، سيُسهم في إشعاره بالتحسن.

مهارة الاحترام المتبادل

المهارات التواصلية مرتبطة بالاحترام المتبادل
المهارات التواصلية مرتبطة بالاحترام المتبادل

إحدى أهمّ جوانب الاحترام تتمثّل في معرفة الوقت المناسب الذي تبدأ فيه المرأة بالحديث أو الردّ، سواءً كان ذلك أثناء التواصل مع شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص؛ إذ يعتبر إعطاء المجال للآخرين للحديث دون مقاطعتهم إحدى أهم مهارات التواصل المرتبطة بالاحترام والتي يجب أن تتمتع بها المرأةلتحسين المهارات التواصلية لديها.

مهارة فهم لغة الجسد

بما أن نسبة كبيرة من عملية التواصل تحدث عن طريق لغة الجسد. لذا تعتبر قراءة الإشارات غير اللفظية مهارة أساسية من مهارات التواصل الفعّال. وهنا لابدّ أن تكون المرأة  قادرة على فهم ما يقوله الشخص الذي أمامها بكلماته وما تعنيه الإشارات التي يقوم بها بجسده، كما يجب عليها أيضًا أن تعي تمامًا لغة جسدها، وتحرص على استخدامها بشكل مناسب ومتناسق مع حديثها بصفة عامة.

تحسين مهاراتك التواصلية سريعًا يتطلب إتباعكِ هذه الإرشادات

أكد دكتور مصطفى، أن رغبة كل امرأة في تطوير مهاراتها التواصلية بثقة وفعالية يجب أن تعتمد على الاختصار والايجاز في كلامها أو كتاباتها؛ وفيما يلي عدّة إرشادات عملية تساعدكِ على ذلك:

تخلصي من الحشو الزائد في كلامك

تخلصي من الحشو الزائد في الكلام لتحسين مهاراتك التواصلية
تخلصي من الحشو الزائد في الكلام لتحسين مهاراتك التواصلية

التواصل الفعّال يركّز على النوع بدلاً من الكمّ؛ لذا تخلّصي من الحشو الزائد في كلامكِ، وتجنّبي استخدام كلمات مثل: "بصراحة، يعني، مثلا"؛ أو الحشو الصوتي مثل: "ممم، هاه، هممم، اووه...الخ".

الصمّت لعدّة ثواني يجعل فكرتكِ أقوى

لا تتردّدي في استخدام الفواصل والاستراحات بدلًا من الحشو. حيث أن الصمت لعدّة ثوان أثناء الحديث يجعل فكرتكِ أقوى، ويمنح المستمع إليكِ وقتًا أكثر لفهم ما تقولينه.

استخدمي كلماتكِ بذكاء

استخدمي كلماتكِ بذكاء أثناء الحديث مع الآخرين لتحسين مهاراتك التواصلية
استخدمي كلماتكِ بذكاء أثناء الحديث مع الآخرين لتحسين مهاراتك التواصلية

استخدمي ما يُعرف بالـ conversational threading أيّ تفرّعات المحادثة، فكلّ جملة تقولينها، يمكن أن تتفرع إلى مواضيع جانبية تسهم في استمرار الحوار، وتحقيق تواصل فعال. وحتى تفهمي هذه الفكرة بشكل أفضل، ألقِ نظرة على الجملة التالية:"أعيش في العاصمة، لكن، لطالما رغبتُ في الانتقال إلى الضواحي، فأنا أعشق الطبيعة ولا أحب التواجد في المناطق المكتظّة بالسكان". يُمكن لهذه الجملة أن تتفرّع لعدّة مواضيع أخرى، إذ يسعّك مثلاً:

  • التحدّث عن وجهة نظركِ حول العيش في الضواحي.
  • التحدّث عن مدى حبكِ للطبيعة واستمتاعك بها.
  • التحدّث عن كونكِ شخصًا غير اجتماعي تفضّلين الهدوء والسكون.

لذا، فكّري دومًا بجمل تتيح لكِ التفرّع للحديث عن مواضيع جانبية، ممّا يتيح استمرار عملية التواصل وبالتالي جعلها أكثر فعالية.

تبادلّي الأسئلة لبناء حديث مثمر وهادف

تجنبي وضعية الاستمرار في طرح الاسئلة  واحعل حديثك متوازن  مع الطرف الآخر لتحسين مهاراتك التواصلية
تجنبي وضعية الاستمرار في طرح الاسئلة  واحعل حديثك متوازن  مع الطرف الآخر لتحسين مهاراتك التواصلية

وهنا تجنبي وضعية الاستمرار في طرح الأسئلة، دون أن تتيحي للشخص المقابل المجال ليطرح عليك أسئلته أيضًا، إنّك في هذه الحالة تطلبين معلومات من الطرف الآخر دون أن تشاركي معه أيّ تفاصيل عنكِ. وقد يكون الأمر معكوسًا فتكتفي بالإجابة عن أسئلة محدّثك دون أن تكلّفي نفسك عناء طرح أسئلة عليه، فلا تتيح له المجال للحديث عن نفسه.

ومن أجل تحسين المهارات التواصلية لديكِ، يجب عليكِ دومًا إتاحة المجال أمام الآخرين ليعبّروا عن أنفسهم،  وليكون الحوار متوازنًا بين الطرفين، وضمان تحقيق اتصال فعّال.

استخدمي جملًا مثبتة بدلًا من طرح الأسئلة

استخدمي جملًا مثبتة بدلًا من طرح الأسئلة سواءً في حدبثك أو كتاباتك لتحسين المهارات التواصلية لديكِ
استخدمي جملًا مثبتة بدلًا من طرح الأسئلة سواءً في حدبثك أو كتاباتك لتحسين المهارات التواصلية لديكِ

صحيح أن طرح الأسئلة قد يكون الطريقة الأسهل لتحسين المهارات التوصلية بصفة عامة؛ إلا أن استخدام الجمل المثبتة يؤدي إلى تحقيق تواصل ذو جودة أفضل. يُمكنكِ أن تقولي لأحدهم مثلاً: "تبدو لي شخصًا إيجابيًا، أعتقد أن هنالك الكثير من النقاط المشتركة بيننا". ويمكن للشخص الذي أمامكِ أن يردّ بعدّة إجابات تؤدي إلى تطوّر الحوار، فقد يقول واحدة مما يلي:

"أنتِ مخطئة، فأنا شخص سلبي للغاية، وكثيرًا ما تراودني أفكار محبطة وسيئة.، أو "أنتِ مخطئة، لكن ما الذي جعلك تفكّرين في أنني شخص إيجابي؟". وهنا يمكنكِ الرد بهذا الأسلوب "إنّك محق تمامًا، أنا أحب الإيجابية والتفاؤل، وأسعى لنشرها من حولي أيضًا، كيف عرفتَ أني كذلك؟".

شعورك بالسعادة أثناء تعاملكِ مع الآخرين هو هدفنا لذا لا تتردي في اتقان المهارات التواصلية المقدمة واتباعك الإرشادات كأسلوب حياة
شعورك بالسعادة أثناء تعاملكِ مع الآخرين هو هدفنا لذا لا تتردي في اتقان المهارات التواصلية المقدمة واتباعك الإرشادات كأسلوب حياة

وهنا ستلاحظين أن الإجابات المختلفة السابقة، قد أصبحت مقدّمة لحوار أعمق وأطول مع هذا الشخص، في حين أنّكِ لو طرحت سؤالًا بدلًا من ذلك، فربما كنت ستحصل على إجابة واحدة مختصرة تنهي الحوار في الحال.

وأخيرًا، قدمنا لكِ أهم الخطوات والإرشادات الهادفة، والتي ستُساهم في تحسين مهاراتك التواصلية، لتغيير مسار حياتك للأفضل، فلا تتردي في اعتمدها في جميع أموركِ الشخصية والمهنية من دون استثناء.