تحدث شراهة الأكل بسبب عوامل نفسية وبيئية تحفز عليها ويجب استشارة الطبيب بشأنها

لا توجد أسباب.. وهذه هي العوامل التي تؤدي إلى شراهة الأكل

ريهام كامل

شراهة الأكل أو ما يعرف باضطراب نهم الطعام هي حالة صحية خطيرة تستوجب استشارة المختصين على الفور للحد من المخاطر الصحية الجسدية والنفسية المترتبة عليها، وهي حالة تصيب نسبة ليست قليلة من الأشخاص باختلاف درجاتها، ولها عوامل أساسية تساهم في حدوثها بشكل لافت وقوي متى تحققت.

من أجل ذلك، ولأهمية هذا الموضوع، نقدم اليوم أهم الأسئلة الشائعة المتعلقة بشراهة الأكل أو اضطراب نهم الطعام في محاولة لتوضيح خطورتها وتوجيه من يعانون منها كبارًا وصغارًا.

ما هو اضطراب نهم الطعام؟

شراهة الأكل أو اضطراب نهم الطعام (Binge Eating Disorder) هو حالة نفسية يتميز فيها الشخص بنوبات متكررة من الأكل بشكل مفرط مع فقدان السيطرة على تناول الطعام. وخلال هذه النوبات، يأكل الشخص كمية كبيرة من الطعام في فترة زمنية قصيرة دون الشعور بالجوع أو ودون الحاجة إلى تناول الطعام من الأساس. وغالبًا ما يرافقها الشعور بالذنب أو الحزن أو الاشمئزاز من نفسه. بعدها تظهر أعراض معينة كما سيلي ذكره أدناه.

وبتوضيح أكبر يرتكز اضطراب نهم الطعام على ما يلي:

  1. نوبات متكررة من النهم يتم فيها تناول كمية كبيرة من الطعام في فترة زمنية قصيرة (عادة خلال ساعتين).
  2. الشعور بفقدان السيطرة على الأكل أثناء النوبة كانعدام القدرة على التوقف عن الأكل أو حتى التحكم في كميته.
  3. الشعور بمشاعر سلبية بعد النوبة وأحيانًا يصل الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب.
  4. استخدام سلوكيات تعويضية كالقيء العمد أو استخدام الملينات أو الإفراط في ممارسة الرياضة وذلك بهدف التخلص من السعرات التي تم تناولها حتى يرتاح الضمير ويتخلص الشخص المصاب بشراهة الأكل أو اضطراب نهم الطعام من الشعور الملح بالذنب.

ما هي أعراض شراهة الأكل واضطراب نهم الطعام؟

شراهة الأكل هي نفسها اضطراب نهم الطعام ولها مخاطر كبيرة

بحسب مايو كلينك تختلف أعراض اضطراب نهم الطعام بحسب حالة الشخص المصاب، ومن أبرزها ما يلي:

  1. الأكل بسرعة أكبر من المعتاد وبشكل شره للغاية.
  2. تناول الطعام حتى الشعور بالامتلاء بشكل غير مريح.
  3. تناول كميات كبيرة من الطعام عندما لا يكون الشخص جائعًا جسديًا.
  4. تناول الطعام بمفرده بسبب الشعور بالحرج من كمية الطعام التي يتم تناولها.
  5. الشعور بالحزن أو الاكتئاب أو الذنب بعد النوبة.
  6. تناول الطعام حتى رغم الشبع أو عدم الشعور بالجوع.

ما هي أسباب اضطراب نهم الطعام وشراهة الأكل؟

لا توجد أسباب معينة ولكن في ما يلي ذكر لبعض العوامل التي تقف وراء إصابة البعض باضطراب نهم الطعام وشراهة الأكل، وهذه العوامل بحسب ما يو كلينك كما يلي:

عوامل نفسية

مثل معاناة الشخص من مشاعر التوتر أو الحزن أو القلق، ويمكن أن تكون مرتبطة بالاكتئاب واضطرابات القلق.

عوامل بيولوجية

قد يكون للوراثة دورًا كبيرًا في شراهة الأكل والإصابة باضطراب نهم الطعام، وقد يكون السبب حدوث اختلالات في كيمياء الدماغ تساهم في الإصابة بالشراهة في الأكل.

عوامل بيئية

تتعدد العوامل البيئية التي تساهم في الإصابة باضطراب نهم الطعام أو شراهة الأكل مثل الضغوط الاجتماعية والثقافية المتعلقة بالجسم والمظهر، والتعرض لمواقف مؤلمة أو ضغوط حياتية كبيرة تصيب الشخص بالإحباط مسببة شراهته في تناول الأكل. كما أن العوامل البيئة المحيطة بالشخص المصاب من الممكن أن تتمثل في ما يلي:

  1. انعدام الشعور بالراحة أو عدم الاستمتاع بالحياة بشكل يحقق بعض الرفاهية له
  2. المعاناة من ضغوط العمل ومشاكله.
  3. أعباء ومشاكل الحياة الشخصية أو المرور بمواقف اجتماعية صعبة ومحزنة.
  4. الشعور العزلة وزيادة الرغبة في الانعزال اجتماعيًا عن الآخرين.
  5. زيادة الوزن بشكل لافت.

ما هو علاج اضطراب نهم الطعام؟

يبدأ العلاج من خلال محاور أساسية مثل:

العلاج النفسي ويشمل:

  1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد في تحديد وتغيير الأفكار والسلوكيات السلبية المتعلقة بالطعام والأكل.
  2. العلاج السلوكي الجدلي (DBT): يساعد في تعلم تقنيات للتعامل مع الضغوط وتحسين التحكم في الانفعالات.

العلاج بالأدوية ويشمل:

  1. بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب قد تساعد في تقليل أعراض نهم الطعام.
  2. العلاج الغذائي: العمل مع اختصاصي تغذية لوضع خطة غذائية متوازنة تساعد في التحكم في نوبات النهم.

الدعم ودور المجموعات الداعمة ويشمل:

  1. المشاركة في مجموعات دعم يمكن أن يوفر الدعم العاطفي والمشاركة في تجارب مماثلة.
  2. من المهم أن يحصل الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نهم الطعام على الدعم والمساعدة المناسبة لتحسين صحتهم النفسية والجسدية.

متى تزور الطبيب؟

عند المعاناة من أي من أعراض اضطراب نهم الطعام أو شراهة الأكل، يجب عدم التردد في طلب الرعاية الطبية في أقرب وقت ممكن، والتواصل مع اختصاصي الرعاية الصحية أو أخصائي صحة نفسية للتحدث عن المشاعر التي يشعر بها المصاب بارتياحية في محاولة للوصول إلى حل رادع لهذه المشكلة الخطيرة تجنبًا لآثار سلبية قد تودي بالحياة في بعض الحالات إذا لم تؤخذ الأعراض على محمل الجد وتأخر علاجها.

وختامًا، يجب عدم إهمال استشارة المختص في الوقت المناسب عند ظهور أعراض اضطراب نهم الطعام أو شراهة الأكل تجنبًا للمرور بمخاطر صحية جسدية ونفسية خطيرة. يمكن البدء باللجوء إلى شخص مقرب يمكن الوثوق به والحديث معه دون خطر للاستعانة به تمهيدًا لاستشارة المختصين.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية،،،