الموضة بلا حدود... Journey AROUND THE WORLD
ليس لعالم الموضة حدود، بل تمتد أشكالها وهوياتها المتعددة في كل أرجاء الكوكب. أتت التصاميم والأساليب والإطلالات والقطع المختلفة والواضحة المعالم من مناطق معينة، وتطوّرت وانتقلت إلى أماكن أخرى، لذلك من المثير للاهتمام أن نرى كيف أدّت الثقافة الحديثة والعولمة إلى امتلاك كل منطقة هويتها الخاصة الفريدة التي نتعرّف إليها حالما نراها.
U A E
تلخّص الملابس المحتشمة والأزياء الراقية الفاخرة ما يقدّمه المصممون المزدهرون في مشهد الموضة الإماراتي. إن المقاربة المعاصرة التي تتناول فيها "فايزة بوقصة" مفهوم الأناقة الأنثوية للمرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واضحة وجلية في علامتها التي تتّخذ من دبي مقرّا لها. قصاتها الشهيرة وما يزيّنها من تفاصيل جميلة جعلت "بوقصة" علامة العصر، خصوصا في هذه المنطقة. وقد حققت المصممة "ديما عياد" بدورها نجاحا نجوميا مع قطع متعددة الوظائف تنضح بأناقة متجاوزة لحدود الزمن، وأثبتت أنها الخيار المثالي للمرأة العربية التي تريد رشّة بسيطة من الإلهام الغربي في إطلالتها. فساتين "زهير مراد" المزخرفة تعكس سحر الأزياء العربية بتألّقها وروعتها والأسلوب الإبداعي الذي صار توقيعا للمصمم اللبناني. في كل موسم، ينسج "زهير مراد" خيوط عالم برّاق تتراقص فيه التفاصيل الدقيقة على أنغام ألحان رومانسية دراماتيكية، فتحملنا مجموعات أزيائه الراقية في ثوان إلى مكان آخر، إلى مكان لا ينسى جذوره وإرثه أبدا.
SOUTH AMERICA
أما مع المصممة "جوهانا أورتيز" الفخورة بجذورها الأمريكية الجنوبية، فتشكّل ثقافتها الكولومبية أساسا قويا لكل المجموعات التي قدّمتها حتى اليوم، وجمعت فيها القصات التي نربطها بأمريكا اللاتينية مع النقشات والرسوم والطبعات الجريئة والغنية الألوان.
NORTH AMERICA
إن الإطلالات غير المتكلّفة والمدرسيّة الإلهام في أمريكا الشمالية بعيدة كل البعد عن الأجواء الأمريكية الجنوبية. نرى عادة قطعا كلاسيكية سهلة الارتداء والتنسيق ومطعّمة بلمسات رياضية في مجموعات المصممين الأمريكيين، مثل "تومي هيلفيغر" و"رالف لورين"، وأصبحت شعاراتهم ورموزهم وجمالياتهم المعروفة هوية واضحة للشابّة التي تعتمد إطلالة "بريبي".
EUROPE
إن باريس مركز للموضة والفخامة منذ القرن السابع عشر، حين كان البلاط الفرنسي يحدّد صيحات الأزياء والفن والثقافة. وقد أسهمت في صياغة إرث أزيائها أسماء أيقونية، مثل
"كوكو شانيل"، و"كريستيان ديور"، و"إيف سان لوران"، وغيرهم الكثير. وعلقت في أذهاننا على مرّ السنين فكرة محددة عن المرأة الباريسية، وهي امرأة أنيقة ومثقّفة وأنيقة، وتحيط بها هالة الأنوثة الراقية. وظهرت إيطاليا شبيهة بباريس، ولكن على طريقتها. من "فرساتشي" إلى "برادا" والثنائي الديناميكي والمرح خلف "دولتشي أند غابانا"، تنبض إطلالة المرأة الإيطالية برقيّ قوي تصعب مضاهاته. ولا يمكننا سوى أن نذكر النظارات الشمسية الداكنة والإكسسوارات المترفة والمميزة التي تعطي الأزياء الأوروبية أناقة بسيطة وغير صارخة أبدا.
UNITED KINGDOM
إن الأشكال الكلاسيكية الخالدة المأخوذة من تاريخ الخياطة الإنجليزية تشكّل أساس الأزياء البريطانية. لندن، التي اكتسبت عن جدارة مكانتها بين عواصم الموضة العالمية الأيقونية، هي مقر بعض الدور والمصممين الأكثر نجاحا، مثل "بربري"
و" فيفيين ويستوود" و" ألكساندر ماكوين" . وبفضل تأثير الأسرة المالكة، تتباهى المدينة بخياطتها المتقنة وبراعتها في صنع الأحذية وحرفها اليدوية المتفوقة. المبدعة الصريحة وغير التقليدية "فيفيين ويستوود" أحضرت أسلوب البانك إلى عالم الموضة؛ ومهّد إبداع "ماكوين" الطريق أمام التصاميم التجريبية التي تغرّد خارج السرب، وهو إرث لا يزال مستمرا باسمه. وللمناخ البريطاني الممطر والمتقلّب، بصمة على مجموعات دار "بربري"، التي صار معطفها الكلاسيكي المقاوم للماء والمطبّع على بطانته بنقشتها المربّعة، رمزا لهوية الأزياء البريطانية.