الشعور بالذنب ليس دليلًا عليه .. علامات ندم الشريك بعد الخيانة
لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن دائمًا، فقد يتغير الحال بين ليلة وضحاها، وقد يحدث شرخ ما في العلاقة بين الشريكين بسبب تعرض أحدهما للغش أو الخداع أو لأي شكل من أشكال الخيانة. فقد يظن بعض الأزواج أن حدوث ذلك يعني النهاية في حين أن البعض الآخر يمضي في مسيرة الحياة الزوجية رغم الألم والأسى لاعتبارات عديدة أهمها الرغبة في الحفاظ على كيانها ومستقبل الأطفال إن وجد. وقد تكون هناك أسباب أخرى وراء ذلك تختلف بحسب كل حالة.
والحقيقة أن حديثنا اليوم لا يدور حول قرار الطرف الذي تعرض للخيانة الزوجية لأن لكل حالة ظروفها ووقائعها الخاصة بها هي فقط، ولكنه يتضمن نقاط أهم للذين قرروا الاستمرار في الحياة الزوجية بعد التعرض للخيانة في ما يتعلق بأهم العلامات التي قد تحفزهم على التسامح مع شركائهم، والاتحاد لبناء الثقة من جديد لترميم حياتهم الزوجية وتحقيق استقرارها. وهي علامات تتعلق بندم الشريك الخائن، تُرى ما هي هذه العلامات؟
بداية وقبل معرفة العلامات التي تدل حقًا على ندم الشريك الخائن بعد ارتكاب فعل الخيانة، ثمة أمر هام يجب أن نوضحه ألا وهو أنه يجب التأكد من أن ما يشعر به الشريك ندمًا وليس مجرد شعور بالذنب، لأن الفارق كبير بينهما، ماهو؟
الفرق بين الندم والشعور بالذنب بعد الخيانة
يتمثل الفرق بين الندم والشعور بالذنب في أن الأول يعني التعاطف أو الاحساس بما ألم بالطرف الآخر بسبب الفعل السيء الصادر منه (الخيانة في هذه الحالة) أما الشعور بالذنب لا تتوافر فيه جزئية التعاطف أو الشعور بالضرر الواقع على الطرف الآخر.
مثال: قد يقع زوج في بئر الخيانة وقد يلازمه الشعور بالندم على ما كان منه، والندم في هذه الحالة يعني شعوره بحزن وألم وخيبة زوجته، وممارسة التعاطف معها، في حين أن نجد زوج آخر يشعر بالذنب حيال ما فعل ولكنه لا يتعاطف بأي شكل من الأشكال مع زوجته، ولذلك الفارق كبير بينهما.
كما أن تأكد الزوجة هنا من شعور زوجها بالندم، وتأكدها من ذلك يساهم في قبولها اعتذاره واستمرارها في مسيرة الحياة الزوجية لأنه يدل على عزمه على التوبة وعدم فعل هذا الخطأ مرة أخرى.
علامات الشعور بالندم عند الشريك الخائن
إذا ندم الشريك على خيانته لشريك حياته، فإن ذلك يعني أنه يشعر بالألم لإيذاء شريكه وما ألم به بسببه، ومن علامات ذلك
- تقديم الاعتذار للشريك بكل الطرق وممارسة التعاطف معه على نطاق واسع، وهذا الاعتذار يكون مباشرًا وصادقًا.
- حرص الشريك الخائن على فعل ما بوسعة لإزالة آثار خيانته على شريكه بأفعال تعد بمثابة طبطبة منه على شريكه.
- اهتمام الشريك بمشاعر شريكه وما شعر به من مشاعر سلبية بعد تعرضه للخيانة، وذلك لشعوره بالمسؤولية عن ارتكابه لهذا الفعل في حقه.
- استعداد الشريك الخائن لفعل كل ما له أن يزيل آثار الخيانة من علاقته بشريك حياته.
- تحمل الشريك مشاعر شريكه السلبية نحوه واحترام ما يمر به لأنه هو من تسبب في حدوث الفجوة وحدوث ذلك.
- الصبر ومنح الشريك الوقت الكافي له للتعافي من الخيانة وزيادة الاهتمام به خلال هذه الفترة لتسهيل عملية التعافي معه من خلال فعل أفعال طيبة وكريمة وجيدة معه\
علامات تدل على عدم ندم الشريك بعد الخيانة
في حالات أخرى لا يشعر الشريك الخائن بخيانته لشريكه، ومن العلامات التي تدل على عدم ندم الشريك بعد الخيانة ما يلي:
- إلقاء اللوم على الطرف الآخر.
- عدم التعاطف مع الطرف الآخر واهمال ما ترتب على خيانته.
- شعوره بالذنب فقط مع نفسه فقط وعدم إظهار ذلك لشريكه.
- عدم اعتذاره وتكبره على الاعتراف بالخطأ.
- التعامل مع شريكه دون أخذ ما فعله به في الاعتبار واهمال مشاعره.
- توقع عودة المياه إلى مجاريها بسرعة وكأن شيئًا لم يحدث.
لذلك، وأن تبين عدم شعور الشريك الخائن بالندم على بدر منه في حق شريكه فإن ذلك يعني يُلقى بالمسؤولية على الشريك الضحية لأنه يجب أن يفكر مرارًا وتكرارًا لأنه من السهل جدًا أن يتعرض مرة أخرى لنفس المأساة وبكل تفاصيلها المؤلمة.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي برأيكم متى يمكن مسامحة الشريك على الخيانة؟ وما هي الأمور التي تجعل الكفة راجعة في قبول اعتذاره؟