اكتشفي سحر بروفانس الفرنسية ورحلة بين زهور اللافندر وسحر العصور الوسطى

تقع بروفانس في جنوب شرق فرنسا، وتعتبر السياحة في بروفانس الفرنسية من أكثر الأنشطة السياحية جاذبية وسحراً في البلاد، حيث تجمع بين أناقة الريفييرا الفرنسية وسحر القرى القديمة، وتمنحك الإقامة هنا تجربة غنية بالتنوع، وتناغماً بين الفخامة والتاريخ والطبيعة من الشوارع الأنيقة إلى أجواء العصور الوسطى، ومن التلال المغطاة بكروم العنب المشرقة إلى القلاع التاريخية التي تعلو القرى.

وتتيح السياحة في بروفانس الفرنسية مجموعة متنوعة من التجارب التي تلبي مختلف الأذواق، حيث تعد بروفانس وجهة مميزة لكل من يبحث عن عطلة لا تُنسى، مما يتيح للزوار فرصة الاستمتاع بأسلوب حياة مترف وسط أجواء تاريخية أصيلة.

ونتعرف اليوم على مجموعة من أبرز وجهات السياحة في بروفانس الفرنسية والتي تقدم كل منها لمحة خاصة عن جوهر هذه المنطقة الجذاب والتاريخي..

إيكس أون بروفانس

تُعد إيكس أون بروفانس نموذجاً للأناقة العتيقة، فهذه المدينة التاريخية التي كانت في السابق عاصمة بروفانس، تشتهر بالهندسة المعمارية الرائعة وشوارعها المظللة بالأشجار وثقافتها الغنية، وعند التجول في شوارع إيكس ستشعرين وكأنك تعودين بالزمن إلى عصور مضت، حيث تصطف الأزقة الضيقة المرصوفة بالحجارة والمباني التي تعود للقرن السابع عشر، كما يمكنك زيارة كور ميرابو الشارع الرئيسي في المدينة، والمحاط بالأشجار ويزدان بالمقاهي والمحلات الساحرة وهو المكان المثالي للاستمتاع بفنجان من القهوة في أجواء راقية.

وإيكس أون بروفانس ليست فقط مدينة جميلة بل هي أيضاً مركزاً للتراث الفني، فقد كانت هذه المدينة مسقط رأس الرسام الشهير بول سيزان حيث يمكن للزوار استكشاف متحف أتيليه سيزان الذي كان مرسمه الشخصي، كما يعرض متحف جرانيت مجموعة متميزة من لوحات سيزان، إلى جانب أعمال لفنانين آخرين مرموقين.

أفينيون

أفينيون مدينة تاريخية بامتياز وقد كانت في القرن الرابع عشر مقراً للبابوية، حيث يسيطر قصر البابوات الضخم على مشهد المدينة، ويعد شاهداً على النفوذ الديني والسياسي الكبير الذي كانت تتمتع به في العصور الوسطى، كما يُعتبر هذا الحصن القوطي أحد أكبر وأهم المباني التاريخية في أوروبا، ويمكنك استكشاف قاعاته الشاسعة ذات التفاصيل المعمارية الرائعة، مثل الجداريات والقاعات الكبرى والممرات السرية.

والجاذبية التاريخية لأفينيون تتجسد في عدة مناطق، فالمدينة القديمة تحتفظ بسحرها الخاص الذي يعود إلى القرون الوسطى، فهناك جسر سانت بينيزيت المعروف أيضاً باسم جسر أفينيون، ويعتبر من المعالم البارزة في المدينة ويمتد تاريخه إلى القرن الثاني عشر، ولا يفوتك الاستمتاع بالتجوال في شوارع أفينيون الضيقة، حيث تصطف المباني القديمة والمحلات الصغيرة.

ورغم الأهمية التاريخية الكبيرة للمدينة، إلا أنها تتمتع أيضاً بجاذبية ثقافية وفنية خاصة، خاصة خلال مهرجان أفينيون السنوي، الذي يضفي على المدينة طابعاً احتفالياً من خلال عروض المسرح والموسيقى والرقص، ويجذب إليه الفنانين وعشاق الثقافة من كل أنحاء العالم، حيث تعد أفنيون من أبرز وجهات السياحة في بروفانس الفرنسية.

سانت ريمي دي بروفانس

تُعد سانت ريمي دي بروفانس نموذجًا مثاليًا للمدينة البروفنسية التي تجمع بين سحر الماضي وروعة الأناقة الحديثة، حيث تحيط بها التلال الخضراء وبساتين الزيتون، وتشتهر المدينة بمبانيها وهندستها المعمارية الجميلة من عصر النهضة وأسواقها النابضة بالحياة وتراثها الفني.

وأحد أشهر سكان سانت ريمي كان الرسام الهولندي فينسنت فان جوخ الذي أنجز العديد من أعماله الأكثر شهرة خلال إقامته في مصحة سانت بول دي موسول في هذه المدينة، واليوم يمكن للزوار متابعة خطى فان جوخ عبر مسار يحمل اسمه يأخذهم إلى المواقع التي ألهمت لوحاته، بما في ذلك لوحته الشهيرة ليلة النجوم.

وإلى جانب ارتباطها بالفن فإن سانت ريمي دي بروفانس تتمتع بتراث تاريخي يعود إلى العصر الروماني، ويوفر موقع جلام الأثري القريب نظرة على ماضي المدينة القديم، حيث يمكن استكشاف الآثار الرومانية المحفوظة جيدًا مثل القوس التذكاري والمقبرة، كما تعكس سانت ريمي دي بروفانس طابعًا عصريًا وأنيقًا، حيث تجدين فيها البوتيكات الفاخرة والمطاعم الراقية والفنادق الفخمة.

غورد

تقع قرية غورد على حافة هضبة فوكليس وتُعد واحدة من أجمل وجهات السياحة في بروفانس الفرنسية، وتتميز هذه القرية الجبلية بأزقتها الضيقة و شوارعها المرصوفة بالحصى ومنازلها الحجرية القديمة وتقدم مناظر خلابة للريف المحيط المليء بمزارع العنب وبساتين الزيتون وحقول اللافندر، وغورد تُجسد السحر الفرنسي بأبهى صوره، حيث تتألق بطبيعتها الخلابة وعمارتها التاريخية التي ظلت محفوظة على حالها منذ قرون عديدة.

ومركز القرية يتوج بقلعة شاتو دي غورد وهي حصن يعود للقرن السادس عشر، ويحتوي الآن على متحف ويستضيف العديد من الفعاليات الثقافية على مدار العام، وتستضيف القرية عدة فنادق ومطاعم فاخرة ومتاجر راقية، مما يجعلها وجهة مفضلة لعشاق السياحة في بروفانس الفرنسية، وعلى الرغم من شعبيتها الكبيرة إلا أن غورد نجحت في الحفاظ على طابعها الأصيل، حيث يُقام سوق أسبوعي يتيح للزوار تذوق المنتجات المحلية والحرف اليدوية.

لي بو دي بروفانس

تقع قرية لي بو دي بروفانس على قمة صخرة في جبال الألبيل وتعد واحدة من أكثر المواقع جذباً لعشاق السياحة في بروفانس الفرنسية ، وتتميز هذه القرية المحصنة بأزقتها المتعرجة ومنازلها الحجرية القديمة، والإطلالات الساحرة على الريف المحيط، مما يجعلها تبدو وكأنها مكان خارج الزمن.

وتهيمن على القرية بقايا قلعة تاريخية وهي شاتو دي بو التي توفر مناظر بانورامية مذهلة تمتد إلى ما وراء جبال الألبيل، ويمكنك استكشاف أطلال القلعة بجدرانها الضخمة وأبراجها الشاهقة للاستمتاع بمغامرة من العصور الوسطى، كما تضم القرية العديد من المعارض الفنية وتستضيف فعاليات ثقافية متنوعة على مدار العام، مثل حفلات الموسيقى الكلاسيكية ومعارض الفن.

روسيون

تتميز قرية روسيون بجمالها الفريد في بروفانس، حيث تعرف بمنحدراتها الحمراء والبرتقالية ومبانيها الملونة، وهذا المشهد الفريد هو نتيجة لترسبات الأوكر التي تم استخراجها هنا لعدة قرون، مما أعطى القرية لوحتها اللونية المميزة، والتجول في روسيون يشبه السير في لوحة فنية، حيث تتناغم المنازل الملونة والشوارع المتعرجة مع الإطلالات المذهلة على الريف المحيط.

وتقع القرية في قلب منطقة لوبيرون المعروفة بجمالها الطبيعي وقراها الساحرة، لكن روسيون تتميز بخصائصها الجيولوجية الفريدة وأجوائها الفنية، وعلى الرغم من صغر حجمها إلا أن روسيون تمتلك جاذبية خاصة تجذب الفنانين والزوار من جميع أنحاء العالم، حيث تحتوي القرية على العديد من المعارض الفنية والاستوديوهات، كما يمكن المشي في مسار الأوكر وهو مسار مشي يمر عبر المحاجر القديمة، ويُعد تجربة لا بد من خوضها لمن يزور روسيون.

لي إيل سور لا سورغ

تُعرف لي إيل سور لا سورغ بلقب فينيسيا بروفانس، وهي مدينة ساحرة تتميز بقنواتها المائية ومتاجرها العتيقة وأسواقها الحية، وتم بناء المدينة على نهر سورغ وتضفي قنواتها العديدة طابعاً فريداً يذكر بزوارها بمدينة فينيسيا الإيطالية، وبينما تتجولين في لي إيل سور لا سورغ ستأسرك المناظر الخلابة للمجاري المائية والمباني التاريخية، كما تشتهر المدينة بأسواق التحف التي تُعد من الأكبر في فرنسا، وتجذب هواة جمع التحف والزوار من مختلف أنحاء العالم.

كما  تتمتع لي إيل سور لا سورغ بمشهد ثقافي ثري، حيث توجد العديد من المعارض الفنية والمتاحف والمهرجانات التي تقام على مدار العام، و موقع المدينة على ضفاف النهر وهندستها المعمارية التاريخية يضفيان عليها أجواء من الرومانسية والأناقة، مما يجعلها وجهة شهيرة للعطلات الرومانسية عند السياحة في بروفانس الفرنسية.

فازون لا رومان

فازون لا رومان هي وجهة مميزة تقدم لزوارها رحلة عبر الزمن، من آثارها الرومانية القديمة إلى بلدة العصور الوسطى، وتقع هذه المدينة الساحرة في قلب بروفانس، وتحتضن بعضًا من أهم المواقع الأثرية الرومانية في فرنسا، حيث يُهيمن على الجزء السفلي من المدينة بقايا مدينة رومانية، تشمل مسرحًا محفوظًا بشكل جيد وحمامات وفيلات مزينة بفسيفساء جميلة، وتكشف هذه الآثار القديمة عن عظمة الإمبراطورية الرومانية والحياة الصاخبة التي كانت تعيشها المدينة منذ أكثر من ألفي عام.

وفوق هذه الآثار الرومانية تقع البلدة القديمة التي تعود للعصور الوسطى، وهي متاهة من الشوارع الضيقة والمنازل الحجرية والساحات الساحرة، وتسيطر على البلدة قلعة من العصور الوسطى توفر مناظر خلابة تطل على الريف المحيط، كما تتمتع شوارع البلدة القديمة بالمباني التاريخية والكنائس القديمة والمقاهي العتيقة.

موستييه سانت ماري

موستييه سانت ماري هي قرية رائعة تقع في جبال منطقة فيردون وتشتهر بموقعها الجبلي الخلاب وهندستها المعمارية التاريخية، وفن صناعة الخزف، وهي من أبرز وجهات السياحة في بروفانس الفرنسية، وقد بُنيت القرية على جانب جرف، وتنتشر فيها الشوارع الضيقة المتعرجة التي تقودك إلى كنيسة معلقة على قمة الجبل، وتشتهر القرية بالنجمة التي تتدلى بين الجرفين العلويين، وهي رمز لتاريخ القرية الغني وتقاليدها.

وعند التجول في موستييه سانت ماري يمكن الاستمتاع بمناظر الشوارع الخلابة والمباني التاريخية والمناظر البانورامية الجميلة للجبال والوديان المحيطة، كما تُعرف موستييه سانت ماري أيضًا بصناعة الخزف التي اشتهرت بها منذ القرن السابع عشر، وتحتضن القرية العديد من الورش والمعارض الفنية حيث يمكنك مشاهدة هذه القطع الجميلة وهي تُصنع واقتناء قطعة فريدة كذكرى من زيارتك، ورغم صغر حجمها تتميز موستييه سانت ماري بلمسة من الأناقة مع متاجرها الفاخرة ومطاعمها الراقية وفنادقها الفخمة.